الشهيد عرفات جرادات .. شاهد على القهر

في طريقه إلى صلاة الفجر في بلدته سعير قرب الخليل جنوب الضفة الغربية كانت خفافيش الليل بانتظار الشهيد الأسير عرفات جرادات لتقدم على اعتقاله في 18 من الشهر الجاري وينقل إلى مركز تحقيق الجلمة، وفي ظروف غامضة أعلن عن استشهاده ليكون دليلا آخر على قهر السجان وظلمه لأولئك الأبطال الذين ما زالوا ينتظرون مصيرهم على يد عدوهم وصمت أبناء جلدتهم.

ودع يارا ومحمد
وينحدر الشهيد عرفات جرادات (30 سنة) من بلدة سعير شمال شرق الخليل وهو متزوج ولديه طفلان هما يارا ومحمد واختطفته يد الغدر الصهيونية وزوجته حامل بطفله الثالث.
ويقول شقيق الأسير: "إننا نعلم أن عرفات كان في مركز تحقيق الجلمة ولم نعلم أنه في مجدو وما جرى فاجأنا كثيرا حيث أن ذلك يعني غموضا في ملابسات استشهاده، ونحن نقول لكل المجتمع الدولي أن انتظاركم لمعرفة الحقيقة من الاحتلال سيطول كثيرا لأن القهر لا يمكن له أن يعرف من لسان فاعله ولا يعرف به إلا من يقع عليه".
ويقبّل عرفات ابنته يارا وشقيقها محمد ليذهب في رحلة إجبارية في زنازين ينقل لها عبر آليات صهيونية ليكون فريسة محققين و"عصافير" في غياب الحقوق الدولية للأسرى والعدالة عن سجن يقوده احتلال، فضحكات يارا كانت تخفي فزعا سيصيب العائلة بعد ستة أيام فقط من اعتقال والدها، لتتعزز المعاناة بخبر ارتقاء عرفات شهيدا.
ويقول محامي الشهيد كميل صباغ في تصريحات صحفية بأن عرفات اشتكى من تعرضه للتعذيب على يد السجانين ومنع من العلاج، كما أنه خضع للتحقيق في مركز الجلمة شمال فلسطين المحتلة عام 1948 وهو ممنوع من رؤيته والزيارة في الأيام الأولى من التحقيق.

تكرار الجريمة
وتعتبر جريمة اغتيال الأسير عرفات جرادات واحدة من حلقات المعاناة التي يعيشها أكثر من 4700 أسير وأسيرة، حيث كان العام 2010 وتحديدا نيسان شاهدا على استشهاد الأسير رائد أبو حماد من العيزرية في القدس وشهر حزيران من العام نفسه شاهدا على الأسير المقدسي محمد عابدين، غير أن المعاناة لم تتوقف على ذلك بل لحق بهم الشهداء المفرج عنهم لفترة قصيرة زكريا عيسى من بيت لحم وزهير لبادة من نابلس وأشرف أبو ذريع من الخليل.
يقول نادي الأسير: بأن الأسير جرادات لم يكن مريضا وما يجري هو انتهاك واضح وصريح لحقوق الأسرى والمطلوب هو كشف الجريمة عبر لجنة تحقيق.
ويدين نواب المجلس التشريعي الفلسطيني والمؤسسات الوطنية اغتيال الأسير جرادات وسط حالة غضب شعبي، معتبرين أن انتفاضة ثالثة ستكون من أسبابها المتراكة جريمة اغتيال جرادات، والمماطلة في الإفراج عن الأسرى المضربين عن الطعام سامر العيساوي وأيمن الشراونة وجعفر عز الدين وطارق قعدان والآخرين.
ويقول المحلل السياسي نشأت الأقطش: "إن ملف الأسرى سيكون محطة هامة لمواجهات حقيقية مع الاحتلال خاصة أن وضوح الجريمة يرتبط مع الغضب في الشارع وحالة الانسداد في الأفق السياسي لدى السلطة، كما أن المجريات على أرض الواقع تجعل من تكرار استشهاد الأسرى في السجون محط أنظار الجميع وتساؤلهم عن مصير الأسرى المضربين".

(المصدر: أحرار ولدنا، 25/02/2013 )