الأسير أيمن شعت يدخل قائمة عمداء الأسرى

لا يغفو للحاجة أم أيمن شعت جفن قبل أن تحتضن صورة ابنها الأسير أيمن وتتلمس تقاسيم وجهه وتخبره عن أحوالها وأحوال إخوانه وأخواته، وتظل تحدثه حتى يغلبها النعاس وتستغرق بنوم عميق.

هذا هو حال الحاجة أم أيمن منذ ما يزيد عن عشرين عاما، ولم يثنيها المرض والأوقات العصيبة التي مرت بها خلال هذه الفترة من احتضانه وتقبيله يوميا، فتقول: "منذ (20عامًا) لم يغب أيمن لو لحظة عن بالي فهو يعيش معي أتذكره في كل لحظة وأدعو له في كل صلاة أن يفك الله عز وجل أسره هو وإخوانه الأسرى وأكحل عيني برؤيته.
أم أيمن التي لم تزر ابنها منذ ما يزيد عن (12) عاما، اختزلت كل أحلامها في الحياة بمشاهدة ابنها محررا من الأسر، والاطمئنان عليه مع بنت الحلال ومشاهدة ذريته.
الأسير أيمن شعت (36 عاما) أعزب وهو الابن البكر لأسرة فلسطينية مناضلة مكونة من 12 فرداً، وتسكن في مخيم الشعوت بمحافظة رفح جنوب القطاع، انضم منذ ثلاثة شهور تقريبا لقائمة عمداء الأسرى بعد أن أمضى عشرين عاما من محكوميته.
الأسير شعت أحد قيادات الحركة الأسيرة، اعتقل فى سن السادسة عشر مع شقيقه أمين خمسة عشر عاما (أسير محرر قضى 12عاما)، على خلفية مشاركتهما بقتل ضابط صهيوني برتبة مقدم وأيضا باعتباره أحد قيادات صقور فتح الجناح العسكري لحركة فتح في زمن الانتفاضة الأولي 1987، وصدر بحقه حكماً بالسجن المؤبد.
خضع الأسير أيمن وأخوه أمين لأبشع أنواع التحقيق ولم يرحم الاحتلال صغر سنهما في ذلك الوقت وأنهما لم يتجاوزا السن القانوني، فهما حسب الاتفاقيات الدولية كانا في ذلك الوقت أطفالا (أيمن 16عاما وأمين 15عاما)، ضاربين عرض الحائط بكل الاتفاقيات الدولية واتفاقية جنيف، وتم الحكم عليهما بالمؤيد، وامتد الأذى لأسرتهما، حيث أغلق الاحتلال منزلها وقام بتشريدهم، ليسكنوا الخيام.
بسبب مواجهته المستمرة مع إدارة السجون من أجل انتزاع الحقوق لإخوانه الأسرى التي كان يقلصها السجان عاما بعد آخر، تم معاقبته بالعزل الانفرادي تحت الأرض ثلاث سنوات متواصلة في عزل نيتسان داخل سجن الرملة، ولم يكتفوا بهذا العقاب فقد حرموه أيضا من مواصلة دراسته الجامعية بعد أن درس عامين في الجامعة العبرية، إضافة إلى حرمانه من رؤية أسرته منذ ما يقرب من 12 عاما وهذه أحد أساليب العقاب الذي تفرضها السياسة الصهيونية ومصلحة السجون بحجة المنع الأمني.

يذكر أن إدارة سجون الاحتلال قد ضاعفت من عقاب الأسير شعت بحرمانه من أبسط حقوقه كأسير، المتمثل بحقه في العلاج، فقد دخل شعت الأسر وهو مصاب بعدة طلاقات بالرصاص الحي في أنحاء جسده كان قد أصيب بها في الانتفاضة الأولى برصاص الجيش الصهيوني في مدينة رفح، وقد تفاقمت جروحه بسبب الإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة السجون الصهيونية.

(المصدر: شبكة فلسطين الإخبارية، 16/6/2012)