عميد أسرى نابلس ما زال يأمل أن ينعم بهواء جبل النار

مع إسدال الأسير إبراهيم الطقطوق عامه ال 24 في الأسر تبقى ذكراه حية في أروقة حي الياسمينة بنابلس وجبلي عيبال وجرزيم كما أن أمله بهواء جبل النار ما زال حيا في مشاعره وفكره بالرغم من مرور هذه الفترة الكبيرة.
وأضحي الطقطوق صاحب لقب عميد أسرى مدينة نابلس كونه الأسير الأقدم في سجون الاحتلال حيث مضى على اعتقاله أكثر من 24 عاما فيما اسمه ما زال مخيما على أجواء أحياء البلدة القديمة على الأرض وعلى المجتمع الافتراضي عبر الصفحة على الفيسبوك التي تديرها ابنة شقيقته.
وكانت الطقطوق قد اعتقل بتاريخ 3 آذار 1989وهو مصاب وصدر حكم عليه بمدى الحياة على خلفية عملية نفذت في قلب نابلس أدت إلى مقتل احد ضباط الجيش الصهيوني.
وتقول شقيقته "سعاد" 44 عاما، "إن إبراهيم لطفي حلمي الطقطوق، ولد في حارة الياسمينة في 5/1/1971، وعاش في أزقة نابلس القديمة بحضن أسرة "مستورة"، ولم تسمح له ظروف العائلة حتى باستكمال دراسته، لكنه كان نعم السند لوالده".
وخلال الانتفاضة الأولى في نهاية 1987 كان في مقدمة الشبان الذين يواجهون جنود الاحتلال. وتوضح سعاد الطقطوق، أن شقيقها أصيب في 14/11/1988 بعيار ناري اخترق عينه اليمنى وخرج من الجهة الخارجية للأنف، وبقي فاقدا للذاكرة أكثر من 40 يوما، بعد أن فقد عينه، وأوضحت بأنه لا يزال حتى اليوم يعاني من تلك الإصابة.
وتقول سهام وهي ابنة إحدى شقيقاته إن إبراهيم تنقل في غالبية سجون الاحتلال إضافة إلى مشفى الرملة ومحروم من زيارة عائلته منذ العام 2000 باستثناء زيارات سنوية لشقيقاته بين فترة مما جعل التواصل معه يتم عبر الأهالي الذين يزورون أنجالهم الأسرى.
وفقد الطقطوق والدته قبل عدة سنوات فيما فقد والده قديما أما سهام فإنها لم تزره منذ 13 عاما ورغم ذلك أطلقت صفحة الكترونية عنه تتابع كل أخباره عبرها لكل من يحب الأسرى عموما وإبراهيم على وجه الخصوص.
لكن أمل الإفراج عن إبراهيم لم يغب لحظة عنه رغم أن هذا الأمل كان حاضرا قبل صفقة شاليط لكن المحتل أسقط اسمه وأسماء آخرين انتقاما منهم وهذا الأمل يعزز الصمود عنه وعند بقية الأسرى القدامى.
وتقول سهام "إن العائلة أيضا لم تفقد أملها أن ترى إبراهيم بينها ينعم بالحرية ويعيش كغيره من بني البشر وأن لا يبقى أسير الجدران الصماء في سجن ريمون حيث يقبع حاليا".
يشار إلى أن إبراهيم سبق وأن اعتقل قبل اعتقاله الأخير وكان وقتها لم يتجاوز عمره 16 عاما وكان معروفا بين أقرانه أنه جريئا ومقداما وعلما معروفا في أحياء البلدة القديمة.
ويقول سامر سمارو مدير مكتب وزارة شؤون الأسرى بنابلس إن إبراهيم يعد عنوانا لأسرى ما قبل اتفاق أوسلو الذين ينبغي إطلاق سراحهم وعدم القبول ببقاءهم بالأسر بعد كل هذه الفترة، مضيفا أن المديرية نظمت لقاء للأسرى القدامى من نابلس وبينهم ثلاثة آخرين من أسرى نابلس القدامى مع الرئيس محمود عباس.
من جانبه يؤكد رائد عامر رئيس نادي الأسير الفلسطيني في محافظة نابلس أن الأسرى القدامى يجب أن يكونوا في طليعة الأسرى الذين ينبغي العمل بكل الجهود لإطلاق سراحهم وعدم الصمت حيال ذلك في كل المحافل الدولية والإقليمية.

(المصدر: شبكة فلسطين الإخبارية، 7/11/2012)