19 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الشهيد محمد الترامسي: ترجل للجنان وهو صائماً يوم عرفة

    آخر تحديث: الأربعاء، 18 ديسمبر 2019 ، 08:58 ص

    الميلاد والنشأة
    بتاريخ 26/11/1973، كانت فلسطين كلها، ومخيم جباليا بالتحديد على موعد مع ميلاد فارس من فرسان الجهاد والمقاومة، إنه الشهيد القائد محمد سعيد محمود الترامسي "أبا السعيد"، حيث ولد الشهيد أبا السعيد، لأسرة فلسطينية هاجرت من بلدة هربيا منذ عام 1948، أرضعته أمه فيها حليب العزة والأنفة والإباء، وربته منذ الصغر على الصدق والشجاعة والالتزام بالمسجد والصلاة، فلم يكن يغيب عن المسجد لارتباطه الشديد به وحبه الكبير ليبقى دائماً في رحاب الرحمن يعمل على تربية إخوانه التربية الصحيحة، ونشأ "أبو السعيد" في ظل ظروف اقتصادية صعبة جعلته يتحمل المسؤولية منذ الصغر.
    وتتكون عائلة الشهيد الترامسي من والديه الأكارم و7 من الإخوة والأخوات، وقدر الله أن يكون ترتيبه السادس بينهم، حيث أنهى الشهيد دراسته الأساسية في مدارس وكالة الغوث للاجئين، ومن ثم انتقل ليتعلم مهنة الحدادة في الوكالة.
    وتزوج شهيدنا "أبا السعيد"ØŒ منذ أربعة عشر عاماً، ولكن الله لم يمن عليه بالذرية، ومع بداية انتفاضة الأقصى التحق شهيدنا في صفوف حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ومن ثم انضم إلى صفوف جناحها العسكري سرايا القدس، حتى أصبح أحد قادتها المميزين على مستوى شمال القطاع.  

    صفاته
    وما يتميز الشهيد القائد محمد الترامسي، أنه كان صادقاً مخلصاً تقياً ورعاً، صابراً على البلاء، حكيماً في قراراته، ومما يميز الشهيد أبا السعيد صمته الذي كان يخفي وراءه بركاناً ثائراً من الجهاد والمقاومة، لم يكن يتكلم إلا بما هو هام وضروري، إن من يعرفه أو عايشه يدرك أن محمد لم يكن على صفات عادية، إنما كان مميزاً بكل صفاته وأخلاقه، كان يحب الأطفال الصغار حباً جماً، حتى أن من يعرفه وكان يخالطه يعرف أنه كان لا يترك صغيراً إلا ويداعبه ويمسح على رأسه، كان بمقام الأب للكثير من الأشبال الذين تربوا على يديه، كان فارساً مجاهداً صلباً عنيداً لا يخشى في الله لومة لائم، كان شامخاً كالجبال واسع الصدر كالصحراء الممتدة، ليّن الجانب كالغصن الطري، لم يكن يوماً متشائماً بل كان على الدوام يدعو الله أن يرزقه ما يطلب، كان رحمه الله يردد كثيراً من القرآن.

    مشواره الجهادي
    إن ما يميز الشهيد محمد مما جعله يستحق لقب القائد بجدارة، هو مشواره الجهادي الممتد على مدار سنوات انتفاضة الأقصى، قضاها في الدعوة لله، ومن أجل رفع راية الإسلام، ونشر فكر حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وتدرج أبا السعيد في السلم العسكري في سرايا القدس، إلى أن أصبح نائب القائد العام للمنطقة الشرقية في شمال غزة، وذلك بسبب نشاطه وخبرته العسكرية، التي صنعت منه قائداً عظيماً.
    كان للشهيد القائد دوراً بارزاً في قيادة سرايا القدس في شمال قطاع غزة، حيث بدأ بتشكيل المجموعات والسرايا العسكرية، وأخذ يدرب إخوانه على السلاح وإعداد العبوات الناسفة والأحزمة، كما كان لهو الدور البارز في تشكيل الوحدة الصاروخية في شمال غزة، التي كانت مهمتها دك المستوطنات الصهيونية بالصواريخ القدسية المظفرة.
    وكان للشهيد حضور متميز في صد الاجتياحات التي يتعرض لها شمالنا الصامد، من خلال الاشتباكات المسلحة وزرع العبوات، حيث أبتكر شهيدنا أبا السعيد طريقة تفجير العبوات عن طريق الهاتف النقال "الجوال"، حيث أن الكثير من إخوانه في الجهاد والمقاومة شاهدوه وهو يفجر إحدى جرافات الاحتلال في منطقة الشيخ زايد.
    كما كان من ضمن المجموعات التي استطاعت أن تدك مدينتي المجدل وسديروت بعدد من صواريخ "جراد" و"قدس"، برفقة الشهداء محمد الدحدوح وحسام أبو حبل وسمير بكر وأسامة ياسين.

    الشهادة
    بعد الليلة التي استطاع فيها جيش الغدر الصهيوني من اغتيال عدد من قادة سرايا القدس في مدينة غزة، ومنهم القائد العام للسرايا ماجد الحرازين "أبا المؤمن"، وحيث كان الشعب الفلسطيني كله موجهاً أنظاره ومسامعه إلى المجزرة التي ارتكبت بحق سرايا القدس وقادتها، كان الجيش الصهيوني يجهز لعملية اغتيال جديدة بحق كوكبة من قادة سرايا القدس في شمال غزة، حيث كان الشهيد محمد الترامسي هو وإخوانه المجاهدين حسام أبو حبل وأسامة ياسين وسمير بكر، خارجون لتوهم من المسجد بعد تأديتهم صلاة الفجر في جماعة بتاريخ 18/12/2007، وهم صائمون يوم عرفة، حيث أن الشهيد الترامسي صائما يومه العاشر على التوالي، وما أن توقفوا بالقرب من منزل الشهيد الترامسي في ساحة مسجد التوبة في مخيم جباليا، باغتتهم طائرات الاستطلاع الصهيونية بعدد من صواريخها.

    وبعد قليل من صوت الانفجار، خيم السكون والصمت المكان، وفجأة علا التكبير أرض مخيم جباليا والشمال الصامد، واعتلت أرواح الشهداء فوق غزة، لتعانق أرض الوطن ولتصطف نجوماً في سماء الوطن تنير الطريق للجيل القادم.

    (المصدر: سرايا القدس، 18/12/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

بداية الإضراب الكبير في فلسطين

19 إبريل 1936

الاستشهادي أنس عجاوي من سرايا القدس يقتحم مستوطنة (شاكيد) الصهيونية شمال الضفة المحتلة، فيقتل ثلاثة جنود ويصيب عددا آخر

19 إبريل 2003

تأكيد نبأ استشهاد القائد المجاهد محمود أحمد طوالبة قائد سرايا القدس في معركة مخيم جنين

19 إبريل 2002

استشهاد المجاهد عبد الله حسن أبو عودة من سرايا القدس في عملية استشهادية وسط قطاع غزة

19 إبريل 2002

الاستشهاديان سالم حسونة ومحمد ارحيم من سرايا القدس يقتحمان محررة نيتساريم وسط قطاع غزة ويوقعان عددا من القتلى والجرحي في صفوف الجنود الصهاينة

19 إبريل 2002

عصابة الهاغاناه تحتل مدينة طبريا، حيث سهل الجيش البريطاني هذه المهمة وقدم المساعدة على ترحيل السكان العرب، وانسحب منها بعد يومين تماماً

19 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية