محرر: الأسرى المرضى يدرسون خوض إضراب مفتوح

أكد الأسير المحرر المقعد عبد القادر عبد الله المسالمة (45 عام) من بلدة بيت عوا جنوب غرب الخليل بالضفة الغربية المحتلة أن الأسرى المرضى في سجون الرملة يدرسون بشكل جدي خوض إضراب مفتوح عن الطعام والدواء نظرا لصعوبة حالتهم الصحية. ونقل المحرر الذي أفرج عنه مؤخرا من سجن الرملة المشاهد القاسية لأحوال الأسرى المرضى وعمليات الاستهتار في تقديم العلاجات الطبية لهم، وسط ترد كبير يطرأ يوميا على أحوالهم الصحية.
وأشار إلى معاناة الأسرى جراء تردي الحالة النفسية، لافتا إلى أن الظروف القاسية التي يعانونها تدفعهم إلى التفكير الجدي كل يوم لخوض معركة الإضراب على أمل تحسين إدارات مصلحة السجون الصهيونية لأحوالهم الإعتقالية وتقديم الخدمات الصحية اللازمة لهم، في وقت يحتاج كثير منهم لإجراء عمليات جراحية عاجلة.

حاجة للعناية والعلاج
ويؤكد حاجة كافة الأسرى المعتقلين بسجن الرملة إلى العناية الكبيرة والدقيقة والمباشرة، لافتا إلى أن استمرار حالات الإهمال الطبية بحقهم، تعرّضهم للموت المحدق، مشيرا إلى أن الإضراب قد يكون أداة لإنقاذ عدد منهم.
ويوضح المحرر المسالمة أن الإضراب مجازفة كبيرة، قد تهدد حياة كثير من الأسرى المرضى، لافتا إلى أن هؤلاء المرضى مهددون بالموت الحتمي في حال امتناعهم عن تناول وجبات الطعام أو الدواء.
وعن أبرز مشاهداته داخل المستشفى التي مكث فيها 18 شهرا باعتقاله الإداري الأخير، يشير إلى أن أصعب تلك الحالات تتمثل في حالة الأسير منصور موقدي الذي تشكل مواد البلاستيك أجزاء كبيرة من أمعائه بعد إصابته أثناء الاعتقال، فيما تخرج الأمعاء الدقيقة والغليظة خارج بطنه ويحتاج إلى عملية شبكية لاسترجاعها مكانها داخل البطن، لكن إدارة السجون ما زالت تماطل في معالجة حالته.

مشاهد مؤلمة
ويشير المسالمة إلى أنَّ موقدي يعاني أوضاعا صحية صعبة، ويضطر للتبول عبر أكياس وأنابيب خارجية، يعاني خلالها الالتهابات الدائمة، إضافة إلى أن فتحة التبرز لديه نقلت بعملية إلى خاصرته اليسرى، بعد تهتك أغلب أمعائه جراء إصابته بالرصاص المتفجر وقت الاعتقال.
ويشير المسالمة إلى أنَّ حوالي 17 أسيرا مريضا في حالات يرثى لها، مضيفا: "في كل يوم يتعرض الأسير المريض إلى الموت مائة مرة، دون أي نظرة شفقة أو إنسانية من العالم".
ونوه المسالمة إلى أنه خاض إضرابين مفتوحين عن الطعام، وأنه طلب تقديم إدارة سجون الاحتلال لمعتقل آخر لمساعدته على تدبير شؤون حياته، لافتا إلى أنَّ الإضراب الأول استمر لأربعة أيام، فيما اضطر لخوض إضراب آخر مدته ثلاثة أيام جديدة بعد تعنت الإدارة انتهاء بإحضار معتقل لمساعدته.

اعتقال غير متوقع
وفيما يخص تفاصيل اعتقاله، يقول المحرر: "لم أتوقع أن يقدم الاحتلال على اعتقالي، لمعاناتي من العجز الكامل عن الحركة، وعدم قدرتي على أداء احتياجاتي الشخصية داخل المنزل إلا بمساعدة الآخرين.
وبين أن لديه أوضاعا خاصة في قضاء مختلف حاجياته داخل المنزل، وأنه واجه صعوبات جمة للتكيف مع الاعتقال الجديد.
ويشير إلى أنَّ الاحتلال داهم منزله مستخدما العنف والقوة، رغم علمه بحالته الصحية الصعبة، وفقدان القدرة على الحراك، مشيرا إلى حضور ضباط من مخابرات الاحتلال إلى سريره داخل المنزل، وإخباره بالاعتقال، لافتا إلى نقله عبر نقالة طبية وإسعاف عسكري إلى الاعتقال.
ويضيف إنَّ الاحتلال احتجزه لما يزيد عن ست ساعات متواصلة داخل معسكر للجيش قريب من بلدته وتركه ملقى على النقالة، فيما نقل بعدها إلى معتقل (عتصيون) شمال الخليل ومكث إحدى عشرة ساعة ملقى على ذات النقالة، لينقل بعدها إلى مستشفى سجن الرملة، الذي قضى فيه اعتقاله الأخير.

ويلفت المسالمة إلى أنه معتقل سابق قضى ما يزيد عن سبعة أعوام أخرى في اعتقال سابق في سجون الاحتلال، وهو أب لأربعة أطفال ويعاني ظروفا صحية متردية.

(المصدر: صحيفة فلسطين، 25/5/2012)