القاصر أبو جودة: أرغموني على التوقيع على تهم باطلة

 

تحولت حياته منذ اعتقاله لكوابيس تؤرقه، فما زالت ترافقه في كل لحظة تلك الصور المروعة اللحظات العصيبة التي تعرض لها خلال التحقيق وما نجم عنها من صنوف الألم المستمر الذي خلفته هروات الجنود التي انهالت عليه دون أن تراعي جسده الغض الصغير الذي أصبح خلف القضبان ينتظر قرار المحكمة التي رفضت الإفراج عنه.
القاصر سامر عامر أبو جودة 15 عاما من بيت أمر قضاء الخليل، يعيش للشهر الثالث خلف القضبان في قسم الأشبال في سجن هشارون وسط ظروف صعبة وقاسية تفرضها إدارة السجون على العشرات من الأطفال والقاصرين.
وخلال زيارة المحامية بثينة دقماق رئيسة مؤسسة مانديلا له في سجنه بدت عليه علامات التأثر من اعتقاله التعسفي وإهمال علاجه رغم نوبات الوجع المستمرة جراء التحقيق. أبو جودة الذي اعتقل في تاريخ 7/ 3/ 2012، قال: "في حوالي الساعة الثالثة والنصف فجرا حاصر العشرات من الجنود منزلنا في بيت أمر واقتحموه كأنهم حضروا لساحة معركة أسلحة وكلاب وخلال دقائق انتشروا في أرجاء المنزل وفتشوه، وفجأة عزلوني عن أسرتي وفتشوني ثم وضعوا الكلبشات بيدي وعصبوا عيني ولم يهتموا بخوف وقلق أسرتي ولم يجيبوا على تساؤلاتها حول سبب اعتقالي الذي كان مفاجئا لي ولهم".
أبو جودة طالب ملتزم بدراسته ولا يمارس أي نشاط سياسي يقول: "إنها أول مرة اعتقل فيها وشعرت برعب وكثير من الخوف وسط الجنود الذين وضعوني بالدورية معصب العينين وتعمدوا إفزاعي في كل لحظة وأنا أتساءل ماذا يريدون مني". اقتادته قوات الاحتلال إلى سجن "عتصيون"، ويقول "فورا نقلوني للتحقيق واتهموني بضرب حجارة على الجنود وعندما أنكرت شدوا القيود على يدي وشرع عدد من الجنود بضربي حتى وقعت أرضا، واستمروا بتهديدي وضربي وأحضروا عصا واستمروا بضربي على كل أنحاء جسدي وخاصة على قدمي وصدري دون توقف رغم الألم، وكان ضربا مؤلما لن أنساه أبدا ثم طلبوا الاعتراف بضرب الحجارة فقلت لهم كيف اعترف وأنا لم أقم بذلك". ويقول لدقماق "هددوني بعزلي في زنزانة مع الفئران واستمرار ضربي مؤكدين أنه لا خيار أمامي سوى الاعتراف أو الضرب، لذلك ومن كثرة وشدة الضرب اعترفت لهم بما طلبوه ووقعت على إفادة رغم أنني بريء ولكن لم اعد احتمل الضرب".
نقل أبو جودة إلى سجن هشارون، ومددت المحكمة توقيفه لكن معاناته لم تنته، ويقول "لم يعالجوني من آثار التحقيق وحتى اليوم اشعر بألم في صدري، ورغم مطالبتي بدواء فهم يرفضون ويمارسون الإهمال بحقنا بشكل متعمد". وقال: "الطعام سيء كما ونوعا وقبل أيام وجدنا صراصير بالأكل".
وأفادت المحامية دقماق أنهم يعانون من نقص في كثير من الأشياء التي هم بحاجة لها يوميا مثل الصابون والسكر، لدرجة أنهم يضطرون لشراء الشامبو لغسيل ملابسهم ولا يجدون صابون الجلي، وأشاروا لعدم نقاء الماء وأبلغتهم الإدارة بأنها ستقوم بصيانة المواسير، إلا أنها تماطل بذلك ويشرب الأسرى الأشبال الماء أحيانا ملوثة بالتراب كما تخرج رائحة كريهة قاتلة من المصارف وتكثر الصراصير بسبب ذلك.
وأكدوا معاناتهم من الإهمال الطبي ونقص الأجهزة الكهربائية من تلفاز والمراوح والبلاطة الكهربائية وسخانات الماء ولا يوجد لديهم كتب للمطالعة ونصفهم ممنوعين من الزيارة والبعض تتم زيارته لمرة واحدة ويوجد نقص في البطانيات بالإضافة إلى أنها قديمة وبالية.

 (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 25/6/2012)