الأربعاء 24 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الشهيد فلاح مشارقة.. عطاء بلا حدود

    آخر تحديث: الإثنين، 23 سبتمبر 2019 ، 09:16 ص

    عرفناك رجلاً بصلابتك وشجاعتك وصمودك وتضحيتك فكنت لا تخشَ بالله لومة لائم.. تصول وتجول في الميادين، فكنت حقاً رجلاً راهباً بالليل وفارساً في النهار تطارد المحتلين الغاصبين فجبال نور شمس وصيدا علار تـشهد لفارس المعارك وشيخ الجهاد الإسلامي بالثبات والصمود.. صمود الجبال فلا هدأت أنفس الظالمين الصهاينة الحاقدين حتى حققوا أمنيتهم في القضاء على أخطر رجالات المقاومة بالضفة فكان العدو الصهيوني في حالة استنفار بشكل دائم في البحث والملاحقة لشيخنا ومن حملات المداهمة لبيته ومخيمه الصامد فرغم كل هذا كانت محاولات كثيرة فاشلة من النيل من "أبا النور" فكانت رعاية الله تحرسه وترعاك من عيون الغدر والخيانة التي كانت تترصد لك.

    الميلاد والنـشأة
    ولد الشهيد فلاح حسن نعيم مشارقة في مخيم نور شمس للاجئين الفلسطينيين بمدينة طولكرم بتاريخ 24/10/1967م من أسرة فقيرة بسيطة متواضعة عرف عنها الالتزام الديني والاجتماعي مثل كل الأسر الفلسطينية المشردة وكان أبوه عاملاً وله عشرة إخوة، حيث جاءت الأسرة من قرية "اجزم" من مدينة حيفا وهي من أجمل المدن الفلسطينية المعروفة بصلابة أهلها وشجاعتهم، وتوفي والده وهو في السادسة عشرة من عمره وعاش يتيماً.

    السمات الشخصية
    أنهى الشهيد دراسته الإعدادية في مدارس مخيم نور شمس، حيث ترعرع في أحضان العائلة التي غذّته على الشجاعة والخشونة وعدم التهاون والخضوع إضافة إلى حب الله والوطن، حيث اعتقل أبناء العائلة مرات متفاوتة مروراً بالانتفاضة الأولى وحتى استشهاد الشيخ فلاح وعمره 38 عاماً. وقد بارك الله في عمره القصير ليصبح بما أنتجه أطول من عمره الـ 38 عاماً المدونة في شهادات الميلاد والوفاة للشهيد "أبا النور". ومن أهم الصفات التي كان يتميز بها الشهيد أبا النور أنه كان متديناً منذ نعومة أظفاره وهو معتاد الذهاب إلى المسجد وكثرة الركوع لله شديد الحياء من الله والناس، وكان حنوناً على مساعدة الأيتام والمحتاجين، وكان مثالاً واضحاً للشجاعة والصدق الأسطوري مثالاً للأخوة والصداقة مع زملائه، ومرجعية كاملة لمعاني العزة والكرامة والجهاد، وخزوناً سامياً للقيم الرفيعة، كان دائم البشاشة والبشر والفرح حتى أصعب الظروف، والإيمان العميق والصبر الجميل هما زاده صوب مجاهداً صلباً، حسن النية صادق الكلمة، عالي الهمة ويقبل التحدي والمنافسة.

    فلاح والمقاومة
    يعد شهيدنا أبا النور من رجالات السرايا الأوائل بالضفة المحتلة، وعرف بحبه لمقارعة جنود الاحتلال ومستوطنيه، حيث انخرط في صفوف فتح في العام 1987م في الانتفاضة الأولى، وبدأ مشوراه الجهادي بالحجارة والزجاجات الحارقة ونصب الكمائن لقطعان المستوطنين الذين كانوا يمرون على الشارع الرئيسي المحاذي للمخيم، حيث حطم الكثير من سياراتهم وأوقع إصابات مختلفة وذلك بسب قدرته المميزة على إلقاء الحجارة حيث كان متمرساً في طريقة الإلقاء.
    اعتقلته قوات الاحتلال للنيل من عزيمته في 1989م حيث حكم عليه بالسجن لمدة تسعة شهور في معتقل مجدو، خرج بعدها بمزيد من الصبر والإرادة، حيث انضم إلى مجموعات الفهد الأسود، وقام بعمليات خطف لبعض العملاء والتحقيق معهم، فقامت قوات الاحتلال بمطاردته لمدة ثلاث سنوات، اعتقل بعدها وحكم عليه بالسجن لمدة عشرين عاماً فعلياً ومثلها مع وقف التنفيذ، أمضى منها ثلاث سنوات في سجن جنيد وأطلق سراحه ضمن الاتفاقيات المبرمة مع العدو، وأقام في أريحا مع المحررين ثم عاد إلى أرض المخيم، حيث رفض الانخراط في أي من أجهزة السلطة وذلك بسب تحولات فكرية طرأت بعد انجرار فتح وراء مما يسمى عملية السلام المزعومة، تزوج سنة 1996م من إحدى قريباته لكن لم يرزق بأي بمولود.

    الشهيد والفكر الجهادي
    قبل بدء انتفاضة الأقصى بأشهر قلائل تعرف الشهيد إلى إخوة من مجاهدي الجهاد الإسلامي في فلسطين وأخذ من خلالهم يتشرب الفكر الجهادي الأصيل وما اندلعت الانتفاضة حتى بدأ عمله العسكري مع الشهيد القائد أسعد دقة "أبا الركاب" أبرز قادة الجهاد في طولكرم والسرايا بالضفة، بعد استشهاد أسعد دقة اشترك في العمل الجهادي مع الشهيد معتصم حماد وإياد صوالحة، حيث كان يتركز عمله في زرع العبوات الناسفة ونصب الكمائن لجنود الاحتلال ومستوطنيه على الطرق الالتفافية، قام بتشكيل خليه عسكرية مميزة بصلابة مجاهديها ، وجميعهم قضوا شهداء، وهم الشهيد المجاهد خالد أبو العز والشهيد المجاهد وائل رباح والشهيد المجاهد سائد مصيعي والشهيد المجاهد مازن حويطي وآخرون، كان من بين المجاهدين البارزين في الدفاع عن المخيم خلال الاجتياح، تمت ملاحقته ومطاردته بعد ذلك من قبل قوات الاحتلال، حيث أفلت أكثر من مرة من قلب الحصار ومن أبرزها يوم استشهاد رفيقاه سائد ووائل عندما طلب منه رفاقه الانسحاب وقاما بتغطية الانسحاب والإصرار على الشهادة فكان لهم ذلك.
    شارك الشهيد في الكثير من العمليات العسكرية وقنص الجنود والمستوطنين والتحقيق مع العملاء، قام بتجهيز الاستشهادي رامي غانم الذي نفذ عملية نتانيا البطولية، وقام بالتخطيط لكثير من الهجمات على المستوطنين ومواقع تمركز الفرق العسكرية، خطط للعملية البطولية التي نفذها الشهيد المجاهد خالد أبو العز على الشريط الحدودي، وزرع الكثير من العبوات الناسفة على طرق الجيبات والآليات، وكان صقر الطرق الإلتفافية وأوقع الكثير من القتلى من الجنود والمستوطنين قرب قرية بزاريا هو والشهيدان سائد ووائل، صاحب العملية البطولية التي وقعت قرب قرية فرعون والحفاصة، وفي مناطق الشعراوية قام باشتباكات كثيرة.

    الرحيل للجنان
    مع بزوغ فجر يوم الثلاثاء 14/9/2004Ù… استيقظ أهالي مخيم نور شمس على قوات ضخمة معززة بالطائرات والدبابات وناقلات الجند وأعداد هائلة من جند المشاة يحاصرون حارة المنشية بحثاً عن أبا النور، ÙˆØªÙ… تشديد الحصار على بيت شقيق الشهيد، حيث كان في عرينه ينتظر لقاء الله، واستمر الحصار من ساعات الفجر حتى المساء حيث طلب منه الجنود الاستسلام إلا أنه رفض الخروج، فتمترس في موقعه ودارت معركة مع جنود الاحتلال استخدمت فيها مختلف الأسلحة الخفيفة إضافة إلى قصف المنزل بصواريخ موجهة "بعد عجزهم عن الوصول إليه" إضافة إلى قنابل يدوية، وتمكن من إصابة عدد من الجنود، وبعد هدوء لمدة دقائق معدودة أدخل الجيش شقيقة إلى المنزل للبحث عنه بين الأنقاض فوجده ما زال ينتظر الجنود باحثاً عن الشهادة، رغم تعرضه لإصابات بالغة بسب الهدم.
    قاموا بهدم المنزل وتكثيف القصف على الشهيد وشقيقه مما أدى إصابته بشظايا في الوجه والجسم وحروق وأدخل الجنود عليه كلاباً مدربة فقام بقتل أحدهما باستخدام السلاح الأبيض "سنجه" مما دفع الجنود إلى إطلاق المزيد من الصواريخ مع القنابل، وعندما تأكد شهيدنا من اقتراب ساعة الصفر، وقف ليصلي صلاة العصر، ومن ثم صلى على نفسه صلاة الجنازة ونتيجة لاستمرار القصف ونفاذ الذخيرة، سقط شهيدنا مصاباً إصابة بالغة، فدخل بعض الشباب لإخراجه من تحت الأنقاض بأمر من الجيش فوجدوه يردد عبارات الذكر والتسبيح لله، فكان الذكر آخر كلامه. نقل إلى مستشفى بلنسون في بيتاح تكفا "مدينة ملبس"، حيث مكث تسعة أيام في حالة موت سريري وبسبب الإهمال الطبي ارتقى إلى علياء المجد والخلود للقاء الله عز وجل لاحقاً رفاق دربه، وذلك يوم الخميس بتاريخ 23/9/2004م لقد علّـم أبا النور أعداءه أعداء الإنسانية والحق، أن الموقنين بإحدى الحسنيين ما كانوا ليقيموا وزناً لتهديدات الدنيا، علمهم كيف يفقهون أن الحياة الشخصية لا قيمة لها، عندما تكون هي الثمن لتأديب الطغاة وبتر أيدي العابثين بإنسانية الإنسان والمستهزئين بحقوقها.

    (المصدر: موقع سرايا القدس، 14/9/2004)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

العصابات الصهيونية ترتكب مجزرة في قرية الجلمة قضاء مدينة حيفا

24 إبريل 1948

صدور قرار مجلس الحلفاء بوضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني

24 إبريل 1920

الأرشيف
القائمة البريدية