والد الأسيرين رمضان وفهمي مشاهرة لم يفقد الأمل برؤيتهما

في الوقت‎ ‎الذي‎ ‎منحت‎ ‎فيه‎ ‎صفقة‎ ‎التبادل الأخيرة‎ ‎بين‎ ‎حركة‎ ‎حماس‎ ‎‎والحكومة الصهيونية الحرية‎ ‎لـ) ‎‏315‏(‎ أسيرا يقضون‎ ‎أحكاما‎ ‎بالسجن‎ ‎المؤبد،‎ ‎لا‎ ‎يزال هناك‎ ‎‎حوالي) ‎‏500‏(‎أسير‎ ‎فلسطيني محكومين‎ ‎بالسجن‎ ‎المؤبد،‎ ‎ينتظرون ساعة‎ ‎انعتاقهم‎ ‎من‎ ‎الأسر‎ ‎أسوة‎ ‎‎بإخوانهم المحررين،‎ ‎ومن‎ ‎بين‎ ‎هؤلاء‎ ‎الأسيران الشقيقان‎ ‎رمضان‎ ‎وفهمي‎ ‎مشاهرة‎ ‎من مدينة‎ ‎‎القدس،‎ ‎والمعتقلان‎ ‎منذ‎ ‎ما‎ ‎يقارب العشر‎ ‎سنوات‎ ‎ويقضي‎ ‎كل‎ ‎منهما‎ ‎حكما بالسجن‎ ‎المؤبد‎ ‎‏20‏‎ ‎مرة.‎
واستعرضت‎ ‎‎مؤسسة‎ ‎التضامن‎ ‎الدولي لحقوق‎ ‎الإنسان‎ ‎في‎ ‎تقرير‎ ‎لها‎ ‎قصة الأسيرين‎ ‎الشقيقين‎ ‎رمضان‎ ‎وفهمي مشاهرة‎ ‎من‎ ‎مدينة‎ ‎القدس،‎ ‎المعتقلين منذ‎ ‎ما‎ ‎يقارب‎ ‎العشر‎ ‎سنوات.‎
وبحسب‎ ‎التقرير‎ ‎فقد‎ ‎ولد‎ ‎رمضان بتاريخ‎ ‎‏23‏/ ‎‏9‏/ ‎‏1976‏‎ ‎ØŒ‎ ‎في‎ ‎حين‎ ‎أبصر النور‎ ‎شقيقه‎ ‎فهمي‎ ‎يوم‎ ‎‏23‏/ ‎‏1‏/ ‎‏1979‏‎ ‎ØŒ ‏وتلقى‎ ‎الاثنان‎ ‎تعليمها‎ ‎الأساسي‎ ‎في مدارس‎ ‎القرية،‎ ‎ومن‎ ‎بني‎ ‎صفوفها‎ ‎أنهى رمضان‎ ‎الثانوية‎ ‎‎العامة‎ ‎ليكمل‎ ‎بعد‎ ‎ذلك دراسة‎ ‎الهندسة‎ ‎المدنية‎ ‎في‎ ‎كلية )‎آورط(‎‏ الصهيونية‎ ‎في‎ ‎حي‎ ‎الشيخ‎ ‎جراح‎ ‎في القدس،‎ ‎‎في‎ ‎الوقت‎ ‎الذي‎ ‎لم‎ ‎يتمكن‎ ‎فيه فهمي‎ ‎من‎ ‎إكمال‎ ‎الدراسة.‎
عمل‎ ‎رمضان‎ ‎بعد‎ ‎تخرجه‎ ‎من‎ ‎الجامعة على‎ ‎إنشاء‎ ‎شركة‎ ‎لمقاولات‎ ‎البناء‎ ‎في مدينة‎ ‎القدس،‎ ‎لينضم‎ ‎إليه‎ ‎فيما‎ ‎بعد شقيقه‎ ‎فهمي.‎‏ في‎ ‎العام‎ ‎‏1996‏‎ ‎اعتقل‎ ‎‎رمضان‎ ‎للمرة الأولى‎ ‎لمدة‎ ‎عامين‎ ‎في‎ ‎سجون‎ ‎الاحتلال‎ ‎على خلفية‎ ‎نشاطه‎ ‎في‎ ‎حركة‎ ‎حماس،‎ ‎ليُطلق سراحه‎ ‎في‎ ‎‎العام‎ ‎‏1998‏‎ ‎ØŒ‎ ‎وبعدها‎ ‎بعام،‎ ‎أراد الوالد‎ ‎أبو‎ ‎محمد‎ ‎أن‎ ‎يفرح‎ ‎بولديه‎ ‎رمضان وفهمي‎ ‎بتزويجهما‎ ‎في‎ ‎يوم‎ ‎واحد،‎ ‎وقد‎ ‎‎كان ذلك‎ ‎بتاريخ‎ ‎‏13‏/ ‎‏11‏/ ‎‏1999‏.‎‏ رُزق‎ ‎رمضان‎ ‎بعد‎ ‎سنة‎ ‎من‎ ‎زواجه‎ ‎بطفلته ‏"‎سلسبيل"‎ØŒ‎ ‎في‎ ‎حين‎ ‎أبصرت‎ ‎‎النور‎ ‎ابنته الثانية" ‎شهادة"‎ بعد‎ ‎اعتقاله‎ ‎بشهرين، في‎ ‎حين‎ ‎رُزق‎ ‎شقيقه‎ ‎فهمي‎ ‎ب"‎زينة"‎‏ Ùˆ"‎عبيدة"‎ الذي‎ ‎ولد‎ ‎‎بعد‎ ‎شهر‎ ‎من‎ ‎اعتقال والده.‎
 

اعتقال‏‎ ‎الشقيقين
بتاريخ‎ ‎‏6‏/ ‎‏7‏/ ‎‏2002‏‎ ‎نصبت‎ ‎قوات الاحتلال‎ ‎حاجزاً طياراُ بجوار‎ ‎المعهد الكويتي‎ ‎قرب‎ ‎جامعة‎ ‎القدس‎ ‎أبو‎ ‎ديس، ومن‎ ‎على‎ ‎الحاجز‎ ‎اُعتقل‎ ‎الأخ‎ ‎الأول‎ ‎‎رمضان الذي‎ ‎كان‎ ‎يستقل‎ ‎سيارته‎ ‎الخاصة،‎ ‎ثم‎ ‎نُقل إلى‎ ‎مركز‎ ‎تحقيق‎ ‎المسكوبية.‎‏ خضع‎ ‎رمضان في المسكوبية‎ ‎‎وعلى مدار‎ ‎أربعة‎ ‎أشهر‎ ‎لتحقيق‎ ‎قاسٍ‎ ‎ومتواصل؛ قام‎ ‎الاحتلال‎ ‎خلالها‎ ‎باستدعاء‎ ‎والديه وأشقاءه للضغط‎ ‎عليه‎ ‎‎وإجباره على الاعتراف،‎ ‎ولا‎ ‎تزال‎ ‎الوالدة‎ ‎أم‎ ‎محمد‎ ‎تذكر المشهد‎ ‎الذي‎ ‎رأت‎ ‎فيه‎ ‎ولدها‎ ‎رمضان‎ ‎حيث كان‎ ‎‎في‎ ‎حالة‎ ‎صحية‎ ‎يرثى‎ ‎لها‎ ‎بعد‎ ‎أن‎ ‎فقد نصف‎ ‎وزنه،‎ ‎كما‎ ‎بدت‎ ‎عليه‎ ‎علامات‎ ‎التعب والإجهاد‎ ‎والحرمان‎ ‎من‎ ‎النوم.‎‏ ‏عندها‎ ‎وبدلا من أن تنفذ الوالدة تعليمات‎ ‎المحققين‎ ‎بإقناع‎ ‎ولدها‎ ‎بالاعتراف وعدم)‎تيبيس‎ ‎رأسه(‎Ø›‎ ‎ما‎ ‎كان‎ ‎‎من‎ ‎أم‎ ‎محمد إلا‎ ‎أن‎ ‎قامت‎ ‎برفع‎ ‎معنويات‎ ‎ولدها‎ ‎وحثه على‎ ‎الصبر‎ ‎والتحمل.‎
بعدها‎ ‎بشهرين‎ ‎وبتاريخ‎ ‎‏3‏/ ‎‏9‏/ ‎‎‏2002‏ تلقت‎ ‎عائلة‎ ‎مشاهرة‎ ‎اتصالا‎ ‎هاتفيا‎ ‎مفبركا من‎ ‎جهاز‎ ‎المخابرات‎ ‎الصهيوني‎ ‎تقمص فيه‎ ‎المتصل‎ ‎شخصية‎ ‎‎صاحب‎ ‎الورشة‎ ‎التي يعمل‎ ‎فيها‎ ‎فهمي‎ ‎في‎ ‎مستوطنة "‎معالي ادوميم"‎ØŒ‎ ‎وطلب‎ ‎المتصل‎ ‎من‎ ‎فهمي‎ ‎الحضور على‎ ‎‎عجل‎ ‎إلى‎ ‎المستوطنة‎ ‎بذريعة‎ ‎وقوع حادث‎ ‎سير،‎ ‎وفي‎ ‎اليوم‎ ‎التالي،‎ ‎انطلق‎ ‎فهمي إلى‎ ‎المستوطنة‎ ‎وهناك‎ ‎كانت‎ ‎‎بانتظاره قوات الاحتلال التي قامت باعتقاله على‎ ‎الفور.‎
 

هدم‎ ‎المنزل
ويشير‎ ‎احمد‎ ‎البيتاوي‎ ‎الباحث‎ ‎في ‏التضامن‎ ‎الدولي إلى أنه وبعد‎ ‎شهرين من‎ ‎اعتقال‎ ‎الأخوين‎ ‎مشاهرة،‎ ‎وفي‎ ‎شباط من‎ ‎العام‎ ‎‏2003‏‎ ‎اقتحمت‎ ‎‎قوات‎ ‎كبيرة‎ ‎من جيش‎ ‎الاحتلال‎ ‎حي‎ ‎السواحرة‎ ‎وطوقت منزل‎ ‎مشاهرة،‎ ‎ثم‎ ‎أعطت‎ ‎ساكنيه‎ ‎مهلة ساعة‎ ‎واحد‎ ‎فقط‎ ‎‎لإخلاء‎ ‎المنزل،‎ ‎قبل‎ ‎أن تشرع‎ ‎الجرافات‎ ‎بهدم‎ ‎المنزل‎ ‎المكون‎ ‎من طابقين،‎ ‎تاركة‎ ‎خلفها‎ ‎عائلة‎ ‎مشاهرة‎ ‎في حالة‎ ‎‎صعبة‎ ‎حيث‎ ‎كانت‎ ‎عملية‎ ‎الهدم صبيحة‎ ‎يوم وقفة عرفات‎ ‎قبل‎ ‎عيد الأضحى‎ ‎بيوم‎ ‎واحد.‎
وذكر‎ ‎البيتاوي‎ ‎‎انه‎ ‎وبعد‎ ‎ثلاث‎ ‎سنوات من‎ ‎اعتقال‎ ‎الأخوين‎ ‎مشاهرة،‎ ‎أصدرت المحكمة‎ ‎الصهيونية‎ ‎حكما‎ ‎بسجن‎ ‎الأخوين ‏مشاهرة‎ ‎‏20‏‎ ‎مؤبدا‎ ‎لكل‎ ‎واحد‎ ‎منهما