الأسير حامد طيون ضحية التجارب الطبية الصهيونية على الأسرى في السجون

 Ø³Ù„طت وزارة شؤون الأسرى والمحررين الضوء على الشهيد الأسير المحرر حامد خليل طيون من قرية حجة قضاء قلقيلية 47 عاما والذي استشهد بتاريخ 23/7/2012 بعد أن دخل في غيبوبة استمرت عشر سنوات.
الأسير حامد طيون اعتقل على يد سلطات الاحتلال في 15/3/1988 وحكم عليه بالسجن المؤبد في محكمة سالم العسكرية، وخلال وجوده بالسجن خضع لعلاج الأسنان في السجن، وأن الطبيب أخبره أنه وضع مادة كيماوية تحت سنه.
بعد الإفراج عن حامد بتاريخ 15/10/1999 ضمن اتفاقية شرم الشيخ المبرمة بين الاحتلال والسلطة الوطنية، استمرت الآلام والأوجاع عند الأسير حامد، الذي لم يكن ينام الليل ولا يعرف سبب هذه الأوجاع .
وبعد 3 سنوات بتاريخ 12/3/2003 دخل الأسير حامد طيون إلى المستشفى الوطني في نابلس لتلقي العلاج وهناك وقع عن سرير المستشفى بعدما دخل في غيبوبة تامة نقل على أثرها إلى مستشفى الجمعية العربية في مدينة بيت جالا، وبقي في حالة غيبوبة لمدة عشر سنوات حتى استشهد.
وزير الأسرى قراقع الذي زار الأسير حامد خلال وجوده في المستشفى قال أن الأسير خضع لعملية قتل غير مباشرة، وأن تجارب طبية كشف عنها تجرى على أجساد الأسرى سببت لهم الوفاة بعد فترة، وأن استشهاد أسرى محررين بأمراض خبيثة بعد تحررهم تشير إلى أن الأسرى يخضعون لتجارب طبية يمارسها أطباء إدارة السجون عليهم.
قراقع أوضح أن المادة الكيماوية التي أعطيت للأسير حامد تحت حجة علاج أسنانه قد تكون أحد الأسباب التي أدت إلى تدهور وضعه الصحي بشكل متسارع مما يتطلب التحقيق والكشف عن الأسباب الحقيقية لذلك.
وذكر قراقع تصريح وزيرة العلوم الصهيونية عام 1997 والتي أقرت بإجراء تجارب طبية على الأسرى من خلال شركات الأدوية الصهيونية وأن ألف تجربة أجريت حتى ذلك التاريخ على الأسرى حسب تصريح الوزيرة الصهيونية.
الأسير حامد طيون الذي اعتبر قائدا ومناضلا وهدفا للصهاينة ورمزا من رموز الحركة الوطنية الأسيرة، توفي والده وهو داخل السجن، وتوفيت والدته بعد تحرره بثلاثة شهور، ضحية سياسة طبية خطيرة تجري خلف القضبان لازال يدفع ثمنها الأسرى من صحتهم وأرواحهم.
عشر سنوات في غيبوبة هي أسوأ من السجن، لم يستطع أي طبيب فلسطيني إيقاظه من موته السريري، وظل جسده صامدا يتنفس لعله يستعيد الحياة في لحظة ما، ولكن الموت فتك به بعد أن سمم دمه وجسده وغاب عن الوجود.

عشر سنوات لم يستطع فيها حامد طيون أن يعيش مع طفليه اللذين رزقا بهما بعد تحرره، غاب عن البيت، وأصبح سرير المستشفى هو بيته الذي لم يغادره إلا إلى القبر، وقد مرت أحداث الانتفاضة بكل آلامها ومآسيها، ووصلت المجنزرات الصهيونية إلى مداخل مستشفى الجمعية العربية، حيث يقبع حامد، فكان الوطن يدمر على يد قوات الاحتلال والمرض يدمر ويفتك بجسده وروحه الطاهرة.

(المصدر: الشبكة الإخبارية، 13/8/2012)