الخميس 28 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    وصية الشهيد المجاهد: خالد عوض عوض شحادة

    آخر تحديث: الخميس، 17 نوفمبر 2016 ، 11:48 م

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آل بيته الطاهرين وصحبه المنتخبين ومن سار على دربه إلى يوم الدين.

    الحمد لله القائل في كتابه العزيز: ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ﴾ صدق الله العظيم. [التوبة: 14]، والقائل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ*إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ صدق الله العظيم. [التوبة: 38-39]، أما بعد:

    أحبتي في الله: هذا هو قدرنا، قدرنا أن نقوم بواجبنا المقدس، وهذا القدر الرباني الذي نحياه اليوم لا يعني إلا استمرار تواصلنا الحضاري الذي انقطع منذ عدة قرون، واستمرار جهادنا نحو وجه الله عز وجل، قدرنا أن نكون من أهل ومن أبناء هذا الوطن المقدس والعزيز والمنكوب الذي تمكن فيه العدو الصهيوني الكافر وأعوانه في المنطقة أن يغتصب منا كل شيء. أن يغتصب كل النعم التي أنعم الله بها علينا، فإذا ما تأملنا حولنا ماذا نجد؟! نجد إنسانيتنا مداسة وحريتنا مصادرة.. إرادتنا مسلوبة، ولا نملك من أمرنا شيئًا، فبالله عليكم ما الذي يجبرنا على هذه الحياة؟! ما الذي بقي لنا حتى نحرص عليه؟!

    أدينا المذلة، أدينا الخنوع والخضوع، أدينا الاستسلام للعدو وعملائه وهو يقتل أبناء شعبنا في مكان وبلا هوادة وقطعان مستوطنيه وهو يثيرون الخوف والفزع، وهم يسيرون داخل مدننا وبيوتنا ويحملون كافة أنواع أسلحتهم وعتادهم ولا أحد يحرك ساكنًا. إن الشعوب المؤمنة والشعوب الحرة لا تقبل أن تعيش بمثل هذا الواقع، وكيف وهي تتلو كتاب ربها وتقرأ قوله تعالى: ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ*إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ*وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ﴾ صدق الله العظيم. [آل عمران: 139-141]، وقوله صلى الله عليه وسلم: (لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها). [صحيح مسلم]، وقوله تعالى: ﴿لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ*مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾ صدق الله العظيم. [آل عمران: 196-197]

    إن الموت آتينا لا محالة، فلنختر لأنفسنا موتة شريفة ترضي الله ورسوله والمؤمنين، فإما حياة ترضي الإله، وإما ممات يكيد العدا. إن الهدف الذي خلقنا الله عز وجل من أجله هو أن تتحقق فينا معنى العبادة بشمولها، قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ صدق الله العظيم. [الذاريات: 56]، والعبادة تشمل الصلاة، وتشمل السعي لكسب الرزق، وتشمل الجهاد في سبيل الله، وتشمل كل عمل يتقرب به الإنسان إلى الله. وللسير على هذا الطريق لابد من مواجهة الشدائد والمحن والابتلاءات حتى يتحقق فينا معنى العبودية والخضوع التام لله عز وجل، وعندما نستسلم لشرع الله ولا نقبل مشرعًا غيره _تعالى_ نكون اقتربنا من النصر.

    أهلي الأحباب: كم يعز عليّ فراقكم، وكم يحز في نفسي حالكم بعد فراقي، ولكن يا أحبتي جميعًا، لقاء الله أحب إلي وخير لي من ذلك.

    أهلي الأحباب: لا أريد منكم ذرف الدموع، ولكن أريد منكم أن تصبروا وتقولوا كما قال الله عز وجل: ﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ﴾ صدق الله العظيم. [البقرة: 156]، أريد منكم أن تسامحوني وتدعوا لي الله أن يتقبل مني عملي هذا، وأسأل الله أن يجمعني بكم في مستقر رحمته هناك في الفردوس الأعلى من الجنة.

    أحبتي في الله: إن النصر آتٍ لا محالة؛ لأن الله عز وجل قطع على نفسه عهدًا فقال عز من قائل: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ صدق الله العظيم. [الروم: 47]، فإن لم يكن النصر في زمننا فعلينا أن نكون جسدًا تعبر عبره الأجيال القادمة، فيجب علينا أن نقوم بدورنا الرسالي حتى يكون النصر للأجيال القادمة بإذن الله تعالى.

    أحبتي في الله: عليكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فمن تمسك بهما فلن يضل أبدًا.

    إخوتي في الله: ادعوا إلى الله عز وجل أن يتقبل مني هذا العمل وأن يرزقني مرتبة الشهادة.

    وأخيرًا: لا تقولوا وداعًا، ولكن قولوا إلى اللقاء هناك في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

    اللهم اجعل عملي هذا خالصًا لوجهك الكريم، وبلغنا الدرجات العلى من الجنة، اللهم اجمعنا بحبيبك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه، واجمعنا مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا. سامحوني جميعًا.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

    أخوكم الشهيد بإذن الله

    خالد عوض شحادة


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد سامر صبحي فريحات من سرايا القدس خلال كمين نصبته قوات صهيونية خاصة ببلدة اليامون شمال جنين

28 مارس 2006

اغتيال ستة أسرى محررين في مخيم جباليا بكمين صهيوني والشهداء هم: أحمد سالم أبو إبطيحان، عبد الحكيم شمالي، جمال عبد النبي، أنور المقوسي، مجدي عبيد، ناهض عودة

28 مارس 1994

اغتيال المناضل وديع حداد  وأشيع أنه توفي بمرض سرطان الدم ولكن دولة الاحتلال اعترفت بمسئوليتها عن اغتياله بالسم بعد 28 عاماً

28 مارس 1978

قوات الاحتلال بقيادة شارون ترتكب مجزرة في قرية نحالين قضاء بيت لحم، سقط ضحيتها 13 شهيداً

28 مارس 1948

الأرشيف
القائمة البريدية