السبت 20 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الشهيد الفارس كامل قريقع.. رجل الإعداد وفارس الميدان

    آخر تحديث: الإثنين، 22 مايو 2017 ، 02:25 ص

    شهداء الإعداد والتجهيز رجال مجهولون في الأرض معرفون في السماء, يعملون بصمت وخفاء في هذه الحياة الدنيا, لا يظهرون ولا يُعرفون فيها إلا وهم يزفون إلى لقاء الله شهداء، هم الجنود الذين يعدون العدة ليوم المواجهة مع العدو الصهيوني، حتى إن غابوا عن الساحة بأسمائهم ولكنهم موجودون بما صنعوه لهذا اليوم, فباستشهادهم تبقى قناديل المقاومة مسرجة بدمائهم الطاهرة، وفي كل جولةٍ تكشف ميادين النزال بصمات أفعالهم..

    "كامل تيسير قريقع" أحد مجاهدي وحدة الهندسة والتصنيع الحربي, وواحد من مئات الجنود المجهولين الذين ساهموا بشكل واضح في العمل على تطوير القدرة الصاروخية لسرايا القدس، ليكونوا فرسان الإعداد والتجهيز الذين امتثلوا لقوله تعالى "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة".

     

    ميلاد ونشأة الفارس
    مع بزوغ فجر الثامن من يوليو للعام 1993ØŒ كانت فلسطين كل فلسطين وبالتحديد حي الشجاعية على موعد مع ميلاد فارسنا المجاهد " كامل تيسير قريقع "ØŒ لينشأ ويترعرع  في أحضان عائلة محافظة ملتزمة، تربت على حب الجهاد والمقاومة والتضحية، وقدمت العديد من أبنائها شهداء فداءً لله والوطن, رباه والده فيها على تعاليم الإسلام الحنيف، وأنبتته أمه نباتاً حسناً وربته على عشق الأرض وحب الوطن، فكان مجاهدنا باراً مطيعاً لوالديه يقبل أيدهما كل صباح قبل الخروج إلى دراسته وعمله وعند العودة وحتى قبل أن يتوجه إلى فراشه كان يمر على والدّيه لكي ينال رضاهما ويلبى لهم ما يحتاجونه, كثير السؤال عن والدته في غيابها وعند دخوله المنزل لا يفارقها إلا عند خروجه من المنزل للعمل أو الدراسة, وكان يصل رحمه باستمرار، مطيعاً ورحيماً ومحباً لإخوانه وأخواته وعطوفاً عليهم.

    مسيرته التعليمية..
    تلقى كامل تعليمه الابتدائي في مدرسة صفد, فكان طالباً مميزاً  متفوقاً في دراسته, ثم درس المرحلة الإعدادية في مدرسة "الحرية"  Ùˆ انتقل لدراسة المرحلة الثانوية في مدرسة تونس الخضراء فكانت علاقته بزملائه قوية ومحبوباً من الجميع، واصل مجاهدنا مسيرته التعليمية  حتى التحق بجامعة الأزهر تخصص سكرتارية طبية, ثم انتقل إلى جامعة القدس المفتوحة ليدرس إدارة صحية، فعرف بين أصدقائه الطلاب بأخلاقه العالية وأدبه وهدوئه, وسعة صدره ومسامحته لمن أساء إليه وكان محل حب وتقدير من مدرسيه الذين شهدوا له بأخلاقه الحميدة والهدوء الشديد والاحترام في المعاملة والتفوق في الدراسة فكان من المميزين في دراسته وأدبه وأخلاقه العالية الرفيعة.

    قلب معلق بالمساجد..

    تربى مجاهدنا " كامل" منذ الصغر في بيوت الله وعلى موائد القرآن، فكان ملازماً للمسجد منذ صغره، وازداد تعلق قلبه بالمساجد فكان محافظاً على كافة الصلوات الخمسة في مسجد "الفضيلة", ويحرص على أن يكون في الصف الأول، كما شارك إخوانه في العديد من أنشطة المسجد وكان يحث الجميع على الالتزام في المسجد والدعوة إلى الله وحضور اللقاءات الدعوية والإيمانية والالتحاق بمراكز التحفيظ، وعمل مجاهدنا محفظاً لكتاب الله في مسجده، بالإضافة إلى إلقاء الجلسات والدروس الدعوية, حتى أصبح أحد أعمدة المركز ومن الإخوة المؤثرين في مسجد الفضيلة.

    الإنسان الملائكي
    الشهيد كامل ذلك الشاب الفذ صاحب الوجه البشوش والابتسامة الصادقة التي تجذب القلوب،الكتوم بعمله الطيب بأفعاله وأخلاقه، كان طيب القلب  حسن المظهر بسيط في تعامله مع الناس بشوش الوجه, كل من يراه يحبه بسبب تواضعه ومعاملته وأخلاقه العالية الرفيعة، فكان لقبه بين الشباب بـ "الإنسان الملائكي "ØŒ كما تميز مجاهدنا بحب مساعدة الآخرين وإدخال السرور في نفوس الجميع، فكان يشارك أصدقائه أفراحهم وأتراحهم, Ùˆ يدفع من ماله الخاص من أجل أصدقائه ومساعدتهم في أي أمر يحتاجونه، وكان مجاهدنا ما أن يسمع عن حملات لمساعدة الفقراء والمحتاجين حتى يكون أول المبادرين والمتقدمين للعمل فيها, يمد لهم العون ولا يبخل عليهم أبداً حتى في أشح الظروف عليه.

    في صفوف الجهاد الإسلامي
    نظراً لتعلق قلب مجاهدنا الفارس بحب الجهاد والمقاومة، فقرر الالتحاق بركب المجاهدين، وكان خياره الذي انتمى إليه الجهاد الإسلامي منذ مطلع العام 2006، فبرز في صفوف الجهاد الإسلامي، وكان يشارك إخوانه في كافة الفعاليات والأنشطة، وفي تشييع جثامين الشهداء معتبراً ذلك جزءاً من واجبه تجاه دينه ووطنه ومسيرته الجهادية، كما كان مجاهدنا من الفاعلين في صفوف الرابطة الإسلامية في مدرسة"تونس الخضراء"، حيث كان ضمن الهيئة الإدارية للمدرسة في الرابطة الإسلامية، ثم عمل منسق اللجنة الثقافية في الرابطة في جامعة القدس المفتوحة، الطلابية، ونظراً لنشاطه وتميزه في العمل تم تعينه نائباً لمنسق الرابطة داخل الجامعة, وكان معروفاً بين الطلاب بتواضعه وأخلاقه الطيبة, أحبه الجميع من الأطر الطلابية داخل حرم الجامعة وخارجها، وكانوا يتسابقون لتنفيذ أعمال مشتركة معه لخدمة الطلبة.

    في صفوف سرايا القدس
    بعد العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة عام 2009، تحقق حلم فارسنا بالانضمام إلى ركب المجاهدين في صفوف سرايا القدس بعد محاولات عديدة وإلحاح على إخوانه فكان له ما أراد.

    منذ انضمامه لصفوف سرايا القدس، أظهر فارسنا المقدام شدته وقوته وصلابته في العمل الميداني, حيث عمل جندياً مجاهداً ملتزماً ضمن صفوف السرايا بكتيبة حطين في لواء غزة،كما تلقى فارسنا المقدام العديد من الدورات العسكرية التي تؤهله لأن يكون مجاهداً صنديداً على مستوى عالٍ من الخبرة والقدرة القتالية، ونظراً لما كان يتمتع به مجاهدنا كامل من السرّية والكتمان والشجاعة خلال عمله، رأى الأخوة في وحدة الاستشهاديين التابعة لسرايا القدس أن يكون كامل أحد مجاهدي هذه الوحدة، وبعد عمله في هذه الوحدة تم اختياره لأن يكون  أحد أفراد الوحدة الصاروخية الخاصة في لواء غزة، حيث شارك في العديد من مهمات إطلاق الصواريخ باتجاه أراضينا المحتلة في معركة "كسر الصمت"ØŒ كما كان له بصمة واضحة في قصف المغتصبات والبلدات الصهيونية في معركة "البنيان المرصوص".

    ونظراً لحس مجاهدنا الأمني وسرّيته التامة وتفانيه في العمل وقع الاختيار عليه ليكون أحد العناصر في وحدة الهندسة والتصنيع الحربي، حيث واصل الليل بالنهار مع إخوانه في العمل على إعداد وتصنيع  وتطوير الصواريخ المحلية، وكان له دور بارز وواضح مع إخوانه في تطوير صواريخ براق 70 وبراق 100 التي دكت بها سرايا القدس تل أبيب والمغتصبات الصهيونية الأخرى، كما كان لها دور بارز في صناعة النصر مع اخوانه في معركة البنيان المرصوص.

    المجاهد الكتوم
    تميز كامل بالسرّية التامة حتى عن أهل بيته وأصدقائه وكل من عرفه، فلم يكن أحد يعرف أن كامل ينتمي إلى صفوف سرايا القدس ويعمل ضمن وحدة الهندسة والتصنيع، وقلة قليلة من يعرفون أن كامل في صفوف الجهاد الإسلامي، لكن لا أحد يعرف أنه في الجهاز العسكري وما هي طبيعة عمله, فكان استشهاد كامل بمثابة مفاجأة للجميع عن طبيعة عمله, كيف لشاب في مقتبل العمر أن يعمل في هكذا مجال وأن ينجز ويصنع ويطور مع إخوانه بصمت دون أن يشعر به أحد، فكان مجاهداً كتوماً يتمتع بأعلى درجة السرّية، فلم تعرف والدته عنه شيئاً إلا بعد فترة طويلة عندما كانت تغسل له ملابس العز والكرامة دون أن يبوح لها بشيء عن تفاصيل عمله.

    أحب الله لقائه
    شقيق الشهيد أشار بأن كامل "رحمه الله" قد استشهد مرتين، وكأن الله خيره ما بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة، حيث توقف قلب كامل أكثر من 30 دقيقة والأطباء حاولوا إنعاشه وهو واقف تماماً وفي غيبوبة، Ùˆ أفاق بعدها ليعود إلي الحياة مجدداً من أجل ان يرتقي وهو يعد العدة لقتال أعداء الله والمؤمنين، واستطرد في القول:"  أخذه الله إلى جواره فهو أحب لقاء الله فأحب الله لقائه، وليزف إلي الحور العين شهيداً في الوقت الذي كانت عائلته تجهز لزفه عريساً في الدنيا.

    رحلة الخلود..
    لابد أن تأتي لحظة الرحيل إلى عالم الآخرة، فكان ارتقاء شهيدنا " كامل قريقع" كما تمنى وأحب شهيداً في سبيل الله دفاعاً عن ثرى هذا الأرض، كيف لا وهو يقول يا رب خذ من دمي وأشلائي حتى ترضى، ففي الرابع من مايو للعام 2017 رحل فارسنا إلى جوار ربه وهو يعد العدة ويجهز ليوم النصر والتحرير.

    الأم الصابرة
    كان خبر استشهاد مجاهدنا كالصاعقة على والدته التي لم تكن تعلم أن ابنها ضمن صفوف المقاومة نظراً لسرّيته التامة، وما هي إلا لحظات حتى أنزل الله سكينته عليها حيث تقول " أول ما جاء  في أذني عندما يسأل الله الملك هل عبدي حمدني، هل عبدي شكرني فأصبحت أكبر وأحمد الله وأقول إنا لله وإنا إليه راجعون اصطفيت ابني إلك يا رب Ùˆ أخذت أسجد شكراً وحمداً لله، فلله ما أخذ ولله ما أعطى، وكامل مش خسارة في ربه"ØŒ وتضيف بعد رؤيتي لما صنع كامل عرفت أنه كان يعشق عمله ومخلصاً له من أجل إرضاء الله وازددت فخراً بكامل وصنيعه الذي لم أكن أعرف عنه شيئاً.

    كرامات الشهيد
    يروي أحد الأخوة الذين يعرفون الشهيد كامل، بأنه جاءته رؤية في المنام بأن رأى كامل في ضيافة المصطفى صلى الله عليه وسلم في قارب يسير في البحر، وكان كامل يرتدي الثوب الأخضر لباس أهل الجنة وعلى رأسه طاقية مكتوب عليها الشهداء..

    وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أخذه تحت إبطه، وكان كامل في سعادة شديدة فكانت طواحينه قد بانت من كثرة السعادة والضحك، فسأله هل شعرت بوجع لحظة استشهادك، فرد عليه كامل بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم بأن الشهيد لا يشعر بالوجع إلا كوخزة الإبرة، وأخبره أنه في ضيافة المصطفى منذ اليوم الأول لاستشهاده.

    المصدر/ الاعلام الحربي لسرايا القدس


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد المجاهد زكريا الشوربجي من الجهاد الإسلامي بعد اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال، يذكر أن الشهيد أمضى ما يزيد عن 10 سنوات في سجون الاحتلال

20 إبريل 1993

الهيئة التنفيذية للحركة الصهيونية تنتخب الإرهابي ديفيد بن غوريون رئيساً لها ومديراً للدفاع، وتعتبر نفسها وريثة لحكومة الانتداب الصهيوني

20 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية