فلسطينيات يشعرن بالإحباط لأن صفقة التبادل لم تشمل أزواجهن

تشعر عبلة سعدات زوجة زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات الذي لن يحرر ضمن صفقة حماس شاليط بخيبة الأمل والإحباط رغم تعبيرها عن سعادتها بفرح أمهات وزوجات وذوي الأسرى الذين ستشملهم الصفقة. وقالت عبلة: "كنا نأمل أن يكون أحمد سعدات في الصفقة. وطالما أن الصفقة تتحدث عن تحرير أسرى فلسطينيين فنحن فرحون لتحريرهم وعندنا أمل بتحرير باقي الأسرى، فقضيتهم قضية كبيرة وسامية". وأقرت الحكومة الصهيونية ليل الثلاثاء الاربعاء اتفاقا يقضي بالافراج عن 1027 أسيرة وأسير فلسطيني على مرحلتين مقابل إخلاء سبيل الجندي جلعاد شاليط المحتجز لدى حماس منذ اكثر من خمس سنوات، ويبلغ عدد الاسيرات 27 أسيرة فلسطينية. وكان رئيس جهاز الامن الداخلي الصهيوني الشين بيت يورام كوهين اعلن للصحافيين انه "لن يتم الإفراج عن مروان البرغوثي وأحمد سعدات"، وهما أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية والامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وعبرت عبلة سعدات عن قلقها على حياة أحمد سعدات المضرب منذ حوالي 16 يوما عن الطعام. وقالت: "هم يضربون عن الطعام داخل السجون ونحن لا نأكل إلا لنقف على أقدامنا للإعتناء بأولادنا لأن قلقنا عليهم وخوفنا على حياتهم يصيبنا بالرعب والخوف".
وأضافت "عندما نجلس أنا وأبنائي الأربعة نجتمع والخوف يسيطر علينا ولكن لا أحد يبوح بقلقه أو خوفه، أما الحقيقة فنحن قلقون على حياته، فلقد طارده الاحتلال طوال الوقت واستهدفه كثيرا".
وحكم على سعدات بالسجن لمدة 30 عاما في 2008 وهو معتقل في السجن الانفرادي منذ أربعة أعوام. وأشارت عبلة سعدات إلى البعد الانساني لما تعانيه زوجات السجناء وأمهاتهم.
وقالت: "إن القلق والوحدة اللتين نعانيهما لبعد أزواجنا وأبناءنا عنا ندفع ثمنها غاليا. فنحن نتحول إلى أم وأب ونتحمل الأعباء الاقتصادية ونقف إلى جانب أبناءنا بغياب رجالنا، هم يناضلون في الداخل ونحن نناضل في الخارج".
أما سناء عمرو  25 عاما شقيقة الأسيرة عبير عمرو من مدينة دورا جنوب الخليل فعبرت عن فرحتها الشديدة لنبأ الإفراج عن الأسيرات. وقالت "لا تتسع لنا الدنيا من الفرحة لم نصدق آذاننا عندما تلقينا الخبر الثلاثاء". وأوضحت سناء عمرو "قضيت سبع سنوات في السجون مع شقيقتي عبير واعتقلت عندما كان عمري 16 عاما، وأعرف معاناة السجون". وتابعت "لم أر عبير منذ عامين، هي متهمة بطعن مستوطن في مدينة الخليل ومحكومة 16 عاماً قضت منهم 11 عاما وهي تنتمي لحركة فتح".
من جهتها بدت وفاء أبو غلمي 34 عاما متفائلة إزاء إمكانية أن تشمل صفقة التبادل زوجها رغم أنها لا تعلم لغاية الآن إن كان ضمن الصفقة أم لا.
ووفاء هي زوجة عاهد أبو غلمي المتهم بقيادة خلية تابعة للجبهة الشعبية قامت باغتيال وزير السياحة الصهيوني رحبعام زئيفي وحكم عليه بالسجن المؤبد سبعة مرات.
وقالت وفاء: "يبقى لنا أمل كبير حتى آخر لحظة أتابع الاخبار والمواقع الالكترونية منذ أن علمت بأنباء اتمام الصفقة، علني أرى قائمة بالأسماء".
واعتقل أبو غلمي في 2002 من قبل السلطة الفلسطينية، بعد أن كان مر على زواجه ثلاث أعوام. ثم اعتقلته قوات الاحتلال في 2006 من سجن تابع للسلطة الفلسطينية. وتحرص وفاء على التواجد يومياً في خيمة اعتصام نصبت داخل الساحة الرئيسية في مقر الصليب الاحمر في البيرة تضامنا مع المعتقلين الفلسطينيين المضربين عن الطعام في السجون منذ 16 يوما.
وفي خيمة الاعتصام نفسها، قالت نعمة منصور  61 عاما من دير جرير، وهي ترفع صورة ابنها عصمت  36 عاماً المعتقل لدى الكيان منذ 18 عاما وينتمي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وحكم عليه بالسجن 22 عاما "لم أنم منذ سمعت باتمام صفقة التبادل أمس، وإن شاء الله سيتم الافراج عنه". وبدت نعمة متأكدة من أن إبنها عصمت سيكون بين المفرج عنهم.
وقالت "اتصلنا بحركة حماس أكثر من مرة وأكدوا لنا ان ابني عصمت سيكون من بين الذين سيفرج عنهم".

 (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 13/10/2011)