29 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    وصية الشهيد المجاهد: محمد صالح محمد الفقي

    آخر تحديث: الثلاثاء، 22 نوفمبر 2016 ، 6:33 م

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، أنزل من آياته في القرآن خير كتاب، ما يحث على النفير والجهاد واكتساب الثواب، ويردع عن الدعة والتثاقل والنكوص عن القتال تجنبًا للعقاب، فقال في محكم التنزيل وهو أصدق القائلين: ﴿فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ صدق الله العظيم. [النساء: 74]، وقال أيضًا: ﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ صدق الله العظيم. [التوبة: 111]

    وأصلي وأسلم على سيدنا محمد رسوله المكرم وحبيبه المعظم، تفديه الأرواح، إذ قاد أهل الخير والصلاح، في معارك الفوز والنصر والنجاح، فكانت عقيدتهم تفتك بالكفار قبل السلاح، صلى الله عليه وعلى آله الأطهار وصحبه الأخيار ذوي الخير الملاح، قال في الحديث الشريف يخبر معاذ بن جبل: (أَلا أُنَبِّئُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ، وَعَمُودِهِ، وَذُرْوَةِ سَنَامِهِ؟: الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ). [المعجم الكبير للطبراني]، وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم: (عُرِضَ عَلَيَّ أَوَّلُ ثَلَاثَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: شَهِيدٌ، وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ، وَعَبْدٌ أَحْسَنَ عِبَادَةَ اللَّهِ وَنَصَحَ لِمَوَالِيهِ). [جامع الترمذي]، وقال كما عند الشيخين أيضًا: (مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْقَانِتِ بِآيَاتِ اللَّهِ، لَا يَفْتُرُ مِنْ صِيَامٍ وَلَا صَلَاةٍ حَتَّى يَرْجِعَ الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى). [صحيح مسلم]

    وبعد أيها الأحباب: فهذه وصيتي أنا العبد الفقير إلى الله عز وجل (محمد بن صالح الفقي)، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن الجنة حق وأن النار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، وأقدم روحي رخيصة في سبيل الله من أجل إعلاء كلمة الله عز وجل، ثم من أجل فلسطين الحبيبة أرض الرباط، شعبها وأرضها ومقدساتها ووفاء للدماء الزكية الطاهرة، التي ما زالت تعطر ترابنا المقدس. واستكمالاً على طريق ذات الشوكة التي سلكها إخواننا الذين سبقونا بالإيمان، وفازوا بالشهادة وعلى رأسهم الفارس المجاهد قمر الاستشهاديين الحبيب الغالي (سالم أبو زبيدة) (أبو معاذ).

    إلى أمي الغالية: نحن الرجال وهم يا (أمي) أشباه..

     Ø£Ù…اه لا تشعريهم أنهم قتلوا                لا تسمعيهم منكِ أواه

    أرضعتني بلبان العز في صغر             لا شيء من سطوة الطاغوتٍ أخشاه

    أماه بايعت ربي واعتصمت به             ما كنت أعرف درب الخيرٍ لولاه

    أيتها الحبيبة: الصبر الصبر، والثبات الثبات، فما أنا إلا أمانة استودعك الله إياها واليوم ترد الودائع إليه، فالحمد لله الذي شرفك باستشهادي على طريق الشهداء والصالحين والصديقين، فتزيني يا (أمي) اليوم بالبسمة، وتجملي بالزغاريد، واكتسي بحلل من الثياب زاهية، فهذه ساعات الزفاف التي طالما حدثتني عنه، زفافي إلى الحور، أبهى من كل أعراس الدنيا الفانية.

    أماه: أكثري من الدعاء لي بأن يتقبلني الله من الشهداء، لكي أكون شفيعك عند المولى بإذنه، وسامحيني أيتها الغالية.

    أبي الحبيب الصابر: يا نور العين، ويا سكينة الفؤاد، ويا عنوان الصبر، لطالما تشرفت بك في حياتي، وأنت تسطر مثالاً للرجل العابد الطائع لربه، والحافظ لحدوده، ها أنا اليوم أكون سفيرك إلى الآخرة، أبلغ أهل السماء أنك من غرست طيبا، وتحصد اليوم طيبًا بإذن الله.

    أبي: يا مدرسة الفجر، وأستاذ الليل، هذه لحظات الصبر والثبات، فَأَرِ الله عز وجل من نفسك خيرًا، لعل الله أن يكتبك في الصابرين، الذين يوفون أجرهم بغير حساب، أكثر من الدعاء لي بالرحمة والقبول، وسامحني أيها الغالي على تقصيري معك في حياتي.

    إلى أشقائي الغوالي وشقيقاتي الغاليات: إليكم يا من أذقتموني طعم الحياة، وسقيتموني سقيا السعادة، وصيتي ألا تتنكبوا طريق الله عز وجل فيسحتكم بعذابه، فما الدنيا إلا متاع زائل وما عند الله خير وأبقى، أكثروا من الطاعات والقربات إلى الله عز وجل، ومدوا جسور المحبة بينكم، ولا تنسوني من الدعاء إلى أن نلتقي في الجنة، مني لكم ألف سلام.

    أهلي الأحباب: أعلم أن الفراق صعب، ولكن لقاء الله عز وجل يدغدغ الفؤاد، ويهز أركان النفس، فواشوقاه إلى نور الله عز وجل، واشوقاه إلى النبي الكريم، والصحبة الطاهرة، (أبي بكر) و(عمر) و(عثمان) و(علي) و(الحسن) و(الحسين)، واشوقاه إلى (سالم) و(محمد) و(الشقاقي) و(الياسين)، ومن سبق من إخواننا الشهداء، لا تحزنوا يا أحبابنا، واحتسبوني شهيدًا أصبح في ملكوت أرحم الراحمين، فالحور تنتظره، والجنة تتزين له، وتيجانها تتلهف عليه وعلى والديه، واعلموا أن الشهداء قد غرس الله كرامتهم بيده، وختم عليها فلم تر عين، ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر، استغفروا الله لي، وادعوا لي بالقبول.

    إخواني الأحباب، وأصدقائي الأعزاء: لا تحزنوا أيها الغوالي، فما نحن إلا بعض من قوافل الشهداء الممتدة في جرحنا، والمستمرة حتى تحرير كامل ترابنا، أتكلم لكم بلسان حال من رحلوا من قبلنا، فأقول دعوا يا أحبابنا النحيب والبكاء، فما تلك إلا شيمة الأطفال والنساء، وما نحن إلا رجال أشداء، وما كان من شيمتنا ذرف الدموع وإنما جعلنا لسفك الدماء، وإننا لنرى أن عزائم الأمة اليوم قد ارتخت، وأركانها قد خارت، فما بقي للرجال إلا أن يحفظوا شرفهم حتى ولو جعلوه ذلك في منيتهم.

    وإذا لم يكن من الموت بد        فمن العجز أن تموت جبانًا

    فلتكتب أرض فلسطين الطاهرة أنها ضمت بين جنباتها وحوت في أحشائها رجالاً رحلوا على العهد، حفظوا الوصية وما أعطوا في دينهم الدنية، كفكفوا دموعكم واحملوا سلاحكم وأكملوا الدرب.

    أخي إن ذرفت علىّ الدموع                وبللّت قبري بها في خشوع

    فأوقد لهم من رفاتي الشموع                وسيروا بها نحو مجد تليد

    أوصيكم: بصلاة الفجر، وقيام الليل وصيام النوافل، ولا تنسوني من دعائكم، ولا تقطعوني من الزيارة حتى أستأنس بكم ونلتقي في الجنة.

    أبا الوليد: أيها الغالي، يا من شعرت بصحبتك بأعظم نعمة أنعمها الله عز وجل على عباده من بعد نعمة الإسلام، ألا وهي نعمة الحب والأخوة في الله، فكنت لي الأخ والصديق، أرى بعينيك وأسمع بأذنيك وأشعر بشعورك، كنا بصدق روحًا في جسدين.

    أخي الحبيب: لقاؤنا على منابر من نور في جنة الرحمن بإذن الله، سامحني، واحفظ وصيتي.

    وختامًا: أوصي أهلي الأحباب أن يبرئوا من ذمتي أي دين وإن كان صغيرًا، وأن يجتهدوا في ذلك، وأرجو من كل من عرفني أو لم يعرفني وسمع باستشهادي، أو سمع هذه الكلمات أن يسامحني ويستغفر الله لي.

    أرجو من أبي الحبيب الالتزام في تشييعي بما يلي:

    أولاً: أن يُصلى علي في مسجد الشهيد المعلم الدكتور (فتحي الشقاقي)، وأن أُدفن في البريج بجوار أخي الغالي (سالم) (أبو معاذ).

    ثانيًا: أن يغسلني إن وجب ذلك شيخنا الحبيب (زياد أبو الحاج) (أبو عبد الله).

    ثالثًا: أن يصلي علي أخي الحبيب (محمد مشمش) (أبو ذر).

    رابعًا: أن يلحدني في قبري الشيخ الحبيب (أبو الحسن السطري).

    وإني أبرأ إلى الله عز وجل من كل عمل يخالف شرع الله وسنة نبيه. اللهم أكتب أسماءنا في السعداء، وباعد بيننا وبين الأشقياء، واجعل أرواحنا مع الشهداء، واسقنا من يد نبيك المصطفى شربة ماء، إنك يا ربنا سميع قريب مجيب الدعاء، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصل اللهم وسلم وبارك على النبي محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

    أخوكم الشهيد بإذن الله

    محمد صالح الفقي


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر محمد محمود حسين جودة من مخيم جباليا بغزة بسبب نوبة قلبية وكان الأسير قد أمضى 10 سنوات في السجون الصهيونية

29 مارس 2001

الاستشهادي أحمد نايف اخزيق من سرايا القدس يقتحم مستوطنة نيتساريم المحررة وسط القطاع فيقتل ويصيب عدداً من الجنود

29 مارس 2002

الاستشهاديان محمود النجار ومحمود المشهراوي يقتحمان كيبوتس "يد مردخاي" شمال القطاع فيقتلا ويصيبا عددا من الجنود الصهاينة

29 مارس 2003

قوات الاحتلال الصهيوني بقيادة شارون تبدأ باجتياح الضفة الغربية بما سمي عملية السور الواقي

29 مارس 2002

الاستشهادية آيات الأخرس تنفذ عملية استشهادية في محل تجاري في القدس الغربية وتقتل 6 صهاينة وتجرح 25 آخرين

29 مارس 2002

قوات الاحتلال الصهيوني تغتال محي الدين الشريف مهندس العمليات الاستشهادية في حركة حماس

29 مارس 1998

الأرشيف
القائمة البريدية