الأربعاء 24 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الشهيد مصطفى عتيق مقاتل من طراز رفيع

    آخر تحديث: الأحد، 25 أغسطس 2019 ، 09:24 ص

    على مدار عام كامل ومنذ بدء قوات الاحتلال بمطاردته والشهيد علاء صلاح أبو سرور قائد سرايا القدس في جنين يحرس بوابة سيباط جنين يواجه قوات الاحتلال ودوما معه رفيق دربه في الجهاد والسرايا والشهادة الشهيد مصطفى عتيق في مقدمة الصفوف يتفننون في مقارعة قوات الاحتلال تارة بالسلاح وأخرى بما يصنعونه من العبوات مما مكنهما من إفشال جميع الهجمات التي تكررت بشكل يومي لوضع حد لنشاط السرايا في جنين.

    قصص البطولة
    ومع رحيلهما فان الكثير من القصص البطولية تتردد على السنة الأهالي الذين عرفوهما وشاهدوهما دوما معا يقاتلان ويتمنيان الشهادة كما قال احد الشبان الذي كان على علاقة وثيقة بعلاء ومصطفي تلك القصص التي ستبقى خالدة والتي أصبحت تتكرر على كل لسان في جنين.
    ويقول احمد كنت اخرج لعملي في الحسبة باكرا وفي الطريق أرى يوميا علاء ومصطفى إما في مواجهة أو في الحراسة فكان لا يغمض لهما جفن ويشعران بمرارة إذا مرت ليلة دون مقاومة ويضيف في إحدى المرات.
    وصلت للسيباط ولم أشاهد أحدا وسمعت صوت رصاص كثيف وفجأة خرج علاء مسرعا وغير مساري وللحقيقة أنقذني لان قوات الاحتلال كانت تنصب كمينا في المنطقة ولو أنني تابعت سيري لقتلوني أو اعتقلوني.
    وقالت المواطنة أم جمال منذ شهرين لم يمر يوم واحد دون أن أرى علاء ومصطفى ورفاقهما وهم يقاتلون الاحتلال وتضيف في إحدى الليالي استيقظت على إطلاق نار كثيف لم أسمع له مثيل ونظرت من النافذة شاهدت عشرين دورية عسكرية على مدخل السيباط ورغم كثافة النار شاهدت علاء يتنقل من منطقة لأخرى حاملا سلاحه يخاطر في حياته ويشن الهجوم تلو الآخر.
    كان بطلا ومقداما وشجاعا ويروي سكان الحي أن علاء ومصطفى كانا دوما يجلسان على بوابة السيباط يرصدان تحركات الجنود ويوفرن الحراسة والحماية لباقي المقاتلين وقال أبو كمال دوما كنت أشاهد علاء في المواجهة جزئيا يتقدم الصفوف ولا يخاف كنت اسمعه وهو يصرخ الله اكبر حي على الجهاد ويتقدم رفاقه وينسحب آخر واحد من ميدان المعركة.

    إفشال الكمين
    الشهر الماضي كثفت قوات الاحتلال من هجماتها على جنين ويروي احد مقاتلي سرايا القدس بعد فشل عدة عمليات دهم وتفتيش قامت قوات الاحتلال بالتسلل لمنطقة السيباط ونصب كمائن في مواقع حيوية اعتاد المقاتلين الانسحاب إليها لدى اشتداد الهجمات.
    وبعد استكمال المهمة اقتحمت دوريات الاحتلال المدينة والهدف إيقاع المقاتلين بفخ الكمين بين الدوريات والقوات المتسللة ولم يتنبه علاء ورفاقه للأمر واشتبكوا مع الدوريات ولكن سرعان ما سمعناه يصرخ هناك كمين اتبعوني ويضيف طلب علاء منا المغادرة وبقي مع مصطفى لإشغال قوات الاحتلال وتأميننا وبالفعل أفلتنا من القبضة لأنه فاجئ الجنود بتفجير العبوات الناسفة التي أعاقت حركتهم وتقدمهم ومنعت جنود الاحتلال من تنفيذ خطتهم.

    الاستهداف الصهيوني
    من عملية لأخرى استمر علاء يقول رفاقه في قيادة سرايا القدس خاصة مع اشتداد الهجمة الصهيونية على جنين ولكنه كان يتمتع بحس امني كبير وكفاءة عسكرية جعلته قادرا على وضع تكتيكات غير عادية في مواجهة الاحتلال الذي لطالما استهدفه وعائلته قبل مطاردته بسنوات طويلة ويقول شقيقه احمد منذ صغره كان حلم علاء أن يصبح عندما يكبر فدائيا وتميز عن أقرانه بحبه لوطن والانتماء الصادق إليه مما عرضه للاعتقال وهو في سن 17 عاما خلال الانتفاضة الأولى ويضيف في مرحلة مبكرة من عمره امن علاء بقضية شعبه ومقاومة الاحتلال فانخرط في الانتفاضة وشارك بفعالياتها فاعتقل قبل التوجيهي وحوكم بالسجن لمدة 4 سنوات بتهمة مقاومة الاحتلال وفي السجن تمكن من الحصول على شهادة الثانوية العامة.

    تأدية الواجب
    مع اندلاع انتفاضة الأقصى يقول ابن عمه ورفيقه محمد -الملقب بالميبرة - احد قادة كتائب شهداء الأقصى لم يتأخر علاء عن تلبية نداء الواجب فشارك في فعالياتها عبر المسيرات والمواجهات مما عرضه للاعتقال عدة مرات لكن الاعتقال لم ينال من عزيمته وإرادته رغم انه تزوج وأصبح لديه عائلة وشريك مع أخوته في إعالة أسرته المكونة من 8 أنفار خاصة بعد وفاة والده وبعد انخراطه بشكل سري في حركة الجهاد الإسلامي أصبح أكثر نشاطا وحيوية واستعداد للعمل والتضحية ولكنه تمتع بحس السرية والكتمان فكان يعمل بصمت ويقاوم المحتلين بصمت حتى تمكنت قوات الاحتلال من كشفه وبدأت بمطاردته.

    المطاردة والاستهداف
    ويقول شقيقه محمد في إحدى الليالي قبل أكثر من عام داهمت قوات الاحتلال منزلنا في جنين وبعد تفتيشه وتدمير محتوياته طلبوا منا تسليم علاء الذي قابل ذلك بالرفض وقال لنا الصبر والصمود يا أهلي إنهم الأعداء ولن استسلم لأننا أصحاب رسالة وقضية ومبدأ،  خلال ذلك تكررت عمليات الدهم والتفتيش يضيف شقيقه خاصة بعدما تحدى علاء الاحتلال وتزوج رغم مطاردته وبعد زفافه داهمت قوات الاحتلال منزلنا وقال لنا ضابط المخابرات لن تفرحوا طويلا فرحكم سنحوله لمأتم وسنعيده إليكم جثة.

    أمنيات الشهادة
    تلك التهديدات تقول زوجة علاء لم تنال من إرادته وعزيمته وكان يسخر من قوات الاحتلال ويقول لأنهم عاجزون وفاشلون يريدون إرعابكم واخفاتكم حتى لو قتلوني لن اسلم نفسي فانا أصلي لله تعالى ليل نهار من اجل الشهادة أنها اغلي الأماني ومرحبا بالشهادة في سبيل الله والجهاد وفلسطين وتضيف لم يكن يعرف طعم الخوف أو معنى التراجع يصلي وسلاحه لجانبه دوما جاهز للمواجهة والشهادة.
    وعندما قلت له إحدى المرات عقب تهديد الجنود لي بتصفيته إني حامل وإذا قتلوك فلمن تترك ابنك القادم وحلم حياتنا كان يبتسم ويقول لله انه الخالق الواهب القادر المجيب الحافظ فلا تخافي لان الله معنا ولن نهاب الاحتلال وإذا استشهدت فابني أمانة في عنقك ليحمل رايتي ويمضي في درب الجهاد من معركة لأخرى.
    ومضى علاء في درب الجهاد يخوض المعركة تلو الأخرى كما يقول رفاقه وكان يردد دوما لن يدخل الاحتلال السيباط وعلاء أبو سرور حي جاهدوا فنحن أبناء السرايا وهبنا الله الحياة من اجل الجهاد فإما الشهادة أو النصر ويضيف لم يكن يغمض له جفن أو يهدا دون مقاومة وعندما كان يتوغل الاحتلال في مخيم جنين وقباطية كان يتوجه لتلك المناطق ويشارك في المقاومة ويضيف نتذكر بطولاته في جنين وخاصة السيباط فكان يقاتل والابتسامة لا تفارق محياه ودوما اسمعه يطلب الشهادة.

    اعتقال كل العائلة
    إزاء تزايد نشاط علاء الذي أصبح يقض مضاجع المحتلين تقول زوجته شنت قوات الاحتلال قبل شهرين حملة خاصة ضد عائلة أبو سرور في جنين وتضيف حاصروا منزلنا ومنازل أقربائنا ولم يكتفوا بالتخريب والتدمير فاعتقلوا جميع أشقاءه محمد ومصطفى واحمد ومحمود ولأي واقتحموا منازل أولاد عمه وخاصة وليد احتجزوه وأخضعوهم للتحقيق والاستجواب وهددوا بتصفيته إذا لم يسلم نفسه خلال 24 ساعة وتضيف وتكررت حملات الدهم والتفتيش وفي كل مرة كانوا يحطمون محتويات منزلنا ويتركون رسالة تهديد وفي آخر مرة قالوا لي سنجعل ابنك يولد بلا أب سنقتل علاء ولكن علاء واصل طريقه ولم يتوقف عن طلب الشهادة.

    الشهادة
    وخلال الشهر المنصرم كثفت قوات الاحتلال من هجماتها على مدينة جنين والتي كان يفشلها علاء ومصطفى حتى تمكنت الوحدات الخاصة من نصب كمين لهما في وسط جنين وقامت بمهاجمتهما من أربعة محاور وسط إطلاق نار كثيف ويقول ابن عمه محمد كانت عملية مدروسة فالوحدات الخاصة أغلقت جميع مداخل المنطقة وتمكنت من محاصرة علاء ورفاقه فاستشهد على الفور بينما أصيب رفاقه الأربعة من سرايا القدس وسرعان ما لحق به رفيق دربه مصطفى شهيدا.

    عهد ووفاء
    وتخليدا لذكراهما أقامت حركة الجهاد وعائلة الشهيدين بيت مشترك لاستقبال المهنئين باستشهاد علاء ومصطفى وقالت زوجته فخورة بزوجي رغم حزني ولكن الشهادة كانت أمنيته وحققها الله له فلا يسعني إلا أن اشمخ بكل ساعة عز وبطولة عاشها مجاهدا في سبيل إعلاء راية الجهاد التي ستبقى خفاقة حتى يتحقق الحلم الثاني لعلاء وهو النصر أما شقيقه فقال نحمد الله كثيرا فقد نال أخي أعلى مرتبة وهي الشهادة التي لم يتوقف عن ذكرها وطلبها والجهاد في سبيلها وفي رحيله العهد أن نبقى أوفياء لدربه حتى ننتصر فدم علاء وكل الشهداء لن يذهب هدرا وشعبنا سيمضي على دربهم حتى النصر.

    (المصدر: سرايا القدس، 25/08/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

العصابات الصهيونية ترتكب مجزرة في قرية الجلمة قضاء مدينة حيفا

24 إبريل 1948

صدور قرار مجلس الحلفاء بوضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني

24 إبريل 1920

الأرشيف
القائمة البريدية