الثلاثاء 23 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الشهيد أنور حمران: مهندس الاستشهاديين والمفخخات

    آخر تحديث: الأربعاء، 11 ديسمبر 2019 ، 09:01 ص

    في حيٍ قديم وبين جدران بيت صغير متواضع يتكون من غرفتين، في الجهة الغربية من بلدة عرابة جنوب مدينة جنين، يجلس الثمانيني والد الشهيد أنور حمران على باب منزله وكأنه ينتظر عودة الغائبين.. ولكن الوقت يمر ولا يعود أحد.

    الميلاد والنشأة
    الشهيد أنور محمود أحمد حمران، ولد في بلدة عرابة جنوب جنين يوم 21/7/1973 في أسرة مكونة من الأب والأم وأخ وحيد و3 أخوات، تزوج في العام 1993 وله اثنان من الأبناء، صهيب (19 عاما) وهمام (18 عاما) وبنت هي صابرين (22 عاما).
    درس الثانوية العامة في مدارس البلدة وقبل تخرجه بشهر واحد أبعدته الأردن إلى فلسطين وحرم من إكمال دراسته الجامعية في تخصص مساعد صيدلي من الكلية العربية.

    صفاته
    كان الشهيد أنور حمران ملتزما دينيا ويتصف بكرم الأخلاق ، وكان بارا بوالديه حنونا عليهما لدرجة لا توصف، وكان ملتزما بالصلوات في المسجد زاهدا في حياته، ورغم الوضع المادي المتردي لعائلته إلا أنه كان يحرص على مساعدة العائلات المتعففة، لا يهاب قول الحق مهما كلفه الأمر.
    يقول والد الشهي: هكذا يكون الرجال، تعرض أنور للإصابة ب19 طلقة موزعة على أنحاء جسده، وذنبه الوحيد أنه يدافع عن الحق بقوة، وكان كاظما للغيظ ويستند في أسلوب حياته على قاعدة العفو عند المقدرة".

    مسيرته الجهادية
    يحدثنا القيادي أبو خالد عن مشوار الشهيد الجهادي: انضم أنور حمران لحركة الجهاد الإسلامي في مطلع العام 1987 وهو في الخامسة عشرة من عمره، ومارس العمل الطلابي في مدارس عرابة، واعتقل للمرة الأولى عام 1988 حيث كان في الصف الحادي عشر، فصدر بحقه حكم بالحبس ستة  شهور أمضاها في سجن مجدو، وعاد لنشاطه الطلابي في اليوم الثاني من الإفراج عنه، وما لبث حتى عادت قوات الاحتلال لاعتقاله في العام 1989 وصدر بحقه حكم بالسجن لعامين ونصف العام، أمضاها في سجني مجدو والنقب، حيث كان دائم الاستقطاب والفعالية والمشاركة في المهرجانات، وكتابة الشعارات على الجدران وقراءة البيانات، لا يكل ولا يمل في خدمة المشروع والفكرة، فهو مجاهد بالفطرة".

    ويضيف أبو خالد: بعد الإفراج عن أنور في العام 1992 أعاد تقديم الثانوية العامة بتفوق وانتقل إلى الأردن لإكمال الدراسة الجامعية في الكلية العربية ودرس تخصص مساعد صيدلي، وخلال تواجده في الأردن كان يستقبل الرُسل التنظيمين من جميع أنحاء الضفة الغربية، حيث كان المسئول عن الساحة الأردنية في حركة الجهاد الإسلامي، ومن هناك تسلل إلى سوريا وجمعته علاقة احترام وعناية كبيرة من شخص الدكتور المعلم فتحي الشقاقي، وخضع للعديد من الدورات العسكرية والتنظيمية ثم عاد إلى الأردن، فكشف أمره وخضع لتحقيق قاس ، ليصار إلى تسليمه للإسرائيليين عبر معبر الكرامة قبيل تخرجه بشهر واحد".

    11 يوما على عودته من الأردن حتى عاد الاحتلال واعتقله من جديد في أواخر العام 1993 وخضع لتحقيق صعب، ولكن كعادته لم يخرج من فمه حرف واحد، وحوكم على اعترافات الغير لمدة 3 سنوات ونصف.

    بعد خروجه من السجن في العام 1997 دخل إلى مدينة جنين وما يسمى حينها بمناطق ( أ ) ليمارس عمله التنظيمي تحت يافطة مكتب الخدمات الجامعية والاتصالات، الذي كان تابعا للجهاد الإسلامي، وتزامنا مع الذكرى الثالثة لاغتيال الدكتور فتحي الشقاقي وتحديدا في تشرين 1998 اعتقلته أجهزة أمن السلطة الفلسطينية لعرقلة إتمام مهرجان إحياء الذكرى في جنين، حيث رفض أنور أخذ تصريح أو ترخيص للمهرجان.

    يضيف أحد أصدقاءه والذي فضل عدم ذكر اسمه، أنه وبعد اعتقاله لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية بعشرة أيام أفرج عنه ليحيي الذكرى على طريقته الخاصة، وجهز لعملية استشهادية في محاني يهودا بالقدس نفذها الاستشهاديين سليمان موسى طحاينة من السيلة الحارثية غرب جنين ويوسف الزغير من عناتا بالقدس، وقد شاركه الإعداد لها الشهيد خالد زكارنة والشهيد إياد الحردان فتم اعتقالهم جميعا من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية على إثرها، واحتجزوا في سجون جنين وأريحا وأخيرا الجنيد".

    وتابع بالقول: مع اندلاع انتفاضة الأقصى في العام 2000 تم تحريرهم من قبل جماهير نابلس ومخيماتها خوفا على حياتهم إلى جانب عشرات المعتقلين من أبناء حماس والجهاد".

    يقول أبو خالد: خرج أنور ليرسي دعائم سرايا القدس ويؤسس لمرحلة جديدة ، لتكون باكورتها 3 عمليات نوعية بسيارات مفخخة مؤقتة، ومن جديد في محني يهودا والخضيرة ونتانيا ليغتال في 11/12/2000، ويسلم الراية لأخويه الشهيدين إياد الحردان وخالد زكارنة اللذين التحقا به أيضا".

    الاغتيال
    اتهمته سلطات الإرهاب الصهيوني بالوقوف وراء العمليات البطولية في محني يهودا والخضيرة، ومشاركته في التخطيط لعدة عمليات عسكرية بطولية من عمليات استشهادية وتفجير سيارات مفخخة، وإطلاق نار وكمائن استهدفت جنود الاحتلال وقطعان مستوطنيه وأدت إلى مقتل العديد منهم.

    تعتبر جريمة اغتيال الشهيد أنور حمران هي عملية الاغتيال الأولى في انتفاضة الأقصى المباركة ففي 11/12/2000 ، قامت قوات الاحتلال المتمركزة على جبل عيبال في نابلس برصد الشهيد بالتعاون مع عملائها على الأرض، وقد استغلت قوات الاحتلال عمله في مكتبته الخاصة الواقعة أمام جامعة القدس المفتوحة في حي الروضة بنابلس، واستثمر الاحتلال وصوله الباكر إلى مكتبته، فأطلق عليه سيلا من الرصاص استمر دقيقتين، ليصاب بأكثر من تسعة عشر رصاصة من نوع 800 من النقطة العسكرية المقامة على جبل جرزيم أمام مكتبته الواقعة أمام جامعة القدس المفتوحة في المدينة.

    رحل أنور حاصلا على الشهادة في سبيل الله وكانت الأسرع والأسهل عليه من شهادته الجامعية والتي حرم من الحصول عليها، رحل وترك خلفه من يحملون الراية ويحافظون عليها.

     


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر محمود فايز الريخاوي من رفح خلال إعداده لعبوة ناسفة

23 إبريل 2000

استشهاد الأسير المحرر محمد سلمان أبو إعتيق بسبب مرض القلب ويذكر أن الشهيد أمضى أكثر من 15 عاماً في سجون الاحتلال وأطلق سراحه ضمن صفقة التبادل عام85 والشهيد من مخيم النصيرات

23 إبريل 2000

الوفود العربية في اجتماع عمان تقرر دخول الجيوش العربية النظامية لفلسطين حال انتهاء الانتداب البريطاني

23 إبريل 1948

القوات الصهيونية تسيطر على العديد من القرى المحيطة بمدينة القدس

23 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية