توقيف الأسيرة سلوى حسان 16 مرة للشهر الثامن على التوالي

 

مرة تلو الأخرى تمدد المحكمة العسكرية اعتقال الأسيرة الخمسينية سلوى عبد العزيز حسان رغم معاناتها من قائمة من الأمراض التي أثرت على وضعها الصحي مع استمرار اعتقالها في قسم الأسيرات الأمنيات في سجن "الشارون".
وأفادت المحامية بثينة دقماق رئيسة مؤسسة "مانديلا" عقب زيارة الأسيرة "أن حالتها الصحية سيئة وترفض إدارة السجون علاجها رغم المضاعفات التي تعانيها، ونقلت عن الأسيرة أنها تعاني من عدة مراض مزمنة منها الروماتزم ونقص الكلس والضغط، وغيرها".

16 محكمة
الأسيرة سلوى من الخليل جرى تقديمها حتى اليوم لـ 16 محكمة عسكرية، ورغم تسلم المحكمة تقارير طبية تؤكد مدى معاناتها وتأثير الاعتقال عليها خاصة في ظل إهمال علاجها فإنها رفضت الإفراج عنها، وتقول دقماق: "لم تراع المحكمة كون الأسيرة مسنة وظروفها الصحية التي تستلزم رعاية صحية وعلاج مستمر وفي كل محاكمة تمدد توقيفها وقد طلبت النيابة حكما بالسجن الفعلي لمدة 30 شهرا لها".

وضع خطير
في منزلها في مدينة الخليل، يعيش زوجها جميل حسان (56 عاما) وأبنائها الستة حالة من الخوف والقلق على مصيرها خاصة بعدما أكدت دقماق في زيارتها الأخيرة للزوجة الوالدة أم المنذر "أنها تعاني من حاله نفسيه سيئة للغاية"، وطالبت بإدخال طبيب متخصص لمتابعتها ورعايتها وعلاجها حتى تصدر المحكمة قرارها الأخير، مؤكدة أن كل لحظة تقضيها الأسيرة المسنة خلف القضبان تؤثر على حياتها ونفسيتها بشكل سلبي وخطير".

الاعتقال والتحقيق
وروت الأسيرة أم منذر لدقماق، أنها كانت تعمل في مهنة التطريز على القماش لمساعدة زوجها على مواجهة ظروف الحياة الصعبة، وأضافت "كنت أحرص على تسويق منتوجاتي وأشغالي اليدوية في أسواق الخليل وبيت لحم وفي تاريخ 19 / 10 / 2011 عندما كنت متوجهة من الخليل إلى مدينة بيت لحم، أوقفت القوات الصهيونية السيارة التي كانت تنقلني على الشارع الفاصل بين المدينتين قرب حاجز عصيون"، وتضيف "أنزلوني من السيارة وبشكل مفاجئ اعتقلوني ووضعوني في دورية عسكرية دون توضيح الأسباب".
ووسط صدمتها، تعرضت أم منذر للتحقيق فور اعتقالها، وتقول: "كانت أصعب لحظة في عمري فخلال نقلي بالدورية شعرت بقلق وخوف شديد فهذه أول مرة أواجه تجربة الاعتقال وبدأت أفكر بزوجي وأبنائي وخوفهم خاصة لكوني مريضة إضافة إلى حالة الرعب لجهلي بسبب هذه المأساة"، وتضيف" نقلوني إلى سجن عصيون وهناك حققوا معي بتهمة محاولة طعن وأنكرت التهم وبعد ضغوط ومعاناة نقلوني إلى سجن الشارون".

معاناة مستمرة
رغم الرعب والخوف الذي انتاب المسنة وهي تتحول لأسيرة بعدما أبلغها المحقق أنها موقوفة لعرضها على المحكمة، تمكنت الأسيرات من التخفيف من خوف ومعاناة رفيقتهن الجديدة ولكن مع بدء جلسات المحاكم تزايدت معاناتها، وقالت الأسيرة للمحامية: "تأملت أن يفرج عني من أول محكمة بعدما قدمت عائلتي تقارير حول وضعي الصحي ولكن تمديد توقيفي كانت صدمة قاسية أدت لتدهور وضعي الصحي".
خلف القضبان، تفاقمت معاناة الأسيرة المسنة مع عدم توفر العلاج لها، وقالت: "إن اعتقالي ظلم كبير ويوميا أدفع الثمن لأن علاجي غير متوفر وكل جلسة تمديد توترني وتؤلمني وتقلقني أكثر لأن كابوس الاعتقال مستمر". وقال باكورة أبنائها منذر: "بذلنا كل جهد مستطاع لإنقاذ حياة والدتي والإفراج عنها وتخلصيها من مرارة الاعتقال القاسي ولكن في كل جلسة محكمة تستمر معاناة والدتي، ويضيف "رغم مرضها وكبر سنها يحضروها للمحكمة مقيدة اليدين والقدمين وفي لباس السجن فأين هي العدالة وحقوق الإنسان أمام هذه المأساة، إن أقسى صورة شاهدتها في حياتها منظر والدتي بالمحكمة مقيدة محاصرة بالجنود إنها ظلم كبير لها ولنا ولحياتنا التي تحولت لجحيم ومعاناة لا تتوقف". ويضيف منذر: "حتى في السجن لم تراع السلطات الصهيونية وضعها وتعرضت والدتي بعد التحقيق للعزل الانفرادي ومنعونا من إدخال احتياجاتها والكانتين لشهر ونصف فمتى ينتهي هذا العذاب؟".

مناشدة
ووسط صرخات الاستغاثة التي أطلقتها عائلتها للإفراج عنها، دعت مؤسسة "مانديلا" كافة المؤسسات الإنسانية والدولية للتحرك الفوري لتحرير الأسيرة المسنة من جحيم القيود والمرض التي تفتك بها، محملة السلطات الصهيونية المسؤولية الكاملة عن حياتها.

 

(المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 16/6/2012)