قضية الشهيد أبو حمدية في عين الإعلام العبري

قبل ساعات من اتخاذ قرار بالإفراج عنه، قضى الأسير ميسرة أبو حمدية 64 عاماً، شهيداً في سجون الاحتلال الصهيوني، بفعل الإهمال الطبي بعد إصابته بمرض السرطان في الحنجرة، لكن كيف غطى الإعلام الصهيوني نبأ الاستشهاد؟ وما هو السيناريو المرتقب فلسطينياً؟.

الإعلام الصهيوني
لم يهتم الإعلام الصهيوني بداية باستشهاد الأسير أبو حمدية، ربما لأن قوات الاحتلال غارقة في عيد الفصح اليهودي، لكن الإعلام لم يستطع أن يظل متجاهلاً لخبر قد يشعل الضفة من جهة، والسجون من جهة أخرى.
الإذاعة العبرية من جهتها بسطت القضية في خبرها، الذي عنونته بـ"وفاة سجين أمني متأثراً بمرض السرطان"، دون الإشارة إلى الإهمال الطبي الذي تعرض له، مشيرةً إلى أنه كان "مخرباً" في حركة حماس، واعتقل بتهمة القتل العمد، وحيازة السلاح، وحكم عليه بالسجن المؤبد.
أما القناة الصهيونية العاشرة حذرت في خبرها من ما أسمته "أعمال الشغب" التي ستنشب على خلفية استشهاد أبو حمدية، ليس فقط في الضفة، ولكن في السجون أيضاً، مشيرةً إلى أن قوات الاحتلال وإدارة السجون رفعت حالة التأهب.
وأشارت صحيفة "معاريف" إلى توتر الأوضاع في السجون، وخاصة سجون الجنوب كالنقب، وايشل، وريمون، ونفحة، وشهدت ضرباً على الأبواب، ورمي المقتنيات الخاصة للأسرى، في ظل حضور التعزيزات العسكرية إلى السجون.
من جهتها أظهرت صحيفة "هآرتس" العبرية تخوف الجيش الصهيوني بشكل كبير من اندلاع مواجهات وتصعيد خطير في الضفة، خاصة أن وزير الأسرى في حكومة الضفة عيسى قراقع حسب رأيها يؤجج الشارع الفلسطيني بقوله، "إن قوات الاحتلال أهملت أبو حمدية طبياً"، لكن تقديرات الصحيفة تشير إلى أن قضية الأسرى أثارت نسبة كبيرة من تعاطف الشارع الفلسطيني، كما أنها تتوقع أن تتوتر الأوضاع أكثر في يوم الأسير الفلسطيني المقبل في 17 نسيان الجاري.

سيناريو تقليدي
من جانبه علق المحلل السياسي عبد الستار قاسم على ردود الفعل الفلسطينية واستشهاد الأسير أبو حمدية والسيناريو المتوقع آسفًا، "إن السلطة الفلسطينية والمنظمات والأحزاب ستكرر المشهد التقليدي في ردها على استشهاده، من بيانات وشجب، واستنكار، وشعارات إعلامية، ولا أتوقع منها جديد، قد تكون خطاباتهم أكثر حدية لكن هذا لا أثر له على أرض الواقع".
وأمل قاسم خيراً في حركة الشباب الفلسطيني الذين بدأ يسطع نجمهم في الآونة الأخيرة، وخاصة عندما طردوا القنصل البريطاني من جامعة بيرزيت، وعندما تظاهروا بالتزامن مع زيارة أوباما، "هناك بذرة شبابية تتحرك آمل أن استشهاد أبو حمدية يزيد من حركتهم وتفاعلهم".
وتوقع قاسم أن يكون هناك حالات استشهاد أخرى في صفوف الأسرى الفلسطينيين، لأن فيهم كبار السن، والمرضى، والمضربين عن الطعام، ويجب أن نتوقع ذلك في لحظة، "لكن أين نحن من الإستراتيجية الفلسطينية للتعامل مع قضية الأسرى، هم موتى مع وقف التنفيذ"، مشيراً إلى أن الإستراتيجية الفلسطينية يجب أن تكون بالضغط على الاحتلال، من خلال عدة طرق بحيث يشعر أن قضية الأسرى بالنسبة له أصبحت مكلفة ومرهقة جدا، لتقديم تنازلات فيها.
وعن الفتور الذي يصيب الشارع الفلسطيني في قضية الأسرى مؤخراً، قال: "السلطة الفلسطينية هي من قتلت تأثير قضية الأسرى على الشعب الفلسطيني، بسبب التزامها بمقتضيات الاتفاقيات الموقعة مع الكيان الصهيوني، بل ومارست أعمالاً تؤدي إلى هدم المشاعر الوطنية، وأضرت بالثقافة الوطنية".
وعن توجه الفلسطينيين إلى محكمة الجنايات الدولية لرفع قضية على الاحتلال في موضوع الأسرى تحديداً، يرى قاسم أنه من الناحية النظرية تستطيع السلطة القول بأنها سترفع قضية على الاحتلال، لكن من الناحية العملية "السلطة ليس لديها الإمكانية والقوة، والإرادة، والجرأة، والشجاعة لرفع قضية، فإذا قالت لها أمريكا سنقطع الأموال ستتراجع، لأنه من أين لها أن تعيش بعد ذلك". 

(المصدر: فلسطين الآن، 3/4/2013)