الاحتلال يمعن في زيادة معاناة عائلة الشهيد لبادة باعتقال نجله

تحت جنح الظلام، وتماماً كلصوص أتقنوا إجرام العصابات، وعلى وقع صوت الرياح التي امتزجت بأصوات قرع الأبواب بشكل "همجي"، أفاقت عائلة الشهيد زهير لبادة وفي البداية ظنت بأنها في كابوس سبق وأن طويت فصوله باستشهاد رب العائلة منذ شهور، ليتبين لها فيما بعد أن الكابوس لم ينته بعد. فالطارق هو ذاته والأسلوب لم يختلف وإن تباينت الأهداف. ففي المرة السابقة كان الهدف زهير لبادة، لكن هذه المرة كان الهدف هو نجله رشيد.
فلم تجف بَعدْ دموع عائلة الشهيد زهير لبادة على فراقه الذي استشهد على فراش المرض بعد أسبوع واحد من الإفراج عنه من سجون الاحتلال بفعل سياسة الإهمال الطبي التي مورست بحقه من قبل سلطات الاحتلال حين كان يقبع في سجون الاحتلال.
واستمراراً لمسلسل المعاناة، اعتقلت قوات الاحتلال، الليلة قبل الماضية، الشاب رشيد (22 عاماً) وهو نجل الشهيد زهير لبادة الذي استشهد في الحادي والثلاثين من مايو/ أيار لعام 2012.
وأكدت أم رشيد زوجة الشهيد زهير، أنها فوجئت وعائلتها باقتحام قوات الاحتلال للمنزل بشكل مرعب ومخيف للجميع في منتصف الليل.
وقالت: "كنا نعتقد أنه باغتيال رب العائلة الأسير الشهيد زهير قد انتهت فصول معاناتنا، ولكننا كنا الليلة مع تفاصيل مرعبة جديدة تكمل ما مضى حيث اقتحم عشرات الجنود المنزل قبل أن يعيثوا به فساداً ودماراً لتنتهي المأساة باعتقال ابني البكر رشيد، وعاد الحدث بنا إلى الوراء سنوات وسنوات حيث اعتقالات الشهيد زهير المتكررة". وأضافت "بعد اعتقال رشيد وما رافقه من عمليات تنكيل أصابت كل من في المنزل صادرت قوات الاحتلال المقتحمة للمنزل مبلغا كبيرا من المال يفوق 15 ألف دينار أردني وصادرت كذلك كل ما في البيت من أجهزة حاسوب".
وأردفت زوجة الشهيد لبادة "بالأمس ودعنا وأخرجنا من هذا البيت الشهيد زهير (أبو رشيد) جثة هامدة ودموعنا لم تجف بعد، واليوم تكمل دولة الاحتلال أدلة عنصريتها وعنجهيتها لسلب العائلة من رشيد الذي يعيلنا جميعاً ويعيل زوجته وابنه الطفل الصغير".
وتعقيباً على حادثة الاعتقال، استنكر فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان اعتقال نجل الشهيد زهير لبادة.
وقال الخفش: "إن هناك قرصنة صهيونية من خلال سرقة مال أصحاب المنزل ومصادرة أجهزة الحاسوب الخاصة بالعائلة.
وطالب بضرورة الجهات المعنية كافة بالتدخل السريع من أجل الدفاع وتأمين الإفراج عن رشيد المعتقل في سجن حوارة. 

(المصدر: صحيفة فلسطين، 8/1/2013)