Error loading files/news_images/(19) تعبيرية.jpg مؤسسة مهجة القدس مؤسسة مهجة القدس
الأربعاء 24 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    النقب معركة مصيرية على الهويّة والمستقبل

    آخر تحديث: الأربعاء، 16 فبراير 2022 ، 11:01 ص

    (1)

    ✍️ بقلم الأسير المجاهد/ المعتصم بالله

    🔗سجن النقب الصحراوي🔗

    لم تُخفِ حكومات الاحتلال المتعاقبة نواياها الخبيثة بشنّ حرب شاملة على النقب تطالُ جميع نواحي الحياة هناك، فما تجريه من عمليات تطهير عرقي وهجمة غير مسبوقة على قرى سعوة الأطرش ورويس وأم الحيران والعراقيب والزرنوق والفرعة والزعرور ومنطقة العزازمة وقرى جبل النقب وخاصة بير هداج وغيرهما، يندرج ضمن المخطط الأكبر لاقتلاع كل القرى العربية وطمس المعالم الحضارية العربية والبيئة النباتية؛ لاختلاق حضارة وشعب يهودي لا يشبه الجغرافيا والتاريخ.

    وهو فصل من فصول النكبة الفلسطينية المستمرة بكلّ أشكالها وأبعادها وصورها ومسمياتها، وما ارتفاع وتيرة هدم المنازل المتسارعة وفرض الغرامات الباهظة لتصبّ في جيب الاقتصاد الصهيوني على القرى المعترف بها أو غير المعُترف بها _حسب تصنيفاتهم_ على حدِ سواء إلاّ أحد أبرز تجلّياتها.

    لماذا النقب بالذَّات؟

    أولاً: للموقع أهمية بالغة، فالنقب يشكلُ نصف مساحة فلسطين التاريخية وتتخذ شكل المثلث، تمتدّ قاعدته في خطّ يصل بين جنوب البحر الميت حتى غزة، ويقع رأسه عند خليج العقبة فهو ذُخر استراتيجي بالنسبة للكيان الصهيوني، ويعلق الاحتلال آمالًا عريضة عليه كخزان بشري يمكن أن يجذب إليه أعدادًا هائلة من المهاجرين اليهود والمتهودين القادمين من بلاد العجم ليتم توظيفهم في خدمة الاقتصاد الصهيوني وارتكاب المجازر ضد العرب، ومن أجل قلب الميزان الديموغرافي لصالح اليهود، فلولا الهجرات الصهيونية لما بقي هذا الكيان على البقاء حتى الآن، ولم تكن وصية الهالك بن غوريون بأن يدُفن في النقب أمرًا اعتباطيًا أو عفويًا، وإنما كان يُدرك مبكرًا أبعاد هذه الخطوة وما يمثله النقب من عمق إستراتيجي وخطر على المشروع الصهيوني، وليكون محفزًا للأجيال من بعده للاستيطان في النقب، لما لشخصية بن غوريون من رمزية كونه من الآباء المؤسسين للمشروع الصهيوني.

    ثانيًا: منع أيّ تواصل جغرافي وديموغرافي بين العرب من بئر السبع حتى الجليل تّحت ذريعة أن العرب يشكلون تهديدًا أمنيًا للكيان الصهيوني وهم أشبه بطابور خامس، وأنهم غير مرغوب بهم وأن الأرض ملك لليهود دون سواهم، وأن مطالب العرب الشرعية بحقوقهم ليست مشروعة، وهو من المسلمات الأساسية التي تحكم سياسات الحركة الصهيونية مُنذ تأسيسها في نهاية القرن التاسع عشر، وهذه الإستراتيجية عبّر عنها رئيس الوزراء الصهيوني السابق بنيامين نتنياهو في كتابه (مكان تحت الشمس).

    كما تشكّل هستيريا القنبلة الديموغرافية في ظل التزايد السكاني للعرب كابوسًا وقلقًا مركزيًا لدى الحركة الصهيونية وهو نابع من القلق الوجودي، إذ يعتقدون أنه سببًا في فناء كيانهم، ولم تفلح كل جهودهم السياسية والقضائية وعمليات السحق والطحن والخنق والتضييق والترهيب والتهجير والاعتقال ومنع تعدد الزوجات وسنّ التشريعات من تخفيض الإخصاب والتكاثر الطبيعي لدى العرب بالحد من التفوق الديموغرافي عليهم، وفي هذا السياق حكمت المحكمة المركزية الصهيونية في بئر السبع في تاريخ 16/03/2019م على مواطن فلسطيني من نفس المدينة بالسجن لمدة سنة وغرامة مالية تقدر بـ 36 ألف شيقل وعمل لخدمة الجمهور لمدة 400 ساعة بتهمة زواجه من امرأة ثانية، فأكثر ما يرعبهم ضياع صبغتهم الدينية الصهيونية.

    وقد جاء تصريح رئيس وزرائهم نفتالي بينت مؤخرًا منسجمًا مع ذلك بقوله أن النقب قنبلة ديموغرافية، وتناغم مع أقواله بتصريح يوآف غالانت أحد قادة الحركة الصهيونية وعضو كنيست، بأننا إذا فقدنا الجليل والنقب ستضيع القدس وتل أبيب، هذه التصريحات وغيرها بمثابة ضوء أخضر لتنفيذ مشاريعهم التصفوية للأرض والإنسان.

    ولم تخفِ وزير الداخلية الصهيونية إيليت شاكيد خلال جولتها الاستعراضية مع نفتالي بينت وزبانيتهما في النقب يوم الاثنين الموافق 06/12/2021م، الكشف عن خطة منظمة لإقامة 04 بلدات استيطانية كبرى على أرض النقب وتحديدًا في منطقة العزازمة الواقعة جنوبه، والتي تشكل 157 ألف دونم يُطلق عليها اسم "جبل النقب" وتضم عددًا من القرى، ناهيك عن مشاريع البنية التحتية والضغط العالي والسكك الحديدية ومصانع الفوسفات وجميعها في طور التنفيذ.

    وقد أطلقوا سيلًا من التهديدات لعرب النقب كاستخدام القبضة الحديدية، وبسط سلطة القانون في إعلان صريح للحرب على أهلنا في النقب المحتل.

    ثالثًا: خشيتهم من الكتلة البشرية البدوية المتجانسة في النقب، وهي مصدر قوة للعرب، بعكس اليهود الذين يتشكلون من انتماءات قومية وثقافية متعددة، تبلغ ما يربو 50 لغة وقومية، وهذا يُعد عنصر ضعف لهم ومصدر تهديد حقيقي داخلي على كيانهم، مقابل الوحدة العربية.

    للموضوع بقيَّة...

    15/02/2022


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

العصابات الصهيونية ترتكب مجزرة في قرية الجلمة قضاء مدينة حيفا

24 إبريل 1948

صدور قرار مجلس الحلفاء بوضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني

24 إبريل 1920

الأرشيف
القائمة البريدية