الخميس 28 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    حمدي البطش: رحل ومازالت ذكراه محفورة في ذاكرة المجاهدين

    آخر تحديث: الخميس، 11 أكتوبر 2012 ، 00:00 ص

    رغم مرور 6 سنوات على استشهاد المجاهد "حمدي إبراهيم عاشور البطش"، إلا أنه مع مرور ذكرى استشهاده تتفتح جروح عائلته، ويفتح معها قاموس مليء بالذكريات الجميلة، كيف لا وقد سطر أروع البطولات في مقارعة أعداء الله اليهود وصد الاجتياحات الصهيونية المتكررة لشمال قطاع غزة.

    تمر ذكرى استشهاد المجاهد أبا صلاح ولا زالت عائلته تفتقده في كل لحظة لا يغيب عنها، ليس غريباً على هذه الأسرة أن تكون كذلك وهي امتداد طبيعي لعائلة مجاهدة قدمت الكثير من الشهداء والجرحى والأسرى على طريق ذات الشوكة، فكان منهم وعلى رأسهم شقيقه الاستشهادي المجاهد "وضاح البطش" منفذ عملية كيسوفيم الاستشهادية برفقة الاستشهادي المجاهد بالسرايا مصطفى الأسود، والتي أدت إلى مقتل نائب وحدة المدرعات العسكرية في الجيش الصهيوني وإصابة عدد آخر، حسب اعتراف العدو.
    في هذه الأيام تمر علينا ذكرى رحيل المجاهد "حمدي إبراهيم البطش "أبا صلاح" أحد أبرز القادة الميدانيين لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي ببلدة جباليا شمال قطاع غزة، فكان لا بد إلا وأن نقف على ضفة مجد هذا المجاهد الرسالي، الذي ضحى بأغلى ما يملك في سبيل الله تعالى.
    يقول والده الصابر عن نشأته وصفاته ورحلته الجهادية حيث قال: "ولد نجلي حمدي رحمه الله عام 1984م في بلدة جباليا البلد، ودرس المرحلة الابتدائية في مدرسة الرافعي بجباليا وواصل تعليمه الإعدادي في مدرسة أسامة بن زيد الإعدادية, وأتم مرحلته الثانوية في مدرسة عثمان بن عفان الثانوية.
    وعن أبرز الصفات التي تميز بها الشهيد حمدي قال والده: "تميز نجلي بالصفات الحميدة فكان مخلصاً في عمله وجهاده في سبيل الله وكان ملتزماً في المسجد، فكان يقف دائماً بجانب الفقراء والمساكين وتلبية احتياجاتهم وفي شهر رمضان كان يعتكف العشر الأواخر كلها حتى أننا لا نراه من شدة التزامه بالمسجد، وكان محافظاً على قيام الليل وقراءة القرآن".
    واستذكر والده موقفاً له يدل على شدة  Ø¥Ø®Ù„اصه في جهاده ضد أعداء الله اليهود، حيث قال: "في إحدى المواقف عرضت عليه الزواج، لأن سنه مناسب ولا شيء ينقصه في ذلك الوقت، فقال لي يا أبي كيف تريدني أتزوج ورفاق دربي شهداء، أمثال الشهيد المجاهد محمد النذر والشهيد محمود النجار والشهيد مروان النجار، فبعد ذلك اليوم أيقنت تماماً أن حمدي رحمه الله لا يريد الدنيا، وإنما بجهاده يريد الفوز بالآخرة واللقاء مع النبيين والصديقين ورفاق دربه من الشهداء في جنات النعيم.
    وعن كيفية شعوره لحظة تلقيه خبر استشهاده قال: "تلقيت خبر استشهاده بصبر واحتساب وحمدت الله عز وجل، جاءني إحساس في قلبي عندما كنت ذاهب لزيارة ابنتي - شعرت بعدم الراحة واضطرابات في القلب فذهبت من عند ابنتي، فإذا المنطقة المجاورة لبيتنا بها أناس، فسألت الأقارب فقالوا لي حمدي تصاوب فتوجهنا فوراً لمشفى كمال عدوان، وفتحنا الراديو في السيارة فإذا بالأخبار تعلن رسمياً نبأ استشهاد الشهيد حمدي إبراهيم البطش من بلدة جباليا، فعند سماعي للنبأ قلت: "إنا لله وإنا إليه راجعون" العوض في وجه الله تعالى، وتوجهت لثلاجة الشهداء وقمت بتوديعه، وبعد ذلك توضأت وصليت ركعتين لوجه الله تعالى، بأن ينزل الصبر والإيمان على قلبي، والحمد لله صابرين على فقدانه رغم تركه فراغاً كبيراً داخل البيت.
    "عبد الرحمن" شقيق الشهيد المجاهد حمدي من جانبه تحدث عن لحظة Ø§Ø³ØªÙ‚باله خبر استشهاد شقيقه حمدي حيث قال: "خبر استشهاد حمدي لم يكن مفاجأ بالنسبة لنا، كنا متيقنين أنه سيأتي لنا شهيداً في يوم من الأيام، لكرة نشاطه وجهاده ضد قوات الاحتلال، ولم يكن حمدي أول شهيد نفقده فكان من قبله شقيقي الاستشهادي "وضاح البطش" الذي فقدناه قبل استشهاد حمدي بثلاث سنوات.
    وأضاف: "لم نحزن عليه لأنه أستشهد - بل نفرح لأنه شهيد عند الله عز وجل بإذن الله، ولكن حزننا على فراقه كونه شخصية قليلاً ØªØ¬Ø¯ مثيلاً لها من جميع النواحي من صلاة وصيام وقراءة القرآن، فنحن ما يحزننا هو فراق أخينا الشهيد حمدي رحمه الله تعالى".
    واستذكر شقيقه موقفاً طريفاً لشهيدنا حمدي حيث قال: "في إحدى المرات في شهر رمضان المبارك قام الشهيد القائد بالسرايا فادي أبو مصطفى بعزومة للشباب وتتمثل في إفطار الصائمين في منطقة نتساريم "المحررات" فذهب الجميع وعندما أذان المغرب، قام بتجهيز الطعام وعندما تأخر عليهم رحمه الله، قام بوضع فادي رحمه الله لهم ماء وعدس فكان فطورهم عدس بعد صيامهم يوم طويل رحمهم الله جميعاً، تيمناً بالصحابة رضوان الله عليهم".
    واستذكر شقيقه موقفاً آخر يدل على شجاعته ورجولته في ساحات الوغى حيث قال: "في اجتياح بلدة جباليا "المحرقة" كان من أول الملبين لنداء الواجب في الصفوف الأولى وأثناء تقدمه هو وإخوانه المجاهدون من فصائل المقاومة تفاجئوا بآلية صهيونية، فبعض الإخوة ترك المكان وتوجه لآخر، فكان في المكان حمدي رحمه الله، وبقي وحده في المكان، فاعتقد الإخوة المجاهدون بأن حمدي استشهد، فعندما خرجوا من المكان قام الجميع بمصافحة حمدي ومعانقته، فهذا موقفاً لا أنساه يدل على شجاعته في مقارعة أعداء الله".
    وتحدث "عبد الرحمن" شقيق الشهيد حمدي البطش عن تذكرهم الشديد للشهيدين حمدي ووضاح البطش في كل لحظة وخاصة عند زيارة أصدقائهم ورفاقهم في الجهاد والمقاومة لهم في البيت فقال: "عندما يأتي لنا أصدقائهم الذين لا ينقطعون عن زيارتنا ولو للحظة كون حمدي ووضاح رحمهم الله، كانت تربطهم علاقات قوية وحميمة مع الأخوة في جميع فصائل المقاومة، فعندما يأتي أحد من رفاقه بزيارتنا نراه وكأنه موجود بيننا وجالس معنا لأنهم كانوا ليل نهار برفقة بعضهم البعض ونستذكرهم في كل لحظة".

    ووجه "عبد الرحمن" شقيق الشهيد حمدي كلمة لمجاهدي سرايا القدس حيث قال: "في ذكرى استشهاد الشهيد حمدي البطش، "أقول لهم سيروا على بركة الله وواصلوا جهادكم ولا تنظروا إلى الدنيا ومتاعها بل ابقوا قابضين على الزناد لأن السلاح الوحيد لتحرير فلسطين هو سلاح المقاومة وما دون ذلك فهو باطل".
    يشار إلى أن والدة الشهيد المجاهد "حمدي البطش" قد توفيت قبل استشهاده بـ 6 أشهر وقد حزن عليها حمدي رحمه الله حزناً شديداً كونها تعني له كل شيء في حياته، كما أن والده الحاج أبو عاشور قد أدى في سنوات سابقة فريضة الحج والعمرة عن الشهيدين الشقيقين حمدي ووضاح البطش رحمهما الله.
    "أبو عبيدة" أحد أبرز القادة الميدانيين لسرايا القدس بكتيبة الشهيد حسام أبو حبل بلواء الشمال وأحد رفاق درب الشهيد تحدث عن الرحلة الجهادية للشهيد المجاهد "حمدي البطش" حيث قال: "لقد تأثر الشهيد "حمدي البطش" بفراق الكثير من رفاق دربه بل إخوته في الجهاد والمقاومة كأمثال الاستشهادي المجاهد مروان النجار والاستشهادي محمود النجار وغيرهم الكثير من الشهداء فقد حزن عليهم حزناً شديداً".

    كما اتصف الشهيد المجاهد حمدي البطش في بسالته وشجاعته في صد الاجتياحات الصهيونية المتكررة للمناطق الشمالية لقطاع غزة ومن أبرز المهمات الجهادية التي قام بها: الرباط والحراسة في سبيل الله على الحدود الشمالية الشرقية لقطاع غزة، والمشاركة الفاعلة في وحدة الرصد والاستطلاع التي تراقب تحركات العدو الصهيوني، وقصف المغتصبات الصهيونية بصواريخ القدس المباركة التي أقضت مضاجع بني صهيون.
    وكذلك التصدي للإجتياحات الصهيونية المتكررة التي يتعرض لها شمال غزة الصامد، ويسجل للشهيد المشاركة في تفجير عبوة ناسفة تزن 50 كيلو جرام في جرافة صهيونية شرق جباليا، ويسجل كذلك للشهيد قبل استشهاده بلحظات تفجير دبابة صهيونية في منطقة الواحة شمال غرب غزة.
    وأضاف: "كان Ø§Ù„شهيد حمدي شجاعاً في الكثير من المهمات الجهادية فقبل استشهاده بساعات، قام الليل ÙÙŠ المسجد القريب من مكان التوغل في منطقة الواحة وأكل البسكويت وشرب العصير مع Ø¥Ø®ÙˆØ§Ù†Ù‡ المجاهدين فأخذ العبوة الناسفة ليزرعها تحت آليات العدو فلم يتركه الشهيد Ø§Ù„مجاهد بالسرايا رائد القرم وذهب معه وبعد لحظات من تفجير الشهيد حمدي لدبابة ØµÙ‡ÙŠÙˆÙ†ÙŠØ© دارت اشتباكات عنيفة بين الشهيدين وقوات الاحتلال، وبعد لحظات أعلن عن Ø§Ø³ØªØ´Ù‡Ø§Ø¯Ù‡ رحمه الله بعدما سطر أروع ملاحم الشجاعة والبطولة".
    ووجه القائد الميداني كلمة في ذكرى استشهاد رفيق دربهم الشهيد حمدي البطش حيث قال: "بعد استشهادك يا أبا صلاح تركت رجالاً مجاهدين قابضين على الزناد، فباستشهادك سيخرج منا ألف رجل، ونعاهدك يا أبا صلاح وكل الشهداء العظام أن نبقى عاقدين للواء المقاومة والجهاد، وأن نسير على دربك وكل الشهداء ولن نحيد عنه أبداً فسلام عليك وأنت في الخالدين، ولقاءنا في جنات النعيم بإذن الله".

    يشار إلى أن الشهيد المجاهد حمدي البطش قد استشهد بتاريخ 7-11-2012م برفقة الشهيد المجاهد رائد القرم وذلك بعد تفجيره لآلية عسكرية صهيونية واشتباكات عنيفة دارت بينهم وبين قوات الاحتلال الصهيوني التي توغلت شمال وغرب بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، فســــــــلام عليـــــك في الخــــــــالدين يا أبا صلاح.

    (المصدر: سرايا القدس، 10/11/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد سامر صبحي فريحات من سرايا القدس خلال كمين نصبته قوات صهيونية خاصة ببلدة اليامون شمال جنين

28 مارس 2006

اغتيال ستة أسرى محررين في مخيم جباليا بكمين صهيوني والشهداء هم: أحمد سالم أبو إبطيحان، عبد الحكيم شمالي، جمال عبد النبي، أنور المقوسي، مجدي عبيد، ناهض عودة

28 مارس 1994

اغتيال المناضل وديع حداد  وأشيع أنه توفي بمرض سرطان الدم ولكن دولة الاحتلال اعترفت بمسئوليتها عن اغتياله بالسم بعد 28 عاماً

28 مارس 1978

قوات الاحتلال بقيادة شارون ترتكب مجزرة في قرية نحالين قضاء بيت لحم، سقط ضحيتها 13 شهيداً

28 مارس 1948

الأرشيف
القائمة البريدية