السبت 20 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    وصية الشهيد المجاهد: إبراهيم خليل محمد الحو

    آخر تحديث: الخميس، 17 نوفمبر 2016 ، 1:49 م

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، ناصر عباده المستضعفين، وقاهر الطغاة الظالمين، والصلاة والسلام على رسولنا الكريم محمد بن عبد الله وآل بيته الطيبين الطاهرين. وبعد:

    أيها الإخوة الأعزاء: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    أكتب وصيتي هذه والألم يعتصر القلب، والدمع يملأ العين على حال أمتنا التي باتت كالقصعة التي يتداعى عليها الأكلة، فأصبح الجميع ينهش فيها وهي غير قادرة على رد كيد الكائدين، ولا خيانة الخائنين، بيعت هذه الأمة بأيدي حكامها العملاء وأصبحت أمة لا حول لها ولا قوة، حتى بلغ الحال إلى مناصرة أعداء الله على هذه الأمة.

    وما حل بنا أيها الإخوة الأعزاء ما هو إلا نتيجة البعد الشديد عن كتاب الله عز وجل وعن سنة نبيه الكريم، وقد حدثنا رسول الله عن هذه الفترة فقال: (يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى الأُمَمُ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمِنْ قِلَّةٍ يَوْمَئِذٍ؟، قَالَ: أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ الْمَهَابَةَ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ الْوَهْنَ فِي قُلُوبِكُمْ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْوَهْنُ؟، قَالَ: حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهَةُ الْمَوْتِ). [سنن أبي داوود]، هذا هو المرض الخطير الذي حل بأمتنا وهو حب الدنيا واللهث وراء الكراسي والمناصب، حتى لو كان تحالفًا مع الشيطان، سواءً الإنس أو الجن. فالحل واضح أيها الإخوة الأعزاء، وهو السير على منهج الله وسنة نبيه وآل بيته الطاهرين، والذي سيكون رادعًا للوهن ويجعلنا ننعم بالحياة الدنيا في رحاب الجنة أيضًا، ولكن أيها الإخوة الأعزاء يتطلب منا السير على المنهج والنهوض بهذه الأمة أن نقدم أغلى ما نملك رخيصًا في سبيل الله وهي النفس والمال، ومن فضل الله علينا أن الله منحنا الحياة، ثم هو يشتريها منا ويعطينا بدلاً منها رضوانه أولاً، ثم الجنة. ﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ﴾ صدق الله العظيم. [التوبة: 111]، وجعل هذه الحياة تجارة بيننا وبينه، وما أربح التجارة مع الله رب العالمين، حيث قال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ*تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ صدق الله العظيم. [الصف: 10-11].

    إذًا دماؤنا هي التي ستعيد للإسلام روحه، ولنا في الحسين بن علي رضي الله عنهما عبرة كبيرة عندما خرج لمواجهة جيش الطاغية حيث قال: (وإنّي ما خرجت أشرًا ولا بطرًا ولا ظالمًا ولا مفسدًا وإنّما خرجت أريد الإصلاح في أمّة جدّي). وهو يطلب الإصلاح، وضمن هذا الإصلاح أن يقدم نفسه ودمه رخيصًا في سبيل الله ليرتقي إلى العلا شهيدًا هو وآل بيته، وأنا ماض على نفس الطريق أقدم نفسي رخيصة في سبيل الله من أجل دين الله والإصلاح في أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    أيها الإخوة الأعزاء: إن عزة هذه الأمة مرهونة باتباع المنهج الجهادي في سبيل الله، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما ترك قوم الجهاد إلا ذلُّوا). [أخرجه الطبراني]، فوصيتي إليكم جميعًا أيها الناس أن تتقوا ربكم، وتحافظوا على صلواتكم، وأن تجاهدوا في سبيل الله لتكتب لكم الحياة الكريمة. (احرص على الموت توهب لك الحياة) [أبو بكر الصديق]، توهب لك الحياة الأجمل في دولة الإسلام، وفي الجنة هناك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

    والدي العزيز: والله إني أحبك حبًا شديدًا، وما قصرت يومًا في حقي ولا في واجبي، ربيتني على الكرامة وقول الحق دون أن تخشى في الله لومة لائم، وربيتنا على حب الله ومنهجه ورسوله وحب الإسلام والمسلمين، وصيتي إليك يا (والدي) بأن تفرح؛ لأن ابنك سيمضي شهيدًا وأن اللقاء سيكون عند الله جل جلاله.

    والدي: أن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن على فراقك وأهل بيتي، لكن لقاء الله هو الفرح الأعظم والجمع في الجنة هي الحياة الأفضل، فلا تحزن؛ لأن اللقاء أكيد في الجنة.

    أمي الغالية: كفكفي دموع الحزن على الفراق، فالذي مضى في سبيل الله مات، ولكنه يحيا حياة العز والخلود وأقول لك:

    أمي لا لا تحزني                 وافرحي من هجرتي

    إن تُريدي موعدًا                  فغدًا في الجنةِ

    وأقول لك أيضًا:

    أماه ديني قد دعاني للجهاد وللفداء        أماه إني ذاهب للخلد لن أترددا

    أماه لا تبكى علي إذا سقطت ممددا       فالموت ليس يخيفنى ومناي أن استشهدا

    فادعي الله لي يا (أمي) أن يتقبلني شهيدًا، وأرجو من الله أن تكوني ووالدي راضيين عني وادعي الله أن يتقبل مني هذا العمل.

    إخوتي وأخواتي الأعزاء: وصيتي لكم هي أن تتقوا الله، وتحافظوا على الصلاة، وألا تقصروا في (أبي) و(أمي) وأن تحافظوا عليهما وتودوهما، وأن تكونوا يدًا واحدة على الخير، وأن تربوا أبناءكم على حب الله وحب نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم وحب الإسلام. وأقول لكم سامحوني أن كنت قصرت في أحد منكم، وأقول لكم لا تحزنوا يا إخوتي إني شهيد الأمة، آجالنا محدودة ولقاؤنا في الجنة، أسأل الله الجمع بكم في الجنة.

    أصدقاء دربي وأحبائي: إني أحبكم في الله حبًا شديدًا الذي جمعنا في الدنيا على طاعته والجهاد في سبيله. وصيتي لكم: حفظ أمانة الجهاد في سبيل الله، وحمل الدعوة الإسلامية وذلك بتقوى الله العظيم، والحفاظ على صلواتكم في جماعة في المسجد، وخصوصًا صلاة الفجر، وداوموا على قراءة القرآن ودروس الدين والعلم، وعلموا الأشبال وكونوا مشاعل نور على طريق الدعوة والهداية إلى منهج الله وسنة نبيه، وكونوا نارًا وبركانًا على أعداء الله اليهود وغيرهم من الخونة والعملاء، وإني على ثقة بأن الله سيجمع بيننا في الآخرة كما جمع بيننا في الدنيا، وأسأله أن يكون اجتماعنا في الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.

    وكلمة أخيرة إلى الإخوة المجاهدين في (سرايا القدس)، و(القسام) و(الأقصى): وحدوا صفوفكم، وكونوا يدًا واحدة على عدوكم وانبذوا الخلاف فيما بينكم، لا تعولوا كثيرًا على أكاذيب السلام المزعوم، فإن فلسطين لن تعود إلا بالقرآن والبندقية، وأوصيكم بتقوى الله العظيم والعمل من أجل وجهه الكريم.

    وأخيرًا إلى كل من يعرفني أو لم يعرفني: أرجوكم سامحوني، سامحوني. واسألوا الله أن يغفر لي ذنوبي ويتقبل عملي هذا ويجعله خالصًا لوجهه الكريم. أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، وإلى اللقاء في الجنة إن شاء الله.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

    أخوكم الشهيد بإذن الله

    إبراهيم خليل الحو


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد المجاهد زكريا الشوربجي من الجهاد الإسلامي بعد اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال، يذكر أن الشهيد أمضى ما يزيد عن 10 سنوات في سجون الاحتلال

20 إبريل 1993

الهيئة التنفيذية للحركة الصهيونية تنتخب الإرهابي ديفيد بن غوريون رئيساً لها ومديراً للدفاع، وتعتبر نفسها وريثة لحكومة الانتداب الصهيوني

20 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية