الشهيد لبادة ضحية جديدة لسياسة الإهمال الطبي في السجون

 

طالبت مؤسسة "الضمير" لرعاية الأسير وحقوق الإنسان الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية التدخل الفوري للوقوف على حالة الأسرى المرضى وتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات وفاة الأسير المحرر الشهيد زهير رشيد لبادة 51 عاماً من مدينة نابلس والظروف التي تسببت بها والتحقيق في طبيعة الرعاية المقدمة لأسرى المرضى عامة وظروف احتجازهم في "مستشفى سجن الرملة" والضغط على حكومة الكيان لإجبارها على وقف سياسة الإهمال الطبي.
وفي بيان صدر عن المؤسسة، نعت فيه الشهيد لبادة الذي التحق بركب شهداء الحركة الأسيرة، أسبوعاً واحداً فقط بعد تحرره من الأسر، حيث كان رهناً لسياسة الاعتقال الإداري منذ 7 كانون أول 2011، علماً أنه تعرض للاعتقال مرات عدة، وكان أحد المنفيين إلى مرج الزهور في جنوب لبنان العام 1992. وطالبت "الضمير" منظمة التحرير بضرورة بلورة استراتيجية وطنية لإطلاق سراح الأسرى وطرح قضية الأسرى عامة والمرضى خاصة على كافة المحافل الدولية. وأكدت المؤسسة على إمعان إدارة مصلحة السجون في انتهاجها لسياسة الإهمال الطبي بحق الأسرى والأسيرات، في انتهاك لا محدود وغير منتهٍ لأحكام وقواعد القانون الدولي الإنساني، لا سيما منطوق المواد 56، 91، 92 من اتفاقية جنيف الرابعة التي تلزم سلطات الاحتلال بتقديم "العلاج المناسب" لكل معتقل ورعاية طبية "لا تقل عن الرعاية التي تقدم لعامة السكان".
وأوضحت أن لبادة قبيل تحرره، كان يقبع في مستشفى سجن "الرملة" برفقة 24 أسيراً مريضاً وكان يعاني من عدة أمراض؛ فشل كلوي، تشمع في الكبد، التهاب رئوي حاد، هبوط حاد في ضغط الدم، فقدان للوعي، بالإضافة إلى حالة من فقدان للذاكرة، وكل هذا لم يشفع له لدى أجهزة دولة الإحتلال القضائية والأمنية والطبية، وبقي بنظرها جميعاً "خطر على الأمن" ولم تفرج عنه إلا بعدما أصبح طبياً في عداد الموتى، وليس لدواع إنسانية بل تنصلاً من مسؤولياتها القانونية إزاء تدهور حالته الصحية وموته المحتوم.
وأوضحت الضمير، انه باستشهاد لبادة ارتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 204 شهيدا مؤكدة أن الموت واحد والسبب واحد، هو الاحتلال وسياساته التدميرية وفي مقدمتها سياسة الإهمال الطبي.

 (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 4/6/2012)