المحررة قاهرة السعدي لن نشعر بأي معنى للحرية حتى يفرج عن باقي الأسيرات

 Ù…نذ‎ ‎اللحظة الأولى‎ ‎للإفراج‎ ‎عنها‎ ‎وتنسمها‎ ‎عبير‎ ‎الحرية وحتى‎ ‎اليوم،‎ ‎مازالت‎ ‎الأسيرة‎ ‎المحررة‎ ‎قاهرة السعدي‎ ‎تذرف‎ ‎دموع‎ ‎الحزن‎ ‎والألم‎ ‎بغضب وسخط‎ ‎‎ومرارة‎ ‎دون‎ ‎ان‎ ‎تتوقف‎ ‎عن‎ ‎ترديد‎ ‎آخر الكلمات‎ ‎التي‎ ‎ودعتها‎ ‎بها‎ ‎رفيقة‎ ‎دربها‎ ‎وأسرها، وتوأم‎ ‎روحها‎ ‎لينا‎ ‎احمد‎ ‎‎صالح‎ ‎الجربوني‎ ‎لماذا ظلمتوني‎‎ØŸ‎ ‎وكيف‎ ‎تنسوني"‎ بعدما‎ ‎أعلن استثناء‎ ‎اسمها‎ ‎Ùˆ‎ ‎‏8‏‎ ‎أسيرات‎ ‎من‎ ‎صفقة‎ ‎التبادل ‏التي‎ ‎وقعتها‎ ‎حركة‎ ‎حماس‎ ‎وحكومة العدو.‎
السعدي‎ ‎التي‎ ‎عادت‎ ‎لمنزلها‎ ‎في‎ ‎مخيم‎ ‎جنين بعدما‎ ‎قضت‎ ‎‏10‏‎ ‎سنوات‎ ‎من‎ ‎‎حكمها‎ ‎بالسجن المؤبد‎ ‎‏3‏‎ ‎مرات،‎ ‎يتملكها‎ ‎حالة‎ ‎من‎ ‎السخط والغضب‎ ‎والشديد‎ ‎لأنها‎ ‎غادرت‎ ‎السجن‎ ‎كما ‏قالت: "تركت‎ ‎لينا‎ ‎وباقي‎ ‎الأسيرات‎ ‎يتألمن ويعشن‎ ‎وطأة‎ ‎الظلم‎ ‎ومعاناة‎ ‎لا‎ ‎تصفها‎ ‎كلمات بعدما‎ ‎أعلن‎ ‎عن‎ ‎‎تحرير‎ ‎كل‎ ‎الحرائر‎ ‎ولكن‎ ‎أنجزت المرحلة‎ ‎الأولى‎ ‎من‎ ‎الصفقة‎ ‎دونهن،‎ ‎مما‎ ‎نغص علينا‎ ‎فرحة‎ ‎اللحظة‎ ‎التي‎ ‎شكلت‎ ‎‎حلما‎ ‎كان‎ ‎في كثير‎ ‎من‎ ‎الأحيان‎ ‎مستحيلا‎ ‎وأشبه‎ ‎بالمعجزة، ولكنه‎ ‎فقد‎ ‎كل‎ ‎معانيه‎ ‎عندما‎ ‎لم‎ ‎تشمل‎ ‎الصفقة كل‎ ‎‎الأسيرات."‎‏ وأضافت‎ ‎وهي‎ ‎تبكي‎ ‎بحرقة‎ ‎وألم: "انه‎ ‎ظلم كبير‎ ‎واش‎ ‎د‎ ‎قساوة‎ ‎حتى‎ ‎من‎ ‎عذابات‎ ‎السجن والسجان،‎ ‎فكيف‎ ‎يوافقون‎ ‎على‎ ‎بقاء‎ ‎لينا المحكومة‎ ‎‏17‏‎ ‎عاما‎ ‎في‎ ‎السجن،‎ ‎ولم‎ ‎إذا‎ ‎أنجزت الصفقة‎ ‎دون‎ ‎الإصرار‎ ‎عن‎ ‎‎الإفراج‎ ‎عنها‎ ‎وباقي الأسيرات،‎ ‎إننا‎ ‎لم‎ ‎ولن‎ ‎نشعر‎ ‎بأي‎ ‎معنى‎ ‎لفرح وحرية‎ ‎حتى‎ ‎نراهن‎ ‎حرائر".

أقسى‎ ‎اللحظات
ورغم‎ ‎توافد‎ ‎المهنئين‎ ‎على‎ ‎منزلها،‎ ‎وأجواء الفرح‎ ‎التي‎ ‎سادت‎ ‎عقب‎ ‎الإفراج‎ ‎عن‎ ‎الدفعة الأولى‎ ‎من‎ ‎الأسيرات‎ ‎والأسرى،‎ ‎لا‎ ‎يغيب‎ ‎ذكر لينا‎ ‎عن‎ ‎لسان‎ ‎وأحاديث‎ ‎قاهرة‎ ‎الأم‎ ‎لأربعة أطفال‎ ‎والتي‎ ‎‎مازالت‎ ‎تعيش‎ ‎الصدمة،‎ ‎وقالت:‎‏ ‏"‎صدمة‎ ‎عدم‎ ‎الإفراج‎ ‎عن‎ ‎لينا‎ ‎وباقي‎ ‎الأسيرات أفقدتني‎ ‎لحظات‎ ‎الشوق‎ ‎والحنين‎ ‎‎والفرح‎ ‎حتى عندما‎ ‎عانقت‎ ‎أبنائي‎ ‎الذين‎ ‎عشت‎ ‎اقسى لحظات‎ ‎العمر‎ ‎بسبب‎ ‎حرماني‎ ‎منهم‎ ‎وغيابهم عني،‎ ‎لم‎ ‎‎اشعر‎ ‎سوى‎ ‎بألم‎ ‎وجرح‎ ‎ينزف‎ ‎وكلمات وصرخات‎ ‎لينا‎ ‎عندما‎ ‎علمت‎ ‎انها‎ ‎لن‎ ‎يفرج عنها‎ ‎لماذا‎ ‎نسيتموني‎‎ØŸ‎ ‎وهل‎ ‎‎كوني‎ ‎من‎ ‎الداخل أنساكم‎ ‎لي‎‎ØŸ‎ ‎لا‎ ‎اسمع‎ ‎ولا‎ ‎أتذكر‎ ‎سوى‎ ‎دموع‎ ‎لينا التي‎ ‎تستحق‎ ‎أن‎ ‎يفرج‎ ‎عنها‎ ‎قبلنا‎ ‎جميعا‎ ‎فهي ‏مناضلة‎ ‎حقيقية‎ ‎وبطلة‎ ‎مخلصة‎ ‎وصمدت وتحدت‎ ‎السجن‎ ‎وظروفه". وأضافت: "انها‎ ‎خاضت‎ ‎كل‎ ‎المعارك‎ ‎معنا، ‏وجسدت‎ ‎نموذجا‎ ‎للإرادة‎ ‎والبطولة‎ ‎رغم‎ ‎مرضها واليوم‎ ‎تعيش‎ ‎اقسى‎ ‎اللحظات‎ ‎فإلى‎ ‎متى‎‎ØŸ"‎

مناضلة‎ ‎حقيقية ‏
وبفخر‎ ‎واعتزاز،‎ ‎تتحدث‎ ‎المحررة‎ ‎قاهرة‎ ‎عن لينا‎ ‎التي‎ ‎ارتبط‎ ‎بها‎ ‎بعلاقة‎ ‎وطيدة‎ ‎خلال‎ ‎رحلة الاعتقال،‎ ‎وقالت: ‎‎"‎انها‎ ‎مناضلة‎ ‎يفخر‎ ‎بها‎ ‎كل فلسطيني‎ ‎وتنحدر‎ ‎من‎ ‎عائلة‎ ‎مناضلة‎ ‎من‎ ‎عرابة البطوف‎ ‎كان‎ ‎لها‎ ‎دور‎ ‎تاريخي‎ ‎في‎ ‎‎النضال‎ ‎ضد الانتداب‎ ‎البريطاني‎ ‎والاحتلال‎ ‎الصهيوني، فالحاج‎ ‎علي‎ ‎جد‎ ‎الأسيرة‎ ‎لينا‎ ‎كان‎ ‎احد‎ ‎الثوار الفلسطينيين‎ ‎‎الذين‎ ‎قاوم ‎ ‎البريطانيين قبل‎ ‎نكبة) ‎‏48‏(‎وصدر‎ ‎بحقه‎ ‎حكما‎ ‎بالإعدام غيابيا،‎ ‎كما‎ ‎أن‎ ‎والده‎ ‎ا‎ ‎الحاج‎ ‎احمد‎ ‎‎كاتب وطني‎ ‎كبير‎ ‎واعتقل‎ ‎Ù„‎ ‎‏8‏‎ ‎سنوات‎ ‎في‎ ‎السجون الصهيونية‎ ‎نهاية‎ ‎سبعينات‎ ‎وبداية‎ ‎ثمانينات القرن‎ ‎الماضي،‎ ‎‎أما‎ ‎خالها‎ ‎عمر‎ ‎الجربوني‎ ‎فقد استشهد‎ ‎خلال‎ ‎الحرب‎ ‎‎على‎ ‎لبنان في‎ ‎العام‎ ‎‏1982‏."‎
وأضافت‎ ‎قاهرة: "ومنذ‎ ‎اعتقالها‎ ‎في‎ ‎‏11‏- ‎‏4‏-‎‏ ‏2002‏‎ ‎صمدت‎ ‎وتحدت‎ ‎ظروف‎ ‎التحقيق‎ ‎القاسية رغم‎ ‎أن‎ ‎الاحتلال‎ ‎اعتقل‎ ‎معها‎ ‎‎شقيقتها‎ ‎لميس وأخيها‎ ‎سعيد،‎ ‎واحتجزت) ‎‏30‏(‎يوما‎ ‎في‎ ‎مركز الجلمة‎ ‎تعرضت‎ ‎خلالها‎ ‎للتحقيق‎ ‎والاستجواب ‏المتواصلين‎ ‎على‎ ‎يد‎ ‎المحققين‎ ‎الصهاينة، بالإضافة‎ ‎إلى‎ ‎أشكال‎ ‎متنوعة‎ ‎من‎ ‎التعذيب النفسي‎ ‎المتمثلة‎ ‎والعزل‎ ‎في‎ ‎‎زنزانة‎ ‎انفرادية والحرمان‎ ‎من‎ ‎النوم،‎ ‎وجرى‎ ‎الضغط‎ ‎عليها‎ ‎من خلال‎ ‎اعتقال‎ ‎أشقائها‎ ‎ولكنها‎ ‎تحدت‎ ‎ولم‎ ‎ينل منها‎ ‎‎الحكم‎ ‎بالسجن‎ ‎‏17‏‎ ‎عاما‎ ‎بتهمة‎ ‎العضوية في‎ ‎حركة‎ ‎الجهاد‎ ‎الإسلامي‎ ‎والقيام‎ ‎بنشاطات معادية‎ ‎للكيان،‎ ‎وخلال‎ ‎‎اعتقالها‎ ‎تفانت في‎ ‎خدمة‎ ‎القضية‎ ‎والرسالة‎ ‎التي‎ ‎آمنت‎ ‎بها، وأصبحت‎ ‎ممثلة‎ ‎الأسيرات،‎ ‎وكانت‎ ‎في‎ ‎كل ‏معارك‎ ‎الأسيرات‎ ‎ضد‎ ‎إدارة‎ ‎السجن‎ ‎التي‎ ‎عاقبتها واستهدفتها‎ ‎طويلا".‎

لينا‎ ‎تستحق‎ ‎الحرية
وقالت‎ ‎قاهرة: "هذه‎ ‎‎بعض‎ ‎المحطات‎ ‎من مسيرة‎ ‎نضالية‎ ‎عامرة‎ ‎بالعطاء‎ ‎والتضحية جسدتها‎ ‎لينا‎ ‎التي‎ ‎تقاسمت‎ ‎معنا‎ ‎الآلام‎ ‎والأحزان ‏والأحلام،‎ ‎ولم‎ ‎تضعف‎ ‎أو‎ ‎تستسلم‎ ‎رغم‎ ‎مرضها ووضعها‎ ‎الصحي‎ ‎كونها‎ ‎تعاني‎ ‎من‎ ‎تورم‎ ‎وأوجاع في‎ ‎القدمين،‎ ‎‎بالإضافة‎ ‎إلى‎ ‎وجع‎ ‎الرأس‎ ‎المتواصل ‏)‎الشقيقة(‎ وسط‎ ‎إهمال‎ ‎طبي‎ ‎متعمد‎ ‎من‎ ‎قبل إدارة‎ ‎مصلحة‎ ‎السجون‎ ‎‎الصهيونية". وأضافت: "لذلك‎ ‎فان‎ ‎لينا‎ ‎تستحق‎ ‎الحرية وعندما‎ ‎أعلنت‎ ‎الصفقة‎ ‎كانت‎ ‎أول‎ ‎من‎ ‎زغردت وكبرت‎ ‎‎ورسمت‎ ‎الفرحة‎ ‎على‎ ‎شفاهنا‎ ‎ونحن نستعد‎ ‎لليوم‎ ‎الموعود‎ ‎الذي‎ ‎سهرنا‎ ‎طويلا‎ ‎دون نوم‎ ‎ننتظر‎ ‎تحققه".
في‎ ‎سجن‎ ‎‎"‎هشارون" ‎احتفلت‎ ‎الأسيرات بإعلان‎ ‎تحريرهن،‎ ‎ووزعن‎ ‎الحلوى‎ ‎وبدأن الاستعداد‎ ‎للحظة‎ ‎الفرج، وقالت‎ ‎قاهرة: "كثيرة هي‎ ‎المشاعر‎ ‎التي‎ ‎انتابتنا‎ ‎في‎ ‎لحظات‎ ‎انتظار كسر‎ ‎‎القيد‎ ‎وهزيمة‎ ‎السجن‎ ‎الذي‎ ‎اغتصب حياتنا‎ ‎ولكنه‎ ‎لم‎ ‎ينل‎ ‎من‎ ‎عزيمتنا‎ ‎ومعنوياتنا، ولا‎ ‎توجد‎ ‎كلمات‎ ‎تعبر‎ ‎عن‎ ‎‎مشاعر‎ ‎فرحنا والجميع‎ ‎يؤكد‎ ‎نبا‎ ‎التحرير‎ ‎والإفراج،‎ ‎ولكن في‎ ‎لحظة‎ ‎تبددت‎ ‎الآمال‎ ‎وتحول‎ ‎الفرح‎ ‎لحزن ‏ودموع‎ ‎عندما‎ ‎أعلنت‎ ‎الإدارة‎ ‎الأسماء‎ ‎ولم‎ ‎تشمل لينا‎ ‎وباقي‎ ‎الأسيرات،‎ ‎لم‎ ‎نصدق‎ ‎واعتقدنا‎ ‎انها مؤامرة‎ ‎للتلاعب‎ ‎‎بأعصابنا،‎ ‎وبينما‎ ‎كانت لينا‎ ‎وباقي‎ ‎الأسيرات‎ ‎يعشن‎ ‎لحظات‎ ‎قاسية استمرينا‎ ‎في‎ ‎مراجعة‎ ‎الإدارة‎ ‎للتأكد". وأضافت: "كانت‎ ‎لينا‎ ‎وكل‎ ‎الأسيرات‎ ‎حزمن حقائبهن‎ ‎واستعدينا‎ ‎وأرواحنا‎ ‎أصبحت‎ ‎تحلق بعيدا‎ ‎خلف‎ ‎القضبان‎ ‎‎ترسم‎ ‎أحلامنا‎ ‎ولحظات اللقاء‎ ‎مع‎ ‎الأهل‎ ‎ولكن‎ ‎مع‎ ‎تأكيد‎ ‎الإدارة‎ ‎الخبر كانت‎ ‎الكارثة‎ ‎والنكبة‎ ‎بكينا‎ ‎وتألمنا".

الفرح‎ ‎‎تحول‎ ‎لميتم
عانقت‎ ‎قاهرة‎ ‎صور‎ ‎لينا‎ ‎وقالت: "لم‎ ‎نصدق إننا‎ ‎سنخرج‎ ‎دون‎ ‎لينا،‎ ‎وتحول‎ ‎الفرح‎ ‎لميتم واجتمعنا‎ ‎‎قربها‎ ‎وباقي‎ ‎الأسيرات‎ ‎لم‎ ‎يكن‎ ‎معنى لأية‎ ‎كلمات،‎ ‎لا‎ ‎دموع‎ ‎ولا‎ ‎مواساة‎ ‎فالنكسة‎ ‎كبيرة والألم‎ ‎اقسى‎ ‎من‎ ‎الألم‎ ‎نفسه،‎ ‎‎حاولنا‎ ‎أن‎ ‎نخفف عنهن‎ ‎ولكن‎ ‎الحقيقة‎ ‎المرة‎ ‎صدمتنا‎ ‎لنعيش لحظات‎ ‎موت‎ ‎حقيقي‎ ‎فكيف‎ ‎سنخرج‎ ‎ونترك لينا‎ ‎‎ورفيقاتنا‎ ‎في‎ ‎الأسر‎ ‎ونحن‎ ‎عاجزات‎ ‎عن القيام‎ ‎بأي‎ ‎شيء". وأضافت: "تأثرت‎ ‎الأسيرات‎ ‎وخاصة‎ ‎لينا التي‎ ‎لم‎ ‎تتوف‎ ‎عن‎ ‎البكاء‎ ‎وسط‎ ‎مئات التساؤلات‎ ‎ولكنها‎ ‎حملتني‎ ‎أمانة‎ ‎في‎ ‎حال خروجنا‎ ‎دون‎ ‎باقي‎ ‎‎الأسيرات‎ ‎ورسالة‎ ‎حملت فيها‎ ‎الجميع‎ ‎المسؤولية‎ ‎عن‎ ‎مصيرها‎ ‎والنكسة التي‎ ‎ألمت‎ ‎بها‎ ‎وباقي‎ ‎الأسيرات‎ ‎دون‎ ‎أن‎ ‎‎تتوقف عن‎ ‎القول‎ ‎إنهم‎ ‎ظلمونا‎ ‎فلماذا؟"‎‏ تخنق‎ ‎الدموع‎ ‎كلمات‎ ‎قاهرة‎ ‎وهي‎ ‎تتذكر لحظات‎ ‎الخروج‎ ‎من‎ ‎سجن‎‎‎"‎هشارون"‎وتقول:‎‏ ‏"‎عندما‎ ‎حضروا‎ ‎لإخراجنا‎ ‎كنت‎ ‎لا‎ ‎أريد‎ ‎المغادرة دون‎ ‎لينا‎ ‎عانقتها‎ ‎وأمسكت‎ ‎بيدها‎ ‎قبلتها ‏وبكينا‎ ‎بحرقة،‎ ‎وانتزعوني‎ ‎من‎ ‎أحضانها‎ ‎وفصلوا أيدينا‎ ‎وقلبي‎ ‎ينزف‎ ‎دما‎ ‎فعذاب‎ ‎التحقيق وسنوات‎ ‎الاعتقال‎ ‎لم‎ ‎‎تساو‎ ‎شيئا‎ ‎أمام‎ ‎ذلك الجرح‎ ‎العميق‎ ‎الذي‎ ‎سبب‎ ‎للينا‎ ‎وباقي‎ ‎الأسيرات اللواتي‎ ‎ودعانهن‎ ‎بالألم‎ ‎وكأننا‎ ‎لسنا‎ ‎ذاهبات ‏للحرية‎ ‎ومنازلنا‎ ‎وإنما‎ ‎لمحطة‎ ‎عذاب‎ ‎جديدة، وهذا‎ ‎هو‎ ‎الواقع‎ ‎العذاب‎ ‎مستمر‎ ‎والفرح‎ ‎معدوم والحرية‎ ‎مازالت‎ ‎‎أسيرة‎ ‎في‎ ‎سجن‎ ‎هشارون‎ ‎مع لينا‎ ‎وامنى‎ ‎قعدان‎ ‎وكل‎ ‎أخواتي‎ ‎الأسيرات".
وأضافت‎ ‎قاهرة: "لن‎ ‎يهدا‎ ‎لنا‎ ‎بال‎ ‎ولن‎ ‎‎يغمض جفن‎ ‎حتى‎ ‎تتحرر‎ ‎لينا‎ ‎والأسيرات‎ ‎لذلك نناشد‎ ‎الجميع‎ ‎إدراج‎ ‎أسمائهن‎ ‎ضمن‎ ‎الدفعة الثانية‎ ‎‎وبذل‎ ‎كل‎ ‎جهد‎ ‎مستطاع‎ ‎لتحريرهن وتخليصهن‎ ‎من‎ ‎جحيم‎ ‎السجون،‎ ‎لينا‎ ‎هي‎ ‎أقدم الأسيرات‎ ‎ولن‎ ‎يكون‎ ‎معنى‎ ‎‎للحرية‎ ‎ما‎ ‎دامت حريتها‎ ‎مسلوبة".‎

(المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 24/10/2011)