أم فارس جرادات: أنتظر الإفراج عن شقيقي المحكوم بالسجن 35 مؤبدا وإبني المحكوم 39 عاما‏

تصلي‎ ‎الحاجة أم‎ ‎فارس‎ ‎ليل‎ ‎نهار‎ ‎ليمن‎ ‎الله‎ ‎بالفرج‎ ‎عن‎ ‎شقيقها الأسير‎ ‎سامي‎ ‎سليمان‎ ‎‎إبراهيم‎ ‎جرادات‎ ‎الذي‎ ‎يقضي حكما‎ ‎بالسجن‎ ‎المؤبد‎ ‎‏35‏‎ ‎مرة،‎ ‎ونجلها‎ ‎ضرغام‎ ‎حسني سليمان‎ ‎شواهنة‎ ‎المحكوم‎ ‎‎بالسجن‎ ‎الفعلي‎ ‎لمدة‎ ‎‏38‏ عاما،‎ ‎وما‎ ‎بين‎ ‎الصلاة‎ ‎والدعاء‎ ‎تمضي‎ ‎لحظات‎ ‎طويلة في‎ ‎التأمل‎ ‎والحديث‎ ‎لصورهم‎ ‎‎التي‎ ‎يتوسطها‎ ‎صور شقيقها‎ ‎الشهيد‎ ‎صالح‎ ‎التي‎ ‎تزين‎ ‎واجهة‎ ‎منزلها‎ ‎في بلدة‎ ‎السيلة‎ ‎الحارثية‎ ‎غرب‎ ‎جنين .‎

لن‎ ‎‎يأتي‎ ‎العيد
وفي‎ ‎لحظة‎ ‎حزن‎ ‎لا‎ ‎تقوى‎ ‎فيها‎ ‎عن‎ ‎وقف دموعها،‎ ‎تقول‎ ‎الحاجة‎ ‎التي‎ ‎تجاوزت‎ ‎العقد‎ ‎‎الخامس:‎‏ ‏"‎استعدينا‎ ‎لاستقبالهم‎ ‎والفرح‎ ‎بحريتهم‎ ‎في‎ ‎عيد الأضحى‎ ‎القادم،‎ ‎ولكن‎ ‎لم‎ ‎يحالفهم‎ ‎الحظ‎ ‎ورغم ذلك‎ ‎‎مازلت‎ ‎أعيش‎ ‎على‎ ‎أمل‎ ‎أن‎ ‎يكون‎ ‎لهم‎ ‎نصيب في‎ ‎المرحلة‎ ‎الثانية‎ ‎من‎ ‎صفقة‎ ‎التبادل‎ ‎لتنتهي‎ ‎أيام الحزن‎ ‎والألم‎ ‎التي‎ ‎‎أصبحت‎ ‎رفيقة‎ ‎دربي‎ ‎وحياتي، فمنذ‎ ‎سنوات‎ ‎لم‎ ‎نفرح‎ ‎بمناسبة‎ ‎ولم‎ ‎نشعر‎ ‎بطعم عيد،‎ ‎فكيف‎ ‎لقلبي‎ ‎أن‎ ‎يشعر‎ ‎بأي‎ ‎‎معنى‎ ‎لسعادة وأخي‎ ‎الأول‎ ‎صالح‎ ‎بالقبر‎ ‎أعدموه‎ ‎بدم‎ ‎بارد‎ ‎وتركوا ولده‎ ‎بلا‎ ‎أب،‎ ‎وأخي‎ ‎الثاني‎ ‎سامي‎ ‎غيبوه‎ ‎عنا‎ ‎‎للأبد‎ ‎في حكم‎ ‎أبكي‎ ‎كلما‎ ‎نطقته،‎ ‎وفلذة‎ ‎كبدي‎ ‎ضرغام‎ ‎مقيد بحكمه‎ ‎ومرضه‎ ‎وحتى‎ ‎علاجه‎ ‎ممنوع،‎ ‎لن‎ ‎يأتي‎ ‎أو ‏يكون‎ ‎عيد‎ ‎في‎ ‎منزلنا‎ ‎في‎ ‎غيابهم".

قلبي‎ ‎على‎ ‎ولدي
ورغم‎ ‎اعتقال‎ ‎ضرغام‎ ‎الابن‎ ‎الثاني‎ ‎في‎ ‎عائلتها المكونة‎ ‎من‎ ‎‏9‏‎ ‎‎أفراد‎ ‎دون‎ ‎معاناة‎ ‎من‎ ‎الأمراض،‎ ‎تمضي الوالدة‎ ‎لحظات‎ ‎طويلة‎ ‎في‎ ‎قرع‎ ‎أبواب‎ ‎المؤسسات والهيئات‎ ‎لمساعدتها‎ ‎‎في‎ ‎الضغط‎ ‎على‎ ‎إدارة‎ ‎السجون لعلاجه‎ ‎بعدما‎ ‎أصيب‎ ‎بعدة‎ ‎أمراض،‎ ‎وقالت: "حتى عندما‎ ‎كان‎ ‎مطلوبا‎ ‎للاحتلال‎ ‎‎قبل‎ ‎اعتقاله‎ ‎تمتع بصحة‎ ‎جيدة،‎ ‎فهو‎ ‎قوي‎ ‎كصخر‎ ‎فلسطين‎ ‎وبطل من‎ ‎فرسان‎ ‎الأقصى‎ ‎ولكن‎ ‎ما‎ ‎تعرض‎ ‎له‎ ‎من‎ ‎‎أساليب تحقيق‎ ‎عقب‎ ‎اعتقاله‎ ‎في‎ ‎مسلخ‎ ‎سجن‎ ‎الجلمة المركزي‎ ‎لمدة‎ ‎‏100‏‎ ‎يوم‎ ‎مورس‎ ‎خلالها‎ ‎بحقه‎ ‎كل ‏صنوف‎ ‎العذاب‎ ‎من‎ ‎عزل‎ ‎وشبح‎ ‎وضرب‎ ‎اثر‎ ‎على وضعه‎ ‎الصحي،‎ ‎فقد‎ ‎تساقطت‎ ‎أسنانه‎ ‎بسبب الضرب‎ ‎‎والتحقيق".
وأضافت: "ورغم‎ ‎نقله‎ ‎الى‎ ‎سجن‎ ‎مجدو‎ ‎رفضوا علاج‎ ‎أسنانه،‎ ‎ثم‎ ‎تدهور‎ ‎وضعه‎ ‎الصحي‎ ‎لأنه‎ ‎أصبح ‏يعاني‎ ‎من‎ ‎تقرحات‎ ‎في‎ ‎معدته،‎ ‎وللعام‎ ‎الثاني‎ ‎على التوالي‎ ‎يجري‎ ‎نقله‎ ‎من‎ ‎سجن‎ ‎لآخر‎ ‎ويرفضون علاجه،‎ ‎واثر‎ ‎‎إصابته‎ ‎بمضاعفات‎ ‎نقل‎ ‎لمستشفى الرملة‎ ‎مرتين‎ ‎ورغم‎ ‎معاينته،‎ ‎إلا‎ ‎أن‎ ‎العلاج‎ ‎لم‎ ‎يكن مناسبا‎ ‎لوضعه‎ ‎الصحي‎ ‎‎وهو‎ ‎بحاجة‎ ‎ماسة‎ ‎لطبيب مختص‎ ‎لأسنانه‎ ‎ومعدته،‎ ‎ومازال‎ ‎الجميع‎ ‎عاجزا‎ ‎عن إدخال‎ ‎طبيب‎ ‎له،‎ ‎لذلك‎ ‎فان‎ ‎قلبي‎ ‎‎حزين‎ ‎على‎ ‎ولدي الذي‎ ‎يتألم‎ ‎وأنا‎ ‎غير‎ ‎قادرة‎ ‎على‎ ‎رفع‎ ‎الظلم‎ ‎والمعاناة عنه‎ ‎وحتى‎ ‎الدواء‎ ‎ممنوع".

طريق‎ ‎النضال ‏
وبفخر‎ ‎واعتزاز،‎ ‎تتحدث‎ ‎أم‎ ‎فارس‎ ‎عن‎ ‎أسرتها المناضلة‎ ‎التي‎ ‎نالها‎ ‎نصيب‎ ‎كبير‎ ‎من‎ ‎قمع‎ ‎وظلم الاحتلال‎ ‎والتي‎ ‎‎بدأت‎ ‎باستهداف‎ ‎شقيقها‎ ‎صالح، وقالت: "طاردته‎ ‎قوات‎ ‎الاحتلال‎ ‎مع‎ ‎انطلاقة انتفاضة‎ ‎الأقصى‎ ‎‎وتعرض‎ ‎لمحاولات‎ ‎اغتيال‎ ‎عديدة وتهديد‎ ‎ورفض‎ ‎أن‎ ‎يسلم‎ ‎نفسه‎ ‎حتى‎ ‎باغتته الوحدات‎ ‎الخاصة‎ ‎في‎ ‎منزل‎ ‎أحد‎ ‎‎أبناء‎ ‎عمومتنا المرحوم‎ ‎تيسير‎ ‎جرادات‎ ‎في‎ ‎جنين،‎ ‎هاجموا‎ ‎صالح قائد‎ ‎سرايا‎ ‎القدس‎ ‎وأطلقوا‎ ‎النار‎ ‎عليه‎ ‎بدم‎ ‎بارد مع‎ ‎ابن‎ ‎عمه‎ ‎فادي‎ ‎جرادات‎ ‎أمام‎ ‎زوجة‎ ‎صالح وشقيقة‎ ‎فادي )‎هنادي‎ ‎جرادات‎ ‎التي‎ ‎نفذت‎ ‎فيما بعد‎ ‎‎عملية‎ ‎الثار‎ ‎لصالح‎ ‎وفادي‎ ‎في‎ ‎مطعم‎ ‎مكسيم في‎ ‎حيفا(‎ØŒ‎ ‎ورغم‎ ‎إصابتهما‎ ‎أعدموهما‎ ‎بدم‎ ‎بارد في‎ ‎‏12‏ / ‎‏6‏/ ‎‏2003‏‎ ‎".
وأضافت: "وبينما‎ ‎كنا‎ ‎نعيش‎ ‎الم‎ ‎وصدمه‎ ‎اغتيال صالح،‎ ‎بدأت‎ ‎قوات‎ ‎الاحتلال‎ ‎بملاحقة‎ ‎شقيقي‎ ‎سامي ‏)‎شقيق‎ ‎‎الشهيد‎ ‎صالح(‎ واعتقل‎ ‎في‎ ‎عملية‎ ‎خاصة استمرت‎ ‎يومين‎ ‎في‎ ‎بلدتنا‎ ‎السيلة‎ ‎الحارثية‎ ‎بعد يومين‎ ‎من‎ ‎حصاره‎ ‎‎وقصف‎ ‎بالطائرات‎ ‎وهدم‎ ‎أجزاء من‎ ‎منزله‎ ‎في‎ ‎‏22‏ / ‎‏10‏ / ‎‏2003‏‎ ‎ØŒ‎ ‎ثم‎ ‎حكم‎ ‎بالسجن‎ ‎المؤبد ‏35‏‎ ‎إضافة‎ ‎Ù„‎ ‎‏50‏‎ ‎‎عاما‎ ‎بتهمة‎ ‎قيادة‎ ‎سرايا‎ ‎القدس والضلوع‎ ‎في‎ ‎عملية‎ ‎ابنة‎ ‎عمه‎ ‎الشهيدة‎ ‎هنادي )‎التي تبناها‎ ‎الجناح‎ ‎المسلح‎ ‎لحركة‎ ‎‎الجهاد‎ ‎الإسلامي).

ضرغام‎ ‎المطارد
تلك‎ ‎الأحداث‎ ‎التي‎ ‎تتالت‎ ‎عبر‎ ‎انتفاضة‎ ‎الأقصى لم‎ ‎تؤثر‎ ‎في‎ ‎معنويات‎ ‎أم‎ ‎‎فارس‎ ‎التي‎ ‎تتحدث‎ ‎عن أشقائها‎ ‎ونجلها‎ ‎بشموخ‎ ‎وفخر،‎ ‎وقالت: "على‎ ‎درب أخواله‎ ‎سار‎ ‎ضرغام‎ ‎بشكل‎ ‎سري،‎ ‎فقد‎ ‎‎أنجبته‎ ‎في ‏1978/7/24‏‎ ‎ØŒ‎ ‎ودرس‎ ‎ضرغام‎ ‎حتى‎ ‎الصف‎ ‎الحادي عشر‎ ‎لكنه‎ ‎كان‎ ‎وبمقدار‎ ‎ما‎ ‎هو‎ ‎حنون‎ ‎وبار‎ ‎لنا‎ ‎‎تميز بطيبة‎ ‎قلبه‎ ‎فكنت‎ ‎اشعر‎ ‎أن‎ ‎شيئا‎ ‎يجذبني‎ ‎إليه دون‎ ‎أشقائه‎ ‎الآخرين‎ ‎وهو‎ ‎عطوف‎ ‎رقيق‎ ‎يحب الناس،‎ ‎وتأثر‎ ‎‎كثيرا‎ ‎بممارسات‎ ‎الاحتلال‎ ‎ومنذ صغره‎ ‎كان‎ ‎يقول‎ ‎إن‎ ‎طموحه‎ ‎تحرير‎ ‎فلسطين،‎ ‎لذلك كان‎ ‎يشارك‎ ‎في‎ ‎المسيرات‎ ‎‎والمواجهات‎ ‎رغم‎ ‎انه‎ ‎تزوج ورزق‎ ‎بثلاثة‎ ‎أبناء".
وأضافت: "بشكل‎ ‎سري‎ ‎التحق‎ ‎بكتائب‎ ‎شهداء الأقصى،‎ ‎وبعد‎ ‎‎اعتقاله‎ ‎علمنا‎ ‎أنه‎ ‎كان‎ ‎دوما‎ ‎في مقدمة‎ ‎الصفوف‎ ‎في‎ ‎المواجهات‎ ‎والاشتباكات‎ ‎المسلحة وبعدما‎ ‎داهمت‎ ‎قوات‎ ‎‎الاحتلال‎ ‎منزلنا‎ ‎وطالبت بتسليمه‎ ‎اختفى‎ ‎وانقطعت‎ ‎أخباره‎ ‎وأصبح‎ ‎اسمه على‎ ‎رأس‎ ‎قائمة‎ ‎المطلوبين".
تحدق‎ ‎أم‎ ‎‎فارس‎ ‎بصور‎ ‎أسيرها‎ ‎وتضم‎ ‎أحفادها أطفاله‎ ‎لصدرها‎ ‎وقالت: "حب‎ ‎الوطن‎ ‎تفوق‎ ‎في‎ ‎أعماق على‎ ‎كل‎ ‎شيء،‎ ‎‎وبسبب‎ ‎التهديد‎ ‎تنقل‎ ‎من‎ ‎منطقة لأخرى‎ ‎وحرم‎ ‎من‎ ‎أطفاله‎ ‎لمدة‎ ‎عامين‎ ‎أمضاها‎ ‎متنقلا بين‎ ‎محافظات‎ ‎الوطن‎ ‎دون‎ ‎‎أن‎ ‎يتوقف‎ ‎الاحتلال‎ ‎عن دهم‎ ‎منزلنا‎ ‎وتدمير‎ ‎محتوياته‎ ‎وتهديدنا‎ ‎بتصفية ضرغام‎ ‎الذي‎ ‎رفض‎ ‎الاستسلام."‎

الاعتقال‎ ‎‎والحكم
استمر‎ ‎الاحتلال‎ ‎في‎ ‎رصد‎ ‎ضرغام‎ ‎حتى‎ ‎تمكن‎ ‎من اعتقاله،‎ ‎وقالت‎ ‎أم‎ ‎فارس: "استجاب‎ ‎الله‎ ‎لدعواتي في‎ ‎‎حمايته‎ ‎من‎ ‎مكرهم‎ ‎وشرهم‎ ‎في‎ ‎اغتياله،‎ ‎وكان ألمنا‎ ‎وحزننا‎ ‎كبير‎ ‎عندما‎ ‎علمنا‎ ‎أنهم‎ ‎حاصروه في‎ ‎كمين‎ ‎في‎ ‎بلدة‎ ‎‎عانين‎ ‎حيث‎ ‎اعتقل‎ ‎في‎ ‎تاريخ ‏2006/5/31‏‎ ‎وبعد‎ ‎التحقيق‎ ‎والمعاناة‎ ‎حكم‎ ‎بالسجن الفعلي‎ ‎لمدة‎ ‎‏38‏‎ ‎عاما‎ ‎بتهمة‎ ‎‎العضوية‎ ‎في‎ ‎كتائب شهداء‎ ‎الأقصى‎ ‎والمشاركة‎ ‎في‎ ‎اشتباكات‎ ‎مسلحة ضد‎ ‎الاحتلال‎ ‎الذي‎ ‎استمر‎ ‎في‎ ‎عقابه،‎ ‎لكن‏ ‏ضرغام أبى‎ ‎إلا‎ ‎أن‎ ‎يكون‎ ‎صامدا‎ ‎وقوي‎ ‎الإرادة،‎ ‎مؤمنا‎ ‎برسالته وحقه‎ ‎المشروع‎ ‎في‎ ‎الدفاع‎ ‎عن‎ ‎أرضه‎ ‎ووطنه،‎ ‎‎فعاقبوه بالعزل‎ ‎والنقل‎ ‎بين السجون.

أطفال الأسير
يبكي‎ ‎أطفاله‎ ‎الثلاثة‎ ‎في‎ ‎غياب‎ ‎والدهم،‎ ‎وتكرس الجدة‎ ‎حياتها‎ ‎‎لرعايتهم‎ ‎وتربيتهم‎ ‎والتخفيف‎ ‎من معاناتهم،‎ ‎فياقوت‎ ‎تبلغ‎ ‎من‎ ‎العمر‎ ‎اليوم‎ ‎‏11‏‎ ‎عاما، وعرين‎ ‎‏10‏‎ ‎سنوات،‎ ‎‎وصالح‎ ‎الذي‎ ‎اسماه‎ ‎كذلك تيمنا‎ ‎بشقيقه‎ ‎الشهيد‎ ‎أصبح‎ ‎في‎ ‎سن‎ ‎‏8‏‎ ‎سنوات، وقالت‎ ‎الجدة: "أولاده‎ ‎لا‎ ‎ينسونه‎ ‎لحظة‎ ‎‎وهم‎ ‎تفتحت أعينهم‎ ‎على‎ ‎بوابات‎ ‎السجون،‎ ‎دوما‎ ‎يتساءلون‎ ‎متى سيفرج‎ ‎عن‎ ‎والدي،‎ ‎ونحن‎ ‎نريد‎ ‎أن‎ ‎نراه‎ ‎وان‎ ‎يرى ‏تفوقنا‎ ‎وان‎ ‎يكون‎ ‎معنا‎ ‎في‎ ‎الأعياد‎ ‎والمناسبات‎ ‎أن نعيش‎ ‎بين‎ ‎أكنافه‎ ‎وأحضانه‎ ‎لننعم‎ ‎بكرمه‎ ‎وحبه لنا‎ ‎كأطفال‎ ‎‎العالم".
الدموع‎ ‎لغتها‎ ‎الوحيدة‎ ‎للرد‎ ‎على‎ ‎أحفادها،‎ ‎بينما ياقوت‎ ‎التي‎ ‎شاهدت‎ ‎والدها‎ ‎وأدركت‎ ‎أنه‎ ‎أبيها‎ ‎في سجنه‎ ‎‎تنهمك‎ ‎دوما‎ ‎في‎ ‎كتابة‎ ‎الأشعار‎ ‎والرسائل والقصص‎ ‎عن‎ ‎والدها،‎ ‎وقالت: "أشعر‎ ‎بشوق‎ ‎لأبي وفي‎ ‎كل‎ ‎زيارة‎ ‎أشاهد‎ ‎‎الألم‎ ‎والأمل‎ ‎في‎ ‎عينيه‎ ‎احزن وابكي‎ ‎لأنني‎ ‎مشتاقة‎ ‎لان‎ ‎ننام‎ ‎بحضنه،‎ ‎في‎ ‎العيد أتألم‎ ‎لأنني‎ ‎لا‎ ‎أحصل‎ ‎وإخوتي‎ ‎على‎ ‎‎عيدية‎ ‎أبي التي‎ ‎كنا‎ ‎ننتظرها‎ ‎العيد‎ ‎القادم".
وأضافت: "لذلك اكتب‎ ‎دوما،‎ ‎وإضافة‎ ‎لحبي‎ ‎للتعليم‎ ‎ورغبتي‎ ‎بالنجاح ‏ليبقى‎ ‎رأس‎ ‎أبي‎ ‎مرفوعا‎ ‎بي،‎ ‎فإنني‎ ‎أحب‎ ‎أن‎ ‎اكتب عنه‎ ‎وله‎ ‎وأمل‎ ‎أن‎ ‎تنشر‎ ‎كتاباتي‎ ‎في‎ ‎الصحف‎ ‎ليقراها أبي‎ ‎‎ويفتخر‎ ‎بابنته‎ ‎التي‎ ‎تفخر‎ ‎ببطولته‎ ‎وتعتبره قدوتها‎ ‎وتحلم‎ ‎أن‎ ‎تعانقه‎ ‎حرا".
وفي‎ ‎الجزء‎ ‎الآخر‎ ‎من‎ ‎صور‎ ‎المعاناة،‎ ‎‎تعاني‎ ‎عائلة الأسير‎ ‎من‎ ‎سياسة‎ ‎منع‎ ‎الزيارات،‎ ‎وقالت‎ ‎الوالدة:‎‏ ‏"‎شقيقه‎ ‎طلعت‎ ‎لم‎ ‎ير‎ ‎ضرغام‎ ‎منذ‎ ‎‏3‏‎ ‎سنوات‎ ‎علما ‏أنه‎ ‎اعتقل‎ ‎عام‎ ‎‏2008‏‎ ‎وأمضى‎ ‎في‎ ‎السجن‎ ‎‏32‏‎ ‎شهرا، أما‎ ‎شقيقه‎ ‎محمد‎ ‎فالمنع‎ ‎الأمني‎ ‎مستمر‎ ‎بحقه منذ‎ ‎‎‏6‏‎ ‎سنوات،‎ ‎وحتى‎ ‎عندما‎ ‎تزوجت‎ ‎شقيقته جنان‎ ‎لم‎ ‎نفرح‎ ‎لاعتقاله‎ ‎لذلك‎ ‎على‎ ‎أبواب‎ ‎العيد القادم‎ ‎نتأمل‎ ‎أن‎ ‎يدرج‎ ‎‎اسمه‎ ‎ضمن‎ ‎المرحلة‎ ‎الثانية من‎ ‎الصفقة‎ ‎ليعود‎ ‎لأسرته‎ ‎وأطفاله‎ ‎وحضني‎ ‎الذي ينتظر‎ ‎عناقه".

(المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 30/10/2011)