أهم عمليات كسر القيد في فلسطين.. الهروب الكبير من سجن غزة المركزي

موضوعات ذات صلةً

• عملية استهداف سيارتين صهيونيتين قرب كيسوفيم ومقتل الحاخام إسحاق عراما بتاريخ 20/12/2002Ù…
• الأسير المجاهد حسام عابد يدخل عامه الـ (21) في سجون الاحتلال

✍️ بقلم: أ. ياسر صالح

📖 وحدة الأرشفة والتوثيق في مؤسسة مهجة القدس

قد يتبادر إلى الذهن لماذا الهروب ضمن العمليات العسكرية فنقول إن عملية الهروب التي يكسر فيها الأسير قيده عملية معقدة وفيها كسر للمنظومة الأمنية الصهيونية وقد يتعرض منفذها للشهادة أو إعادة الاعتقال فما بالكم حينما يكون المنفذ مصباح ورفاقه..

مصباح الذي بحث في سيارات المخابرات عن سلاح وهو لم يغادر السجن بعد.. مصباح ورفاقه الذين طاردوا العدو وآذوه ومثلوا هموم وآلام وآمال الناس حتى استشهدوا وكانوا شرارة انتفاضة الحجارة لهذا وضعناها في سياق العمليات العسكرية.

بعد تنفيذ مجاهدو حركة الجهاد الإسلامي مجموعة من العمليات العسكرية تمثلت بإلقاء القنابل والطعن عام 1986م، اشتدت الهجمة الصهيونية الشرسة على أبناء الحركة، وشملت اعتقال العشرات منهم، كان من بينهم المؤسس د. فتحي الشقاقي والمجاهد أحمد أبو حصيرة والمجاهد خالد الجعيدي والشهيد المجاهد مصباح الصوري.

لم يكُفّ مصباح عن محاولته لانتزاع حريته من سجون الاحتلال رغم إخفاقه في محاولتين سابقتين في اعتقاله الأول الذي دام 14 عامًا، إلى أن تمكن من تحقيق ذلك بمعية الله "عز وجل" في سجن غزة المركزي برفقة 5 من إخوانه المجاهدين وهم: محمد الجمل وسامي الشيخ خليل وقد استشهدا في معركة الشجاعية، وصالح إشتيوي وخالد صالح وعماد الصفطاوي.

وفي شهر رمضان من عام 1987م اتفق مصباح مع 5 إخوة في غرفة 7 بقسم "ب" في سجن غزة المركزي حيث يوجد بها 25 أسيرًا، على بدء العمل لتنفيذ عملية كسر القيد عبر قص قضبان شباك الحمام باستخدام منشار تم تهريبه للسجن خلال الزيارات، وبدأ العمل بسرية تامة وبالتناوب بينهم في قص قضبان الشباك واستغلوا صلاة القيام والتكبير والدعاء خلال شهر الانتصارات للتغطية على صوت نشر القضبان الحديدية.

وبعد أن تم قص القضبان من الأعلى والأسفل وأصبحت جاهزة للإزالة، اتُخذ القرار ببدء عملية كسر القيد وانتزاع الحرية في يوم 17/05/1987م ليلًا، وبلّغ الأسرى إخوانهم في الغرفة بذلك، وبدؤوا في المحاولة التي تكللت بالنجاح صبيحة يوم 18/05/1987م الموافق 20 رمضان 1407هـ، عند الساعة الثانية والنصف صباحًا، وفعلا نزلوا من شباك الحمام إلى سطح مجاور، وحفظهم الله بنوم جندي الحراسة في برج المراقبة العسكري على ذلك السطح وكذلك بوجود الضباب الكثيف، ونزلوا بنظام إلى ساحة السجن الشرقية، رغم وجود كلاب الحراسة، والتي بفضل الله تعالى وبترديد الأبطال للآيات القرآنية، لم ينبح أي من الكلاب رغم المرور بالقرب منهم، وهناك حاول مصباح البحث في سيارات الضباط عله يجد سلاح ولكنه لم يجد، وسارعوا تباعًا إلى الجدار الخارجي العالي والذي عليه شبك وتسلقوا شجرة قريبة من السور ونزلوا إلى الشارع وعناية الرحمن تكلؤهم.

في الساعة السادسة صباحًا تقريبًا وفي العدد الصباحي تفاجأ العدو أن هناك ستة أسرى غير موجودين في الغرفة، فجن جنون إدارة السجن من المدير والضباط والحراس، واستنفر الاحتلال كل قواته بحثًا عن الستة أسرى الذين مرغوا أنف السجان وكسروا نظريته الأمنية في حصن من حصونه الأمنية وهو سجن غزة المركزي والمعروف بالسرايا، وترتب على العملية لاحقًا إقالة كل من مدير السجن وعدد من الضباط والحراس.

اختفى الأسرى الستة عن أنظار العدو وبدأوا بتجهيز أنفسهم لمواجهة الاحتلال سواء بتأمين مكان للاختفاء أو سلاح للمواجهة، وقدر الله اعتقال أحد الأسرى الستة بعد 4 أيام من عملية كسر القيد وهو صالح إشتيوي حيث أمضى محكوميته في السجن قبل تحرره، كما استطاع الإخوة خالد صالح وعماد الصفطاوي بإيعاز من الحركة مغادرة البلاد حيث استقر صالح في الخارج وعاد الصفطاوي ليلقى مصير الاعتقال مرة أخرى ويتحرر بعد قضائه 18 عامًا في السجن.

وبعد أشهر من الكر والفر ارتقى في أكتوبر 1987م الشهداء المجاهدون مصباح الصوري بعد إيلامه العدو وقتله الصهيوني جليل جروسي، والأبطال محمد الجمل وسامي الشيخ خليل في معركة الشجاعية التي قتل فيها ضابط الشاباك فيكتور أرجوان.

حديثنا في المرة القادمة عن مقتل الصهيوني جليل جروسي على يد المجاهد مصباح الصوري عام 1987م

13/04/2022Ù…

تعليقات الفيسبوك