الخميس 28 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الشهيد رامز حرب قائد مجهول أبدع في كل الميادين

    آخر تحديث: الثلاثاء، 19 نوفمبر 2019 ، 09:39 ص

    حينما يسخر المرء حياته كلها في سبيل الله، ويفدي ثرى أرضه بدمائه وروحه ونفسه وماله، وكل ما يملك, فهو إنسان شابه الملائكة بالتضحية والصبر والفداء، وهذا ما نراه في ذلك الرجل الصنديد الذي أبدع في شتى الميادين، وبذل كل جهد دون توانى أو كلل مؤدياً واجبه الجهادي والديني والإنساني.
    أدرك آيات القرآن وتدبرها جيداً وعرف النهاية الحتمية لمن يسلك طريق ذات الشوكة، هذه الطريق الحافلة بالابتلاءات والمصاعب والمخاطر والأشواك. ولعل الحديث عنه يطول كثيراً ولن تسعفنا كلماتنا المتواضعة الخجولة أمام عظيم جهاده وصبره وصموده وتقديمه للواجب بالدم والأشلاء.
    إنه القائد المجهول والرجل المعطاء رامز نجيب حرب "أبا عبيدة" فارس القلم والبندقية وأسد الميدان ونموذج القائد المفعم بالنشاط والحيوية والجد والكد والاجتهاد، لقد اصطفاه الله ليكون عنواناً للدفاع عن رفعة هذه الأمة الغراء، لم يعرف النوم ولا الكلل ولا الملل ولم يغره كثرة العطاء والكرم الذي أبداه بمسيرته الجهادية الحافلة وسخر حياته ووقته وكل مقومات وجوده في سبيل الله.

    ميلاد قائد
    ولد الشهيد القائد رامز نجيب حرب في تاريخ 26/10/1976م في حي الشجاعية بمدينة غزة، وترعرع في كنف أسرة ملتزمة تلمذت أبنائها على حب الجهاد والمقاومة، ودرس شهيدنا رامز المرحلة الابتدائية بمدرسة حطين والإعدادية بمدرسة الفرات والثانوية بمدرسة الشجاعية، وثم تخصص في مجال الإدارة بجامعة الأزهر ولكنه لم يكمل دراسته بسبب انشغاله الكبير في العمل الجهادي.
    وشهيدنا رامز حرب متزوج ولديه 3 من الأبناء (عبيدة وهو بالصف الأول إعدادي - أحمد وهو بالصف الخامس - عمر وهو في الروضة) وترتيب شهيدنا الرابع بين إخوته في الأسرة.

    مشوار جهادي ناصع
    مشاهد القتل والدمار التي خلفها الاحتلال الصهيوني، تركت أثراً في نفس شهيدنا القائد رامز حرب مما دفعه للانحياز الكامل لخيار الجهاد والمقاومة منذ نعومة أظافره فكان منذ صغره من عناصر الجهاد الفاعلة وتدرج حتى أصبح قائداً ونموذجاً للعمل الإسلامي والجهادي.
    وانتمى شهيدنا القائد رامز حرب لحركة الجهاد الإسلامي في عام 1991م وشارك في بداية عمله بالنشاط الطلابي لحركة الجهاد, وكان من المواظبين على الجلسات الدعوية والنشاطات الجماهيرية للحركة حيث تخرج من كنف مسجد السيد علي بحي الشجاعية.
    وتدرج شهيدنا في العمل الدعوي والسياسي في حركة الجهاد الإسلامي حتى أصبح أحد رموزه وركائزه، وكان أحد أعضاء اللجنة العامة للفعاليات في حركة الجهاد. وكما شارك شهيدنا في النشاطات الفنية لحركة الجهاد الإسلامي وكان أحد أعضاء فرقة المؤسسة التابعة للحركة وكان يعمل بها ممثلاً ومنشداً في الحفلات الإسلامية.
    ورافق شهيدنا رامز حرب الكثير من الشهداء من بينهم (رائد أبو فنونة – السيد تتر – أنور سكر – حسام حرب – ماجد الحرازين – خالد الدحدوح – حسن الخضري – باسم أبو العطا) والكثير الكثير من الشهداء والأسرى.
    وعلى الصعيد العسكري والميداني، عمل شهيدنا رامز حرب خلال الانتفاضة الأولى في خلايا القوى الإسلامية المجاهدة قسم الجناح العسكري السابق لحركة الجهاد الإسلامي، ومع بداية انتفاضة الأقصى أكمل المشوار والمسيرة وتدرج في العمل من (جندي – أمير مجموعة – أمير فصيل – أمير سرية – أمير كتيبة – مسئول جهاز الإعلام الحربي بلواء غزة).
    وخلال مسيرته الجهادية الطويلة كُلف الشهيد رامز حرب بقيادة كتيبة الرضوان بلواء غزة، ولبراعته في مجال الإعلام كُلف بقيادة جهاز الإعلام الحربي لسرايا القدس بلواء غزة، وسجل شهيدنا رامز صفحات ناصعة من البطولة والشجاعة والعطاء خلال رحلته الجهادية المشرفة.
    وكان لشهيدنا أبا عبيدة بصمة في كافة ميادين الجهاد والمقاومة فلم يترك مجالاً عسكرياً أو سياسياً أو دعوياً إلا وأبدع فيه, حيث عمل مسئولاً عن ملف الشهداء والأسرى في سرايا القدس في لواء غزة، وكان مساعداً لقائد سرايا القدس بلواء غزة, كما كان له الدور المميز في جهاز العمليات بالسرايا والعديد من التخصصات العسكرية الأخرى.

    صفاته وأخلاقه
    للتعرف على شخصية الشهيد القائد رامز حرب عن كثب يقول شقيقه "هاشم حرب": "كان رامز رحمه الله طيب وذو أخلاق عالية وتميز بعطائه ومساعدته للفقراء والمحتاجين وكان حنون ولين يحب النقاش والحوار. وأضاف: "كان شقيقي رامز دائما يتحدث عن سير الشهداء والأسرى وعن بطولاتهم وتضحياتهم العظيمة، وكان يحثنا على الجهاد والمقاومة والتمسك بالحقوق والثوابت التي انتزعها الاحتلال عبر جرائمه وعدوانه".
    وزاد بالقول: "رامز كان ذو شخصية حيوية ومفعمة بالعمل والجد والاجتهاد فلم يكن يعرف الكلل أو الملل وكان يواصل الليل والنهار، من أجل أن يدافع عن دينه ووطنه وشعبه المستضعف دون أن يتراجع أو يكن". وأضاف: "لقد وصف شقيقي رامز رحمه الله بـ"دينمو السرايا" من كثرة تحركاته ونشاطه اللامحدود الذي عُرف به، حيث كان يمتلك طاقة كبيرة جداً مما جعله متميزاً عن الآخرين".

    إرهاصات الشهادة
    وأضاف شقيق الشهيد: "كنا نتوقع استشهاد رامز في أي لحظة لأن طريق الجهاد والمقاومة نهايتها الحتمية هي الشهادة في سبيل الله، وفي الآونة الأخيرة كانت هناك عدة إرهاصات وعلامات تدلل قرب استشهاد رامز من بينها: ÙÙŠ عيد الأضحى الماضي قال رامز لأشقائه: "هذا آخر عيد سوف أضحي فيه.. لن أضحي بعد اليوم"ØŒ وكأنه يشعر بالفعل سيكون آخر عيد له في الدنيا.
    كما أن الشهيد رامز أصر على ضرورة زيارة جميع الأقارب وصلة الرحم، و في الآونة الأخيرة، وكان الشهيد رامز مكثراً من مساعدة الفقراء والمحتاجين، وقبيل استشهاده أوصى أهله بأن يُدفن مباشرة إذا كتب الله عز وجل له الشهادة، وكان مكثراً للدعاء بأن يرزقه الله الشهادة في سبيله.
    وكما أنه أرسل رسالة عبر الجوال لمجاهدي الإعلام الحربي Ù‚بيل استشهاده بساعات كتب لهم فيها: "يا مجاهدي الإعلام الحربي المقاوم أنتم من تواصلون غضب المقاومة.. أنتم من ترقبكم عيون العالم.. أنتم روح السرايا وغضبها.. ابقوا ثابتين صورة لا تُهز.. يراها كل مضطهد ومجروح.. جهدكم مبارك وعدستكم تواصل الأمل.. أنتم في مقلة العين".
    وفي ختام حديثه دعا "هاشم حرب" شقيق الشهيد رامز ذوي وعوائل الشهداء للصبر والاحتساب والرضا بما كتبه الله عز وجل, وطالب المجاهدين بمواصلة طريق ذات الشوكة والمضي قدما بهذا الركب العظيم مهما كلف ذلك من تضحيات ودماء".
    وتحدث مسئول قسم التصوير في جهاز الإعلام الحربي بلواء غزة "أبو إسلام" عن البشرى والرؤيا التي شاهد فيها الشهيد رامز حرب خلال منامه حيث قال: "شاهدت في منامي الشهيد أبا عبيدة متواجد أمام مسجد وحينما راني قام بحتضاني بشدة وحرارة وتقبيلي وكان فرحاً جداً، وهذا يبشر خيراً أن أبا عبيدة حي يرزق في الجنان بإذن الله تعالى.
    وأضاف: "حينما رأيت هذا المنام سعدت كثيراً وشكرت الله عز وجل، فبلا شك فراق أبا عبيدة صعب ومرير ولكن عزائي الوحيد أنه في الجنة عند مليك مقتدر".
    كما شاهد "طارق الخضري" في منامه الشهيد القائد رامز حرب برفقة شقيقه الشهيد حسن الخضري وكانا في غاية البهجة والسرور والفرحة، وهذا أيضا من مؤشرات الخير والبشريات.

    فراق الحبيب
    بدوره قال نجل الشهيد رامز حرب "عبيدة": "لقد فُجعت كثيراً بفراق والدي الحبيب فقد كان دائما يوفر لنا كل ما نحتاجه ونطلبه ولم يقصر معنا أبدا".
    وأضاف: "كان والدي رحمه الله يحثنا ويشجعنا على حفظ القرآن الكريم وعلى أداء الصلوات الخمس في المسجد، وكان يشجعنا على فعل الخير، وعلى زيارة صلة الرحم، ويحدثنا دائما عن فضل الجهاد في سبيل الله وعن كرامة الشهداء، ومن كثرة تعلقه بالشهداء والمجاهدين كنت أشعر أنه سوف ينول الشهادة".
    وتابع حديثه بالقول: " كان أبي حنون وطيب كريم وشجاع لا يهاب الموت ويخرج في الليل والنهار بدون خوف من طائرات الاحتلال التي كانت تلاحقه وتطارده، وكان يصطحبنا باستمرار لزيارات أهالي الشهداء والأسرى والأقارب".
    وأضاف: "صحيح أن والدي استشهد ولكنني سأكمل المشوار وسوف أسلك نفس دربه وطريقه وحينما أكبر سوف أنتمي لسرايا القدس حتى أدافع عن شعبي وأخذ بثأر والدي وكل الشهداء والأسرى والجرحى واستشهد كما رزق الله والدي الحبيب الشهادة".
    وختم حديثه: "سوف أصبر والدتي وأشقائي أحمد وعمر، فالجرح كبير وفراق والدي صعب ولكن ما يفرحنا ويسعدنا أنه بالجنة وسيتشفع لنا بإذن الله يوم القيامة".

    وللإعلام الحربي كلمة
    وبدوره، تحدث المسئول العام لجهاز الإعلام الحربي لسرايا القدس والذي قال: "ربما من أبرز السمات الشخصية التي اتسم بها الشهيد القائد رامز حرب هذه الصورة أو اللحمة الملائكية التي كان يتصف بها, حيث أنه منذ بداية علاقتنا منذ أكثر من عقدين من الزمن كنت أكتشف به كل يوم صفة جديدة".
    وأضاف: "رامز تميز بالطيبة والوضوح والبساطة وقوة الإيمان والرجولة وقوة التحمل والصبر وإنسانيته، فالبرغم من انشغاله الكبير بعمله الجهادي إلا أنه كان يتفقد كل شرائح المجتمع وجميع الحالات الإنسانية التي تحتاج المساعدة".
    وتابع حديثه قائلاً: "عرفت رامز منذ أكثر من 20 عاماً، حيث كان يعمل في فرقة المؤسسة الفنية وهي فرقة تابعة لحركة الجهاد الإسلامي، وتطورت علاقتي به عن طريق العمل بفعاليات ومهرجانات الحركة، بالإضافة إلى العمل الإعلامي بالجانب السياسي".
    وزاد بالقول: "حينما تم تكليفي بمسئولية جهاز الإعلام الحربي لسرايا القدس قمت بالإصرار على أن يكون الشهيد رامز حرب معي، في هذا العمل مع أن الكثير من مجالات السرايا كانت بحاجه إليه لنشاطه وحنكته وشخصيته القيادية".
    ونوه المسئول العام لجهاز الإعلام الحربي إلى أن الشهيد رامز حرب رغم تخصصه في مجال الإعلام الحربي، إلا أنه كان لديه بصمات كثيرة في المجالات الأخرى، حيث تبوء الكثير من المناصب منها قائداً لكتيبة الرضوان في لواء غزة، وكان مساعداً لقائد لواء غزة، وعمل أيضا في جهاز العمليات في السرايا، وفي كل المجالات العسكرية الأخرى، بالرغم أن مسماه التنظيمي مسئول الإعلام الحربي بلواء غزة.
    ووصف الشهيد رامز حرب بالقائد المجهول الذي كان يقود الكثير من الأعمال العسكرية والسياسية ".
    وتابع: "أبو عبيدة شخصية مرحة وودودة و كان سريع الغضب وسريع الرجوع لبساطته، وكان محباً جداً لعائلته، حيث كان يتذكر أبنائه وزوجته وأباه في أحلك الظروف، مشيراً إلى أن الشهيد رامز كان يعرف معنى الانتماء للعائلة وكان يعطيهم الوقت الذي يستحقونه رغم انشغاله الكبير".
    وقال: "أبا عبيدة شخصية اجتماعية محبوبة حيث كان له "كاريزما" خاصة لا توجد عند الكثيرين، فكان هناك كلمة سر تربطه بالآخرين، فلا يستطيع أحد أن يفسر كيف تنجذب إليه وكيف يجعلك تعشقه وتقيم صداقة معه".
    وأضاف: "حينما كنت أكون قلق في الليل كنت أتصل بالأخ أبو عبيدة، وكنت أتحدث معه وكان يخفف عني، حيث كان يمثل لي أكثر من أخ أو صديق أو كاتم سر أو اليد اليمين".
    وعن حادثة استشهاد القائد رامز حرب قال: "نحن نؤمن تماماً أن هذه الطريق نهايتها إما الشهادة أو النصر، ولقد شعرت باستشهاد أبا عبيدة قبل أن أسمعه ولعلمي المسبق بوجوده في برج الشروق الذي استهدفه العدو الصهيوني شعرت أن قلبي سيخرج من صدري وبثقل كبير قبل إعلان استشهاد رامز".
    وأردف قائلاً: "لا أخفيكم القول حتى هذه اللحظات ما زلت أشعر بضحكات وكلمات وموافق وطرائف رامز، ومازلت أشعر أنه حي بيننا، وأكثر شيء صعب أن أبا عبيدة رحل دون أن نودعه أو نشارك في جنازته، ولقد حاولت بكل الوسائل أن أحضر الجنازة ولكن الظروف الأمنية حالت دون ذلك".
    وأكمل حديثه محاولاً حبس دموعه بالقول: "عزائنا الوحيد أن أبا عبيدة رحل إلى ما تمنى من جنة ونعيم، فلم يكن يبحث عن سيط دنيوي وكان يعمل بعيداً عن عدسات الكاميرات". مشيراً إلى أنه لم يستطيع أن يمسك قلماً ليكتب عن الشهيد رامز حرب بالرغم من أنه مبدع في الكتابة.

    رحلة الخلود
    في معركة السماء الزرقاء الجهادية وعلى مدار الساعة لم يعرف شهيدنا القائد رامز حرب، طعماً للراحة لا ليلاً ولا نهاراً كان على تواصل دائم مع المجاهدين في ميدان المعركة ومع مجاهدي الإعلام الحربي، لينقل الصورة المشرفة وصوت المقاومة إلى أحرار العالم وكشف زيف الأعداء. ففي اليوم السادس لمعركة السماء الزرقاء يوم الاثنين الموافق 19/11/2012، وأثناء مواصلة شهيدنا القائد أبا عبيدة جهاده ضد المحتل استهدفته طائرات الغدر الصهيونية بعدة صواريخ في مكان عمله التي كان يتواجد به في برج الشروق بمدينة غزة وهو برفقة عدداً من المجاهدين، مما أدى إلى ارتقائه شهيداً نحو علياء المجد والخلود، وإصابة عدد آخر من المجاهدين، فرحل أبا عبيدة إلى ما تمنى وأحب بعد رحلة حافلة بالجهاد والتضحيات الجسام في صفوف حركة الجهاد الإسلامي وسراياها المظفرة سرايا القدس، وترك خلفه جيلاً مجاهداً مازال على دربه وخطاه حتى النصر أو الشهادة، فسلام عليك في الخالدين.

    (المصدر: سرايا القدس، 3/12/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد سامر صبحي فريحات من سرايا القدس خلال كمين نصبته قوات صهيونية خاصة ببلدة اليامون شمال جنين

28 مارس 2006

اغتيال ستة أسرى محررين في مخيم جباليا بكمين صهيوني والشهداء هم: أحمد سالم أبو إبطيحان، عبد الحكيم شمالي، جمال عبد النبي، أنور المقوسي، مجدي عبيد، ناهض عودة

28 مارس 1994

اغتيال المناضل وديع حداد  وأشيع أنه توفي بمرض سرطان الدم ولكن دولة الاحتلال اعترفت بمسئوليتها عن اغتياله بالسم بعد 28 عاماً

28 مارس 1978

قوات الاحتلال بقيادة شارون ترتكب مجزرة في قرية نحالين قضاء بيت لحم، سقط ضحيتها 13 شهيداً

28 مارس 1948

الأرشيف
القائمة البريدية