الشهيد 204... هل يكون الأخير؟

يتجدد السؤال دائماّ أمام كل شهيد يرتقي من الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، وآخرهم اللواء ميسرة أبو حمدية، ويقف العقل حائراً، والقلب يحذوه أمل علّ الرد أن يكون بالإيجاب، فهل يكون الشهيد الرقم الأخير في قائمة الأسرى الشهداء.
يعدّ الشهيد أبو حميدة الرقم 204 في قائمة شهداء الحركة الأسيرة بعد العام 1967م، فيما استشهد المئات من الأسرى بعد تحررهم جراء أمراض ورثوها عن السجن والتعذيب لسنوات الأسر الطويلة وما بينهما، ليكشفوا باستشهادهم عنجهية الاحتلال وإجرامه.
باستشهاد اللواء أبو حمدية، يصل عدد من استشهد جراء سياسة الإهمال الطبي والحرمان من العلاج لـ "52 أسيراً"، ويشكّل ما نسبته "26%" من مجموع الشهداء الأسرى.
ووصل عدد من استشهد جراء التعذيب المميت في سجون الاحتلال، لـ72 شهيداً وهو ما يشكّل ما نسبته "34.7 %" من مجموع الشهداء الأسرى، وكان آخرهم الشهيد عرفات جرادات من مدينة الخليل.
أما عدد من أعدموا بعد اعتقالهم مباشرة وصل إلى 74 أسيراً، وهو ما يشكّل النسبة الأكبر "36.7 %".
وهناك عدداً من الأسرى استشهد نتيجة استخدام القوة المفرطة وإصابتهم بأعيرة نارية، وهم داخل سجون ومعتقلات الاحتلال لـ 7 أسرى كان آخرهم الأسير محمد الأشقر، وهو ما يشكل "3.4%" من مجموع شهداء الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال.
وكشفت تقارير وأبحاث صدرت عن مؤسسات حقوقية، حجم الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بحق الأسرى في سجونه، وسياسات القمع والإرهاب التي استخدمتها ضدهم.
فأظهرت التقارير سياسة الحرمان لأبسط الحقوق الإنسانية وتشديد ظروف الاعتقال وحرمان زيارة الأقارب، إضافة لسياسة الحرمان الصحي، لا سيما الأسرى المصابين بأمراض خطيرة في سجون الاحتلال، وسياسة التعذيب المباشر، والتجديد التعسفي للحكم الإداري
بحق الأسرى.
ورغم إجبار المقاومة للاحتلال بإطلاق سراح عدد من الأسرى المحكوم عليهم بالمؤبدات ضمن صفقة "وفاء الأحرار"، إلا أن الاحتلال عمل على اختراق الاتفاق الموقع، وأعاد اختطاف عدد من الأسرى المفرج عنهم في الصفقة.
ونتيجة لسياسات الاحتلال يخوض ما يزيد عن سبعة من الأسرى، إضراباً مفتوحاً عن الطعام، وهو ما يهدد حياتهم ومن أبرزهم الأسير المقدسي سامر العيساوي وطارق قعدان وجعفر عز الدين.
ووفق إحصائيات رسمية، فإن ما يزيد عن 4500 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، منهم 9 أسيرات، و170 طفلاً ، إضافة إلى 1200 مرضى، بينهم 13 مصابين بمرض السرطان، و43 آخرين معاقين.

(المصدر: الرسالة نت، 2/4/2013)