مهجة القدس: الصمت والتخاذل الدولي وراء استشهاد أبو حمدية

تواصل حكومة الاحتلال الصهيوني مسلسل الاغتيالات الصامتة بحق الأسرى الفلسطينيين في سجونها ومشافيها، حيث التحق اليوم إلى قافلة الشهداء الأسرى الشهيد الأسير ميسرة أبو حمدية بعد صراع مع المرض وفي ظل استهتار صهيوني علني وإهمال طبي متعمد.
وتعتبر مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى والجرحى أن استشهاد أبو حمدية ناقوس خطر بات يتهدد كافة الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، مؤكدة أن هناك العديد منهم يخشون أن يلقوا مصير أبو حمدية ومن سبقه من الشهداء الأسرى. وتشير المؤسسة أن هذه الجريمة ليست الأولى التي يرتكبها الاحتلال بحق الأسرى في خرق فاضح للقانون الدولي ولاتفاقية جنيف الرابعة، حيث سبق أبو حمدية مائتين وسبعة أسرى استشهدوا داخل أقبية الاحتلال جراء التعذيب والإهمال الطبي.
هذا وشهد عام 2012 وبداية العام الحالي استشهاد ثلاثة أسرى نتيجة سياسة الإهمال الطبي التي تنتهجها مصلحة السجون الصهيونية والأسرى هم الأسير المحرر زكريا عيسى، الأسير المحرر زهير لبادة والأسير المحرر أشرف أبو ذريع. كما وتحمل المؤسسة حكومة الاحتلال كامل المسؤولية عن استشهاد ميسرة أبو حمدية وتبعات ما يحدث في السجون والمناطق الفلسطينية، داعية إلى كشف حقيقة ما حدث مع أبو حمدية طوال فترة اعتقاله في السجون الصهيونية.
هذا وتؤكد المؤسسة أن الصمت الإقليمي والدولي الرهيب على جرائم الاحتلال بحق الأسرى ساهم في تمادى حكومات الاحتلال المتعاقبة على انتهاج سياسة الإهمال الطبي والتعذيب الوحشي بحق الأسرى في السجون، الأمر الذي لا يدع مجالاً للشك بأن الجميع شريك مباشر في هذه الجريمة البشعة التي راح ضحيتها العشرات من الشهداء الأسرى الذين يدافعون بحياتهم عن أعدل قضايا الأرض في سبيل استعادة كرامتهم وحريتهم المسلوبة بفعل القرارات الدولية الجائرة التي تنصر الظالم وتخذل المظلوم.
وتستهجن المؤسسة دور المؤسسات والمنظمات الإنسانية والحقوقية وهيئة الأمم المتحدة المنقوص في الدفاع عن قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وسياسة الكيل بمكيالين فيما يتعلق بدولة الكيان الصهيوني التي تعتبر نفسها دولة فوق القانون. هذا وتطالب المؤسسة بضرورة تشكيل لجنة تحقيق مستقلة لكشف ملابسات استشهاد الأسير أبو حمدية وتقديم المسئولين للمحاكمة وضرورة قيام المؤسسات الحقوقية الدولية لزيارة مختلف السجون الصهيونية للاطلاع على خطورة الأوضاع التي يعيشها الـمعتقلون في السجون.
كما وتناشد المؤسسة المجتمع الدولي وهيئات الأمم المتحدة المختصة بحقوق الإنسان التدخل لوقف ما يتعرض له الأسرى داخل سجون الاحتلال وإنقاذ الأسرى الذين مازالوا حتى اللحظة يعانون من القمع والتعذيب والعزل الانفرادي في السجون الصهيونية. وتطالب المؤسسة جماهير شعبنا الاستمرار في هبتها الجماهيرية التضامنية نصرة للأسرى حتى تحريرهم، مؤكدة للأسرى الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية أن كسر قيدهم وإطلاق سراحهم بات أكثر قرباً من أي وقت مضى.
وفي الختام تتقدم المؤسسة بخالص تعازيها لذوي الشهيد وللحركة الأسيرة ولشعبنا الفلسطيني، مؤكدة في نفس الوقت أن قضية الأسرى ستبقى الشغل الشاغل لشعبنا ولن يهدأ بال إلا بتحريرهم جميعاً.

(المصدر: مؤسسة مهجة القدس، 2/4/2013)