حزينة لعدم الإفراج عن زوج ابنتي وأتمنى أن أعانقها دون قيود

 "منذ‎ ‎الاعلان عن‎ ‎الصفقة‎ ‎وحتى‎ ‎تنفيذها‎ ‎أشعر أنها‎ ‎ألف‎ ‎عام‎ ‎ØŒ‎ ‎أريد‎ ‎ان‎ ‎اعانق‎ ‎ابنتي‎ ‎واضمها‎ ‎دون‎ ‎قيود"ØŒ‎ ‎بهذه‎ ‎‎‎الكلمات استهلت‎ ‎والدة‎ ‎الأسيرة‎ ‎ايرينا‎ ‎سراحنه‎ ‎الاوكرانية‎ ‎فلنتينا‎ ‎فاكوتا) ‎‏50‏ عاما‏ (‎التي‎ ‎تقيم‎ ‎في‎ ‎مدينة‎ ‎فينيسيا‎ ‎‎‎حديثها‎ ‎فور‎ ‎وصولها‎ ‎لمطار‎ ‎اللد أمس‎ ‎مع‎ ‎حفيدتها‎ ‎ياسمين‎ ‎بعدما‎ ‎أنجزت‎ ‎جمعية‎ ‎خريجي‎ ‎الجامعات الاوكرانية‎ ‎‎‎والسفير‎ ‎الفلسطيني‎ ‎في‎ ‎اوكرانيا‎ ‎الدكتور‎ ‎محمد‎ ‎الأسعد ورئيس‎ ‎الجالية‎ ‎المهندس‎ ‎شحدة‎ ‎الأدهم‎ ‎ترتيبات‎ ‎سفرها‎ ‎‎‎ووصولها‎ ‎لرام الله‎ ‎لتكون‎ ‎في‎ ‎استقبال‎ ‎كريمتها‎ ‎التي‎ ‎قضت‎ ‎في‎ ‎سجون‎ ‎الاحتلال‎ ‎‏9‏ سنوات‎ ‎منذ‎ ‎اعتقالها‎ ‎مع‎ ‎زوجها‎ ‎‎‎إبراهيم‎ ‎سراحنه.‎‏ في‏‎ ‎المطار‎‎ØŒ‎ ‎كان‎ ‎في‎ ‎استقبالها‎ ‎المحامية‎ ‎بثينة‎ ‎دقماق‎ ‎رئيسة‎ ‎مؤسسة مانديلا‎ ‎والمحرر‎ ‎فواز‎ ‎‎‎بختان‎ ‎والدكتورة‎ ‎أريج‎ ‎عودة‎ ‎رئيسة‎ ‎جمعية خريجي‎ ‎الجامعات‎ ‎الاوكرانية‎ ‎للتحضير‎ ‎وقالت‎ ‎الوالدة‎ ‎التي‎ ‎لم‎ ‎‎‎تتمكن من‎ ‎زيارة‎ ‎كريمتها‎ ‎سوى‎ ‎مرتين‎ ‎وسط‎ ‎اجراءات‎ ‎امنية‎ ‎مشددة :‎لم‎ ‎أصدق الخبر‎ ‎عندما‎ ‎اتصلت‎ ‎بي‎ ‎أسيرة‎ ‎‎‎محررة‎ ‎صديقة‎ ‎لابنتي‎ ‎وأبلغتني‎ ‎أن ايرينا‎ ‎ضمن‎ ‎الصفقة‎‎ØŒ‎ ‎بكيت‎ ‎وفرحت‎ ‎وتمنيت‎ ‎أن‎ ‎اكون‎ ‎في‎ ‎استقبالها مع‎ ‎‎‎طفلتها‎ ‎التي‎ ‎تركتها‎ ‎في‎ ‎سن‎ ‎‏3‏‎ ‎سنوات‎ ‎وأضافت "‎لم‎ ‎اتوقع‎ ‎أن‎ ‎تنجز المعاملة‎ ‎والتذكرة‎ ‎بسرعة‎ ‎وأن‎ ‎أحظى‎ ‎بهذا‎ ‎الدفء‎ ‎الفلسطيني‎ ‎في الخارج‎ ‎وهنا‎ ‎حتى‎ ‎شعرت‎ ‎أن‎ ‎لابنتيأسرة كبيرة‎ ‎تمتد‎ ‎من‎ ‎اوكرانيا حتى‎ ‎بيت‎ ‎لحم".‎
وبكت‏‎ ‎‎‎والدة‎ ‎ايرينا‎ ‎وقالت :‎"لا‎ ‎توجد‎ ‎كلمات‎ ‎تصف‎ ‎مشاعري‎ ‎ككل‎ ‎أم تريد‎ ‎رؤية‎ ‎ابنتها‎ ‎وسعيدة‎ ‎أنني‎ ‎أرى‎ ‎أصدقاءها‎ ‎‎‎ينتظرونها‎ ‎ويحبونها‎ ‎بهذه الحرارة‎ ‎ولكني‎ ‎لم‎ ‎أنم‎ ‎منذ‎ ‎اسبوع‎ ‎وأنا‎ ‎أنتظر‎ ‎ولم‎ ‎أصدق‎ ‎ومن‎ ‎يوم‎ ‎الثلاثاء حتى‎ ‎لحظة‎ ‎‎‎عناق‎ ‎ابنتي‎ ‎أشعر‎ ‎إنها‎ ‎أطول‎ ‎سنوات‎ ‎عمري".
وقالت‏‎ ‎المحامية‎ ‎بثينة‎ ‎دقماق‎ ‎: "إنني‎ ‎كأم‎ ‎وأزور‎ ‎ايرينا‎ ‎وأعرف‎ ‎‎‎شوقها لأمها‎ ‎شعرت‎ ‎بشعور‎ ‎مختلف‎ ‎لكوني‎ ‎أعرف‎ ‎الأطراف‎ ‎وعايشت‎ ‎ايرينا طوال‎ ‎فترة‎ ‎اعتقالها".‎‏ وأفادت‏‎ ‎دقماق‎ ‎‎‎التي‎ ‎تابعت‎ ‎ملف‎ ‎ايرينا‎ ‎منذ‎ ‎اعتقالها‎ ‎أن‎ ‎دولة الاحتلال اعتقلت‎ ‎ايرينا‎ ‎وزوجها‎ ‎في‎ ‎‏22/5/2002‏‎‎ØŒ‎ ‎وبعد‎ ‎انتهاء‎ ‎‎‎حكمها‎ ‎بالمرحلة الأولى‎ ‎قررت‎ ‎ابعادها‎ ‎لكنها‎ ‎رفضت‎ ‎وأصرت‎ ‎على‎ ‎البقاء‎ ‎مع‎ ‎اسرة‎ ‎زوجها ابراهيم (41 عاماً)‎‎‎ الذي‎ ‎يقبع‎ ‎في‎ ‎سجن‎ ‎ريمون‎ ‎ويقضي‎ ‎حكما‎ ‎بالسجن المؤبد‎ ‎‏6‏‎ ‎مرات‎ ‎اضافة‎ ‎لـ‎ ‎‏45‏‎ ‎عاما‎ ‎ØŒ‎ ‎لذلك‎ ‎جرى‎ ‎مضاعفة‎ ‎‎‎حكمها‎ ‎بالسجن لمدة‎ ‎‏20‏‎ ‎عاما‎ ‎ØŒ‎ ‎وذكرت‎ ‎أن‎ ‎الاحتلال‎ ‎فرق‎ ‎طفلتيها‎ ‎ياسمين‎ ‎وغزالة‎ ‎ولم يسمح‎ ‎للصغيرة‎ ‎المقيمة‎ ‎‎‎باوكرانيا‎ ‎وجدتها‎ ‎بزيارتها‎ ‎سوى‎ ‎مرة‎ ‎واحدة.‎
أما‏‎ ‎الصغيرة‎ ‎ياسمين‎ ‎التي‎ ‎تنتظر‎ ‎شقيقتها‎ ‎غزاله‎ ‎المقيمة‎ ‎مع‎ ‎جديها ‏‏في‎ ‎بيت‎ ‎لحم‎‎ØŒ‎ ‎فقد‎ ‎ارتسمت‎ ‎على‎ ‎محياها‎ ‎معالم‎ ‎السعادة،‎ ‎ولأنها‎ ‎لا تعرف‎ ‎العربية‏‏‎ ‎كانت‎ ‎تشكر‎ ‎الله‎ ‎‎‎بلهجتها‎ ‎الاوكرانية‎‎ØŒ‎ ‎وقالت:" ‎اليوم أسعد‎ ‎يوم‎ ‎في‎ ‎حياتي‎ ‎لم‎ ‎أصدق‎ ‎ولن‎ ‎أصدق‎ ‎حتى‎ ‎أراها‎ ‎وأقبلها‎‎ØŒ‎ ‎إنها لحظات‎ ‎‎‎انتظار‎ ‎صعبه‎‎ØŒ‎ ‎لكني‎ ‎حزينه‎ ‎لأن‎ ‎أبي‎ ‎لن‎ ‎يخرج‎ ‎من‎ ‎السجن‎‎ØŒ إنها‎ ‎حياة‎ ‎قاسية".
والدة‏‎ ‎ايرينا‎ ‎عبرت‎ ‎عن‎ ‎حزنها‎ ‎‎‎لأن‎ ‎زوج‎ ‎كريمتها‎ ‎لن‎ ‎يفرج‎ ‎عنه، وقالت:" ‎وضعنا‎ ‎فرح‎ ‎وحزن‎‎ØŒ‎ ‎فصعب‎ ‎علينا‎ ‎أن‎ ‎نفقد‎ ‎الأب‎ ‎والأم‎ ‎ولكن‎ ‎نأمل ‏‏أن‎ ‎يتحرر‎ ‎إبراهيم‎ ‎قريبا‎ ‎وأن‎ ‎يكون‎ ‎الإفراج‎ ‎عن‎ ‎ابنتي‎ ‎مقدمة‎ ‎لخلاص زوجها‎ ‎من‎ ‎جحيم‎ ‎الاحتلال‎ ‎وسجونه".
واضافت :‎"إن‎ ‎الاهم‎ ‎هو‎ ‎تحقق‎ ‎الوعد بالإفراج‎ ‎عن‎ ‎ايرينا‎ ‎وبعدها‎ ‎عليها‎ ‎أن‎ ‎تقرر‎ ‎مصيرها‎ ‎إذا‎ ‎كانت‎ ‎سترافقها أو‎ ‎‎‎تعيش‎ ‎في‎ ‎بيت‎ ‎لحم‎‎ØŒ‎ ‎فهي‎ ‎حرة‎ ‎ولكن‎ ‎الأهم‎ ‎أن‎ ‎تعيش‎ ‎حرة‎ ‎وبسعادة مع‎ ‎أسرتها‎ ‎حيث‎ ‎تريد".‎

(المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 18/10/2011)