أمهات أسرى يحاولن بالزغاريد إخفاء حزنهن لبقاء أبنائهن قيد الاعتقال

امتزجت في عيني أم رامي دموع الفرح بالإفراج عن الأسرى المحررين بدموع الأسى لبقاء ابنها رامي بربخ قيد الاعتقال، وحاولت أن تخفي دموعها وهي تعانق نظيراتها من أمهات الأسرى اللواتي شملت الصفقة أسماء أبنائهن، إلا أن زغرودتها المفعمة بالفرح تحشرجت في حلقها وجعاً على ابنها الذي ما زال أسيراً.
وكان الآلاف من المواطنين اصطفوا على جانبي شارع صلاح الدين المؤدي إلى المهرجان للاحتفاء بالمحررين وهم يرفعون العلم الفلسطيني والرايات واللافتات المرحبة بالأسرى.
وقالت أم رامي التي آثرت مشاركة زميلاتها من أمهات الأسرى فرحتهن على البقاء حبيسة المنزل، إن الأمل ما زال يحدوها بالإفراج عن ابنها رامي المحكوم بالسجن المؤبد، رغم عدم إدراج اسمه ضمن هذه الصفقة، لافتة إلى أنها اعتادت مشاركة بقية أمهات الأسرى اعتصام الاثنين الأسبوعي لمناصرة الأسرى، وقررت أن تشاركهن فرحتهن يوم أمس، لتأكيد فرحة الشعب الفلسطيني بأسراه جميعاً بغض النظر عن ألوانهم وانتماءاتهم السياسية.
وأكدت أنها تشعر بغصة في حلقها جراء عدم وجود ابنها بين المفرج عنهم، إلا أنها في الوقت نفسه تشعر بالفرح لحرية أسرى آخرين وتتمنى الفرج القريب لهم، مشيرة مجحفة وغير قانونية بحق الأسرى.
وكانت المدارس والمؤسسات قد عطلت وأعلن يوم أمس يوماً وطنياً، واكتظت الشوارع بالمواطنين من الجنسين لمشاهدة الأسرى المحررين وتحيتهم، فيما تابع كثيرون غيرهم الأحداث عبر التلفاز.
والدة الأسير ماجد أبو القمبز بدت حزينة بالرغم من مشاركتها أمهات الأسرى المفرج عنهم فرحتهن خلال المهرجان، وتناولت معهن شيئاً من الحلوى تعبيراً عن الفرحة، وقالت وهي تحمل صورة ولدها ماجد الذي لا يزال معتقلاً إنها فرحة لأبنائها الأسرى جميعاً، إلا أنها تعجز عن إخفاء أمنيتها بأن يكون ابنها بين المفرج عنهم.
وأشارت إلى أنها أصرت على الخروج من بيتها في هذا اليوم لتجديد الأمل في نفسها، وشحنه في اتجاه فرصة أخرى تسمح بالإفراج عن ابنها، مؤكدة أن الدمعة تفر من عينها رغماً عنها دون أن تتمكن من التحكم بها.
قالت : أتمنى أن أرى ابني في الصفقة القادمة محرراً من السجون الصهيونية، وبالرغم من أنني لم أره يكفيني أنني رأيت أصدقاءه ورفاقه محررين خارج السجن بلا قيود، داعية الله أن يحييها لتشهد اليوم الذي ترى فيه ابنها بين ذراعيها حراً طليقاً.
وحفت الورود المحررين من كل حدب وصوب، بينما ارتسمت البسمة على وجوههم، وراحوا يهتفون جميعاً "الله أكبر الله أكبر، لقد تحررنا".

(المصدر: جريدة الأيام الفلسطينية، 19/10/2011)