أبو حمدية أُعطي أدوية أضعفت جهاز المناعة لديه

نقلت مؤسسة "التضامن" لحقوق الإنسان، شهادة القيادي في الحركة الأسيرة عباس السيد، حول الظروف التي سبقت استشهاد الأسير ميسرة أبو حمدية.
وأوضح السيد خلال زيارة محامي "التضامن" محمد العابد له في سجن "هداريم"، أن أطباء مصلحة السجون كانوا يكتبون لأبو حمدية وصفات طبية متنوعة ليس لها علاقة بمرض السرطان، وتركوا الخلايا السرطانية تفتك في جسده حتى انتشر في كل أنحائه، لافتا إلى أن هذه الأدوية الغير لازمة أضرته كثيرا وأضعفت جهاز المناعة.
وأشار إلى انه وقبل حوالي أسبوعين اجتمع مع نائب مدير مصلحة السجون ورئيس لجنة ظروف المعيشة (ايلي جافزون) وتحدث معه حول حالة الأسير أبو حمدية الصحية، مؤكدا على أن حالته وصلت إلى مرحلة ميئوس منها بسبب الإهمال الطبي.
وأضاف السيد: "في اللغة العبرية يُطلق على الحالة المرضية الميئوس من شفائها وصف "سوفاني" ولهذا المصطلح تبعات قانونية، غير أن نائب مدير مصلحة السجون رفض ذلك في البداية، ثم ما لبث أن تراجع عن ذلك بعد خمسة أيام من تلك الزيارة بعد أن اطلع على تقارير الأسير أبو حمدية".
وتابع لمحامي التضامن:" تلقيت وعدا من قبل نائب مدير مصلحة السجون بالبدء بإجراءات إطلاق سراح أبو حمدية، غير أن بطئ الإجراءات القانونية لدى الاحتلال وتعامل أطباء مصلحة السجون الغير إنساني مع الأسرى المرضى حال دون إطلاق سراحه".
وأكد السيد على أن ادعاء مصلحة السجون البدء بإجراءات إطلاق سراح أبو حمدية لا تعني بالضرورة إطلاق سراحه بالفعل، حيث أن اللجان المختصة بالنظر في مثل هذه الحالات تفتقد عادة لكل منطق عقلي أو أنساني، وقد ترفض إطلاق سراح الأسير المريض.
واستشهد بحالة الشهيد اشرف أبو ذراع الذي تقدم محاميه بطلب الإفراج المبكر عنه بسبب حالته الصحية السيئة، غير انه طلبه رفض ولم يُطلق سراح إلا بعد انتهاء مدة اعتقاله، وبعد مده قصيرة جدا دخل في غيبوبة واستشهد لاحقا.
وأكمل السيد: "أرى أن الأسير أبو حمدية قد تعرض عمليا إعدام بأبشع الطرق التي يمكن أن يتخيلها البشر، حيث تُرك لداء السرطان ينهش جسده لمده طويلة، وارى أن هذا الإعدام أسوأ من الإعدام بغرف الغاز أو الشنق أو أي طريقه أخرى".

برميل بارود
ووصف السيد ملف الإهمال الطبي ببرميل بارود الذي قد ينفجر في أية لحظة، مؤكدا على انه لم يعد ملفا طبيا صرفا وإنما له أبعاد سياسية وأخلاقية وعملية.
وشدد على أن الأسرى لم يعودوا يتحملون سياسية الإهمال الطبي واستمرار مسلسل القتل والإعدام بهذه الطريقة البطيئة، وهم بدءوا يفكرون بشكل جدي لمواجهة ذلك بكل الطرق.
وطالب السيد كل العقلاء التدخل السريع والعاجل والعمل الفوري على إطلاق سراح الكثير من الأسرى المرضى وتقديم العلاج المناسب لهم قبل فوات الأوان.

(المصدر: شبكة فلسطين الإخبارية، 06/04/2013)