مؤسسة مهجة القدس ©
والدة السمودي الوÙاء للشهداء يتمثل بتوÙير Øياة كريمة لأسرهم
بعيدا عن الكاميرات والÙضائيات Ø£Øيت عائلة الأسير الشهيد بسام إبراهيم علي السمودي الذكرى الثانية والعشرين لاستشهاد ابنها مع رÙيقه ÙÙŠ الأسر أسعد الشوا على طريقتها الخاصة رغم اعتبار ذكرى استشهادهما يوم شهداء الØركة الوطنية الأسيرة، Ùلم تقم الاØتÙالات والمهرجانات ولم يزرها Ø£Øد من المسؤولين والمهتمين، وقرب Ø¶Ø±ÙŠØ Ù†Ø¬Ù„Ù‡Ø§ جلست بين أبنائه وزوجته وأØÙاده يستØضرون ذكرى معركة النقب وبطولات بسام واسعد مجددين عهد الوÙاء لهما لتبقى ذكراهما Øية خاصة وأن العديد من Ø£Ùراد العائلة ÙˆÙÙŠ مقدمتهم إبراهيم نجل الشهيد سموا أبنائهم بسام تيمنا به وتخليدا لذكراه.
ورغم مرور السنوات على معركة النقب التي خاضها الأسرى ÙÙŠ 16-8-1988ØŒ لا زال نجل الشهيد بسام، وباكورة أبنائه الشاب خضر الذي يبلغ من العمر اليوم (27 عاما( ÙŠØتÙظ بكل تÙاصيل تلك اللØظات رغم أنه لم يتجاوز سن الخمس سنوات لدى استشهاد والده، ويقول: "إنها اللØظة التي Øكم الاØتلال Ùيها على والدنا بالإعدام ÙˆØولنا لأيتام نتجرع Øسرة ومرارة Ùقدانه أنا وإخواني الصغار الثلاثة ووالدتي Ùكي٠ننساها خاصة أنها أتت ÙÙŠ شهر رمضان Øيث يجتمع الأهل والأØبة على موائد الإÙطار ÙÙŠ شهر التلاØÙ… والتواد"ØŒ ويضي٠"طوال عمري أنا وإخواني لم يجتمع شملنا على مائدة واØدة ÙÙŠ رمضان أو نقضي عيد مع أبي الذي وهب Øياتي Ù„Ùلسطين ÙاستهدÙÙ‡ الاØتلال لنعيش Ø·Ùولتنا Ù…Øرومين من أبي جراء مطاردته خلال الانتÙاضة ثم اعتقاله لذلك يتضاع٠ألمنا ÙˆØزننا ÙÙŠ كل Ù„Øظة وخاصة ÙÙŠ المناسبات ورمضان، Ùلا يوجد شيء أصعب من Ùقدان الأب ÙˆØنانه".
معركة النقب
قرب منزلها ÙÙŠ بلدة اليامون Øرصت عائلة الشهيد السمودي على دÙÙ† جثمان بسام، Ùلم تنقطع يوما عن زيارته بعيون تدمع وقلوب لم يغادرها الØزن، Ùتبدأ خطواتها Øتى ÙÙŠ مناسبات الÙØ±Ø Ø¨Ù‚Ø±Ø§Ø¡Ø© القران قرب ضريØÙ‡ لعلها تخÙ٠وجعهم المستمر رغم المعنويات العالية والÙخر والاعتزاز ببطولات شهيدهم الذي تزين صوره جنبات منازلهم وشوارع البلدة التي تتذكر بطولاته وتضØياته، ويقول خضر: "خلال شهر آب، اشتدت هجمة إدارة السجون بØÙ‚ الأسرى وتØولت Øياتهم لجØيم وسط ظرو٠اعتقال غير إنسانية، وإزاء رÙض الإدارة الاستجابة لمطالبهم الإنسانية العادلة والمشروعة قرروا التمرد والتØدي"ØŒ وأضا٠"ÙÙŠ 16 - 8- 1988ØŒ أنتÙض الأسرى ÙÙŠ وجه السجان ÙÙŠ تظاهرة اØتجاجية وسلمية شارك بها 1500 أسير ÙÙŠ قسم "ب" تعالت صرخاتهم وهتاÙاتهم الوطنية وتكبيراتهم التي أثارت ذعر الإدارة خاصة بعدما رÙضوا تنÙيذ قراراتها المذلة والمهينة".
ووÙÙ‚ الروايات التي وثقها خضر يقول: "رغم أن مطالبهم عادلة ومشروعة ردت الإدارة عليهم بالاستنÙار وزجت مئات السجانين للقسم وبدأت بقمعهم باستخدام كل أدوات القمع ضرب وتنكيل وإطلاق الغاز المسيل للدموع".
الموق٠البطولي
ÙŠØدق خضر ÙÙŠ صورة والده، ثم يرÙع رأسه ويضي٠"سأبقى دوما Ùخورا بابي ومواقÙÙ‡ البطولية قبل الأسر وخلال الاعتقال، وخاصة ÙÙŠ ذلك اليوم، Ùقد تعالت التكبيرات ÙÙŠ كل أرجاء القسم وتصدى الأسرى بالØجارة والأواني البلاستيكية ÙˆØتى الأØذية لأسلØØ© الجنود وهراواتهم وغازهم الذي أدى لسقوط العشرات جراء الإغماء والاختناق لكن لم تتوق٠انتÙاضة النقب الذي أعلن الثورة ÙÙŠ وجه قائد المعتقل ØªØ³ÙŠÙ…Ø Ø§Ù„Ø°ÙŠ قاد الØملة وهو يهدد الأسرى ويتوعدهم بالعقاب". ويكمل خضر "ÙˆÙ‚Ù ØªØ³ÙŠÙ…Ø Ø£Ù…Ø§Ù… القسم الذي ÙŠØتجز Ùيه أبي بطريقة استÙزازية وهو يتوعد الأسرى، ÙˆÙجأة قال "من هو الرجل الذي يتØدانا، إذا كان هناك رجل ليق٠أمامي ويقول أنا ". لم يتردد الأسير أسعد الشوا ÙÙŠ مواجهته، وصرخ ÙÙŠ وجهه أنا رجل Ùسارع ØªØ³ÙŠÙ…Ø Ù„Ø§Ø®ØªØ·Ø§Ù Ø³Ù„Ø§Ø Ø§Øد الجنود وأطلق النار عليه Ùسقط مضرجا بدمائه ليثير غضب الأسرى ويزيد من ثورتهم".
الØرية والكرامة والشهادة
ويقول خضر: "بعجرÙØ© واستهزاء بالأسرى وبينما لا زال جثمان أسعد ممددا على الأرض ودماءه ترويها، كرر قائد المعتقل سؤاله بطريقة استÙزازية أكثر، ÙانتÙض أبي ÙÙŠ وجهه رغم خطورة الموق٠وقال له بشجاعة وجرأة أنا أسير Ùلسطيني رجل ابن رجل وأتØداك أنت وسلاØÙƒ وجنودك"ØŒ Ùأطلق النار عليه بشكل مباشر ومن مساÙØ© قريبة Ùˆ أصيب برصاصة قاتلة ÙÙŠ القلب واستشهد Ùورا ليوجه رسالة للاØتلال وسجانيه أن لا Øياة دون كرامة وأنه لم يولد الÙلسطيني الذي يركع أو يذل ويهون أمام السجان Øتى لو كان الثمن الشهادة"ØŒ وأضا٠خضر "نعيش الØزن والألم لرØيل والدنا وإعدامه بتلك الطريقة ولكننا سنبقى Ù†Ùخر للأبد أنه خط بدمه عنوانا جديدا ÙÙŠ معركة الØرية والكرامة باسم كل أسير ÙˆØر وشري٠تقول للاØتلال أن الوطن والكرامة والØرية أغلى من الØياة Ùˆ إننا باقون ليبعث أملا جديدا ويؤسس لنهار ستشرق Ùيه شمس__ الØرية رغم عن الظلم الصهيوني وسجونه".
صÙØات نضال
تØول السمودي والشوا لرموز ÙÙŠ ملØمة النضال الÙلسطيني وتاريخ الØركة الأسيرة بعدما صنعا بدمائهما التاريخ الجديد لسجن أنصار 3ØŒ ÙØ£Ø·ÙŠØ Ø¨Ù‚Ø§Ø¦Ø¯Ù‡ الذي تلطخت يديه بالدماء الزكية والطاهرة، وأعلن وزير الأسرى عيسى قراقع ذكرى استشهادهما يوما لشهداء الØركة الوطنية الأسيرة كتعبير عن الوÙاء والاعتزاز بما جسده المناضلان من نضالات وتضØيات ومواق٠شجاعة ÙÙŠ سجن النقب.
ÙˆÙÙŠ كل عام، تØيي عائلة السمودي ذكرى شهيدها قرب ضريØÙ‡ ليتذكر الجميع صÙØات Øياته المشرقة، وخاصة والدته الØاجة خيرية ناي٠التي رÙضت الØداد على باكورة أبنائها وارتدت الثوب الأخضر واØتضنت مع زوجها ووالدتهم وأسرتها أبناء الشهيد، وتقول: "طوال عمره رÙع بسام رأسي لأنه عاش Ù„Ùلسطين ÙˆØ£ØµØ¨Ø Ù…Ù† الÙدائيين الأوائل ÙÙŠ بلدة اليامون وعندما كان يلاØÙ‚ الاØتلال ويستهد٠المناضلين Øمل راية Ùلسطين والتØÙ‚ ÙÙŠ صÙÙˆÙ Øركة ÙØªØ Ø¹Ù„Ù‰ مقاعد الدراسة".
أجواء الØياة ÙÙŠ أسرته المناضلة شجعت بسام على مواصلة طريق العلم والنضال السري، وتقول والدته: "ككل Ø£Ùراد عائلتنا قدم Ùلسطين والوطن على Øياته وأØلامه، وتميز بطيبة قلبه وأخلاقه وتÙانيه ÙÙŠ خدمة وطنه وأبناء شعبه، ناضل بصمت لأنه كان كتوما"ØŒ وتكمل "يدرس نهارا ويرتدي الكوÙية ويتلثم ليلا ليطارد الاØتلال وأعوانه، Ùقد آمن بالثورة وعشق الشهيد ياسر عرÙات الذي اعتبره قدوته ومعلمه Ùكان مناضلا ومشاركا ÙÙŠ كل الÙعاليات رغم الاØتلال وعيونه".
Ù†Ø¬Ø Ø¨Ø³Ø§Ù… ÙÙŠ الثانوية العامة، وساÙر للأردن لمواصلة دراسته ÙÙŠ الجامعة العربية ÙÙŠ عمان، Ùتسلل إلى قواعد المنظمة وتدرب ÙÙŠ معسكرات الÙØªØ ÙˆØ¹Ø§Ø¯ للوطن Øاملا شهادة Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø ÙˆØ±ÙˆØ Ø§Ù„Ùداء التي انطلقت بأروع صور النضال خلال الانتÙاضة.
ملØمة الانتÙاضة
لم يقتصر دوره ÙÙŠ اليامون على بناء أسرة بعد زواجه، ورغم إنجاب زوجته للأبناء لبى نداء الانتÙاضة، وتقول والدته: "شكل خلايا ÙتØاوية بشكل سري وتولى تنظيمها وتوعيتها Øتى Ø£ØµØ¨Ø Ù…ØµØ¯Ø± الهام ومعلما Ù„Ùرسان الانتÙاضة الذين انطلقوا ÙÙŠ ساØات بلدته وكل همه تعزيز مقاومة الاØتلال ونشر Ø±ÙˆØ Ø§Ù„ØªØدي والصمود والثبات ÙÙŠ المواجهة". أدرج اسم بسام على قائمة المطلوبين، وتتالت Øملات الدهم والملاØقة والكمائن والاعتقال الذي لم يسلم منه Ø£Øد من أسرته، وتقول والدته أم بسام: "أصبØت Øياته معرضة للخطر ولكنه رÙض الاستسلام بعدما تشكلت القوات الضاربة ونوايا اللجان الشعبية واذرع القيادة الوطنية للموØدة للانتÙاضة، وتكررت المداهمات لمنزلنا ومنازل الأقرباء وسكان الØÙŠ الذي نعيش Ùيه وتعرض أشقاءه للاعتقال للضغط عليه ولكنه واصل المشوار رغم التهديد باعتقالي ووالده".
وتضي٠"عانينا كثيرا من خوÙنا وقلقنا على Øياته Øتى تمكنت القوات الصهيونية من اعتقاله ÙÙŠ 5- 4- 1988ØŒ واعتقلت أشقاءه باسم وراسم وبلال ولم يبق ÙÙŠ بيتنا سوى بناتي وتعرضوا للعزل والتعذيب ÙˆÙرقوهم بين السجون ورÙضوا جمعهم لأعيش رمضان والأعياد Ù…Øرومة من أبنائي ومتنقلة بين سجون الÙارعة وعتليت ومجدو والنقب"ØŒ وتضي٠Øوكم أبنائي بالسجن Ù„Ùترات مختلÙØ© بتهمة الانتماء Ù„Øركة ÙØªØ ÙˆÙ…Ù‚Ø§ÙˆÙ…Ø© الاØتلال ورغم أن جمعيهم متزوجون ولديهم أطÙال صمدوا وتØدوا الاØتلال وكان ألمهم كبير بسبب رÙض الإدارة جمعهم ÙˆØتى Ø§Ù„Ø³Ù…Ø§Ø Ù„Ù‡Ù… بزيارات داخل الأسر واستمرت معاناتنا Øتى استشهاده".
وبينما كانت القوات الصهيونية تØاصر اليامون وتÙرض Øظر التجول عليها مع تسليم جثمان شهيد معركة الØرية ÙÙŠ أنصار 3ØŒ Ùوجئ الجميع بوالدته التي استقبلت جثمانه وودعته بالزغاريد رغم أنها لم تشاهده منذ اعتقاله ومنعت الجميع من البكاء عليه وهي تردد "إنه الشهيد Øبيب الله، Ùدى Ùلسطين ÙˆÙداكم بروØÙ‡ Ùادعوا له وزغردوا ولا تبكوا Ùالشهداء يزÙون بالزغاريد"ØŒ وكانت الوالدة وزوجها قبل رØيله وزوجة الشهيد أم خضر وأشقاءه على عهد الوÙاء لبسام، ÙاØتضنوا أطÙاله ريم التي كانت بعمر 6 سنوات وخضر 5 سنوات، وإبراهيم 4 سنوات ولينا 3 سنوات، وأØلام عامين الذين تربوا على سيرته العطرة وقيمه الخالدة وتمكسوا بأØلامه.
بسام يولد من جديد
تÙانى الجميع ÙÙŠ رعاية واØتضان أبناء الشهيد الذين تابعوا دراستهم ÙˆØصلوا على شهادة الثانوية العامة بنجاØØŒ لكن ما زالوا يعيشون مشاعر الØزن والألم لغياب الوالد عنهم خاصة ÙÙŠ مناسباتهم السعيدة، ويقول خضر "ÙÙŠ كل Ù…Øطة من Øياتنا وخاصة ÙÙŠ دراستنا ونجاØنا Ù†Ùتقد أبينا ونتØسر ولكن Ù†Ùخر كلما Øققنا خطوة جديدة ÙÙŠ Øياتنا لنØقق Ø£Øلام أبي الذي داÙع عن الوطن ÙÙŠ سبيلنا، رØÙ„ ولم يرنا ونØÙ† كبار نجسد المستقبل الذي تمناه دوما"ØŒ وأضا٠"إن Ø±ÙˆØ Ø£Ø¨ÙŠ من تمنØنا الإصرار والعزيمة ÙˆØ§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© للØب الكبير لجدينا وأعمامي ووالدتي التي ضØت بØياتها ووهبتنا عمرها Ùزوجتنا جميعا وامتلأ بيتنا بالأبناء الذين نزرع Ùيهم قيم ورسالة أبي لتبقى ذكراه Øية للأبد".
وتجسيد ذلك، أطلق الابن الثاني للشهيد إبراهيم على Ø·Ùله اسم والده ليبقى اسمه كما يقول يتردد على كل لسان، Ùلن ننسى والدي ووصاياه وسنكون أوÙياء لذكراه دوما، لكن الجدة الصابرة التي لا يغمض لها جÙÙ† دون استØضار ذكرى شهيدها، تقول "بØمد الله أدينا الأمانة وربينا أبناء الشهيد Ø£Ùضل تربية وأصبØوا رجالا وآباء، ولكنهم لم ينصÙوا ÙÙŠ Øياتهم، Ùبسبب المسؤولية وعدم توÙر الإمكانية لم يكملوا تعليمهم ÙÙŠ الجامعات وهم صابرين وتعلموا كل المهن لكن Øياتهم ما زالت صعبه وأتمنى أن تؤمن السلطة الوطنية لهم Øياتهم ومستقبلهم". وتضي٠"إن الوÙاء لذكرى الشهداء برعاية أبناءهم وتوÙير شروط Øياة كريمة لهم ورغم أن Ø£ØÙادي يتÙانون ÙÙŠ عملهم ليل نهار لكن الØياة صعبة وقدمنا عدة طلبات للسلطة لتوظيÙهم سواء ÙÙŠ وظيÙØ© مدنية أو عسكرية ولكن دون جدوى وكل أمنيتي قبل رØيلي أن أراهم كما تمنى والدهم دوما وعندما يتØقق ذلك يمكن القول أننا أدينا الأمانة الØقيقية للشهداء".
(صØÙŠÙØ© القدس الÙلسطينية، 26/8/2012)