الخميس 28 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الشهيد أحمد حلس أحد أبطال معركة الشجاعية

    آخر تحديث: الأحد، 06 أكتوبر 2019 ، 08:58 ص

    كان مساء يوم السادس من أكتوبر لعام 1987 نقطة تحول في تاريخ القضية الفلسطينية، كونه يصادف ذكرى معركة الشجاعية بين طلائع الجهاد الإسلامي وبين جنود الاحتلال الصهيوني.
    ففي مساء ذلك اليوم الخالد رسم الأبطال بدمهم القاني تاريخ أمة بأسرها، وأمام مسجد التوفيق التقى الجمعان جمع الحق والإيمان من جهة وجمع الباطل والطاغوت من جهة أخرى، فدارت معركة عنيفة سقط فيها أربعة من أقمار فلسطين هم (الشهيد أحمد حلس، والشهيد سامي الشيخ خليل، والشهيد محمد الجمل، والشهيد زهدي قريقع) وقد سبقهم إلى الشهادة الشهيد المجاهد مصباح الصوري، فيما قتل ضابط صهيوني وأصيب عدد آخر في المعركة الأخيرة.
    فجاءت دمائهم الزكية التي سالت لتروي ثرى فلسطين الطهور وشكلت الرصاصة الأولى التي أججت فتيل الانتفاضة المباركة، التي تعتبر من أهم محطات تاريخ شعبنا الفلسطيني.
    وفي ضيافة أسرة الشهيد المجاهد أحمد عمر حلس أحد أبطال معركة الشجاعية في بيته المتواضع الذي زالت ذكرياته ماثلة فيه  تؤنس وحدة والدته الحاجة أم أحمد 80 عاماً Ø§Ù„تي اعتلت جبهتها ابتسامة عند استقبالنا أخفت ما يجول في صدرها من حزن وألم دفين، قائلةً بصوت خافت: "لقد تمنى نجلي أحمد الشهادة وعمل لأجل أن ينالها، مؤكدةً أنه رغم مرور (22) عاماً على استشهاد فلذة كبدها أحمد إلا أنه لم تفارق صورته مخيلتها.
    وتابعت الوالدة الصابرة قولها مستذكرة اللحظات الأخيرة من حياة نجلها أحمد "كانت الأيام الأخيرة من حياته ملفتةً للنظر، فكثيراً ما كان يتحدث عن الشهادة والجهاد في سبيل الله"، مرددةً كلمات الحمد والثناء والإيمان بقضاء الله وقدره وحتمية زوال هذا الكيان المغتصب لأرضنا ومقدساتنا.
    في حين بدت زوجته أم أحمد صابرة محتسبة ولسانها حالها لا يتوقف عن الحديث عن أمنيات زوجها  بالشهادة وحبه لفلسطين واستعداده الصادق للتضحية من اجل إعلاء كلمة الإسلام ونصرة المظلمين، وقالت الزوجة الصابرة بقلب يعتصره الألم: "لقد عشت مع زوجي أحمد عام ونصف  كانوا من أجمل سنوات عمري رزقنا الله خلالهما بإيمان".

    ميلاده وتعليمه
    ولد شهيدنا المجاهد أحمد عمر حلس بتاريخ 4/6/1960Ù…ØŒ فكان بمثابة هدية من الله جزاءً على صبرهم واحتسابهم فعمت الفرحة بقدومه، وفي حي الشجاعية عاش شهيدنا طفولته وتشبع من والديه تعاليم الإسلام الحنيف، وتقاسم  مع شقيقه  الشهيد ناصر الذي استشهد أثناء محاولته إنقاذ بعض الجرحى في أحد اجتياحات حي الشجاعية. وبفضل هذه التربية نشأ بطلنا وهو يحمل السمات الجميلة التي أوصى بها الإسلام العظيم فاهتم أحمد بالتعليم، حيث درس المرحلة الابتدائية بمدرسة حطين، والمرحلة الإعدادية بمدرسة الهاشمية ومن ثم أنهى دراسة المرحلة الثانوية من مدرسة فلسطين، ليلتحق بكلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية - غزة، فكان من الطلبة المتميزين في دراستهم والمميزين بأخلاقهم العالية الرفيعة.

    صفاته وأخلاقه
    وحول أهم الصفات التي كان يتمتع بها الشهيد أحمد قالت زوجته: "ببساطة لم يكن أحمد ممن يجود الزمن بالكثيرين من أمثاله، فعند استشهاده أدركت معنى الغياب وعلمت حينها أن شيئا ثمينا قد ذهب إلى غير رجعه"، مشيدة بما كان يتميز به الشهيد من أخلاق عالية والتزام منقطع النظير بتعاليم الدين الحنيف، ومؤكدةً أن فلسطين والأمة الإسلامية اليوم بحاجة إلى غيور محباً لدينه ووطنه كأحمد ورفاقه الشهداء الأطهار.

    مشواره الجهادي
    كان الشهيد أحمد جهادياً منذ صباه وكان فؤاده ينبض بالمقاومة والجهاد ضد العدو المحتل ففي أحد الأيام كان يسير في أحد شوارع الشجاعية، ÙÙ†Ø¸Ø± إلى الضابط الصهيوني نظرة حادة وهز رأسه مما أشعل غيظ الضابط الصهيوني الذي نزل من الجيب العسكري وضربه ضرباً مبرحاً رغم صغر سنه.
    وعرف عن الشهيد أحمد في حياته أنه كان وثيق الصلة بالشهيد الدكتور فتحي الشقاقي، حيث كان يرافقه في الكثير من الندوات الفكرية التي كان يعقدها الأخير في مساجد قطاع غزة، فكان الإصرار والتفاني والإخلاص معلماً بارزاً في شخصية الشهيد حلس، حيث تراه في كافة المواقع رجلاً إيماناً معطاءً لا يبخل على دينه وشعبه بالجهد والوقت والمال.
    يشار إلى أن الشهيد أحمد قد شارك في إيواء المجاهدين الأطهار بعد هروبهم من سجن غزة المركزي وعمل على توفير السلاح لهم وتأمين الطرق وأماكن تنقلهم لتنفيذ المهمات الجهادية.
    تعرض الشهيد أحمد خلال مسيرة حياته الجهادية لمحنة الاعتقال لمرتين ولفترات محدودة، بالإضافة إلى ما تعرضت له عائلته من شتى أصناف الضغط والتضييق والتعذيب وقد تمت مداهمة منزله عشرات المرات، واعتقل والده وشقيقه وتم تعذيبهم وتدمير منزله بعيد استشهاده، حيث توفى والده حزناً وكمداً على فراقه بعد فترة من استشهاده.

    استشهاده
    في 6/10/1987 كان الشهيد أحمد ورفاقه الشهداء: "زهدي قريقع، ومحمد الجمل، وسامي الشيخ خليل، وغيرهم ممن لم يكتب لهم الشهادة" يتنقلون في سيارتين من أجل تنفيذ مهمة جهادية، وكان العدو الصهيوني قد نصب لهم كميناً  قبالة مسجد التوفيق بالشجاعية حيث تركوا السيارة الأولى تمر دون اعتراض وعندما وصلت السيارة الثانية اعترضوها حيث قام ضابط مخابرات صهيوني (فيكتور أرغوان) ÙˆØ·Ù„ب من الشهيد سامي تسليم نفسه، لكن الشهيد سامي أطلق عليه النار وارداه قتيلاً، فدارت معركة عنيفة استمرت بين المجاهدين بإمكاناتهم المتواضعة وقوات الاحتلال الصهيوني التي استعانت بطائرات عسكرية وبعربات مدرعة. 

    كرامة للشهداء
    وقد سمح الاحتلال بعد يوم من استشهاد الأقمار الأربعة لعدد محدود من عائلتهم بدفنهم تحت حراسة مشددة، لكن الله كرم الشهداء بأن جعل سرب من الحمام يطوف فوق قبورهم في مشهد أثار الجنود الصهاينة الذين تسألوا عن سبب تحليق هذه الطيور، ليكن الجواب من أحد المشاركين في دفن الشهداء إنها كرامة من الله لهم.

    (المصدر: سرايا القدس، 6/10/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد سامر صبحي فريحات من سرايا القدس خلال كمين نصبته قوات صهيونية خاصة ببلدة اليامون شمال جنين

28 مارس 2006

اغتيال ستة أسرى محررين في مخيم جباليا بكمين صهيوني والشهداء هم: أحمد سالم أبو إبطيحان، عبد الحكيم شمالي، جمال عبد النبي، أنور المقوسي، مجدي عبيد، ناهض عودة

28 مارس 1994

اغتيال المناضل وديع حداد  وأشيع أنه توفي بمرض سرطان الدم ولكن دولة الاحتلال اعترفت بمسئوليتها عن اغتياله بالسم بعد 28 عاماً

28 مارس 1978

قوات الاحتلال بقيادة شارون ترتكب مجزرة في قرية نحالين قضاء بيت لحم، سقط ضحيتها 13 شهيداً

28 مارس 1948

الأرشيف
القائمة البريدية