19 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الشهيد محمد شملخ: لهذا يا أبتاه سلكت درب الجهاد ولن أحيد!

    آخر تحديث: الثلاثاء، 19 نوفمبر 2019 ، 09:36 ص

    من رحم الثورة أسرج النور ومضى حاملاً سيفه المسلول يقض مضاجع المُحتل.. مضى مسكوناً بالإيمان والثورة.. يُدرك جيداً أن طريقه محفوفة بالأشواك .. لا راحة فيها ولا استكانة فهو صراع الوجود ما بين الحق والباطل.. صُراع نهايته الحتمية زوال ما تُسمى (بإسرائيل).
    اليوم غاب عن فلسطين قمر السرايا.. ليرتحل لجنان النعيم .. بعدما خاض جولات النزال بكل قوةِ وثبات على خطى السابقين من الصحابة والأكرمين.. يمضى حامياً لحياض العقيدة والإسلام وواثقاً بوعد المنان.. ورامياً للصواريخ كالحمم والبركان.. إنه الشهيد المجاهد الأسد الهمام "محمد رياض شملخ" أسد المواجهة وليث الميدان وفارس الرابطة.

    هلّ القمر
    أبصر شهيدنا المجاهد محمد رياض شملخ النور في تاريخ 16/9/1989م بحي الشيخ عجلين غرب مدينة غزة, ودرس المرحلتين الابتدائية والإعدادية بمدرسة أنس ابن مالك والمرحلة الثانوية بمدرسة السوافير, ثم أكمل دراسته الجامعية في جامعة القدس المفتوحة في قسم التجارة "إدارة أعمال" وكان متفوقاً, وكان على وشك إنهاء دراسته الجامعية حيث لم يتبقى له سوى فصل دراسي واحد ولكن الله أكرمه بالشهادة قبل أن يختم دراسته. وشهيدنا أبا رياض أعزب وترتيبه الثالث بين إخوته في الأسرة.

    ذو ابتسامة صادقة
    يقول والده الأستاذ رياض شملخ: "نجلي محمد كان خلوق لغاية لا توصف وتميز بابتسامته الصادقة وبقلبه الطيب الحنون وبروحه المرحة وكان محبوباً من الجميع, ليس له أعداء سوى العدو الصهيوني".
    وأضاف: "كان محمد دائما يساعد أهله ويلبي كافة طلباتهم ولا يقصر بتاتا في حقهم, وكان واصلاً لرحمه وأقاربه باستمرار وتمتع بعلاقات اجتماعية كبيرة جداً، بسبب تواضعه وخلقه الحميد وصفاته النبيلة".
    وتابع قائلاً: "كما كان محمد مواظباً على صلاة الجماعة وكان حريصاً على أداء الفرائض في موعدها, كما كان يُوفر المال في الآونة الأخيرة من أجل أداء مناسك العمرة في الديار الحجازية وبإذن الله سأقوم بأداء العمرة والحج عن روحه الطاهرة". 

    متواضعاً بشدة
    وقال: "نجلي محمد كان متواضعاً بشدة وأذكر هنا أنه كان يعطي أطفال وأبناء الشهداء النقود، و حينما كان يمر بدراجته النارية كان الأطفال يتوجهون نحوه بلهف وحرارة وكان لا يجرحهم بل يكسب محبتهم متمنياً الأجر من الله عز وجل".
    وزاد بالقول: "أنا فرح جداً باستشهاد نجلي محمد وكنت أتوقع استشهاده بكل لحظة لأنني كنت أعرف ما هي طبيعة عمله في سرايا القدس, ولكن رغم فرحي أحن إليه وأشتاق إليه، وفراقه ليس بالسهل ولكن ما يصبرنا هو الله عز وجل".
    وأضاف: "حينما شاهدت صورته معلقة بالمدرسة التي أعمل بها مُعلماً بكيت واستذكرته بشدة, ولكن الحمد لله رب العالمين الذي أكرمنا وشرفنا باستشهاده ليتشفع لنا يوم الحشر".
    ونوه والد الشهيد إلى أنه كان في بعض الأحيان يطلب من نجله محمد أن يترك عمله الجهادي حتى ينهي دراسته, ولكنه كان يرد: "أبي أنت لماذا أُسرت عند الاحتلال!!.. ولما حكم عمي بالسجن مدى الحياة!!.. ولماذا حُكم جدي بالإعدام في عهد الانجليز!!.. فلهذا يا أبتاه أنا ماضٍ في درب الجهاد ولن أحيد ويجب علينا أن نكمل مسيرة الشرف والعزة والإباء"., وقال: "حينما كان يتحدث لي عن فضل الجهاد كنت أشجعه على أن مواصلة هذا الدرب العظيم". 

    يوم الرحيل
    وأشار والد الشهيد الصابر إلى أن نجله محمد رحمه الله حينما سمع نبأ استشهاد القائد أحمد الجعبري تحمس كثيراً لينتقم من العدو الصهيوني, وفي يوم استشهاده صلى الفجر برفقة والده في جماعة، وبعدها جلسنا وتحدث معه عن الحرب الصهيونية على غزة، واستذكر بعض أصدقائه الذين سبقوه في الشهادة أمثال الشهيد عبيد الغرابلي وأحمد حجاج ومحمد مهنا وغيرهم من الأبطال".
    وقال: "وفي آخر لحظات قضاها في المنزل قبل خروجه لأدائه واجبه الجهادي حمل ابن شقيقه رياض وقال لا تزعلوا رياض أبداً، فذهبت لديوان العائلة لأتوجه بعدها لزيارات شقيقتاي فرأيت محمد رحمه الله يتحدث عبر الهاتف المحمول فنظرت إليه نظرة.. نظرة تمعن وكأني أودعه قبل الرحيل".
    ومضى يقول: "أثناء زيارتي لشقيقتي راودني شعور داخلي وكأن شخص يهمس بأذني بأن شيء قد حدث لأحد أبنائي.. وما هي إلا دقائق وإذا بأحد زملائي المُعلمين يتصل بي ليخبرني أنه سمع عبر الإذاعة نبأ استشهاد نجلي، فحينها توجهت لمستشفى دار الشفاء وحمدت الله كثيراً وشكرته وصبرت".

    عاد سريعاً
    وأردف والده الصابر المحتسب قائلاً: "محمد طلب من ابن عمه أن يخبرني أنه لن يتأخر وسيعود سريعاً, وبالفعل خرج ولم يتأخر وعاد محمولاً على أكتاف الرجال مدرجاً بدمائه الزكية الطاهرة".
    وفي ختام حديثه: "طالب والد الشهيد المجاهد محمد شملخ المجاهدين بالتوحد ورص الصفوف ومواصلة درب الجهاد والاستشهاد, مؤكدا أنه على استعداد لتقديم المزيد من الشهداء في سبيل الله وفي سبيل تحرير الوطن الحبيب".

    الشهادة كرامة
    بدورها قالت والدة الشهيد محمد شملخ: "الحمد الله الذي كتب علينا نعمة الجهاد واختار شعب فلسطين ليقدم الشهداء الأبرار, والحمد لله أن أكرمني الله باستشهاد ابني الغالي على قلبي ولكنه لن يغلى على الدين والوطن".
    وطالبت جميع الأمهات بتشجيع أبنائهم على السير في طريق الجهاد والمقاومة للدفاع عن الأرض المسلوبة والحق الغائب من قبل الاحتلال الصهيوني.
    وأضافت الأم الصابرة: " نجلي محمد رغم صغر سنه إلا أنه كان يصلح بين الناس بالعدل، حيث كان يتميز بفصاحة لسانه وقوة شخصيته وهيبته, كما كان يتميز بالحكمة والعطاء ونكران الذات".
    وأشارت إلى أن نجلها محمد كان بارا بوالديه وحنونا بإخوته وأخواته, وكان يقبل أياديهم ويطلب منهم باستمرار أن يسامحوه على تقصيره، بالرغم أنه كان يوفر لهم كل ما يطلبوه ويحتاجوه ويسهر من أجل راحتهم وسعادتهم".
    وختمت الأم المجاهدة حديثها بالقول: "أطالب المجاهدين الأطهار أن يستمروا في جهادهم ونضالهم وان يذيقوا العدو الويلات والويلات حتى يندحر يجر ذيل الهزيمة والعار والانكسار وهذا وعد الله والله لن يخلف وعده". 

    ليث الميدان
    بدوره أكد "أبو محمد" أحد القادة الميدانيين لـ"سرايا القدس" بكتيبة تل الهوى والصبرة, في لواء غزة على أن الشهيد المجاهد "محمد شملخ" كان من المجاهدين السباقين دوماً للرد على جرائم الاحتلال الصهيوني وللثأر لدماء الشهداء الأطهار.
    وقال: "لقد عرفنا "أبا رياض" بالرجل الذي لا يهاب الموت ولا يخشى المنية، فكان من أبطال السرايا المتقدمين في ساحات الوغى والمواجهة". مضيفاً: "لقد ترك الشهيد المجاهد "محمد شملخ" بصمة واضحة في ميدان الجهاد والمقاومة وكان من المجاهدين النشطين الذين لا يعرفون الكلل والملل".
    وأكد على أن دماء الشهيد محمد ستبقى أمانة في أعناق مجاهدي "سرايا القدس" الذين أخذوا على عاتقهم أن يكونوا النصرة لأبناء شعبهم المكلوم.

    ومن المهمات الجهادية التي شارك بها الشهيد المجاهد "محمد شملخ":

    • دك مغتصبات ومدن العدو بصواريخ القدس والجراد المباركة وخاصة بمعركة السماء الزرقاء.
    • يعد شهيدنا أحد مجاهدي الوحدة الصاروخية لـ"سرايا القدس" البارزين بكتيبة تل الهوا والصبرة.
    • الرباط على الثغور الغربية لمدينة غزة.
    • الرصد والاستطلاع والمراقبة لتحركات العدو على الخط الفاصل.
    • صد الاجتياحات الصهيونية على المناطق المختلفة بمدينة غزة.

    وفي ختام حديثه أكد "أبو محمد" على أن "سرايا القدس" ستبقى الوفية لدماء الشهداء العظماء ولن تحيد عن خيارهم وطريقهم الذي اختاروه وعبدوه بالدماء الطاهرة الزكية.
    والجدير ذكره أن الشهيد الفارس محمد شملخ "أبا رياض" عمل منسقاً للرابطة الإسلامية الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي في إقليم غرب غزة, وكان أحد فرسان الجهاز الدعوي لحركة الجهاد بمنطقته وتميز بنشاطه وحيويته وعطائه اللامحدود.

    الخلود بالجنان
    في الحرب الصهيونية الهمجية على قطاع غزة استبسل أبطال السرايا واستنفروا همهم وهبوا ليدكوا عمق المحتل بالصواريخ والقذائف ليرسخوا معادلة الرعب بالرعب والقتل بالقتل. وكان الشهيد "محمد شملخ" من أولئك الرجال الأوفياء الذين دافعوا عن شعبهم في الوقت الصعب وفي المحنة الشديدة ليرهبوا عدو الله بقوة السلاح وبحمم الصواريخ. ففي صباح الاثنين - السادس من معركة السماء الزرقاء الجهادية الموافق 19/11/2012Ù…  ØªÙ…كن شهيدنا من قذف مدن العدو بصواريخ الجراد المباركة، وبعد أدائه لمهمته بدقة باغتته صواريخ الحقد الصهيونية لترديه شهيداً بعدما سجل صفحات عز وبطولة في تاريخه المشرف.

    (المصدر: سرايا القدس، 11/12/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

قوات الاحتلال ترتكب مجزرة قانا بحق عشرات المدنيين اللبنانيين بعد أن احتموا بمقرات القوات الدولية "اليونيفيل"، حيث تعمدت قوات الاحتلال قصفها

18 إبريل 1996

استشهاد المجاهد أحمد حمدان أبو النجا من سرايا القدس أثناء مهمة جهادية في حي الشابورة بمدينة رفح

18 إبريل 2008

عصابة الهاغاناه ترتكب مجزرة دموية في قرية الوعرة السوداء ذهب ضحيتها ما يزيد عن 15 عربيا

18 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية