19 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الشهيد حمزة أبو الرب القتال حتى الشهادة

    آخر تحديث: السبت، 29 ديسمبر 2018 ، 11:10 ص

    قباطية منجم الأبطال ومعقل الجهاد الإسلامي وقبلة المجاهدين ومصنع الاستشهاديين .. في قباطية تضرب جذور التحدي أطنابها.. وفي قباطية يحلق الفخار ويسمو فوق حطام الدنيا.. وفي قباطية يعلن الثأر أن النصر قادم لا محالة.. وفي قباطية تعلو رايات السرايا خفاقة صافعة كل المتخاذلين.. وفي قباطية نشأ القائد حمزة أبو الرب.

    الميلاد والنشأة
    في قباطية قضاء جنين ولد الشيخ المجاهد حمزة محمد خليل أبو الرب في 31/12/1962. ونهل العلم في مدارس البلدة حتى وصل الى الصف الثامن الأساسي ولضيق الحال لم يتمكن من إتمام دراسته ليعمل وينفق على أسرته. نشأ حمزة وترعرع في المسجد القديم وسط بلده قباطية.. فدخل الإيمان قلبه وأخذ عدة دورات في تجويد القرآن... ظل نشاطه مميزا في المجال الدعوي حتى بات يعرف بالشيخ حمزة لورعه ومواظبته على تلاوة القرآن ودروس الوعظ والإرشاد للصغار في مساجد البلدة.. وكان مجوّدا بارعا متقنا لتلاوة القرآن الكريم لأربع قراءات. يوزع وقته بين المسجد حيث يعلم الصغار التجويد والمصارعة بين خدمة والده ووالدته المقعدة وحتى والد زوجته المريض كان يعنى به بنفسه فكان يسترق الوقت الذي يتمكن فيه من الوصول للبلدة خلال مطاردته الطويلة والتي استمرت عام ونصف العام قبل استشهاده رحمه الله ليصل إلى بيت حماه ويرعاه.

    مشواره الجهادي
    كان حمزة من الرعيل الأول لحركة الجهاد الإسلامي في منطقة جنين بعد انضمامه للحركة بملازمته المجاهد عصام براهمة. هذا هو الشهيد حمزة الذي تكلمت سطوره الصامتة فكان الرد بمواقفه البطولية والتي ظهرت في الانتفاضة الأولى فكانت مشاركته الفاعلة في مواجهات الحجارة جرح برصاصة في الصدر ولم يثنه ذلك عن مواصلة الجهاد. المجاهد حمزة أبو الرب وهو مهندس العبوات الناسفة كان له دورا فاعلا في زرع العبوات الناسفة وتصنيعها إذ تم ضبط مجموعة العبوات في بيته عام 1991 Ù…. فقد اشترك مع الشهيد إياد صوالحة في تصنيع العبوات.
    نذر أبو الرب حياته لتوسيع دائرة نشاط الجهاد الإسلامي وترسيخه في جنين. فكان شغله الشاغل انضمام أكبر عدد ممكن ممن يقع عليه اختياره من صفوة الشباب في البلدة والمناطق المحيطة بها لحركة الجهاد الإسلامي.

    جوادٌ كريم
    وكان الشيخ حمزة جواداً معطاءً حنون القلب يبذل في سبيل الله للفقراء والمحتاجين ويؤثر الناس على نفسه. تذكر زوجته موقفا قبل استشهاده بيوم عندما حضرت إحدى النساء ولها عائلة فقيرة وطلبت مساعدة من بيت الشيخ ولكن زوجته لم تكن تملك النقود وعندما حدثت زوجها أخرج من جيبه المبلغ الذي يملكه وحزم لها بعض المؤن من بيته وأرسل زوجته الى بيت تلك المرأة في جنح الظلام لتعتذر لها وتقدم لها المساعدة.
    تصف أم محمد زوجته حياتها معه فتقول: "كان الشيخ متقشفا يؤثر للآخرة على الدنيا" لا نكاد نطلب غرضا من كماليات البيت حتى يبادر بالرفض لأنه يعتبر أي شيء يفيض عن حاجاتنا الأساسية ابتعادا عن الآخرة التي يحلم بها ويتوق إليها" حتى تعودنا منه على النمط من العيش". اعتقل الشيخ المجاهد أربع مرات وقضى خلف القضبان الصهيونية ما مجموعه خمس سنوات. أبو الرب هو أب لأربع أولاد وابنتين، بات المطلوب الأول في جنين بعد كشف أمر تخطيطه لعدة عمليات استشهادية وتأسيس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في جنين.
    في خضم سياستها التعسفية للعقاب الجماعي قامت سلطات الاحتلال الصهيوني بهدم البيت المكون من طابقين على محتوياته وتشريد أسرته وذلك بتاريخ 28/9/ 2002 مما حدا به لاستئجار بيت قريب من الطريق العام في مدخل قباطية محاط بعدة بيوت.

    ليلة الرحيل
    إنها ليلة 26/12/2002 المطر ينهمر غزيرا والبرد قارس والأجواء عاصفة.. لكنها لم تكن كأي ليلة شتاء أخرى في قباطية فقد تحولت سماء البلدة الى اللون الأحمر بعد إطلاق دفعات من المضيئات. بعد أن حاصرت قوة عسكرية صهيونية بيت الشيخ حمزة "أبو اسلام" وبدأت مكبرات الصوت تصدح منادية على "يوسف أبو الرب "أي حمزة بالخروج من البيت وتسليم نفسه. مرت ثلث ساعة على هذه الحال. دون أي رد فعل.
    وعن هذه الليلة تقول أم محمد: "ما إن سمعنا صوت المكبرات حتى عرفنا فورا أن هذه الليلة لن تمر دون دماء.. " تحرك الشيخ حافي القدمين باتجاه المطبخ الذي يبتعد عن مرافق البيت وقد هب منتشيا وهو يردد سأستشهد أخيراً!!".
    أم محمد زوجة الشيخ حمزة تقول: "في تلك الليلة بدأ الشيخ ينظف بندقيته ويعبئها بالذخيرة وقد ملأ جيوبه بكميات منها" ثم نظر إلي وقال: "سأستشهد بإذن الله وستكونين ملكة متوجة على حوريات الجنة".
    وتضيف: "لم تكن المرة الأولى التي يتحدث بها الشيخ عن الجنة والرحيل إليها والشهادة التي يتمناها ولكن شيئا في صوته جعلني أوقن أن أمنيته ستتحقق في تلك الليلة". وتضيف: "تجمدت الدموع في عيني وحاولت إخفاء توتري لكنه التفت إليَّ وقد شعر بما أنا فيه وأوصاني بألا أبكي ولا أنوح ولا أصرخ بعد استشهاده وطلب مني أن أوزع الحلوى احتفالا وابتهاجا". 
    مضت فترة قصيرة من الوقت ثم أجبرت القوة الصهيونية عائلة الشيخ حمزة على الخروج من المنزل. كل من زوجة الشيخ "أم محمد" وأولادها محمد وعبد والصغير مصطفى والبنات أسماء وإسلام جلسوا على الوحل والمطر ينهمر غزيرا فوق رؤوسهم.. ثم بدأ إطلاق النيران.. تقول أم محمد: "استعد الشيخ وتحصن في مكان آمن بعيد عن مرمى النيران وأخذ يطلق كل باغتين معا ونيرانه تصيب الجنود وسرعان ما حضرت سيارات الإسعاف لتنقل الجرحى الذين تعالى صراخهم.. رأيت وأولادي أكثر من خمس جرحى وأقسم جيراني على وجود قتلى بينهم، فقد غطي جثث اثنين منهم بأكياس سوداء ونقلتهم المروحيات".
    وتضيف أم محمد: "حالة من السخط والغضب سيطرت على قائد الهجوم فتوجه إلي وأجبرني على التحدث مع الشيخ عبر مكبرات الصوت ومطالبته بالاستسلام "وفي خطوة ماكرة أخبرني أنه سيعتقل الشيخ وسأتمكن من زيارته إن هو سلم نفسه، ولكني كنت واثقة من خداعهم فحمزة يعرف أنه مطلوب للتصفية وليس للاعتقال وإدراكه لهذه النقطة يجعله يستميت في المقاومة ولا يسلم نفسه ليصفى أمام أعيننا".
    وبالفعل قامت أم محمد بما طلب منها ولكن الرد كان حاسما فاستمر حمزة بالمقاومة واطلاق النيران حتى أصاب جندي آخر !. عندها بدأ قائد الهجوم باتخاذ أسلوب آخر للقضاء عليه فرسم بمعاونة الأسرة مخطط للبيت ثم طلب من "العبد" الابن الأوسط للشيخ بالدخول لاستقصاء مكان والده ومعرفة عدد المقاومين معه.
    دخل عبد إلى البيت وغاب قرابة الربع ساعة توقف خلالها اطلاق النار ثم خرج وعلامة الفرح ترتسم جلية على وجهه. أكد للقائد أن والده بمفرده وأنه يرفض الاستسلام. وعندما رجع بين أفراد الأسرة التي تنتظر أحداث تلك الليلة في العراء أخبر والدته بما رأى فقال: " كان والدي في أقصى حالات الاسترخاء والهدوء رغم إصابته بشكل طفيف وقد تحصن بالمطبخ وكان قد احتسى الشاي وطلب مني أن اهتم بالعائلة وعبر عن سعادته بقرب الرحيل إلى الجنة وقال: (أخبرهم أني سأقاوم حتى الرمق الأخير) وقال بالحرف الواحد: (من أرادني فليدخل ويواجهني رجلا مقابل رجل)".

    أي رجل أنت يا حمزة!. هكذا كان لسان حال الجيران ينطق بدون كلمات.. سيما بعد إطلالة الصبح على قباطية.. وقدوم تعزيزات أخذت تقصف البيت بقذائف "الانيرجا" مما أدى إلى اشتعال النيران في جزء منه. وبدأت الجرافة تهدم البيت ولآخر لحظة كانت القوة الصهيونية واثقة أن حمزة برفقة ثلاثة أو أربعة مقاومين. 
    ثم أخرج جثمان حمزة من تحت الأنقاض وجاء قائد الهجوم وأخبر محمد أن والده مات! فلم يتمالك محمد نفسه وهجم على الضابط واشتبك معه بالأيدي وهو يردد "سأنتقم منكم يا قتلة" فانهال عليه الجنود بالضرب المبرح حتى انهار وارتمى على الأرض وسط صراخ والدته وإخوته. 
    تقدم قائد الهجوم من العائلة المفجوعة بفقد الشيخ حمزة رب الأسرة ومعيلها وقال: "يوسف قاتل أرسل عمليات داخل الكيان الصهيوني وقتل أبرياء! وقد كنا نريده حيا لنقتله".  Ù„قد عبر هذا القائد الصهيوني عن العقلية الإجرامية لمن يتشدق بالمبادئ الإنسانية ويمثل أمام الدنيا البراءة.
    لم يكن مقتل حمزة أبو الرب ضربة قاسية وجهت لحركة الجهاد الإسلامي كما ظن الكيان العبري بل ومضت قوية جعلت سرايا القدس على أهبة الاستعداد وسرعان ما جاء الرد على استشهاده في عملية استشهادية نفذها الاستشهادي ربيع أحمد كامل زكارنة وهاني زكارنة وقتل فيها ثلاثة من الصهاينة وجرح العشرات وذلك في كيبوتس في العفولة بتاريخ 12/1/2003. وكذلك في اليوم التالي لاستشهاد القائد حمزة أبو الرب، اقتحم الاستشهاديين أحمد الفيقة ومحمد شاهين مستوطنة عتنائيل – جنوب مدينة الخليل – فتمكنوا من قتل 6 صهاينة وأصابوا العشرات.

    (المصدر: سرايا القدس، 26/12/2003)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

بداية الإضراب الكبير في فلسطين

19 إبريل 1936

الاستشهادي أنس عجاوي من سرايا القدس يقتحم مستوطنة (شاكيد) الصهيونية شمال الضفة المحتلة، فيقتل ثلاثة جنود ويصيب عددا آخر

19 إبريل 2003

تأكيد نبأ استشهاد القائد المجاهد محمود أحمد طوالبة قائد سرايا القدس في معركة مخيم جنين

19 إبريل 2002

استشهاد المجاهد عبد الله حسن أبو عودة من سرايا القدس في عملية استشهادية وسط قطاع غزة

19 إبريل 2002

الاستشهاديان سالم حسونة ومحمد ارحيم من سرايا القدس يقتحمان محررة نيتساريم وسط قطاع غزة ويوقعان عددا من القتلى والجرحي في صفوف الجنود الصهاينة

19 إبريل 2002

عصابة الهاغاناه تحتل مدينة طبريا، حيث سهل الجيش البريطاني هذه المهمة وقدم المساعدة على ترحيل السكان العرب، وانسحب منها بعد يومين تماماً

19 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية