حماس وعدم شمل الاسرى القدامى ضمن صفقة التبادل

بقلم: هزاع السعدي 
سجن جلبوع

هو سؤال أوجهه ويوجهه كافة الأسرى القدامى وعلى وجه التحديد أسرى حركة فتح لقيادة «Ø­Ù…اس» وعلى رأسها السيد خالد مشعل ولوفدها المفاوض في صفقة التبادل... وخاصة الأسيرين السابقين أحمد الجعبري وصالح العاروري اللذان امضيا في السجون الصهيونية قرابة عشر سنوات تعرضا خلالها إلى كافة صنوف الألم والمعاناة وتنفسا نفس هواء السجن المغبر وأكلا من نفس الطعام الذي أكل منه باقي الأسرى وخاصة الأسرى القدماء أسرى ما قبل عام 1994 والذين أمضى أقلهم 19 عاما كالأسير أسامة زكريا أبو حنانة ابن جنين وأسامة السيلاوي والأسير محمد الصباغ ابن مخيم جنين الذي استشهد شقيقه علاء ابن كتائب الأقصى وأصبح وحيدا لوالده ولوالدته الطاعنين بالسن وجميعهم من أبناء فتح المحكومين بالسجن المؤبد والأسير أحمد عوض كميل ابن فتح الذي توفيت والدته قبل عام ووالده طاعن بالسن وله زوجه وأبناء ومحكوم بالسجن المؤبد..
صالح وأحمد الجعبري اسقطا من القوائم بعد أن ظلما المرة تلو المرة وأنهما أول من اشتكى الظلم لنسيانكم بالسجون في جنين لماذا وقد ترك الأسير عيسى عبد ربه والمعتقل منذ عام 1983 ولم تفرج عنه دولة الاحتلال في صفقة تبادل الأسرى عام 1985 ومحكوم بالسجن المؤبد لانتمائه لفتح وكذلك الأسير هزاع السعدي ابن مخيم جنين ووحيد والدته حيث توفي والده ولم تبق إلا والدته الطاعنة بالسن وأخواته إلى جانبها وقد أمضى أكثر من 26 عاما وينتمي لفتح والأسير أحمد فريد شحادة مؤبد ابن مخيم جنين والمعتقل منذ 1983 ولم يفرج عنه بصفقة تبادل 1985 وظلم هو واسرته ايضا بعدم الافراج عنه ضمن صفقة التبادل الحالية، وكريم يونس وعثمان عبد الله بني حسن وسمير النعنيش والأسير محمد دعاجنة مؤبد، القدس ابن ال 60 عاما وجميعهم أمضوا أغلى مشوار عمرهم فداء لفلسطين ولدينهم الحنيف والقدس ودفاعا عن شرف وأعراض هذه الأمة جميعها فلماذا ؟
يا صالح ويا أحمد ويا سنوار وأنتم الذين عشتم معهم الإضرابات ونضالات الحركة الأسيرة وأكلتم من نفس الوعاء وشربتم من نفس كأس الماء واستنشقتم الغاز المسيل للدموع معا وأنتم تعلمون وتدركون حتى إنه حين أُسروا لم تكن حركة حماس قد أصبحت تنظيما بعد.. فهل أصبح الأسير الفلسطيني يعاقب من أبناء شعبه على خلفية انتمائه لقضيته الوطنية ولانتمائه الحركي والوطني وخاصة أنه منذ اعتقال الجندي شاليط ولغاية سنتين من التفاوض لم يكن نصف الأسرى ال 450 الذين أفرج عنهم قد اعتقلوا بعد فكيف أسقطت أسماء الأسرى القدامى ؟ وكيف تم استبدالهم بالأسرى الجدد الذين هم ينتمون الى حركة حماس.. نترك الحكم والتساؤل لأبناء شعبنا جميعا.. فهل يقبل مواطننا الفلسطيني تحويل قضية الاسرى الوطنية الى حسابات فئوية وحزبية ضيقة؟.

 (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 2/12/2011)