الخميس 18 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الإستشهادى حاتم الشويكي: بطل عملية التلة الفرنسية

    آخر تحديث: الخميس، 11 إبريل 2019 ، 08:04 ص

    ويستمر شلال الدم الطاهر على ارض الوطن... ولا زالت خليل الرحمن تزهر الزنابق والرياحين... إنهم الشهداء الذين يعانقون ذروة المجد على الدوام... وتظل عيونهم شاخصة و دائمة السهر من اجل الوطن والشعب... لأنهم يختزنون في دمهم الطاهر هموم الأمة وأحزانها... ويكابدون الشوق، ويعرفون مدى الحنين والألم... متلهفين على الدوام إلى العناق الأبدي مع القمم الشماء التي لا تطاولها إلا الهامات العالية... حتى صنعوا من الشعب ظاهرة حيوية تنبض بالأمل رغم الجوع ورغم العذاب.
    إنهم الشهداء... الشهود... شهداء الأمس واليوم والمستقبل، السيرة القديمة التي لم تعرف التوقف ولم تعرف معنى الإحباط أو الهزيمة... فهم ومنذ فجر التاريخ النواميس في معاني الدفاع عن الحق والعدل... الذين لطالما زاوجوا ما بين الحرية والشمس.. ولطالما أدركوا أن الحق يؤخذ ولا يعطى.. وانه لا ولن يؤخذ إلا بالقوة... لأنه اخذ بالقوة.. والذين دوما يرفعون شعار العطاء ولا يعرفون معنى المقابل...لأن الانتماء للوطن لا يوازيه أي معنى لانتماء آخر، فالشهداء وحدهم يكرسون معنى الانتماء.‏.. والشهداء هم وحدهم يسكنون التاريخ ويصنعونه من دم وإرادة وإصرار، ومنذ سالف الأزمان وبداية فجر التاريخ كانوا بمثابة السور الواقي الذي يحصن جسد الوطن... والحصون التي تتحطم عليها النبال القادمة من الدخلاء واللصوص الذين اعتقدوا بأن الليل لن ينجلي، Ùˆ أن الفجر سيبقى أسيرا وراء أسلاك شائكة يضعونها لحجب حلم الحرية.‏.. لكنهم واهمين... لأنهم يعرفون أن الشعب الفلسطيني بكامل فئاته هم مشروع شهادة... الشهادة التي لا تأتي الحقوق إلا بها.. ولم ولن يصنع المجد ولن تعود كرامة الأمة الإسلامية إلا بدماء الشرفاء من أبنائها الذين امنوا بان الجهاد والاستشهاد هو السبيل الوحيد لديهم من اجل تحرير الأرض.... ولن يرضوا بأقل من تحرير الأرض... كامل الأرض.

    العملية الإستشهادية
    في اليوم الرابع من نوفمبر للعام 2001 كان حاتم على موعد مع الجنة التي وعد الله بها الشهداء من أبناء الأمة الإسلامية، فتقدم الشهيد متحديا كل الإجراءات الأمنية الصهيونية ممتشقا سلاحه من نوع ( أم 16 ) ليصل إلى القدس الشريف وفي منطقة التلة الفرنسية ويروي ثراها الطاهر بدمائه الزكية بعد أن تقدم نحو باص يقل العشرات من الصهاينة و أمطرهم بوابل كثيف من الرصاص الذي أوقع قتيلين منهم وأصاب العشرات بجروح حسب اعترافات الاحتلال، ليرتقي حاتم إلى عرش الرحمن مع الصديقين والشهداء شهيدا بعد أن أطلق عليه احد المستوطنين الذين تواجدوا في المكان الرصاص الحاقد.
    هكذا هم الأبطال....يخوضون الصعاب ويعبرون مدارات الخطر...ويتواصلون على طريق التحرير من اجل يوم تشرق فيه شمس الحرية والاستقلال.... والشهداء وحدهم يشهدون هذا الحلم الأبدي لأنهم أحياء عند ربهم يرزقون. ... وهم قليل.. الذين يحملون هذه المبادئ ويبقون عليها..وقليل من هذا القليل.. الذين ينفرون من هذه الدنيا لتبليغ هذه المبادئ..وقليل من هؤلاء  الذين يقدمون أرواحهم ودماءهم من اجل نصرة هذه المبادئ والقيم.... ولا يمكن أن يوصل إلى المجد والانتصار إلا عبر هذا الطريق.. طريق الجهاد والمقاومة... وهذا الطريق وحده.... وليس سواه.
     Ùˆ هكذا رحل حاتم إلى السماء شهيدا كما تمنى طوال فترة حياته، يلقى الله ناصع البياض... يصطف مع الخالدين الذين يدخلون الجنة بأمر من ربهم بسلام، ويشيرون إلى أهلهم وأحبابهم من بعيد أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً وشفاعة الله لكم منا ذخر.

    الشهيد المجاهد حاتم الشويكي في سطور
    لد الشهيد البطل حاتم في مدينة خليل الرحمن في يونيو من العام 1977 لعائلة كريمة محافظة متواضعة، حيث شبّ منذ نعومة إظفاره على حب الوطن والالتزام بتعاليم الدين الإسلامي.
    تلقى شهيدنا المغوار تعليمه في مدرسة الإبراهيمية في مدينة الخليل حتى أكمل المرحلة الإعدادية، ثم آثر الشهيد ترك الدراسة لكي يعمل من اجل تحصيل رزقه وعائلته مع إخوانه في التمديدات الصحية.
    له من الإخوة خمسة إخوة ومن الأخوات أربعة كان هو الأصغر سنا بينهم.
    عرف الشهيد المحمدي حاتم الشويكي بشدة تدينه والتزامه، فكان كثير التردد على المساجد، حتى عرف بأنه ابرز رواد المساجد المداومين على الصلاة، كما ا انه كان من القوامين لليل، الصوامين للنهار خصوصا نهاري الاثنين والخميس، فكان مثال الشاب المسلم، هادئ الطباع وكثير التأمل والتفكير، بالإضافة إلى كونه اجتماعيا ومحبا لكل من تعامل معه الأمر الذي جعله يحظى بمحبة أصدقاؤه وكل من عاشره.
    بالأمس كان الدكتور فتحي الشقاقي وهاني عابد،  واليوم يترجل قلب الساحة التي لا تحتضن سواهم، الشهيد المغوار حاتم الشويكي، يتقدم الصفوف رافعا لواء العز والكرامة وحاملا مصحفه بيمينه Ùˆ رشاشه بشماله ليقول لطغاة العالم بان الشهداء وحدهم هم الذين يصنعون الانتصار، بدمائهم الطاهرة، وبإصرارهم على مواصلة طريق الجهاد والاستشهاد وليس عبر الذل والإذعان والخنوع، وأنهم مهما حاولوا النيل من المجاهدين بقتلهم وباغتيالهم فهم لن يميتوا نهجهم فينا،  وسيظل دمهم البوصلة الوحيدة التي توجهنا نحو العزة والكرامة، ثم نحو الانتصار المحتوم.
    حمل الشهيد حاتم في صدره فكر الحركة الإسلامية ونهج حركة الجهاد الإسلامي خصوصا، وكان من ابرز المناصرين له، ففي العقد الثاني من عمره التحق الشهيد بصفوف الجهاد الإسلامي ليكون مع مرور الوقت احد ابرز الناشطين والمنظرين بفكر الحركة الجهادية المقاومة بين رفاقه، وشارك الشهيد في كافة النشاطات والفعاليات الإسلامية والوطنية ضد الظلم والقهر الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني على يد الغزاة المحتلين، كما عمل الشهيد على ملاحقة العملاء والتحقيق معهم ومراقبتهم باعتبارهم أيادي الظلام والغدر التي تساعد العدو ضد المجاهدين.
    اعتقل الشهيد حاتم مرتين على يد الاحتلال مرتين، وكان يخرج كل مرة وهو أكثر عنادا وإصرارا على مواقفه ومعتقداته، كما أصيب مرتين أيضا بجراح كانت إحداها في مجزرة الحرم الإبراهيمي والأخرى في هبة الأسرى، كل ذلك لم يثنه عن مشواره ألجهادي قيد أنملة.

    (المصدر: موقع سرايا القدس)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

قوات الاحتلال ترتكب مجزرة قانا بحق عشرات المدنيين اللبنانيين بعد أن احتموا بمقرات القوات الدولية "اليونيفيل"، حيث تعمدت قوات الاحتلال قصفها

18 إبريل 1996

استشهاد المجاهد أحمد حمدان أبو النجا من سرايا القدس أثناء مهمة جهادية في حي الشابورة بمدينة رفح

18 إبريل 2008

عصابة الهاغاناه ترتكب مجزرة دموية في قرية الوعرة السوداء ذهب ضحيتها ما يزيد عن 15 عربيا

18 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية