أهالي الأسرى: "كرامتنا أغلى ما نملك.. فلا لسياسة التفتيش العاري المذلة

خرجوا من كل حدب وصوب في محافظة الخليل، رسالتهم "ليصل صوتنا لكل أعمى يرى معاناتنا ولا يحرك ساكناً"، أعلنوها صرخة تقرع أبواب الكبرياء، اعتصموا أمام معبر "ميتار" جنوب الخليل. وبقلوبهم الدامية وعيونهم الدامعة استقلوا حافلاتهم وهتفوا "لا لسياسة التفتيش العاري المذل بحق أمهاتنا وأخواتنا"، إنهم عائلات الأسرى ومن تضامن معهم من الأجانب ومن أهالي الخليل.
الحاجة روضة 61 عاماً أنهكتها السنين، وهي تنتظر فلذة كبدها الأسير إياد أبو شخيدم، المحكوم 18 مؤبداً في سجون الاحتلال، قالت: لن يستطيع الاحتلال كسر إرادتنا، فسياسة التفتيش العاري ومنعنا من زيارة أبنائنا هي جريمة أخرى تضاف إلى جرائم الاحتلال المتواصلة بحق شعبنا، وهي عار على جبين كل المؤسسات الحقوقية والإنسانية في هذا العالم الأصم.
بدموع منهمرة، رسمت على وجنتي أم عبد السكافي 62 عاماً أبشع صورة لعذابات متراكمة، وهي تنتظر ابنيها المعتقلين في سجون الاحتلال يوسف 4 مؤبدات وعلاء مؤبد، قالت "نرفض سياسات الاحتلال العنجهية التي تعاقبنا وتعاقب أبناءنا الأبطال، فنحن نفضل عدم زيارتهم على أن نفتش تفتيشاً عارياً، الهدف منه فقط مزيد من الذل لأمهات وزوجات الأسرى وأخواتهم، "فمرارة الحياة يا بني"، خدشت وجوهنا، لكنها رسمت في داخلنا أجمل صور العز والكبرياء. المتضامنة الأجنبية من حركة التضامن الدولية "بيج"، أعربت عن أملها أن تمارس منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة دورها فعلياً على الأرض في فلسطين، قائلة:" على الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان أن تأتي إلى فلسطين، ليشاهدوا ما يمارسه الاحتلال بحق عائلات الأسرى من انتهاكات صارخة، كما يتوجب على هذه المنظمات والهيئات أن تدفع باتجاه أن يعامل الأسرى الفلسطينيون كأسرى حرب".
الحاج جبريل السراحنة 55 عاما قال: إن سياسة التفتيش العاري التي يمارسها الاحتلال بحق أهالي الأسرى، دليل على مدى ضعف السجان، قال تعالى، "لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون، لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون"، فالجندي المدجج بالسلاح يخشى على نفسه ويخاف من امرأة بلغت من العمر عتيا، تتسلح بإرادتها وإصرارها على مقاومة هذا الاحتلال البغيض، فوقفتنا اليوم هنا هي وقفة عز للأسرى وأهاليهم، وهي ذل للمحتل وأسياده الجبناء، "فلا نامت أعين الجبناء يا أسرانا البواسل".
وقال الناطق الإعلامي للجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلدة بيت أمر شمال الخليل محمد عياد عوض: "زحفت إلى هنا أنا وأخي وأبناؤنا للتضامن مع أسرانا وعائلاتهم، فهذا واجب وطني علينا أن نلبيه من أجل من يضحون بزهرة شبابهم من أجلنا، ليوفروا لنا حياة كريمة، كما أننا نتضامن مع الأسير البطل خضر عدنان المضرب عن الطعام منذ عشرات الأيام، ولم يستطع الاحتلال كسر إرادته الجبارة حتى اليوم".
الناطق الرسمي لحركة فتح في جنوب الخليل ماهر النمورة، أكد "أن هذه الفعالية هي بداية لسلسلة فعاليات تضامنية مع الأسرى وعائلاتهم، حتى إيقاف سياسة التفتيش العاري بحقهم، كما أنها رسالة "لإيصال الصوت عاليا ومدوياً لحكومة الاحتلال، بأن إرادة شعبنا الفلسطيني أقوى منكم ومن جنود معابركم المدججين بالسلاح مضيفا،"نعرب عن تضامننا مع الأسير خضر عدنان الذي شكل أسطورة في إضرابه عن الطعام منذ أكثر من 56 يوماً".
بدوره، قال مدير نادي الأسير في محافظة الخليل أمجد النجار: "نعتصم اليوم في وادي الخليل، بالتنسيق مع الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، احتجاجا على سياسة التفتيش العاري المذل بحق أمهات وزوجات وأخوات الأسرى. وأضاف: ننظم اعتصاماتنا، بالتعاون مع لجنة أهالي الأسرى والقوى الوطنية والفعاليات الشعبية ووزارة شؤون الأسرى، ولجان المساندة في كافة مواقع المحافظة، ونقول لحكومة الاحتلال "لا للتفتيش العاري ولا لإجراءاتكم العقابية بحق أسرانا وعائلاتهم".
وطالب النجار، الصليب الأحمر ومنظمات حقوق الإنسان، بالتدخل العاجل لمنع سياسة التفتيش العاري التي يمارسها جنود الاحتلال بحق أمهات وزوجات وأهالي الأسرى على الحواجز، وأن يكون لهذه المنظمات والمؤسسات دور حقيقي وواضح ضد هذه السياسة اللأخلاقية.

(المصدر: صحيفة الأيام الفلسطينية، 13/2/2012)