والدة الأسير حاتم الجيوسي: كل عام وأنت بخير "بُنَي"

لم تجد والدة الأسير حاتم الجيوسي، إلا البكاء للتعبير عن مشاعرها في ذكرى ميلاده هذا العام والذي تحتفل به مرة كل أربع سنوات، كونه ولد في 29 شباط عام 1972. تقول الحاجة نادية الزعبي: "لم أتمكن أن أقول له هذا العام كل عام وأنت بخير، لأنه ممنوع من الزيارة لتضامنه مع الأسرى المضربين عن الطعام، وعلي أن انتظر أربع سنوات أخرى لأقول له كل عام وأنت بخير".
أم حاتم كآلاف الأمهات الفلسطينيات، رغم كبرها بالسن، وأوضاعها الصحية لم تتخلف يوما عن الاعتصام الأسبوعي أمام مقر الصليب الأحمر في الحي الغربي من طولكرم، وتواصل الإمساك بصورة ابنها الأسير، وتقول: "اعتدت في ذكرى عيد ميلاده، أن أحتفل أمام مقر الصليب الأحمر في طولكرم، بإحضار كعكة كبيرة، أوزع قطعها على أمهات الأسرى المشاركات في الاعتصام". وأضافت "في هذا العام، والذي بلغ فيه حاتم ( 40 عاما) لم أحتفل كعادتي، بناء على طلبه، تضامنا مع الأسرى المضربين عن الطعام لنيل حقوقهم، إلا أنني فوجئت بالأهالي والمؤسسات يحضرون الكعك ويحتفلون بهذه المناسبة، وتبادلنا التحيات والعناق مع أمهات الأسرى المعتصمات، ولم أتمالك نفسي من البكاء لهذه اللفتة الجميلة التي لن أنساها".
وقالت: "ابني محكوم بـ 6 مؤبدات و 55 عاما، وفي كل عام أنتظر الإفراج عنه، فصفقة تبادل الأحرار أعطتنا أملا في تحرير حاتم وكل الأسرى، وأنا أشارك في الاعتصام الأسبوعي، نصرة لكل الأسرى، وأتذكر ميلاده وأحتفل به أمام مقر الصليب وفي المنزل، فأنا مشتاقة له كثيرا، وأتمنى أن أفرح به قريبا، وكل أملي برؤيته محررا مع إخوانه الأسرى.
وأضافت: "أستمد قوتي وصبري من صمود ولدي الذي يشحذني في كل زيارة له بالقوة والعزيمة، نقف إلى جانب بعضنا رغم البعاد ومدة الأسر الطويلة، ولكن الليل لن يطول مهما طالت ساعاته، وأن الفجر قادم، ولا شيء أمامنا إلا الصبر". واعتبرت تضامنها مع أمهات الأسرى في الاعتصام الأسبوعي هو أكبر عيد ميلاد لحاتم فهو موقف فخر واعتزاز لجميع الأسرى. وأضافت: "زرته في الأسبوع الماضي، حيث كانت رحلة صعبة للغاية، وإجراءات التفتيش المذلة والتأخير المتعمد، والذي قد يستمر لعدة ساعات لزيارة لا تزيد عن خمس عشرة دقيقة ولكن رؤيتي لحاتم بمعنوياته العالية وصبره وصموده رغم سياسات التنكيل من قبل إدارة السجن، أنساني رحلة السفر الشاقة وخفف معاناتي".
وقالت: "أنا على يقين أن حاتم وجميع الأسرى سيستنشقون قريبا نسيم الحرية، نعم طريقها صعب ومليء بالآلام ولكن تحقيقها حتمي لا محالة". وشددت على أنه آن الأوان لتحرك جدي من الجميع لإنهاء معاناة الأسرى والضغط نحو الإفراج عنهم دون قيد أو شرط.

 

(المصدر: صحيفة فلسطين، 18/4/2012)