الخميس 28 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الشهيد محمد شكوكاني: اتسم بدماثة الخلق وعِظَمُ الأدب

    آخر تحديث: الأحد، 10 نوفمبر 2019 ، 08:51 ص

    "سأبقى ذكرى عابرة فقط، سيبكي من يحبني، سيضحك من يكرهني، لكن تأكدوا بأني أحبكم جميعاً، فاذكروني بدعوة صادقة من قلوبكم"، هي نص رسالة بعث بها الشهيد المجاهد "محمد سعيد شكوكاني" قبل أسبوع من ارتقائه لأصدقائه ومحبيه جميعاً.
    بين أزقة مُخيم الشاطئ للاجئين، يقطن الشهيد المجاهد محمد شكوكاني فارس صاحب البراءة، والطلة البهية والابتسامة الملائكية.. شابُ تخرج من مدرسة الشقاقي الأمين حمل في ثناياها الإيمان والوعي والثورة.. سبق سنه بكثير مُدركاً أن الطريق التي يسلكها مُعبدة بالجراح والآلام، ليس فيها راحة ولا طعمُ لزخرف الحياة، ولكن شخصيته البسيطة قدمت الواجب على الإمكان وحملت راية الجهاد لتمضى نحو العزة والتمكين.

    بزوغ الفجر
    ولد الشهيد المجاهد محمد سعيد شكوكاني في تاريخ 20/6/1994م، في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة وانتقل بعدها للسكن في مخيم الشاطئ للاجئين بمدينة غزة، ونشأ شهيدنا في أسرة ملتزمة لم تتوانى عن أداء الواجب الذي اخص الله عز وجل به شعبنا المجاهد ليكون طليعة هذه الأمة في الدفاع عن العقيدة والإسلام، وترتيب شهيدنا الأول في أسرته.
    ودرس شهيدنا المرحلة الابتدائية بمدرسة أبو عاصي والإعدادية بمدرسة الرمال والثانوية بمدرسة الشاطئ، ثم التحق بكلية المجتمع وتخصص في قسم الالكترونيات، وقدر الله أن ينال الشهادة قبل إتمامه العام الأول من دراسته الجامعية.

    سبق سنه
    والد الشهيد المجاهد محمد شكوكاني يقول: "محمد كان نعم الشاب المجاهد الذي سبق سنه بكثير فرغم حداثة سنه إلا أنه كان رجلاً يُعتمد عليه في كل مجالات الحياة".
    وأضاف: "محمد عُرف بابتسامته التي تجذب القلوب وبتواضعه وطيبة قلبه، ونخوته فكان يساعد الجميع، ولا يتوانى عن فعل الخير ابتغاء لمرضاة الله عز وجل، كما تميز بخلقه وذكائه وشخصيته القوية".
    وتابع قائلاً: "كان محمد من المواظبين على الصلاة في مسجد عسقلان، وكان من الملتزمين بحلقات العلم وبالجلسات الدعوية التي تقيمها حركة الجهاد الإسلامي بمنطقة الشاطئ، وكان متأثراً باستشهاد الكثير من أحبابه وأصدقائه أمثال الشهيد رماح الحسني وشمس عمر".
    وأشار إلى أن الشهيد محمد كان يمضي جُل وقته في سبيل الله, حتى حينما تخصص في الجامعة بقسم الالكترونيات كان يهدف إلى الإبداع في مجال المقاومة من خلال علمه الالكتروني، وهذا يدلل على مدى تعلقه وتمسكه بالمقاومة، وقال لوالده: "أريد أن أدرس في قسم الالكترونيات حتى أبدع في مجال التصنيع في وحدة الهندسة والتصنيع بسرايا القدس".
    ولفت أبو محمد إلى أنه كان يشجع نجله على الانحياز لخيار الجهاد والمقاومة، لأنه السبيل الوحيد الذي سيحرر الأرض وسيعيد الكرامة والعزة لشعبنا ولامتنا، مؤكداً على أنه يفتخر ويتشرف ويعتز باستشهاد نجله بالرغم من مرارة الفراق لان العقيدة والوطن أغلى من كل شيء".
    ومضى يقول: "رحيل محمد أتعبني، لأنه يُعد العامود الفقري للأسرة حيث كان يذهب للسوق يشتري كل مستلزمات المنزل، وكان بمثابة اليد اليمنى لي وللعائلة، ولكن ما يصبرنا أنه رحل شهيد فداء لدينه ووطنه، ورغم صغر سنه إلا أنه كل رجلاً شجاعاً مقداما في ميدان الجهاد، قدم الواجب على الإمكان ومضى يؤدي واجبه الجهادي بكل ثقة وثبات وعزة، لم ينظر للحياة ومتاعها بل تعلق قلبه بالجنة وعمل لها حتى نالها شهيداً".

    قبيل الرحيل
    وعن آخر موقف قبيل استشهاد محمد قال والده الصابر المُحتسب: "عدت من العمل متعباً فشربت فنجان القهوة وتوجهت للنوم، فأيقظني نجلي محمد لسبب غير هام استغربت منه، فسبحان الله كان يريد أن يودعني قبل أن يذهب لمهمته الجهادية، ثم نمت فإذا باتصال من أحد أقاربي عبر الهاتف الجوال أيقظني من جديد وقال لي: (في حاجة عندكم؟ فأجبته لا.. محمد ابنك عندك؟ فقولت له محمد نعم بالبيت.. فقال لي متأكد؟ فناديت زوجتي وسألتها أين محمد فقالت لي: خرج وأنت نائم.. فسألت قريبي أخبرني بصراحة ايش في؟ فقال سمعت عبر الأخبار بأن محمد قد أصيب.. فقلت له: في الأخبار لا ينشرون أسماء المصابين والجرحى بل ينشرون فقط أسماء الشهداء.. وحينها عرفت أن محمد قد استشهد فشكرت الله وحمدته وصبرت واحتسبت".

    فخر وعزة
    وقال والد الشهيد محمد: "بعد استشهاد نجلي بعدة أيام حدثت الحرب الصهيونية على قطاع غزة، وردت عليها سرايا القدس والمقاومة بمعركة السماء الزرقاء التي قصفت فيها تل الربيع المحتلة، وقصف العمق الصهيوني بكل بسالة, هذا جعلنا نعيش فرحة غير مسبوقة ونشعر بنشوة الانتصار المبارك الذي حققته المقاومة".
    وختم حديثه بمطالبة المجاهدين ورجال المقاومة للثبات ومواصلة طريق الجهاد والمقاومة حتى تحرير كامل تراب فلسطين من دنس العدو الصهيوني المجرم الذي عاث الفساد والخراب بأرضنا وديارنا".

    درب الإباء
    انتمى شهيدنا محمد سعيد شكوكاني لحركة الجهاد الإسلامي منذ نعومة أظافره وتدرج في العمل الدعوي والسياسي بالحركة، وكان من الملتزمين والمجتهدين، وبعد التدقيق والتمحيص من قبل القيادة في شخصية الشهيد محمد شكوكاني التي تميزت بالغموض والسرية والكتمان قررت إلحاقه بالعمل العسكري في سرايا القدس.
    وكان الشهيد محمد شكوكاني المُكنى بـ "أبا السعيد" كثير الإلحاح والإصرار على الأخوة في العمل الدعوي بأن يزكوه ويدرجوه للعمل العسكري في السرايا، وبعد إتمامه لعدة اختبارات أمنية ومنهجية وسلوكية بعد فترة طويلة من الإعداد والتربية والتثقيف تم إدراجه في سرايا القدس.
    وأصبح شهيدنا أحد مجاهدي سرايا القدس في كتيبة الشاطئ بلواء غزة ولبراعته في مجال الإعلام، تم إلحاقه فيما بعد في جهاز الإعلام الحربي لسرايا القدس، ليصبح أحد كوادره في كتيبة الشاطئ. وكان لشهيدنا شرف الرباط في سبيل الله على الثغور، والقيام بمهمات رصد واستطلاع لتحركات العدو الصهيوني على الخط الزائل بإذن الله، وشارك بالعديد من المهمات الجهادية التي خاضتها السرايا مع العدو الصهيوني.

    نهاية الغربة
    في مساء يوم السبت 10/11/2012م قصفت المدفعية الصهيونية منازل المواطنين شرق مدينة غزة لتقتل وتصيب عدداً من الأطفال والمدنين العُزل, فما كان من سرايا القدس إلا أن امتشقت صواريخها وقذائفها للرد على العدوان بكل بسالة، فقصفت وأبدعت ومرغت أنف بني صهيون في التراب ورسخت معادلة الرعب بالرعب والقتل بالقتل.
    وخلال مساء اليوم ذاته هب شهيدنا المجاهد محمد سعيد شكوكاني فارس الإعلام الحربي لسرايا القدس لتأدية مهامه الإعلامية بميدان المعركة برفقة مجاهدي سرايا القدس، لتباغتهم صواريخ الحقد الصهيونية بعدة صواريخ في شمال القطاع، ليرتقي شهيدنا أبا السعيد شهيداً ويُنهي غُربته ورحلة اشتياقه بنوله ما تمنى من نعيم وخلود".

    (المصدر: سرايا القدس، 15/12/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد سامر صبحي فريحات من سرايا القدس خلال كمين نصبته قوات صهيونية خاصة ببلدة اليامون شمال جنين

28 مارس 2006

اغتيال ستة أسرى محررين في مخيم جباليا بكمين صهيوني والشهداء هم: أحمد سالم أبو إبطيحان، عبد الحكيم شمالي، جمال عبد النبي، أنور المقوسي، مجدي عبيد، ناهض عودة

28 مارس 1994

اغتيال المناضل وديع حداد  وأشيع أنه توفي بمرض سرطان الدم ولكن دولة الاحتلال اعترفت بمسئوليتها عن اغتياله بالسم بعد 28 عاماً

28 مارس 1978

قوات الاحتلال بقيادة شارون ترتكب مجزرة في قرية نحالين قضاء بيت لحم، سقط ضحيتها 13 شهيداً

28 مارس 1948

الأرشيف
القائمة البريدية