شقيقة الأسير هزاع السعدي: أخي الوحيد مازال في السجن منذ 26 عاما وأمي لم ‏نبلغها بالصفقة حتى لا تموت

لم‎ ‎يبق‎ ‎احد‎ ‎إلا وبكى‎ ‎وحزن‎ ‎وتأثر‎ ‎من‎ ‎مسؤولين‎ ‎وممثلي المؤسسات‎ ‎وأسرى‎ ‎وأسيرات‎ ‎محررين‎ ‎وكل الحضور‎ ‎في‎ ‎قاعة‎ ‎محافظة‎ ‎جنين‎ ‎على‎ ‎وقع صدى‎ ‎كلمات‎ ‎المواطنة‎ ‎حكمية‎ ‎السعدي شقيقة‎ ‎الأسير‎ ‎هزاع‎ ‎السعدي‎ ‎التي‎ ‎أصرت على‎ ‎نقل‎ ‎رسالة‎ ‎ألمها‎ ‎وحزنها‎ ‎لاستثناء شقيقها‎ ‎من‎ ‎صفقة‎ ‎الوفاء‎ ‎للأحرار‎ ‎رغم انه‎ ‎قضى‎ ‎‏26‏‎ ‎عاما‎ ‎في‎ ‎الأسر.‎ وبشموخ‎ ‎وكبرياء‎ ‎اعتلت‎ ‎السعدي منصة‎ ‎حفل‎ ‎توزيع‎ ‎مكرمة‎ ‎الرئيس محمود‎ ‎عباس‎ ‎للمحررين‎ ‎الذي‎ ‎نظمته محافظة‎ ‎جنين‎ ‎ووزارة‎ ‎الأسرى‎ ‎ونادي‎ ‎الأسير، وعرضت‎ ‎أمام‎ ‎الحضور‎ ‎صورا‎ ‎وقالت:" ‎هذا المنزل‎ ‎الذي‎ ‎شيدته‎ ‎وأمي‎ ‎لوحيدنا‎ ‎هزاع الذي‎ ‎اعتقلوه‎ ‎في‎ ‎سن‎ ‎‏18‏‎ ‎عاما‎ ‎وتجاوز اليوم‎ ‎ال‎ ‎‏45‏‎ ‎من‎ ‎عمره‎ ‎وشطبوا‎ ‎اسمه‎ ‎من‎ ‎كل الصفقات، منذ‎ ‎اختطاف‎ ‎شاليط‎ ‎وعدونا وأكدوا‎ ‎لنا‎ ‎أنهم‎ ‎سيعيدون‎ ‎هزاع‎ ‎لامي المريضة‎ ‎التي‎ ‎قضت‎ ‎عمرها‎ ‎على‎ ‎بوابات السجون، ثلاث‎ ‎شقيقات‎ ‎لم‎ ‎نعرف‎ ‎طعم ومعنى‎ ‎وفرح‎ ‎العيد‎ ‎أو‎ ‎غيره، استعدينا لعيد‎ ‎الأضحى‎ ‎لعودة‎ ‎هزاع‎ ‎ولكنه‎ ‎لم‎ ‎يعود،‎ ‎فلماذا‎ ‎ظلم‎ ‎أخي‎ ‎ØŸ". وبحضور‎ ‎عضو‎ ‎اللجنة‎ ‎المركزية‎ ‎لحركة "‎فتح" ‎رئيس‎ ‎كتلتها‎ ‎البرلمانية‎ ‎عزام الأحمد،‎ ‎ووزير‎ ‎شؤون‎ ‎الأسرى‎ ‎عيسى قراقع، والنائب‎ ‎المحرر‎ ‎جمال‎ ‎حويل‎ ‎ونائب محافظ‎ ‎جنين‎ ‎عبد‎ ‎الله‎ ‎بركات‎ ‎وأمين سر‎ ‎حركة‎ ‎فتح‎ ‎في‎ ‎الإقليم‎ ‎عطا‎ ‎أبو ارميله‎ ‎وعميد‎ ‎الأسرى‎ ‎السابق‎ ‎أبو‎ ‎السكر والأسرى‎ ‎المحررين‎ ‎وذويهم، فان‎ ‎حكمية التي‎ ‎قاومت‎ ‎دموعها‎ ‎وهي‎ ‎تتابع‎ ‎حديثها بعد‎ ‎عودتها‎ ‎من‎ ‎زيارة‎ ‎شقيقها‎ ‎في‎ ‎سجن "‎جلبوع "‎ØŒ‎ ‎قالت: "جرحنا‎ ‎كبير‎ ‎رغم فرحي‎ ‎بعودة‎ ‎وتحرر‎ ‎رفاق‎ ‎وأخوات‎ ‎هزاع،‎ ‎لكن‎ ‎لا‎ ‎احد‎ ‎يسد‎ ‎مكان‎ ‎الآخر، ونحن بحاجة‎ ‎لأخي‎ ‎ليكون‎ ‎مع‎ ‎أمي‎ ‎التي‎ ‎قاومت الأمراض‎ ‎وأصرت‎ ‎على‎ ‎إنهاء‎ ‎تشييد‎ ‎منزله ليعمره‎ ‎وتفرح‎ ‎بزفافه، ولكن‎ ‎كل‎ ‎وعودهم تلاشت‎ ‎وظلموا‎ ‎أخي‎ ‎في‎ ‎الصفقة‎ ‎فإلى‎ ‎متى سيبقى‎ ‎أسيرا‎ ‎ØŸ‎ ‎وهو‎ ‎وهب‎ ‎حياته‎ ‎لفلسطين ØŸØŒ‎ ‎ومضت‎ ‎تقول:" ‎أوجه‎ ‎رسالتي‎ ‎للجميع لنقلها‎ ‎للرئيس‎ ‎أخي‎ ‎ما‎ ‎زال‎ ‎صامدا‎ ‎في سجنه‎ ‎فلا‎ ‎تنسوه‎ ‎وارفعوا‎ ‎الظلم‎ ‎عنه‎‎ØŒ صدقوني‎ ‎لن‎ ‎نبلغ‎ ‎أمي‎ ‎أن‎ ‎الصفقة‎ ‎أنجزت وقلنا‎ ‎لها‎ ‎انها‎ ‎تأجلت‎ ‎لتعيش‎ ‎على‎ ‎الأمل ولا‎ ‎يكون‎ ‎مصيرها‎ ‎كأبي‎ ‎الذي‎ ‎رحل‎ ‎قبل تحرر‎ ‎هزاع".

الرئيس‎ ‎والأسرى
وقف‎ ‎الجميع‎ ‎احتراما‎ ‎لكلمة‎ ‎الأخت التي‎ ‎تعيش‎ ‎وطأة‎ ‎العذاب‎ ‎منذ‎ ‎اعتقال شقيقها‎ ‎المحكوم‎ ‎بالسجن‎ ‎مدى‎ ‎الحياة‎ ‎ØŒ بينما‎ ‎أعلن‎ ‎النائب‎ ‎الأحمد‎ ‎أن‎ ‎الرئيس محمود‎ ‎عباس‎ ‎والقيادة‎ ‎الفلسطينية لن‎ ‎يهدأ‎ ‎لها‎ ‎بال‎ ‎قبل‎ ‎تحرير‎ ‎آخر‎ ‎أسير فلسطيني .‎
رئيس‎ ‎كتلة "‎فتح"‎ البرلمانية‎ ‎الذي هنأ المحررين، قال: "إن‎ ‎السلام‎ ‎العادل والدائم‎ ‎والشامل‎ ‎مع‎ ‎الجانب‎ ‎الصهيوني مرتبط بمجموعة من العوامل‎ ‎وفي مقدمتها‎ ‎تبييض‎ ‎السجون من كافة الأسرى والأسيرات،‎ ‎وأن‎ ‎الرئيس‎ ‎أخذ على‎ ‎عاتقه‎ ‎تحرير‎ ‎الأسرى‎ ‎وفي‎ ‎مقدمتهم القدامى‎ ‎ولن‎ ‎يكون‎ ‎مفاوضات‎ ‎أو‎ ‎سلام قبل‎ ‎تبييض‎ ‎السجون‎ ‎وإطلاق‎ ‎سراح‎ ‎كل أسرانا‎ ‎وأسيراتنا "‎ØŒ‎ ‎وأضاف:" ‎كنا‎ ‎نتمنى أن‎ ‎لا‎ ‎يكون‎ ‎لنا‎ ‎أسرى‎ ‎ولكن‎ ‎طبيعة‎ ‎الصراع تفرض‎ ‎الكثير‎ ‎من‎ ‎القضايا‎ ‎وما‎ ‎دام‎ ‎الصراع قائما‎ ‎والشعب‎ ‎الفلسطيني‎ ‎يقاوم‎ ‎ويقاتل لاستعادة‎ ‎حقوقه‎ ‎فهذه‎ ‎ضريبة‎ ‎علينا‎ ‎أن نحتملها‎ ‎ولكن‎ ‎لن‎ ‎نخذل‎ ‎أسرانا‎ ‎وسنبقى نعمل‎ ‎في‎ ‎كل‎ ‎المجالات‎ ‎حتى‎ ‎نعانقهم‎ ‎أحرار بلا‎ ‎قيود ".‎
وشدد‎ ‎الأحمد‎ ‎على‎ ‎ضرورة‎ ‎إنجاز‎ ‎ملف المصالحة‎ ‎الوطنية،‎ ‎وإنهاء‎ ‎حالة‎ ‎الانقسام، التي‎ ‎هي‎ ‎شاذة‎ ‎في‎ ‎تاريخ‎ ‎العمل‎ ‎الوطني خاصة‎ ‎في هذه‎ ‎المرحلة‎ ‎الذي‎ ‎يناضل شعبنا‎ ‎من‎ ‎أجل‎ ‎الإنجاز‎ ‎الوطني‎ ‎الفلسطيني ومن‎ ‎أجل‎ ‎تحقيق‎ ‎الثوابت‎ ‎الوطنية، وقال: "‎لتكن‎ ‎مناسبة‎ ‎تحرير‎ ‎أسرانا‎ ‎والاحتفاء بهم‎ ‎والتي‎ ‎لها‎ ‎سمه‎ ‎خاصة‎ ‎علينا‎ ‎أن‎ ‎نرفض أي‎ ‎محاولة‎ ‎لتسميم‎ ‎الفرحة‎ ‎وكما‎ ‎كان اتفاق‎ ‎المصالحة‎ ‎بني‎ ‎على‎ ‎وثيقة‎ ‎الأسرى Ùˆ‎ ‎تحرك‎ ‎كل‎ ‎القوى‎ ‎باتجاه‎ ‎الحوار‎ ‎وبلورة وثيقة‎ ‎الوفاق، فليكن‎ ‎هذا‎ ‎العرس‎ ‎الوطني دافعا‎ ‎جديدا‎ ‎لنا‎ ‎للسير‎ ‎قدما‎ ‎لانجاز‎ ‎ملف المصالحة‎ ‎وإنهاء‎ ‎الانقسام‎ ‎البغيض‎ ‎الذي هو‎ ‎حالة‎ ‎شاذه‎ ‎وخاصة‎ ‎في‎ ‎هذه‎ ‎المرحلة التي‎ ‎تزداد‎ ‎فيها‎ ‎التحديات‎ ‎أمام‎ ‎شعبنا وهو‎ ‎يكافح‎ ‎ويقاوم‎ ‎بكل‎ ‎الأساليب‎ ‎لإنهاء الاحتلال‎ ‎وإقامة‎ ‎الدولة‎ ‎وتحقيق‎ ‎الثوابت والآمال‎ ‎والطموحات‎ ‎التي‎ ‎أول‎ ‎متطلباتها إنهاء‎ ‎الانقسام‎ ‎واستعادة‎ ‎وحدتنا ".‎

الوزير‎ ‎قراقع
وهنأ‎ ‎الوزير‎ ‎قراقع‎ ‎في‎ ‎كلمته‎ ‎الأسيرات والأسرى‎ ‎الذين‎ ‎أكدوا‎ ‎أن‎ ‎شعبنا‎ ‎أقوى‎ ‎من إرادة‎ ‎المحتل‎ ‎وان‎ ‎السجن‎ ‎لا‎ ‎يغلق‎ ‎بابه‎ ‎على أحد‎ ‎بفضل‎ ‎وحدة‎ ‎وصلابةونضال‎ ‎كل شعبنا‎ ‎وفصائله‎ ‎التي‎ ‎ستواصل‎ ‎معركتها حتى‎ ‎تحطيم‎ ‎السجون‎ ‎وتحقيق‎ ‎حلم‎ ‎الحرية والتحرر‎ ‎للوطن‎ ‎والأسرى‎ ‎وشعبنا .‎ وقال‎ ‎قراقع: " ‎كل‎ ‎محرر‎ ‎يحمل‎ ‎لنا‎ ‎رسالة من‎ ‎أسرانا‎ ‎خلف‎ ‎القضبان‎ ‎قادة‎ ‎ومسؤولين ومعاقين‎ ‎ومرضى‎ ‎ونساء‎ ‎وأسرى‎ ‎يقضون أكثر‎ ‎من‎ ‎‏20‏‎ ‎عاما‎ ‎بأن‎ ‎نستمر‎ ‎ونواصل الجهد‎ ‎لنبيض‎ ‎السجون‎ ‎فلن‎ ‎يكتمل‎ ‎الفرح إلا‎ ‎بعودة‎ ‎جنود‎ ‎الحرية‎ ‎وأبطال‎ ‎الحرية ورحيل‎ ‎الاحتلال ".‎ وأضاف:" ‎هذا‎ ‎قدر‎ ‎شعبنا‎ ‎الذي‎ ‎ينتصر بصموده‎ ‎الان‎ ‎سان‎ ‎ÙŠ‎ ‎على‎ ‎دولة‎ ‎الكيان الصهيوني النووية‎‎ØŒ فمن‎ ‎كان‎ ‎يعتقد‎ ‎أن‎ ‎المؤبد‎ ‎المطلق سيتكسر‎ ‎ويغلق‎‎ØŸØŒ وكيف‎ ‎سنعيد‎ ‎ونحرر هزاع‎ ‎السعدي‎ ‎وعثمان‎ ‎بني‎ ‎حسن‎ ‎وأسامة السيلاوي‎ ‎وأسامة‎ ‎أبو‎ ‎حنانه‎ ‎ونائل‎ ‎واحمد جابر‎ ‎والمئات‎ ‎ممن‎ ‎تحرروا‎ ‎ولا‎ ‎زالوا، فأحيانا يصل‎ ‎الإنسان‎ ‎لليأس‎ ‎لكن‎ ‎الإيمان‎ ‎بعدالة هذه‎ ‎القضية‎ ‎يعطينا‎ ‎الأمل، ويؤكد‎ ‎لنا أن‎ ‎الحرية‎ ‎قادمة‎ ‎لان‎ ‎الفيتو‎ ‎والشروط الصهيونية‎ ‎تحطمت‎ ‎أمام‎ ‎قوة‎ ‎شعبنا وارداته‎ ‎وأقدسها‎ ‎الحرية .‎ ودعا‎ ‎قراقع‎ ‎إلى‎ ‎الالتفاف‎ ‎الجماهيري على‎ ‎المستوى‎ ‎الرسمي‎ ‎والشعبي‎ ‎وتكاتف الجهود‎ ‎والضغط‎ ‎من‎ ‎أجل‎ ‎الإفراج‎ ‎عن جميع‎ ‎الأسرى‎ ‎في‎ ‎السجون‎‎ØŒ مطالبا‎ ‎بإنهاء‎ ‎كافة‎ ‎الإجراءات‎ ‎التعسفية التي‎ ‎اتخذت‎ ‎بحق‎ ‎الأسرى‎ ‎وما‎ ‎تزال‎ ‎تمارس من‎ ‎قبل‎ ‎الاحتلال.‎ وأشار‎ ‎إلى‎ ‎الاهتمام‎ ‎الذي‎ ‎توليه‎ ‎القيادة الفلسطينية‎ ‎لقضية‎ ‎الأسرى،‎ ‎داعيا الأسرى‎ ‎المحررين‎ ‎لأن‎ ‎يكونوا‎ ‎رسلا‎ ‎للوحدة الوطنية‎ ‎وأن‎ ‎يلملموا‎ ‎الجرح‎ ‎النازف‎ ‎من خلال‎ ‎التوحد‎ ‎حول‎ ‎وثيقة‎ ‎الوفاق‎ ‎الوطني التي‎ ‎خطت‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎وثيقة‎ ‎الأسرى.‎ وأشار‎ ‎قراقع، الى‎ ‎أن‎ ‎مكرمة‎ ‎الرئيس "‎أبو‎ ‎مازن"‎ تعبير‎ ‎رمزي‎ ‎عن‎ ‎الوفاء‎ ‎والحب والدعم‎ ‎للمحررين، وان‎ ‎الرعاية‎ ‎ستستمر حتى‎ ‎إنصافهم‎ ‎وتوفير‎ ‎حياة‎ ‎كريمة‎ ‎لهم على‎ ‎طريق‎ ‎حرية‎ ‎كل‎ ‎الأسرى، مضيفا:"انقل‎ ‎لكم‎ ‎رسالة‎ ‎الرئيس‎ ‎لا‎ ‎يمكن‎ ‎أن‎ ‎يتحقق سلام‎ ‎ما‎ ‎دام‎ ‎هناك‎ ‎أسرى‎ ‎وجلادين".

كلمة‎ ‎المحرر‎ ‎المحروم
وألقى‎ ‎سامر‎ ‎المحروم‎ ‎كلمة‎ ‎الأسرى المحررين،‎ ‎شكر‎ ‎فيها‎ ‎جميع‎ ‎من‎ ‎وقف‎ ‎إلى جانب‎ ‎قضيتهم‎ ‎وعمل‎ ‎على‎ ‎إطلاق‎ ‎سراحهم، داعيا‎ ‎للإفراج‎ ‎عن‎ ‎كافة‎ ‎الأسرى،‎ ‎خاصة الأسرى‎ ‎القدامى‎ ‎والمرضى‎ ‎وكبار‎ ‎السن.‎ وقال: "الأسرى‎ ‎مشاريع‎ ‎شهادة‎ ‎ولكن‎ ‎شاء قدر‎ ‎الله‎ ‎أن‎ ‎يكونوا‎ ‎في‎ ‎الأسر‎ ‎لذلك‎ ‎فان تكريمهم‎ ‎والوفاء‎ ‎لهم‎ ‎يتحقق‎ ‎من‎ ‎خلال تحريرهم، لن‎ ‎نفرح‎ ‎فما‎ ‎زلنا‎ ‎أسرى‎ ‎مع‎ ‎كل أبطال‎ ‎الحرية‎ ‎الذين‎ ‎نتذكرهم‎ ‎كل‎ ‎لحظة باسماءهم‎ ‎وصورهم‎ ‎وبطولاتهم‎ ‎ونعاهدهم أننا‎ ‎سنبقى‎ ‎نناضل‎ ‎حتى‎ ‎تحريرهم".
المحروم‎ ‎الذي‎ ‎قضى‎ ‎‏26‏‎ ‎عاما‎ ‎في‎ ‎سجون الاحتلال، استذكر‎ ‎وتحدث‎ ‎عن‎ ‎أسرى محافظة‎ ‎جنين‎ ‎القدامى‎ ‎وقال: "خجلت خلال‎ ‎زيارة‎ ‎ذويهم‎ ‎لعودتي‎ ‎دونهم‎ ‎ولكن نقول‎ ‎لهم‎ ‎لن‎ ‎نتوقف‎ ‎لن‎ ‎يغمض‎ ‎لنا‎ ‎جفن حتى‎ ‎تحطيم‎ ‎القيود‎ ‎وكسر‎ ‎التصنيفات والمعايير، ونطالب‎ ‎ونؤكد‎ ‎على‎ ‎ضرورة أن‎ ‎تكون‎ ‎قضية‎ ‎الأسرى‎ ‎كالقدس‎ ‎والعودة وقبل‎ ‎أي‎ ‎قضية‎ ‎أخرى".
ودعا‎ ‎المحروم‎ ‎لاستكمال‎ ‎مسيرة‎ ‎المصالحة وتنفيذ‎ ‎اتفاق‎ ‎الوحدة‎ ‎لحشد‎ ‎كل‎ ‎الطاقات لمواصلة‎ ‎المشوار‎ ‎نحو‎ ‎اكتمال‎ ‎الحلم‎ ‎والفرح بتحرير‎ ‎كل‎ ‎الأسرى‎ ‎وشعبنا، وأضاف: "‎مثلما‎ ‎أعاد‎ ‎لنا‎ ‎الرئيس‎ ‎محمود‎ ‎عباس‎ ‎الأمل بخطابه‎ ‎في‎ ‎الأمم‎ ‎المتحدة‎ ‎ودعا‎ ‎لنرفع رأسنا‎ ‎لنفخر‎ ‎إننا‎ ‎فلسطينيين، نطالبه بأن‎ ‎يتمسك‎ ‎بالأمل‎ ‎حتى‎ ‎يتحقق‎ ‎لنقول للأسرى‎ ‎افخروا‎ ‎انتم‎ ‎محررين". وطالب‎ ‎المحروم‎ ‎بتطبيق‎ ‎البند‎ ‎الخامس من‎ ‎قانون‎ ‎الأسرى‎ ‎والمحررين‎ ‎لإنصافهم وتوفير‎ ‎حياة‎ ‎كريمة‎ ‎لهم .‎
بدوره،‎ ‎حيا‎ ‎أحمد‎ ‎أبو‎ ‎الحسن‎ ‎مدير مديرية‎ ‎الأسرى‎ ‎ومحمد‎ ‎حبش‎ ‎عضو إقليم"‎فتح"‎ المحررين‎ ‎وذويهم، وأكدا أن‎ ‎نضال‎ ‎شعبنا‎ ‎لن‎ ‎يتوقف‎ ‎ما‎ ‎دام‎ ‎أسير في‎ ‎سجنه .‎
وفي‎ ‎كلمته‎ ‎نقل‎ ‎نائب‎ ‎المحافظ‎ ‎عبد‎ ‎الله بركات‎ ‎تحيات‎ ‎الرئيس‎ ‎محمود‎ ‎عباس، وتهانيه‎ ‎للأسرى‎ ‎المحررين‎ ‎وعائلاتهم، مشيدا‎ ‎بتضحيات‎ ‎ونضالات‎ ‎الحركة الأسيرة‎ ‎التي‎ ‎لازمت‎ ‎قضيتنا‎ ‎الوطنية منذ‎ ‎الاحتلال.‎ وثمن‎ ‎الدور‎ ‎الذي‎ ‎تقوم‎ ‎به وزارة‎ ‎الأسرى‎ ‎في‎ ‎مجال‎ ‎الاهتمام‎ ‎بالأسرى وتسليط‎ ‎الضوء‎ ‎على‎ ‎قضيتهم،‎ ‎وإبرازها على‎ ‎كافة‎ ‎المستويات‎ ‎العربية‎ ‎والإسلامية وفي‎ ‎المحافل‎ ‎الدولية‎ ‎باعتبارها‎ ‎قضية وطنية.‎
وفي‎ ‎كلمته‎ ‎نعى‎ ‎بركات‎ ‎الأسير‎ ‎المحرر العقيد‎ ‎قدوره‎ ‎ذياب‎ ‎الذي‎ ‎قضى‎ ‎في المعتقلات‎ ‎الصهيونية" ‎‏13‏ "‎عاما‎ ‎حيث وافته‎ ‎المنية‎ ‎أمس‎ ‎الأول‎ ‎اثر‎ ‎مرض‎ ‎لم يمهله‎ ‎طويلا‎‎ØŒ وقال‎ ‎إننا‎ ‎برحيله‎ ‎نفتقد أخا‎ ‎وقائدا‎ ‎عرفناه‎ ‎داخل‎ ‎المعتقلات‎ ‎وبكل الميادين‎ ‎مناضلا‎ ‎صلبا .‎
وفي‎ ‎كلمة‎ ‎نادي‎ ‎الأسير‎ ‎والقوى‎ ‎الوطنية والإسلامية‎ ‎دعا‎ ‎راغب‎ ‎أبو‎ ‎دياك‎ ‎الأسرى المحررين‎ ‎الى‎ ‎العمل‎ ‎على‎ ‎ترسيخ‎ ‎الوحدة الوطنية‎ ‎وذلك‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎لعب‎ ‎دور ايجابي‎ ‎بهذا‎ ‎السياق‎ ‎خاصة‎ ‎وأنهم‎ ‎يحظوا بثقة‎ ‎الجميع‎ ‎ولديهم‎ ‎القدرة‎ ‎بالتأثير على‎ ‎ذلك .‎
دعا‎ ‎الحضور‎ ‎جميعا‎ ‎والذين يمثلون‎ ‎كافة‎ ‎شرائح‎ ‎المجتمع‎ ‎الفلسطيني الى‎ ‎بذل‎ ‎المزيد‎ ‎من‎ ‎التكاتف‎ ‎والتفاعل‎ ‎مع قضية‎ ‎الأسرى‎ ‎الذين‎ ‎ما‎ ‎زالوا‎ ‎يقبعون في‎ ‎سجون‎ ‎الاحتلال‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎المشاركة بالعديد‎ ‎من‎ ‎البرامج‎ ‎والنشاطات‎ ‎والذين هم‎ ‎بهذا‎ ‎الوقت‎ ‎أحوج‎ ‎ما‎ ‎يكونون‎ ‎للوقوف معهم .‎
وألقى‎ ‎المحرر‎ ‎منصور‎ ‎أبو‎ ‎علي‎ ‎ممثل أسرى‎ ‎الداخل‎ ‎كلمة‎ ‎نقل‎ ‎فيها‎ ‎تحيات وتهاني‎ ‎قيادات‎ ‎ومؤسسات‎ ‎وفعاليات وجماهير‎ ‎شعبنا‎ ‎في‎ ‎الداخل‎ ‎وشدد‎ ‎على ضرورة‎ ‎مواصلة‎ ‎النضال‎ ‎حتى‎ ‎انتزاع الأسرى‎ ‎وتحطيم‎ ‎القيود، وعبر‎ ‎عن التأثر‎ ‎البالغ‎ ‎لان‎ ‎الصفقة‎ ‎لم‎ ‎تشمل‎ ‎باقي الأسيرات‎ ‎وخاصة‎ ‎الداخل .‎
وفي‎ ‎نهاية‎ ‎الحفل، سلم‎ ‎عزام‎ ‎الأحمد، والوزير عسى‎ ‎قراقع،‎ ‎ونائب‎ ‎المحافظ‎ ‎وممثلو المؤسسات، مكرمة‎ ‎الرئيس‎ ‎محمود‎ ‎عباس، إلى‎ ‎الأسرى‎ ‎والأسيرات‎ ‎المحررين‎ ‎في المحافظة .‎ وبلغ‎ ‎عدد‎ ‎الأسرى‎ ‎المستفيدين‎ ‎من المكرمة‎ ‎‏17‏‎ ‎أسيرا،‎ ‎من‎ ‎أصل‎ ‎‏36‏‎ ‎أفرج‎ ‎عنهم، منهم‎ ‎من‎ ‎أبعد‎ ‎إلى‎ ‎قطاع‎ ‎غزة‎ ‎وقسم‎ ‎إلى خارج‎ ‎الوطن.‎

(المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 28/02/2012)