الخميس 18 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    وصية الشهيد المجاهد: محمود رجب عبد الرحيم البرعي

    آخر تحديث: ، 18 نوفمبر 2016 ، 00:54 ص
    وصية الشهيد المجاهد: محمود رجب عبد الرحيم البرعي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ صدق الله العظيم. [الحج: 39]

    وقال رب العزة أيضًا: ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ*وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللّهُ عَلَى مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ صدق الله العظيم. [التوبة: 14-15]

    الحمد لله رب العالمين، الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، الحمد لله الذي خص هذه الأمة بأن جعل منها الشهداء، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين وإمام المجاهدين وناصر المستضعفين ومذل المستكبرين، محمدًا بن عبد الله، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. أما بعد:

    يأتي قدر الله في الزمن الذي يتخلى الجميع عن القدس والأقصى، فيلتف حولها سور من الجماجم والأشلاء، يحفظها ويرعاها ويمسح عنها الحزن، ويضمد جراحها، ويرسم البسمة على شفاه الأطفال والثكالى، وتبصق دمًا في وجوه المتخاذلين والمفاوضين الخونة على شرفها مع بني القردة والخنازير من بني صهيون، فإنهم لا يحترمون إلا الأقوياء، فعندما نتمسك بإسلامنا وبسيوفنا وبفلسطيننا يكون النصر حليفنا، ويجئ وعد الإسراء يقوده جيش الإساءة.

    فيا جماهير شعبنا المرابط: لا تنتظروا أحدًا يقرر مصيركم، فالكل يعبث بنا ويتآمر علينا وعلى قضيتنا، فبادروا إلى صُنع المجد والكرامة والحرية بأنفسكم، بدمائكم وأشلائكم وتضحياتكم وعلى قدر ما تضحون، يقترب الوعد، فمستقبل فلسطين مُعلق بسيوفنا، بقرآننا وبإسلامنا.. وبسلاحنا وبعقيدتنا وبجهادنا وبانفجارنا وبدمنا وباستشهادنا ويبقى الكلام للدم وحده ولا لشيء غيره.

    فيا إخوة الطريق.. طريق الإسلام المقاتل المجاهد والمقاوم، أما سمعتم ربكم حينما قال: ﴿وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ﴾ صدق الله العظيم. [البقرة: 191]

    ويا أمتنا الإسلامية: أما استجبتم لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ﴾ صدق الله العظيم. [التوبة: 38]

    فما لكم لا تنفرون؟ أمْ هو الوهن؟ (حب الدنيا وكراهية الموت)، فإن كان الأمر كذلك، فاسمعوا قول الله تعالى: ﴿قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ صدق الله العظيم. [التوبة: 24]

    فهل نرضى لأنفسنا أن نكون من الفاسقين؟! أجيبوني بالله عليكم؟!.. لا وألف لا، فها هي قوافل الشهداء تمضي لتؤكد عشقها للجهاد والاستشهاد في سبيل الله، ولتلفظ كل المتقاعسين الخوالف، الذين أذلوا الأمة بسلامهم المزعوم، وها نحن نتقدم، لا لنموت بل لننتقل من حالة الموت الذي فرضته زمرة أوسلو وأصدقاؤهم الصهاينة، إلى الحياة الأكثر جمالا وبهجة، لِنَهَبَ الأمة مزيدًا من الحياة، وتقدمنا للشهادة إيمانًا عميقًا منا لا جزعًا من الحياة، أو الفقر أو اليأس..!! كما يحلو لبعض اليائسين القانطين أن يرددوا، أما نحن فنتقدم لنرسم ملامح المرحلة القادمة، من أجل آهات المستضعفين ودمائهم على جنبات الطريق، وقبل كل هذا نتقدم ابتغاءً لمرضاة الله عز وجل وحبًا في لقائه، بل واستعجالًا للقائه، ولقاء رسولنا ونبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقًا، وهكذا سنفاجئكم دومًا، سيفاجئكم استشهاديونا من أبناء القسم، من أبناء (سرايا القدس) و(كتائب القسام) وسيباغتونكم دومًا، وسنثبت لكم وللعالم دومًا أننا قادرون على أن نُبقي قضيتنا المقدسة شعلة مضيئة في سماء العالم.

    يا أهلي ويا أحبابي، يا عائلتي المجاهدة الصابرة المرابطة: أعلم وأعرف كما تعلمون وتعرفون وستلاقون أن الفراق صعب، فأنا إن شاء الله، سأكون ثاني عريس يُزف منكم إلى الحور العين أنا ابنكم (محمود) وأخي (أنور) ومن قبل (معين)، فلا تحزنوا ولا تبكوا بل افرحوا، ووزعوا الشربات والحلوى.

    أمي الحبيبة العزيزة الغالية: إن أردت أن أكتب لكِ وعنكِ، فلا يستطيع القلم التعبير، وسأظلمك، ولكني أعلم، كما ربيتني أن نكون صابرين في المحنة، وعند الشدائد، ولذلك أطلب منك، فأنت الكريمة وأنا البخيل، الذي لم يراعِ شعورك كأمٍ، فأنا يا حبيبتي ما كان قلبي قاسيًا، زغردي يا (أمي) زغردي، واحمدي الله على أن جعل أبناءك من الشهداء إن شاء الله، وادعي لنا في كل وقت، وفي كل حين، بأن يجعلنا الله في جنات النعيم، وأن يقبلنا من الشهداء، وأن يجمعنا وإياكم مع نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، ادعي لنا في كل صلاة، وخصوصًا وأنت ساجدة وخصوصًا في صلاة الفجر، فسامحيني.. سامحيني، فنحن المقصرون في حقك دائمًا.

    أبي الحبيب والعزيز: إن أردت أن أقول عنك ولك، فلا يستطيع اللسان النطق، ولكن أعلم أنك كافحت وعملت المستحيل، حتى تجعل منا الرجال الرجال، الذين لا يهابون عدوهم، ويدافعون عن مقدساتهم، ولا ينتظرون الجزاء إلا من الله عز وجل.

    أبتاه: كما علمتنا أنت و(أمي) وكل المجاهدين الأطهار والشهداء (فتحي الشقاقي، محمود الخواجا، يحيى عياش، عماد عقل) ومن قبل (عز الدين القسام، حسن البنا وسيد قطب) رضوان الله عليهم أجمعين، أنتم جميعًا من جعلنا منذ الصغر نعشق الجهاد والاستشهاد، ومنذ ثورة السكاكين ومنذ الانتفاضة الأولى 9/12/1987م، فلا أعلم يا أبتاه كم هو القدر جميل، بأن جعل تاريخ ولادتي في 9/12 حينما كنت أحتفل بذلك اليوم بالجهاد والمقاومة للعدو، كنت أشعر بالعزة والكرامة، فيما كان أطفال العالم يحتفلون بإطفاء الشموع، كنت أنا أشعل الإطارات وأقارع العدو، كم كانت تلك الأيام سعيدة.. ولكن جاءت النكبة التي حرمتني من تلك الأيام، وهي نكبة "أوسلو" وزجوا بنا في السجون، محاولة منهم سرقة الحلم.. حلم الانتصار، الذي أصبح حقيقةً بإذن الله تعالى، حيت انتصر الكف على المخرز في جنوب لبنان، وقامت انتفاضة الأقصى وحققت فكرة الشهيد المجاهد فتحي الشقاقي رحمة الله عليه أن: (فلسطين القضية المركزية في العالم بأسره).

    أبتاه: سيقولون لو أنه كذا أو كذا، لو تزوج لو أنجب ولو.. ولو... ولكن بعد كل هذا، وكل منا ذاهب ويبقى وجه الله، فسامحني.

    إخوتي الأعزاء: وصيتي إليكم (أبي) و(أمي)، فهما أمانة في أعناقكم، وسامحوني.. سامحوني... وأرضعوا أولادكم الجهاد والاستشهاد لا الوهن وحب الدنيا وكراهية الموت.

    إخواني الغوالي: وصيتي إليكم، قبل كل شيء أزواجكم، ثم (أمي) و(أبي)، وسامحوني إنْ قصرت في حقكم سامحوني..

    أقاربي جميعًا: وصيتي إليكم أن أصلحوا ذات البيْن قدر المستطاع، أستحلفكم بالله أن يأخذ كل واحد منكم اللَّوم على نفسه، ولا تجعلوا الشيطان ينفخ في أنوفكم ويفرح لفرقتكم.

    وأقول لكم جميعًا: من يعترض على استشهادي، هل أنت سعيد وأنت عندك كل شيء من أموال وأولاد وزينة؟!

    وأخيرًا":

    النفس تبكى على الدنيا وقد علمت        أن السلامة فيها ترك ما فيها

    لا دارَ للمرءِ بعد الموت يسكنها            إلا التي كان قبل الموت بانيها

    فإن بناها بخير طاب مسكنها              وإن بناها بشر خاب بانيها

    أين الملوك التي كانت مسلطنةً            حتى سقاها بكأس الموت ساقيها

    أموالنا لذوي الميراث نجمعها              ودارنا لخراب الدهر نبنيها

    كم من مدائن في الأفاق قد بُنيت أمست خرابًا وأفنى الموت أهليها

    لا تركنن إلى الدنيا وما فيها               فالموت لا شك يفنينا ويفنيها

    واعمل لدار غدٍ رضوان خازنها            والجار أحمد والرحمن ناشيها

    قصورها ذهب والمسك طينتها              والزعفران حشيش نابت فيها

    ويقول تعالى للمجاهدين: ﴿فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ صدق الله العظيم. [النساء: 74]

    وخير الكلام كلام الله إذ يقول لكم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ * وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ * وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ﴾ صدق الله العظيم. [البقرة: 153-156]

    سامحوني.. سامحوني.. سامحوني..

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

    أخوكم الشهيد بإذن الله

    محمود رجب البرعي


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

قوات الاحتلال ترتكب مجزرة قانا بحق عشرات المدنيين اللبنانيين بعد أن احتموا بمقرات القوات الدولية "اليونيفيل"، حيث تعمدت قوات الاحتلال قصفها

18 إبريل 1996

استشهاد المجاهد أحمد حمدان أبو النجا من سرايا القدس أثناء مهمة جهادية في حي الشابورة بمدينة رفح

18 إبريل 2008

عصابة الهاغاناه ترتكب مجزرة دموية في قرية الوعرة السوداء ذهب ضحيتها ما يزيد عن 15 عربيا

18 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية