Error loading files/news_images/(21) تعبيرية.jpg مؤسسة مهجة القدس مؤسسة مهجة القدس
الخميس 25 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    النقب معركة مصيرية على الهويّة والمستقبل

    آخر تحديث: الخميس، 17 فبراير 2022 ، 02:06 ص

    (3)

    ✍️ بقلم الأسير المجاهد/ المعتصم بالله

    🔗سجن النقب الصحراوي🔗

    دلالة التوقيت

    إن توقيت الحرب العدوانية على النقب ليس وليدة اليوم، ويأتي منسجمًا مع الأهداف الحقيقية للمشروع الصهيوني، فقد كان صدور وثيقة "يسرائيل كينغ" السرية في تاريخ 01/03/1976م بمثابة جرس إنذار لكل فلسطيني في أراضينا المحتلة عام 1948م والذي سيستهدف إفراغ الجليل والنقب من سكانه، ونهب ما تبقى من أراضيهم الزراعية، وخنقهم اقتصاديًا واجتماعيًا، وإغلاق أبواب التنمية، وملاحقتهم بالضرائب، وإعطاء الأولوية لليهود في العمل وإحلال المهاجرين الغرباء مكانهم.

    وأوصت الوثيقة إلى تقليل نسبة الفلسطينيين في منطقتي الجليل والنقب، وتخفيض نسبة العرب في التحصيل العلمي؛ لوأد أي نهضة علمية ولتقزيم الوعي العربي، فالتقدم العلمي عامل أساسي من عوامل البقاء على الأرض، وتسهيل هجرة الشباب والطلاب العرب إلى خارج البلاد ومنع عودتهم إليها؛ فكانت هبة الأرض الشهيرة هي الرد الصاعق من المثلث الفلسطيني إلى الجليل وحتى النقب والتي قبرت هذا المخطط الرهيب، تلك الهبة التي شكلت انعطافة تاريخية في مسيرة البقاء والانتماء للهوية الوطنية التحريرية.

    إلا أن المعركة لم تنتهِ منذ ذلك الحين، فالعدو يتحيّن أي فرصة ملائمة للانقضاض على أهلنا في أراضينا المحتلة عام 1948م، فهم يتقنون استغلال المواسم السياسية، وقد حاولوا عام 2017م الشروع بالتجريف ونتيجة الغليان الشعبي في سعوة الأطرش ورويس تم تجميد القرار.

    وازدادت الهجمة شراسة مُنذ إقرار قانون القومية في الكنيست الصهيوني في تاريخ 18/07/2018م والذي يُعدُّ بمثابة حرب شاملة على شعبنا في أراضينا المحتلة عام 1948م، فهو حمل في طياته مخاطر طردهم وترحيلهم بالقوة كما حدث في نكبة 1948م، وتعطي الحكومة الإذن الرسمي القانوني لإجراء ترانسفير لكل فلسطيني في الداخل المحتل، لكن طرأت في الآونة الأخيرة معطيات جديدة على الأرض اعتقد العدو بأن الظروف ملائمة له لتنفيذ مخططاته التصفوية ضد أهلنا في النقب والداخل الفلسطيني الثائر وأهمها:

    أولًا: حالة الخنوع والتوهان لبعض أنظمة الردة العربية والتي عقدت تحالفات تخندقية مع العدو الصهيوني، يتوهم العدو بأنها تخدم مخططاته وتصب مباشرة في استدامة احتلاله والإمعان في غطرسته وتنفيذ مشاريعه التوسعيّة وتصفية الوجود الفلسطيني في كل أماكن تواجده، فهو يعوّل عبثًا على الأنظمة العربية الرجعية المهترئة لمد له طوق النجاة.

    لكن الرهان على هذه الحكومات هو رهان خاسر؛ لأنها كالشجرة النخرة مجرد أية هبوب رياح عاتية سيستأصلها من جذورها ولن تستطيع نجدة نفسها من شعوبها الأبية التي أثبتت في معركة سيف القدس أنهم رصيد كبير وذخرُ إستراتيجي للقضية الفلسطينية ويسيرون عكس تيار حكوماتهم الزاحفة على بطونها نحو التطبيع والمعجبة بهذا الكيان.

    ثانيًا: التركيبة الائتلافية الهجينة داخل الكيان الصهيوني دفعت الأحزاب المنخرطة فيه لاتخاذ قراراتهم وإدارة شئون كيانهم لاعتبارات حزبية ومصالح شخصية من أجل تكريس وجودهم في الكنيست الصهيوني، وضمان نتائج انتخابات قادمة في حال انهارت حكومتهم، فجميعهم محتلون لأرضنا، ومتفقون على نفس الهدف في جوهره، لكن الاختلاف بينهم يبقى بروتوكوليًا، ومن المحزن أن نسمع من يصنفهم يسار ويمين ووسط، فاليسار عندهم يحتضر وليس له أي تأثير سياسي، وكيف يكون يساريًا ووسطيًا وهو صهيونيًا؟! وغلاة المستوطنين هم الذين يتحكّمون في كلّ مفاصل وأركان الكيان، والجيش مناط به حماية حدود كيانهم الحالية فقط.

    ثالثًا: انضمام القائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس للائتلاف الحاكم في الكيان الصهيوني واعترافه بيهودية الدولة، وتأييده لقوانين ضد الأسرى الفلسطينيين، يضفي شرعية على المشروع الصهيوني، بل يعتبر حليفًا وشريكًا في تنفيذ سياساته وجرائمه ضد العرب وخاصة في النقب المحتل والذي تم تصنيفه تحت عنوان "أراضٍ متنازع عليها" مقدمة للاستيلاء على جميع أراضيه.

    فمنصور عباس وقائمته يدورون في فلك قادة المستوطنين وقد ورطوا أنفسهم في نفق سياسي مظلم والخنوع لكل ما يطلبه منهم الصهاينة، وهذا مريح للكيان.

    رابعًا: فشل مشروع أسرلة واختراق الوعي العربي في الداخل المحتل، وكل المحاولات لإفراز أجيال من دون جذور وطنية وتشعر بدونية عروبتها وفلسطينيتها باءت بالفشل والبوار، فمنسوب الوعي الوطني لديهم في ارتفاع، وقد أثبت هذا الجيل نجاحه غير المسبوق في معركة الوعي، ولم يفلح العدو في كسر إرادته أو غسل أدمغته أو مصادرة روايته أو حصار ذاكرته أو شلّ قدرته على مواجهة كل عمليات نهب أرضه والانقضاض على حقوق شعبه رغم توظيفه كل الإمكانيات المادية والسياسية والآلة القمعية لاقتلاعهم من أرضهم، فما زالت ذاكرتهم حيّة بما أصاب شعبهم في نكبة عام 1948م ونكسة عام 1967م، ولن يسمحوا بتكرارها، وقد أثبتوا ذلك في مواطن كثيرة، وكان آخرها هبة الكرامة في مايو (أيار) 2021م من خلال دفاعهم المستميت عن القدس ونصرة إخوانهم في غزة الذين يتعرضون للحصار الظالم والإبادة الجماعة، وما كان لهذا الوعي أن يتحقق لولا تحمل الآباء والأجداد مسؤولياتهم التوعوية والتثقيفية والتربوية تجاه أبنائهم وأحفادهم.

    خامسًا: أثر معركة سيف القدس، فما زال الاحتلال الصهيوني يعيش أجواء من الصدمة وخيبة الأمل بعد انهيار أسطورة صلابة جبهة الداخل بين ليلة وضحاها، واهتزاز مكانته الإستراتيجية وكسر هيبته وقوته الطاغية أمام العالم، فما كان ثابتًا أصبح مهزوزًا وآيلًا للسقوط، فمعركة سيف القدس نسفت كل الجهود والطاقات والأموال الضخمة التي بذلها قادة الاحتلال من أجل تطويع أهلنا في أراضينا المحتلة عام 1948م، فقد أثبتوا حضورهم وبقوة في معادلة الصراع وأعادوا الاعتبار للرواية الفلسطينية التي تأسست على النكبة، بعد أن ظنّ العدو أنها قد ماتت وتوارت عن اهتمام الأجيال، فإذا بالعدو يُفاجأ من الإرادة الكفاحية لشعبنا في الداخل الذين التحمت دماؤهم مع كل الساحات الفلسطينية فذابت كلّ خطوط التقسيم الوهمية واختزال الوطن بتقسيمات وبانتوستات أوسلو على 22% من أرض فلسطين، مما شكل نقطة تحوُّل وإضافة نوعية في التاريخ النضالي الفلسطيني.

    فالعدو الصهيوني مذعورًا، مرعوبًا، متوترًا، قلقًا على وجوده من تكرار هذه السيناريو المرعب له، الذي كان بمثابة بروفا للتحرير في حال توحدت كل الساحات الفلسطينية كل حسب إمكانياته وظروفه، لذلك لجأ إلى إتباع سياسة استباقية وهجومية في النقب لتمرير مخططاته الجهنمية.

    للموضوع بقيَّة...

    17/02/2022


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير معزوز دلال في مستشفى آساف هروفيه الصهيوني نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد

25 إبريل 1995

استشهاد الأسير عبد الصمد سلمان حريزات بعد اعتقاله بثلاثة أيام نتيجة التعذيب والشهيد من سكان بلدة يطا قضاء الخليل

25 إبريل 1995

قوات الاحتلال ترتكب عدة مجازر في الغبية التحتا، الغبية الفوقا، قنير، ياجور قضاء حيفا، وساقية يافا

25 إبريل 1948

العصابات الصهيونية ترتكب المجزرة الثانية في قرية بلد الشيخ قضاء مدينة حيفا

25 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية