الأسير سلامة مصلح لا زال يدفع ثمن تصديه لوحشية المستوطنين

سلطت وزارة شؤون الأسرى والمحررين الضوء على مسيرة الأسير الفلسطيني سلامة عبد الله سلامة مصلح، سكان قطاع غزة والمحكوم بالسجن المؤبد، وذلك بمناسبة دخوله العام العشرين في الأسرى لينضم إلى جنرالات الصبر في سجون الاحتلال.
وجاء تقرير الوزارة أن الأسير سلامة مصلح لا زال يمثل عنوانا لبطولة التصدي لعدوان وعنجهية المستوطنين الصهاينة، ولا زال يدفع الثمن القاسي من عمره في سجون ومعسكرات الاحتلال.
لا ينس أحد الجريمة النكراء التي اقترفها مستوطن صهيوني عام 1990 بقتله سبعة من العمال الفلسطينيين في عيون قارة، وقد هزت هذه المجزرة التي ارتكبت بدم بارد، وأعدم من خلالها العمال الأبرياء كل أرجاء الكون.
قام الأسير سلامة مصلح بتنفيذ عملية فدائية ضد المستوطنين ردا على مجرة عيون قارة، واستجابة لنداء وأرواح الشهداء البررة، ليعتقل بتاريخ 9/10/1993 ويتعرض لتعذيب انتقامي استمر أكثر من ثلاثة أشهر في زنازين التحقيق.
تصف زوجته ليلة اعتقاله بأنها كانت ليلة من الجحيم، حيث داهم الجنود المنزل وعاثوا فيه خرابا وتدميرا، واعتدوا على الجميع وخاصة على سلامة، وقامت جرافات الاحتلال بهدم المنزل الواقع في منطقة جحر الديك إلى الشرق من المحافظة الوسطى لقطاع غزة.
الأسير سلامة مصلح لا زال يرزح بين القضبان منذ عشرين عاما، في حين أفرجت سلطات الاحتلال بعد سبع سنوات عن المجرم الصهيوني (عامي بوبر) الذي ارتكب مجزرة العمال الفلسطينيون في عيون قارة، لتتكشف العنصرية الصهيونية والتمييز في القضاء الصهيوني، وليتضح أن كل جرائم القتل التي يرتكبها المستوطنون والمتطرفون تجري بغطاء وحماية رسمية وقانونية صهيونية.
لم تقتصر المعاناة على الأسير سلامة فقط، بل دفعت أسرته ثمنا آخر خلال الحرب العدوانية على قطاع غزة عام 2009، عندما قصفت منطقة سكناه بالقنابل والفسفور الأبيض، واقتلعت جرافات الاحتلال المنازل والأشجار من جذورها لتتشرد عائلته من منطقة إلى أخرى بحثا عن الأمان، ولتقيم عائلته في خيمة لمدة عام بعد الحرب.
لم يسمح للأسير سلامة ولأسرى قطاع غزة من زيارة ذويهم لمدة زادت عن السبع سنوات، وزادت شراسة العدوان على قطاع غزة قلق الأسير سلامة على عائلته وأسرته، تضاعفت المعاناة وأطبق الحصار على غزة وعلى الأسرى في السجون، حصار الحرب والموت، وحصار القوانين والإجراءات التعسفية المشددة عليهم من قبل إدارة السجون.
دخل الأسير سلامة الإضراب المفتوح عن الطعام مع سائر الأسرى يوم 17/4/2012 ولمدة 30 يوما دفاعا عن حق الأسرى المشروع في زيارة ذويهم، وانتصر الأسرى أخيرا، وتعانقوا خلف الزجاج الفاصل مع عائلاتهم بشوق وحنين يفوق الوصف.
الأسير سلامة مصلح لا زال يمثل أمام الجلادين والسجانين رأس الحربة في مقاومة سياسة وعدوان المستوطنين، لهذا رفضوا الإفراج عنه في صفقة تبادل شاليط، ولكنه يمثل بالنسبة للشعب الفلسطيني وللأسرى رمزا وبطلا خط اسمه في سجل القادة والخالدين.

(المصدر: شبكة فلسطين الإخبارية، 06/10/2012)