والدة الأسيرة دعاء الجيوسي: هل بات الحلم حقيقة؟

عاد الأمل من جديد إلى قلب "أم جميل"، والدة الأسيرة دعاء الجيوسي صاحبة أعلى حكم بين أسيرات محافظة طولكرم، بعد الإعلان عن قرب تنفيذ صفقة تبادل الأسرى التي شملت كافة الأسيرات في سجون الاحتلال.
لم تصدق "أم جميل" الخبر لأنها اعتادت على سماع أخبار مشابهة في الماضي دون أن يتم تنفيذها على أرض الواقع، وكان الأمل يتلاشى، غير أن هذه المرة كانت مختلفة فتأكيد الخبر من عدة جهات، وتهنئة محافظ طولكرم لها عبر الهاتف، جعلها كما طفلة صغيرة بانتظار عودة والدتها الغائبة.
الابتسامة لم تفارق محيا "أم جميل"، وغابت الدموع هذه المرة على غير المرات الماضية، وحلت الفرحة مكان الحزن الذي أدمى جميع كيانها. وقالت "أم جميل": "أعياني الفراق حتى بت كما لو أن عمري تعدى العقد السابع، افتقدتها كثيراً، بكيت بحرقة، تلهفت على رؤيتها، كانت تمر في مخيلتي في كل مناسبة وأراها في كل ركن من أركان البيت، علاقتي معها لم تكن علاقة عادية، كنت بالنسبة لها القديسة".
وأضافت: "عندما علمت بخبر إتمام صفقة التبادل قفزت مرات ومرات، مشيت ذهاباً وإياباً في أنحاء المنزل، ولساني لم يتوقف عن ذكر إسم دعاء وأنا أنادي تعالي يا دعاء، طلبت من والدها وأبني الوحيد أن يرقصوا فرحاً، حتى أنهم خافوا من أن أصاب بسوء لا قدر الله'.
أشارت إلى أن "دعاء زارتها في منامها وكان جسدها هزيلاً، وأخبرتها أنها ستعود إلى المعتقل، فطلبت منها أن لا تفعل ذلك لحاجتها إليها، فأجابت دعاء توكلي على الله، فكان الحلم بداية الأمل". وعن لحظة اللقاء المرتقبة، قالت "أم جميل": "لم يغمض لي جفن طوال الليلة الماضية رغم تناولي الحبوب المهدئة التي واظبت على تناولها منذ اعتقلت دعاء، وأنا أفكر كيف سأستقبلها، كيف سأحضنها وأقبلها وأشم رائحتها".
وأضافت: "لا أعرف كيف سأقابلها، أنا بصراحة خائفة على حالي وعقلي، إنها عشرة سنوات وهي ليست بالمدة القصيرة، وأنا متوكلة على الله دائماً دعوته أن أرى أبنتي قبل أن أفارق الحياة، وشعاري الذي أعتز به دائماً وأبداً كن مع الله يكن معك، حتى أنني نذرت بصوم ثلاثة أيام شكراً لله".
وختمت أم جميل حديثها قائلة: "إن شاء الله لن يغلق السجن على أحد، وأن يطلق سراح كافة الأسرى من سجون الاحتلال، فالظلم مهما طال لن يستمر أبداً".
وكانت دعاء اعتقلت بتاريخ 6- 6- 2001 من منزلها وكان عمرها (21 عاماً) وهي طالبة في جامعة النجاح الوطنية تخصص علم اجتماع، وحكم عليها بالسجن ثلاثة مؤبدات، إضافة إلى 32 عاماً مع وقف التنفيذ، وهو ما اعتبر أعلى حكم تحكم به أسيرة فلسطينية في ذلك الوقت، وتخوض حالياً إضراباً عن الطعام منذ أربعة أيام وهي تقبع في عزل الدامون.

 

(المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 13/10/2011)