الخميس 18 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الشهيد محمد عبيد: الطواف بين ميادين الدعوة والجهاد

    آخر تحديث: الإثنين، 11 نوفمبر 2019 ، 08:49 ص

    ميلاد مجاهد
    ولد شهيدنا المجاهد "محمد فؤاد عبيد" بتاريخ 18/12/1989م, بمخيم جباليا، ونشأ وترعرع في عائلة كريمة مجاهدة هجرت من قرية برير المحتلة، حيث قدمت هذه العائلة العديد من الشهداء والمجاهدين على طريق ذات الشوكة، والذي كان من بينهم شقيقه الشهيد المجاهد أحمد عبيد، كما أنه درس المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين في مخيم جباليا شمال قطاع غزة, ولم يكمل دراسته والتحق في مجال العمل مبكراً، ليكون معيلاً لأسرته التي تتكون من أربعة أبناء وأربعة بنات وترتيبه الثاني بين إخوته.
    ويقول والد الشهيد: "كان محمد رحمه الله شاباً طيباً، من الشباب الإسلامي الملتزم في المسجد، لا يغضب أحداً منه يحب الجميع والجميع يحبه، فكان نعم الابن المطيع لي ولوالدته، فكان يساعدني في البيت وفي كل شيء لا يرفض لي طلباً، حيث كان يعمل في إحدى المطابع، فلم يقصر يوما في مصروف البيت ومساعدة أهله، ولا يأخذ منه شيء، يحب الخير للناس ويساعدهم، وكان من الملتزمين في الصلوات الخمس وخاصة الفجر منها في جماعة في مسجد الشهيد أنور عزيز، وكان يحث إخوانه والأشبال الذين تربوا على يديه داخل المسجد على الصلاة، كما كان من الصائمين القائمين العابدين لله عز وجل".

    حبه للجهاد
    وعن كيفية تلقيه خبر استشهاد نجله "محمد" قال: "كنت خارج البيت وعندما عدت سمعت بكاء داخل البيت، فقمت بسؤالهم: ما الذي يبكيكم؟ فقالوا لي: محمد استشهد، فتوجهت لمستشفى الشهيد كمال عدوان في مشروع بيت لاهيا فوجدته في ثلاجات الشهداء فنظرت إليه ولم أبكي وحمدت الله عز وجل فقلت: "الحمد لله على كل حال، إنا لله وإنا إليه راجعون"، اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيراً منها ودعوت الله عز وجل بأن يتقبله وأن يحتسبه مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا".
    واستذكر والده موقفاً له يدل على حبه الشديد للجهاد في سبيل الله حيث قال: "في يوم من الأيام جلست معه فقلت له: "شوف إلك شغله ثانية غير الجهاد فرد علي"، وقال لي: "أنا أحببت هذا الطريق طريق الجهاد والمقاومة، وتفرغت له، ما بقدر أتركه فاحترمت وجهة نظره، ولم أضغط عليه أن يترك الجهاد بل شجعته على ذلك وأيدته".
    وأضاف: أن نجله "محمد" رحمه الله كان دوماً عندما يستشهد أصدقاءه يتأثر كثيراً بفراقهم ويدعو الله عز وجل أن يرزقه الشهادة في سبيله، ومن الشهداء الذين تأثر بهم كثيراً Ø§Ù„استشهادي المجاهد أنور عزيز ولدرجة حبه الشديد كان كل التزامه في ذلك المسجد، وكانت وصيته أن يتم الصلاة عليه في مسجد الشهيد أنور عزيز، وبالفعل تم ذلك، وهناك الكثير من الشهداء الذين تأثر بهم لا يتسع المقام لذكرهم فقد تأثر عليهم وحزن على فراقهم كثيراً".

    والدته تجهزه للرباط
    والدة الشهيد "محمد عبيد" من جانبها تحدثت عن الرحلة الجهادية له حيث قالت: "كنت أعلم أنه يعمل في صفوف سرايا القدس ولم أكن أمنعه الخروج في سبيل الله بل كنت أشجعه أنا ووالده، وكنت قبل ما يخرج إلى رباطه وعمله العسكري، أقوم بتجهيزه وأودعه رحمة الله عليه، فهو مهجة قلبي وروحي، فكنت عندما ألبسه ملابسه العسكرية كان يقول لي: "أنا عريس يا أمي، وأقول له والله صلاة النبي عليك إنت عريس يا ابني"، ويتسهل إلى عمله الجهادي فكنت انتظره حتى يرجع للبيت وينام كنت أنام وأرتاح وأطمئن عليه".
    واستذكرت والدته آخر لقاء بينها وبين نجلها محمد حيث قالت: "كان أصدقاءه عنده داخل البيت وكان يريد الذهاب للعمل فكان يومها يضحك ضحكاً شديداً وسلم علي، وقال لي:" يا أمي سامحيني نصف ساعة وراجع إلك"، وبقيت أنتظر به فتأخر كثيراً عن البيت، وكنت انتظره حتى وصلت الساعة الرابعة فجراً، ولم يأتي ومن شدة التعب والإرهاق لم أنام كاملاً، بل وقت قصير جداً، فقمت وقلت لبناتي: "افرشن الدار لأن أخوكن محمد استشهد وعندما جاء أصدقاؤه على البيت ليخبرونا فقلت لهم محمد استشهد صح فأخفوا علي ذلك، وقالوا ما بنعرف والله يا حجة وبعد لحظات تأكد الخبر، فحمدت الله عز وجل على شهادته في سبيل الله، والكل النساء كانت تحسدني على ذلك وكن يقولن لي يا نيالك على هالشهادة ربنا اختار منك اثنين شهدا الآن أصبحتي أم الشهداء ونحسدكي على ذلك يا حجة فالحمد لله الذي اصطفاه شهيداً والحمد لله أنني صابرة ولكن فراقه صعب علي جداً رحمه الله".
    واستذكرت والدته الصابرة والمحتسبة موقفاً قالت أنها لن تنساه أبداً حيث قالت: "عندما كان مسافراً لإحدى الدول في الخارج أتى بهدية ملابس لي، وقال لي حلوة، ارتديها يوم عرسي يا أمي فعندما استشهد كنت أريد أن أرتديها فمنعوني من ذلك فهذا الموقف أتذكره دائماً ولا أنساه أبداً ولا زلت أحتفظ بهديته، فكان رحمه الله أقول له أريد أزوجك فكان يرفض ويقول لي أريد الحور العين يا أمي زوجي فهد أنا ما بدي نساء الدنيا أريد الحور العين".
    "فهد" شقيق الشهيد "محمد عبيد" تحدث عن آخر لقاء بينه وبين أخيه قبل استشهاده حيث قال: "قبل استشهاده بساعات كنت جالس على باب البيت أنا وأحد أصدقائي، فقلت لوالدتي أن تعمل شاي لي ولصديقي، وقلت لأخي محمد رحمه الله هات الشاي معك، وقام بإحضاره لنا وقام بالذهاب إلى عمله، وفي صباح اليوم الثاني عندما استيقظت من نومي سمعت صوت بكاء في البيت فحينها عرفت أن محمد صار له شيء، فعندها توجهنا إلى المستشفى وقمنا بتوديعه وتوجهنا إلى البيت".
    وأستذكر شقيقه فهد موقفاً له حيث قال: "آخر موقف حصل بيني وبين محمد رحمه الله عندما طلبت منه أن يوصلني على الدراجة النارية، فقام بتوصيلي وين ما بدي فكان لا يرفض لي طلباً ولا يقصر معي بشيء، فكان نعم الأخ الذي يحترم الكبير ويعطف على الصغير، كما أنه كان رحمه الله منذ صغره يحب الجهاد والمقاومة".

    رحلته الجهادية
    "أبو عبيدة" أحد مجاهدي الوحدة المدفعية التابعة لسرايا القدس بكتيبة الشهيد حسام أبو حبل بلواء الشمال وأحد رفقاء درب الشهيد "محمد عبيد" تحدث عن أبرز المحطات الجهادية للشهيد حيث قال: "كان الشهيد "أبا جعفر" رحمه الله شديد الالتزام بمسجد الشهيد أنور عزيز محضن الرجال وقلعة الجهاد والمقاومة وكان شديد الالتزام في حلقات العلم المتواصلة في المسجد التي من خلالها أصبح محمد الداعية الذي حمل جهد الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، فكان المجاهد الصنديد العنيد والمرابط على الثغور داعيا إلى الله عز وجل ومجاهداً في سبيله.
    وخضع شهيدنا للعديد من الدورات العسكرية أهلته لأن يكون مجاهدا يتقدم الصفوف الأولى في الرباط، حيث شارك شهيدنا في صد التوغلات الصهيونية، ومع زيادة تفانيه وعمله الدءوب ونشاطه أصبح عضوا بارزا في سلاح المدفعية التابعة لسرايا القدس ومع نشاطه وإقدامه المتزايد تم ترقيته ليكون أميرا لإحدى المجموعات في سلاح المدفعية بكتيبة الشهيد حسام أبو حبل بلواء الشمال.
    وأشار إلى أن الشهيد "محمد عبيد" التحق في صفوف "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي مع مطلع عام 2008ØŒ فكان المجاهد الصنديد العنيد كان المرابط على الثغور داعيا إلى الله عز وجل ومجاهداً في سبيله، Ø­ÙŠØ« خضع شهيدنا للعديد من الدورات العسكرية أهلته لأن يكون مجاهدا يتقدم الصفوف الأولى في الرباط، ومع زيادة تفانيه وعمله الدءوب ونشاطه أصبح عضوا بارزا في سلاح المدفعية التابعة لسرايا القدس ومع نشاطه وإقدامه المتزايد تم ترقيته ليكون أميرا لإحدى المجموعات في سلاح المدفعية بكتيبة الشهيد حسام أبو حبل بلواء الشمال، وكان لشهيدنا المجاهد "محمد" شرف المشاركة في Ø§Ù„رباط والحراسة في سبيل الله، والتصدي للاجتياحات الصهيونية المتكررة لشمال قطاع غزة، وقصف المواقع العسكرية الصهيونية المحاذية لشمال غزة بقذائف الهاون وصواريخ الـ 107.
    وفي نهاية حديثه جدد "أبو عبيدة" البيعة مع الله ورسوله والشهداء جميعا على مواصلة درب الجهاد حتى النصر أو الشهادة وتعهد الشهداء بالسير على خطاهم حتى تحرير الأقصى من دنس اليهود الغاصبين ويعود الحق لأهله.

    رحلة الخلود
    ارتقى الشهيد المجاهد "محمد عبيد" فجر يوم السبت الموافق 11/11/2012م بعدما أخذ على عاتقه ورفاق دربه من فرسان سرايا القدس بالرد على المجازر الصهيونية والتي كان آخرها المجزرة التي تعرض لها حي الشجاعية وذلك يوم الجمعة الموافق 9/11/2012م، وأثناء قيام شهيدنا أبو جعفر بإطلاق قذائف الهاون رصدته طائرات الاستطلاع الصهيونية، واستهدفته بصواريخها الحاقدة ليرتقي بعد ذلك شهيداً بإذن الله وينال مرتبة العزة والكرامة بعد بحث طويل عن الشهادة تاركاً وصيته لأهله وواجبه وشعبه بالتمسك بنهج الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله.

    (المصدر: سرايا القدس، 11/11/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

قوات الاحتلال ترتكب مجزرة قانا بحق عشرات المدنيين اللبنانيين بعد أن احتموا بمقرات القوات الدولية "اليونيفيل"، حيث تعمدت قوات الاحتلال قصفها

18 إبريل 1996

استشهاد المجاهد أحمد حمدان أبو النجا من سرايا القدس أثناء مهمة جهادية في حي الشابورة بمدينة رفح

18 إبريل 2008

عصابة الهاغاناه ترتكب مجزرة دموية في قرية الوعرة السوداء ذهب ضحيتها ما يزيد عن 15 عربيا

18 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية