Error loading files/news_images/الأمين العام.jpg مؤسسة مهجة القدس مؤسسة مهجة القدس
26 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    كلمة الامين العام في حفل اشهار موسوعة الشهداء "أحياء يرزقون"

    آخر تحديث: الإثنين، 23 ديسمبر 2019 ، 09:31 ص

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا وقائدنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين.

    الحضور الكرام الحشد الكريم من عوائل الشهداء وأبناء الشهداء..

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الشرف العظيم لكم ولنا جميعًا، وهو أكثر من أيّ شرفٍ آخر يمكن أن يفتخر به الإنسان على أخيه الإنسان؛ إنّه شرف الشهادة التي منحَها اللهُ لنا، لنكون أقرب إليه، ونكون أكثر من مجرد أجسادً من لحمٍ ودمٍ تنتهي بانتهاء الحياة فيها وتصبح ترابًا..

    إنّها الشهادة التي وهبها الله للإنسان ليبقى حيًا يرزق حين يموت الناس. والشهيد حي بقول الله عزَّ وجلَّ: "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ".

    والشهداء "فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ"، والشهداءُ" لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ"، والشهداءُ "أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ"، والشهداءُ "فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ"..

    هؤلاء هم الشهداء الذين نحن بحضرتهم اليوم، نحتفي بهم وبعائلاتهم وأبنائهم الذين فازوا علينا جميعًا، بأنّهم "أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ". وفازوا علينا بأنّهم يشفعون لسبعين من أهلهم، وفازوا علينا بأنّهم "فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ". نحن تأخذنا الأرض ومعايير الأرض ونحزن، وهم تأخذهم معايير السماء فيفرحون..

    الأمهات والزوجات والأبناء الذين تحضرون اليوم في هذا الحفل المبارك، والذي يعُتبر من أهمّ احتفالاتنا في هذه الحياة وأكرمها، رغم الحزن الذي يرافق الفراق لكلِ أسرةٍ وعائلةٍ، ورغم ما يرافق ذلك أيضًا من معاناةٍ، إلاّ أنّنا يجب أن نرسي مفاهيم وسلوكياتٍ جديدةً في الصبر؛ ولتتحول أحزاننا إلى أفراحٍ..

    فإذا كان أبناؤنا وآباؤنا الشهداء، بنصّ القرآن "فَرِحِينَ"، فلماذا نحزن نحن الذين سنلحق بهم آجلاً أم عاجلاً؟! ولماذا نحوّل خيارات مَن نحبُ إلى غمٍّ وكآبةٍ؟!

    نحن من واجبنا أن ندعو لهم اللهَ بالقبول، ليكملوا رحلة الحق، ورحلة الإيمان إلى الله. وندعو اللهَ أن نلحق بهم مؤمنين، وثابتين على ما آمنوا به، واستشهدوا من أجله.. نحن جميعًا ذاهبون إلى الموت، وبأشكالٍ مختلفةٍ. ولكنَّ الشهيد يختار موتتهُ، ونحن لا نختار. وهنا الاختيار يكون اصطفاءً مِن الله، والتقاءً بين اختيار الشهيد واختيار ربّه له.

    بسم الله الرحمن الرحيم "إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ".

    فنحن هنا لنكرم لا لنحزن، ونحن هنا لنتعلم معنى الشهادة..

    الأمهات والآباء والزوجات والأبناء..

    ونحن هنا في حفل تكريم الشهداء بالكتابة عنهم، وإصدار موسوعة تضمهم جميعًا، وهنا أقدم الشكر والتحية للإخوة في مهجة القدس الذين قاموا بهذا العمل الكبير والمقدر، ليس فقط لتكريمهم، ولكن أيضًا لِيبْقوْا أحياءً بيننا، ونموذجاً لنا في التضحية والفداء، ونموذجًا لأجيالٍ أيضا تحتاج لمعالم تنير الطريق للذين يقاتلون من أجل الحرية، ومن أجل الوطن، ويقاتلون من أجل الكرامة، ويقاتلون من أجل أن يبقى هذا الدين..

    إنَّهم معالم على الطريق، هؤلاء الذين نفروا خفافًا، لقول الله عزَّ وجلَّ: "انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا".

    هؤلاء الشهداء الذين اختاروا طريق الشهادة بدلاً من طريق الذلِ والاستجداء على أبواب السيد الأمريكي الصهيوني.

    هؤلاء الشهداء الذين اختاروا الشهادة بالرغم من حالة الانحطاط والانهيار أمام المشروع الصهيوني، وأمام تسابق الجميع على إرضاء القتلة الصهاينة، وتقديم القدس قربانا للعلّو والإفساد الذي لم يتوقف يوماً عن العبث بكرامتنا ودمائنا. يقتلوننا بأسلحتهم، ويقدمون بعض المساعدات هنا وهناك.

    هؤلاء الشهداء الذين كسروا موازين القوى، وأثبتوا بدمهم أنَ شعبَنا وأمتَنا أكبر، ولديها خياراتها بعيدًا عن الذلِ والانكسارِ، وعن وصفات الاستسلام والاستجداء السياسي والتراجعات..

    الحضور الكريم..

    قبل شهر من الآن كان رجال الجهاد ورجال المقاومة يتصدَّوْن لعدوانٍ جديدٍ، ويتصدَّوْن لغطرسة عدوٍّ لم يتوقف يومًا عن القتل؛ إمّا بالحصار، وإمّا بالسلاح والقصف والتدمير وهدم البيوت..

    خرج لهم أبناؤكم، يصنعون مجدًا جديدًا، رغم القلة في الزاد والعتاد. ليقولوا للعالم أجمع: لنْ نقتل ونصمت، ولن نقتل لنقول يأتي يوم آخر نكون فيه أفضل حالاً..

    وكانت رسالة المقاومة واضحة وقوية؛ ليس الشعب الفلسطينيّ الذي يرضى بما تفرضه موازين القوى، فهي كانت مختلةً، وستبقى كذلك إلى أن يشاء اللهُ.. ولكنَّها صيحة الواجب الذي يتجاوز الإمكان، الواجب الذي يخلق وقائع جديدةً، ويخلق معادلاتٍ جديدةً؛ فكانت صيحة الفجر، وكان الشهداء الذين يروون بدمائهم على مدى التاريخ شجرة الحرية..

    فتحية للشهداء الذين لم يترددوا يومًا في التضحية والفداء، دفاعًا عن الأرض، ودفاعًا عن الكرامة، ودفاعًا عن الدين. إنَّها الطريق التي اخترنا، والراية التي رفعنا؛ راية الجهاد والمقاومة التي لن تسقط طالما بقيتْ فينا نبضة حياةٍ.

    لقد سجل رجال السرايا الأبطال ملحمة جديدة في تاريخ شعبنا.. سوف تبقى علامة فارقة في مسيرة التحرير والعودة.. فانضمَّ ثلة من أكرم الرجال إلى أبنائكم، إلى قائمة المجد التي نكرمها اليوم بحضوركم.. ثلة يقودها القائد الحبيب والعزيز بهاء.. ونؤدي لهم التحية فردًا فردًا، ومجاهدًا مجاهدًا.. إنَّهم ثلة من أعز أبناء السرايا الذين نوجه لعائلاتهم وأسرهم وأبناِءهم وزوجاتهم تحية المجد الذي صنعوه لنا جميعًا.

    الإخوة والأخوات..

    أؤكد في نهاية كلمتي:

    أولاً: على استمرارنا في طريق الجهاد والمقاومة، مهما كانت التحديات، ومهما كانت التضحيات.

    ثانيًا: أؤكد على وحدة قوى المقاومة في مواجهة العدوانِ، لنكمل معًا مسيرتنا نحو فلسطين.

    ثالثًا: أؤكد على أنَّنا سنرد على كل عدوان موحدين إن شاء اللهُ، ولن يمر أي عدوانٍ من دون ردٍّ. وهذا ما توافقنا عليه مع الإخوة في حماس وقوى المقاومة.

    رابعًا: سنبقى أوفياء لعوائل الشهداء، وأبناء الشهداء، حتّى نلقى اللهَ.

    تحية لكم جميعًا..

    الحريةُ لأسرانا البواسلِ..

    المجدُ لشعبنا الذي لم يبخل يومًا بدمه، من أجل أن تبقى المقاومة حتّى النصر.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    19/12/2019


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير معزوز دلال في مستشفى آساف هروفيه الصهيوني نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد

25 إبريل 1995

استشهاد الأسير عبد الصمد سلمان حريزات بعد اعتقاله بثلاثة أيام نتيجة التعذيب والشهيد من سكان بلدة يطا قضاء الخليل

25 إبريل 1995

قوات الاحتلال ترتكب عدة مجازر في الغبية التحتا، الغبية الفوقا، قنير، ياجور قضاء حيفا، وساقية يافا

25 إبريل 1948

العصابات الصهيونية ترتكب المجزرة الثانية في قرية بلد الشيخ قضاء مدينة حيفا

25 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية