الطفل أحمد ممنوع من مغادرة منزله لمدة عام. . والسبب الاحتلال

لن يعد بمقدور الطفل أحمد جوابرة البالغ من العمر 13 عاما ان يحزم حقيبته عند الساعة السابعة والنصف من صباح كل يوم ليتوجه مع زملائه ورفاقه في مخيم العروب الى المدرسة الاساسية، وذلك بعد ان حكمت عليه محكمة الاحتلال بالإقامة الجبرية في منزله لمدة عام كامل بعد ان أمضي 18 يوماً في الاعتقال والتعذيب.
وكان جوابرة أحد الاطفال الذين بث التلفزيون الصهيوني تقريرا صادما عنهم حول حملات الاعتقالات التي ينفذها جيش الاحتلال ليلا ضد القاصرين في محافظات الضفة الغربية بتهمة القاء الحجارة.
وشرح الطفل جوابرة الطريقة التي تعامل بها ضباط الاحتلال معه، عندما مارسوا اقسى درجات العنف اللفظي والنفسي والجسدي بحقه، خاصة عندما نقلوه عبر سيارة عسكرية من منزله في مخيم العروب الى معتقل "عتصيون" جنوب بيت لحم للتحقيق معه.
وبين الطفل انه اثناء استجوابه قاموا بالضغط عليه من أجل الاعتراف، بإلقائه الحجارة على جيش الاحتلال، ولكنه لم يعترف، وتحت التعذيب والإكراه اعترف بإلقاء الحجارة مرتين، على الرغم من انه لم يقم بذلك حسب قوله.
وتحدث الطفل جوابرة عن طرق التعذيب التي تعرض لها خلال اعتقاله والتحقيق معه، قائلاً انهم حاولوا اخافته وارضاخه لمطالبهم من خلال ارهابه بسماع صوت تعذيب لأحد المعتقلين في "عتصيون"، اضافة الى اجباره على الجلوس تحت اشعة الشمس الحارقة لساعات طويلة، ومن ثم تعريضه لطقس بارد جدا خلال ساعات الليل، للضغط عليه، من ثم ضربه في أعقاب بنادق وكعوب أحذية جنود الاحتلال على ظهره واماكن متفرقة من جسده.
وأعرب الطفل عن استغرابه من الطريقة التي تعامل بها جنود الاحتلال امام عدسات الكاميرا التي كانت تصوره اثناء اعتقاله، والطريقة التي تعاملوا بها عند اغلاق التصوير، مؤكدا انه تعرض لإهانة كبيرة اثناء الاعتقال.
وأشار الطفل انه سيعرض مرة اخرى على المحكمة الصهيونية، اليوم الاربعاء، للنظر في قضيته، علما انه تم تغريمه مبلغ 4000 شيكل، ككفالة للإفراج عنه.
وكشفت إحصائيات منظمة "اليونيسيف" الدولية لحماية الأطفال أن عدد الأطفال والفتية الفلسطينيين الذين اعتقلوا في السجون الصهيونية بلغ نحو 7 آلاف شخص خلال السنوات العشر الأخيرة، وأن هؤلاء الأطفال يتعرضون لعمليات تنكيل وتعذيب بما يتنافى وميثاق حقوق الإنسان وميثاق حقوق الطفل الدوليين.
وأكدت منظمة "بتسيلم" الصهيونية ، الفاعلة في مجال حقوق الإنسان، على صحة هذه المعلومات، مؤكدة أن هناك 219 طفلا يقبعون في السجون الصهيونية حاليا، بينهم 95 محكوما و116 معتقلا حتى موعد المحاكمة و8 معتقلين رهن التحقيق.
وقالت المنظمة الصهيونية إنه وعلى الرغم من الانتقادات الدولية الحادة، ما زالت عمليات اعتقال الأطفال الفلسطينيين من جانب سلطات الاحتلال الصهيوني تتزايد. وخلال العام الماضي ارتفع عددهم بنسبة 26 في المائة عن العام الذي سبقه، حيث بلغ عدد المعتقلين الأطفال 881 شخصا في سنة 2012.

(المصدر: وكالة معاً الإخبارية,24/04/2013)