والدتا الأسيرين شهاب والعروقي يجهزان العروس لهما

لم تذق عائلة الأسير المحرر عبد الرحمن ربيع شهاب طعم النوم، ليلة أول أمس، وهي تترقب أخبار إطلاق سراح الأسرى من خلال شاشات التلفاز والفضائيات.
والدا شهاب سهرا حتى ساعات الصباح الباكر رغم سنهما المتقدمة ومرضهما، ثم توجها إلى معبر رفح لاستقبال ابنهما الذي قضى 23 عاماً في السجون الصهيونية.
واختار أفراد العائلة والجيران منزلهم الذي أغلقته قوات الاحتلال بعد اعتقاله عام 1988 لمتابعة سير عملية التبادل.
لهفة اللقاء أنست الوالد ربيع البالغ من العمر 78 عاماً التعب والإرهاق والسهر والأمراض المزمنة التي ألمت به منذ اعتقال قوات الاحتلال لابنه قبل 23 عاماً والحكم عليه بالسجن مؤبدين، وقال إنه سيذهب إلى معبر رفح لاستقبال ابنه الذي لم يشاهده منذ أكثر من عشرة أعوام عندما منعته قوات الاحتلال من زيارته.
أما والدته البالغة من العمر 75 عاماً وتستعين بعكاز للسير فبدت أكثر قوة ونشاطاً، وعكس صعودها السريع للسيارة التي ستقلها إلى معبر رفح حالة التلهف الشديدة لرؤية ابنها الذي اعتقل ولم يكن يتجاوز حينها السابعة عشرة من عمره.
وقالت بحزن إنها تستقبل ابنها وهو يبلغ أربعين عاماً بعدما فارقها وهو فتى، غير أنها أشارت إلى أن المحطة القادمة ستكون إدخال الفرحة والسعادة في قلب عبد الرحمن وتزويجه بعد أن أنهى تعليمه الجامعي وحصل على درجة الماجستير في السجن.
أما الأشقاء ورفاق الدرب من حركة الجهاد الإسلامي التي ينتمي لها المحرر فتسابقوا منذ عدة أيام في تزيين الشارع وإقامة الخيمة والمنصة الخاصة للاحتفال بالأسير الذي يسكن بلدة جباليا.
وتزين المنزل الذي لم يطرأ عليه تغيير منذ اعتقال شهاب قبل 23 عاماً بالأعلام ورايات الأحزاب ولافتات التهاني، وصدحت الأغاني الوطنية من مكبرات صوت ضخمة وضعت على أسطح المنازل المجاورة.
ولم يختلف الحال كثيراً في منزل الأسير المحرر رأفت العروقي الذي يسكن على بعد عشرات الأمتار من منزل شهاب.
عائلة العروقي المحكوم بالسجن مدى الحياة قضى منها 18 عاماً متنقلا بين سجون الاحتلال اجتمعت في ساحة متواضعة أمام المنزل حول شاشات التلفاز لمتابعة أخبار الصفقة. وقالت أم رأفت (62 عاما) قبل أن تغادر منزلها إلى معبر رفح في الساعة الثامنة من صباح أمس، إنها لا تعرف كيف ستكون لحظة اللقاء. وأعلنت أنها انتهت من تجهيز شقته السكنية وتستعد بعد استقبال التهاني لإدخاله قفص الزوجية.
وشهدت الأيام التي أعقبت الإعلان عن التوصل إلى الصفقة تحضيرات كبيرة من قبل العائلة ورفاق رأفت ابن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إذ ارتدى العشرات من الأقارب والأصدقاء وأبناء الحي ملابس تحمل صورته.
وانتهت العائلة والجبهة الشعبية من إعداد الخيام التي ستستقبل المهنئين بعودة رأفت الذي اعتقل أثناء كمين لجيش الاحتلال في مخيم البريج وسط القطاع في منتصف شهر أيار من عام 1993.
ووصف أبو رأفت لحظة الإفراج بالعظيمة خاصة أنه لم يزر ابنه في السجن منذ خمس سنوات، ولم يتلق أي اتصال أو أخبار عنه منذ عامين ونصف.
ويبلغ رأفت الابن البكر لوالديه 41 عاما، وقد اعتقل وهو في الثالثة والعشرين من عمره.

(المصدر: جريدة الأيام الفلسطينية، 19/10/2011)