29 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    عملية معبر ايرز النوعية المشتركة

    آخر تحديث: الأربعاء، 04 ديسمبر 2013 ، 00:00 ص

     

    مثل اخضرار البراري في فلسطين واشتداد جذور الزيتون في أرضه.. مثل انبلاج الفجر في زمن الإرادة والصمود كان المجاهد "رامي البيك".. فلسطينياً جهادياً عاشقاً للشهادة والحياة يطير في ظلمة الاحتلال نوراً ليحط فوق قبة الصخرة فيكحل عينيه بالمسجد الأقصى.. ويفرد جناحيه فوق مخيم جنين يلقي السلام على المجاهد الشهيد "محمود طوالبة" قائد ملحمة الدفاع عن المخيم.. وللقائد الجسور "حازم ارحيم" قائد معركة حي الزيتون، و"محمد الشيخ خليل" مجندل الصهاينة في غزة، ويلوح لوجوه من سبقوه وقلبه يهتف للحظة اللقاء.
     
    كل من عرف "رامي البيك" أحبه.. أحبه لهدوئه وتواضعه وأدبه وتفانيه في عمله، ولم يتخرج رامي من الأكاديميات العسكرية.. لكنه تخرج من مدرسة الجهاد.. من مدرسة "سرايا القدس" التي أذاقت المحتل طعم الهزيمة في الخليل وجنين والقدس وخان يونس والزيتون رفح والشجاعية.. "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين حين تودع شهيداً تزداد إيماناً بأن النصر صبر ساعة.
    تزداد تمسكاً بحق الشعب الفلسطيني التاريخي في فلسطين وتعلم أبناءها أن فلسطين كل فلسطين أن لا تنازل عن شبر واحد من ترابها المقدس. هذا ما علمته للمجاهد "رامي محمد البيك" المجاهد في صفوفها.
    حلم رامي بالشهادة والثأر لأهلنا المعذبين والصابرين، لم تفارقه الشهادة منذ أن التزم بالسرايا.. وكان دائماً تواقاً للمشاركة بالعمل العسكري.. جريئاً مقداماً في تنفيذ المهمات الموكلة إليه.
    في دراسته الإعدادية والابتدائية والثانوية كان رامي متفوقاً وموضع اهتمام أساتذته فقد أنهى الثانوية بتقدير جيد جداً والتحق بالجامعة الإسلامية حيث درس بقسم اللغة الإنجليزية ثم انتقل إلى كلية التجارة إلا أنه فضل الانتقال ـ بعد عام تقريباً ـ إلى الأزهر ليدرس الحقوق بمدينة غزة مع شقيقه رأفت الأصغر منه سناً.
     
    لم يكن أحداً من أسرة المجاهد رامي على علم بأنه يعد الساعات لملاقاة وجه ربه.. حتى رأفت الشقيق المقرب كان يتوقع أن رامي ـ ليلة العملية ـ سينام عند أحد أصدقائه بهدف التحضير للامتحانات.. كتوماً على أعز أصدقائه وعلى أهله حتى لا تأخذه العاطفة والحب الذي يكنه لأسرته ويحزن قلبه المفعم بالشوق للشهادة.
    علامات الدهشة والذهول لا تزال تخيم على وجوه أقربائه وأصدقائه وجيرانه الذين عهدوه هادئًا خجولاً ملتزماً مجتهدا أديبا يحب الخير للآخرين معطاء كتوماً.. رغم مرور ساعات طوال على انتشار خبر استشهاد رامي.
     
    العملية النوعية
    في عملية نوعية حملت أكثر من معنى، ورسالة لتجسيد الوحدة والتلاحم بين فصائل المقاومة الفلسطينية الوطنية والإسلامية بالدم، فتقدم الاستشهاديون الثلاثة، يوم الأحد الموافق 8- 6- 2003م ،باتجاه الموقع العسكري الواقع في المنطقة المسماة إيرز شمال القطاع، وبرعاية الله وتوفيقه تمكن المجاهدون من الوصول إلى الموقع من أمام الجنود المتمركزين على البوابة، المخصصة لدخول الجنود الصهاينة ، وهم يرتدون الزي العسكري الصهيوني ،وسلاح الـ إم 16 ، صهيونية الصنع ، وكان المجاهدون قد وصلوا إلى المكان في تمام الساعة الخامسة إلا ربع ، صباحاً وما أن دخلوا إلى الموقع العسكري، باشروا بالاشتباك مع الجنود الصهاينة المتواجدين في الموقع ، وقد استمر الاشتباك داخل الموقع وحسب مصادر الرصد الخاصة لغرفة العمليات المشتركة للسرايا والقسام والأقصى، لمدة الساعة إلا ربع ، خاضوا فيها معركة ضارية ، وسطروا أروع آيات البطولة والفداء.
     
    مقتل أربع جنود
    حسب المصادر الصهيونية ، اعترف العدو بمقتل أربعة جنود صهاينة ، وإصابة العديد. وفي تعليقات الصهاينة العسكريين على نجاح الاستشهاديين في الوصول إلى الموقع العسكري ، واختراق جميع الحواجز ، والوجود الصهيوني ، وعشرات الدبابات المتمركزة على الطريق المؤدية إلى المنطقة الصناعية ، والموقع العسكري المستهدف ، أرجعوا سوء الرؤية، بسبب الضباب الكثيف الذي كان يخيم على المنطقة ، وأن حالة الضباب هذه ساعدت الاستشهاديين من التمكن للوصول إلى الهدف من دون أن ينكشفوا لقوات الجيش التي كانت متواجدة في المكان.
       
    شوق للشهادة
    في جنح الظلام تلمس رامي دربه نحو هدفه الذي طالما سعى إليه، فاشترك مع محمد يوسف أبو بيض (21 عاماً) من كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وموسى إبراهيم سحويل (22 عاماً) من كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح في عملية استشهادية دكت أعتى حصون الجيش الصهيوني في قطاع غزة.. إنه معبر إيرز الذي يعاني عبره الآلاف الفلسطينيين العذابات جراء ممارسات جنود الاحتلال العنصرية بحقهم.
    وأدت العملية البطولية إلى مقتل أربعة صهاينة بينهم ضابط فضلاً عن إصابة أربعة آخرين إلى جانب الذعر الذي خلفته بين صفوف جنود الاحتلال في المعبر الذين تفاجئوا بجرأة استشهاديون وهم يقتحمون عليهم الحصون متسلحين ببضعة قنابل يدوية الصنع ورشاشات خفيفة إلي جانب إيمانهم الراسخ المتعالي على كل صيحات الألم.
    وشكلت العملية البطولية رسالة سياسية دامغة وقعها الشهداء الأبرار بدمائهم الزكية فكانت رسالة للمتخاذلين المنادين بتطبيق خارطة وحروفها تقول بوضوح «Ø§Ù„جهاد هو الطريق والشهادة هي السبيل أما الحلول السلمية فما هي إلا عبث وتأخير للنصر الذي يقترب مع كل شهيد يرتقي».

    (المصدر: موقع سرايا القدس، 31/7/2011)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر محمد محمود حسين جودة من مخيم جباليا بغزة بسبب نوبة قلبية وكان الأسير قد أمضى 10 سنوات في السجون الصهيونية

29 مارس 2001

الاستشهادي أحمد نايف اخزيق من سرايا القدس يقتحم مستوطنة نيتساريم المحررة وسط القطاع فيقتل ويصيب عدداً من الجنود

29 مارس 2002

الاستشهاديان محمود النجار ومحمود المشهراوي يقتحمان كيبوتس "يد مردخاي" شمال القطاع فيقتلا ويصيبا عددا من الجنود الصهاينة

29 مارس 2003

قوات الاحتلال الصهيوني بقيادة شارون تبدأ باجتياح الضفة الغربية بما سمي عملية السور الواقي

29 مارس 2002

الاستشهادية آيات الأخرس تنفذ عملية استشهادية في محل تجاري في القدس الغربية وتقتل 6 صهاينة وتجرح 25 آخرين

29 مارس 2002

قوات الاحتلال الصهيوني تغتال محي الدين الشريف مهندس العمليات الاستشهادية في حركة حماس

29 مارس 1998

الأرشيف
القائمة البريدية